اضطراب نهم الطعام أحد الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تهدد حياة العديد من الأفراد، هناك مشاكل صحية لا يملك الفرد الوعي الكافي عن أسبابها أو أعراضها الجانبية، وبالتالي تواجهه مع أضرارها على الصحة الجسدية والحالة النفسية دون العلم بأسباب ذلك، واضطراب نهم الطعام واحد من أشهر الاضطرابات النفسية التي يتغافل عنها الكثيرون، فالإفراط في تناول الطعام أو الشراهة الزائدة تجاه الطعام خلال اليوم تعتبر مشكلة صحية، والأطباء والمتخصصين يصنفونها كواحدة من الاضطرابات النفسية، تابع معنا لمعرفة أسباب وأعراض وطرق علاج اضطراب نهم الطعام.
اضطراب نهم الطعام
اضطراب نهم الطعام (Binge eating disorder) أو ما يعرف بشراهة الطعام حالة صحية عقلية خطيرة، حيث أن مريض هذا الاضطراب يتناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترات زمنية قصيرة، وذلك دون داعي أو سبب واضح مثل الجوع، بل يتناول الطعام بإفراط حتى بعد الشعور بالشبع مما يزيد من مشاعر عدم الراحة والانزعاج بعد الانتهاء من تناول الطعام.
أكد الأطباء على أن شراهة الطعام أو تناول الطعام القهري يدفع الإنسان إلى تناول الطعام دون أن يشعر، ويكون غير قادر تمامًا عن التحكم في رغبته بتناول الطعام، والجدير بالذكر أن حالات الشراهة يكون مخطط لها مسبقًا، فلا يمكن أن تحدث شراهة الطعام من تلقاء نفسها، والإنسان يشعر بالذنب وتأنيب الضمير والخجل بعد الإفراط في تناول الطعام.
معدلات الإصابة باضطراب نهم الطعام
اضطراب شراهة الطعام (BED) من أنواع اضطرابات الأكل والتغذية، والتي لم يتوصل الأطباء إلى تشخيص رسمي خاص بها، ومن الممكن إصابة الرجال والنساء في أي مرحلة عمرية باضطراب شراهة الطعام، ولكنه في أغلب الأحيان تحدث الإصابة في العشرينات أو أكبر، ومعدلات الإصابة تصل إلى حوالي 2% من سكان العالم.
والجدير بالذكر أن الإصابة باضطراب نهم الطعام تصاحبه اضطرابات، ومشاكل صحية أخرى لها علاقة وثيقة بالنظام الغذائي، ومن أبرزها ارتفاع مستويات الكوليسترول أو السكري في الدم، ولهذا السبب يتم تصنيفه على أنها من الاضطرابات النفسية، وعلاوة على ذلك، قد يتطور الاضطراب بسبب استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع مشكلة نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق.
ما سبب الرغبة في الأكل رغم الشبع
قد يجهل العديد من الأشخاص الأسباب وراء الإصابة باضطراب الأكل القهري، وقام عدد من الأطباء والمتخصصين بإجراء عدد من الفحوصات والاختبارات، ونتائج التقارير السريرية لم تكشف عن أسباب دقيقة وراء الإصابة بشراهة الأكل، ولكن حددت مجموعة من الدوافع والاحتمالات على النحو التالي:
1_ علم الوراثة
اضطراب نهم الطعام وفق عدد من الأبحاث والتقارير الطبية قد يكون لعلم الوراثة دور في الإصابة، وتحديدًا الأشخاص الذين يعانون من حساسية متزايدة تجاه الدوبامين، وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن مراكز المكافأة والمشاعر والمتعة، وبالفعل تم إثبات علاقة الوراثة باضطراب نهم الطعام.
2_ نوع الجنس
اضطراب شراهة الطعام أكثر شيوعا بين النساء مقارنة بالرجال، حيث أثبتت الإحصائيات أن 3.6% من نساء الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من اضطراب الأكل القهري، وذلك خلال مرحلة ما من مراحل حياتهن، وذلك بالمقارنة مع 2% من الرجال، ويرجع ذلك إلى الفروق البيولوجية بين الرجال والنساء.
3_ التغيرات في الدماغ
هناك دلائل توضح أن من يعاني من اضطراب شراهة الأهل يعاني من تغييرات واضحة في بنية الدماغ، والتي تؤدي إلى زيادة الاستجابة لتناول الأكل والتحكم في الرغبة تجاه الطعام.
4_ كتلة الجسم
هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن 50% من مرضى اضطراب نهم الطعام يعانون من السمنة، وحوالي 25% إلى 50% يبحثون عن العمليات الجراحية للتخلص من إنقاص الوزن، ومشاكل الوزن وكتلة الجسم من الدوافع وراء الإصابة باضطراب نهم الطعام.
5_ شكل الجسم
من يعاني من اضطراب نهم الطعام غالبًا ما يعاني من صورة سلبية تجاه الجسم، ويشعر بعدم الرضا عن شكله جسده ويبحث عن تغيير ذلك بطرق مختلفة، مثل اتباع أنظمة غذائية غير صحية أو الإفراط في تناول الطعام.
6_ الأكل بشراهة
الشراهة في تناول الطعام دون الشعور بالجوع أول خطوات الإصابة باضطراب الأكل القهري، وتحديدًا عندما يحدث ذلك خلال مرحلة المراهقة أو السنوات الأولى من الطفولة، لذلك مهم مراقبة العادات الصحية والغذائية لتناول الأكل.
7_ الصدمة العاطفية
تعتبر الصدمات العاطفية والضغوطات التي يتعرض لها الإنسان من أسباب الأكل القهري، وتكثر هذه الحالات بعد التعرض إلى حادث مؤلم أو بعد وفاة أحد أفراد العائلة، وعلاوة على ذلك، التنمر على الأطفال من دوافع الشراهة تجاه الطعام.
8_ حالات نفسية أخرى
80% من مرضى اضطراب نهم الطعام يعانون من مشاكل نفسية أخرى، والتي أعتبرها العلماء أحد الدوافع وراء الهروب من هذه المشكلة بتناول الطعام بإفراط، ويكثر ذلك في حالات الإصابة بالاكتئاب الحاد أو ثنائي القطب أو القلق والتوتر أو اضطراب ما بعد الصدمة.
9_ تعاطي المخدرات
أحدى الأسباب القوية التي تدفع الإنسان إلى تناول الطعام بشراهة هو تعاطي المخدرات، كما أن بعض المواد المخدرة تزيد من شهية المدمن، لذا يكون عرضة للإصابة باضطراب نهم الطعام القهري.
موضوعات ذات صلة: علاج الوسواس القهري نهائيًا
أعراض نهم الطعام
اضطراب نهم الطعام يتم تشخيصه من خلال بعض الأعراض الجانبية، حيث وضع العلماء والمتخصصين قائمة بالأعراض الدالة على إصابة الفرد باضطراب شراهة الأكل، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- تناول الطعام حتى بعد الوصول إلى نقطة الرضا والشبع إلى حد الانزعاج.
- كذلك تناول كميات كبيرة من الطعام حتى إذا كان الفرد لا يشعر بالجوع.
- أيضًا تناول وجبات ضخمة من الطعام حتى بعد الانتهاء من الوجبة مؤخرًا.
- تناول الأكل بسرعة كبيرة مما يجعله غير قادر على حساب كمية الطعام التي تناولها بالفعل، لذلك يتناول كميات كبيرة دون أن يشعر بذلك.
- تجنب تناول الطعام أمام الآخرين بل يفضل تناول الطعام منفردًا وبمعزل عن الأهل أو الأصدقاء.
- تناول الأكل كردة فعل واستجابة للضغط العاطفي (الأكل العاطفي).
- الانشغال الزائد طوال اليوم حول تنظيم وجبات الطعام.
- تخزين الأكل في أماكن بعيدة عن الآخرين ليصعب الوصول إليه.
- زيادة الوزن بشكل ملحوظ بسبب اتباع أنظمة غذائية تتطلب تناول وجبات كبيرة من الطعام.
- الشعور بالذنب وتأنيب الضمير بعد الانتهاء من تناول الطعام بشراهة بالغة.
- الهوس بالتفكير الدائم بالطعام وعدم تنظيم الوجبات.
- التقلبات المزاجية الحادة.
- القلق والتوتر المستمر خوفًا من انتهاء الطعام داخل المنزل.
- الإفراط في تناول الطعام خلال ساعات الليل.
ما هو علاج الشراهة في الاكل
مشكلة الأكل القهري أو ما يعرف باضطراب نهم الطعام لها مضاعفات خطيرة على الصحة النفسية والجسدية، حيث يتسبب في إصابة الفرد باضطرابات ومشاكل صحية أخرى، لذا ضروري الحديث عن كيفية علاج اضطراب نهم الطعام، أولًا تحتاج إلى سرعة التواصل مع أحد الأطباء النفسيين المتخصصين.
حيث أن تصنيف اضطراب الأكل القهري من الاضطرابات النفسية التي تحتاج إلى آليات العلاج المعرفي السلوكي، أو تقنيات العلاج النفسي التي تساعد المريض على تكوين علاقة صحية بين الإنسان والطعام، لذا داخل مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان يخضع المريض إلى برنامج علاجي شامل.
كما أن الأطباء والمتخصصين على قدر من الكفاءة والخبرة الطبية التي تساعدهم على التعامل مع أصعب حالات الأكل القهري، حيث يتم مساعدة المريض على التحكم في العادات الغذائية، فضلًا عن سير البرنامج العلاجي على النحو التالي:
- التشخيص المزدوج.
- المعالجة الدوائية.
- العلاج النفسي.
- الاستشارة الغذائية.
- الدعم العائلي.
- جلسات العلاج الجماعي.
- العلاج التحفيزي.
- العلاج الفردي.
نهاية موضوعنا اليوم حول اضطراب نهم الطعام:
اضطراب نهم الطعام حالة صحية وعقلية خطيرة تصيب ما يقارب 2% من سكان دول العالم، وهو اضطراب نفسي يدفع الإنسان إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، ثم الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، وتحدثنا عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب، ويمكن معالجته بأحدث الطرق والآليات العلاجية الشاملة تحت إشراف أطباء، واستشاريين على مستوى من الخبرة والكفاءة داخل مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، فلا تردد في التواصل معنا.