علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت من العلاقات الوثيقة والوطيدة التي جعلتهما وجهان لعملة واحدة، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث أنه أكثر من نصف ملايين المجرمين المسجونين هم مُدينون فعليًا بتعاطي المخدرات، حيث يرتكب متعاطي المخدرات أي جريمة لدفع ثمن المخدرات والحصول عليها، والجريمة هي إرتكاب أي فعل أو تصرف يُخالف القانون.
وتعاقب عليه الدولة، كما تعد من أكبر المُشكلات الإجتماعية التي يُسببها الإدمان والتي من الممكن أن تدمر وتقتل الأرواح، ونظرًا لخطورة الأمر سوف يحمل هذا الموضوع في طياته أبرز ما يدور حول علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت بما في ذلك، التعرف على ما هي أنواع جرائم المخدرات؟ ما العلاقة ما بين المخدرات والإدمان،و أسباب تعاطي المخدرات.
علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت
الجدير بالذكر أن إرتكاب الجرائم هي عرض سلوكي من أعراض الإدمان، مما تبدوعلاقة المخدرات بالجرائم في الكويت بأنها علاقة سببية، كلما ازداد تعاطي المخدرات، انتشرت الجرائم بكافة أنواعها داخل المجتمع الكويتي، وهناك أكثر من عامل مؤثر بدرجة كبيرة على قوة علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت، وأكثرها هي التغييرات الشخصية والتغيرات الاجتماعية التي يمر بها المدمن، وفيما يلي قائمة بأهم تلك المتغيرات:
1_ التغيير التحفيزي
من المفاهيم المغلوطة عن المدمنين ومتعاطي المخدرات أنهم أقل تحفيزًا، ولكن الأمر على النقيض من ذلك تمامًا، لأنهم عادًة يكونوا متحمسون للغاية ويفكرون جيدًا في اتجاة تعاطي المخدرات فقط، الطُرق والوسائل التي تساعدهم في الحصول على المخدر، وفي نفس الوقت لا يفكرون في المخاطر التي تنطوي على تعاطي المخدرات، الأمر الذي يحفز علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت، فغالبًا ما تكون الجريمة هي أسهل خيار يلجأ إليه المدمن رغبًة في الحصول على الراحة.
2_ التغييرات الاجتماعية
غالبًا ما تتغير الديناميكيات الاجتماعية للمدمنين، حيث يعتقدون دائمًا أنهم يتعاطون المخدرات ليتمكنوا من التعامل مع المواقف الاجتماعية الشاقة مثل الأزمات والصدمات والحوادث، ولكن في الواقع ما هي إلا مفاهيم مغلوطة وادعاءات واعتقادات خاطئة لا يوجد لها أي أساس من الصحة، بل تعاطي المخدرات يضاعف ويفاقم من حدة الأزمات ولا يستطيعون العمل أو التعايش بشكل طبيعي في المجتمع.
3_ اضطراب الهرمونات
اضطراب الهرمونات من أبرز المشكلات الشائعة التي يعانيها المدمن، حيث يتأثر هرمون الدوبامين والأدرينالين بدرجة كبيرة بتعاطي المخدرات، نتيجة اعتماد الجسم في الحصول على المحفز لها من الخارج، فيبدأ الجسم في التأقلم والاعتماد بشكل كلى على المخدرات للشعور بالاسترخاء والسعادة والابتهاج ومزيد من النشوة، وبجانب الاعتماد الجسدي يعتمد أيضًا نفسيًا على تعاطي المخدرات ويجدون صعوبة في الحياة والعمل دون المخدرات، مما يترتب على ذلك تعرض المدمن لاضطراب نفسي وجسدي شديد عند التوقف بشكل مُفاجئ عن تعاطي المخدرات.
وهو ما يُسمى بالأعراض الانسحابية للمخدرات، والتي تتطلب تلقي بروتوكول علاجي متكامل ناجح لإعادة التأهيل ولإدارة أعراض الانسحاب والتعافي دون انتكاسة، حيث في حالة إهمال تلقي العلاج المهني للمخدرات يزداد احتمال انتكاسة المدمن لتعاطي المخدرات مرة أخرى بدرجة مُضاعفة، الأمر الذي يدفع الكثيرون إلى ارتكاب كافة أنواع جرائم العنف لتلبية احتياجاتهم من المخدرات.
انتشار الجريمة في الكويت بسبب المخدرات
في سياق الحديث عن علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت هل تعلم أن 75% من الجرائم بالكويت سببها المخدرات، والتي تنتشر بين الشباب والمراهقين وتعد مجرفة لهدم المجتمع كله، لذا حذر خبراء ومسؤولون بالدولة عن ضرورة الحد من انتشار المواد المخدرة، وتوعية أبناء الوطن عن خطورة هذا التيار الغاشم الذي يهدد استقرار الدولة بالكاملة، وأكدوا على حجم المخاطر الاجتماعية والأخلاقية التي تفاقم بتفاقم مشكلة الإدمان على المخدرات.
استدل الخبراء على دراسة أقامها الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان، والتي أثبتت أن %75 من الجرائم التي تقع داخل الكويت مرتبطة بشكل مباشر بالمخدرات والإدمان بسبب التعاطي أو الترويج، حيث أن الوضع في البلاد العربية أصبح مقلق للغاية، وأكدت البحوث العلمية على أن الدول ذات الدخل المرتفع تكون أكثر استهلاكًا للمواد المخدرة.
وأكد الأمين العام للاتحاد العربي للوقاية من الإدمان د. خالد الصالح على ضرورة تشجيع العلماء، والباحثين في المنطقة العربية على جمع البيانات وتحليلها للمساهمة في إيجاد الحلول، والاقتراحات المناسبة للوقاية من المخدرات، وبالتالي الحد من الجرائم المرتبطة بالمخدرات.
ما هي أنواع جرائم المخدرات؟
علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت تنعكس على ثلاثة أنواع من الجرائم، وهم كالتالي:
- الجرائم المتعلقة بالمخدرات.
- الأنشطة الإجرامية المُنظمة
- الجرائم التي يرتكبها المدمن.
الجرائم المتعلقة بالمخدرات
أي تصرف ينتهك أو يتعدى قوانين المخدرات مثل حيازة المخدرات أو استخدامها أو بيعها يعد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، فنجد أن من أبسط التهم التي تتعلق بالمخدرات هي حيازة المخدرات غير المشروع تداولها، الأمر الذي لا يتطلب إثبات نية أو ملكية الشخص للمخدرات التي تكون بحيازته، فبمجرد ضبط الشخص لحيازته على أي مادة مُخدرة على الفور تُوجه إليه تهم جنائية.
هذا الأمر ينطبق أيضًا على العقاقير الطبية المخدرة المُجدولة، حيث أن حيازة الشخص على كمية كبيرة من العقاقير دون وصفة طبية تستدعي ذلك، يُعرض نفسة للمُسائلة القانونية.
كما أن تجارة المخدرات وتهريبها من أبرز العوامل التي تساعد في توطيد علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت ، لأن جميع قوانين الإتجار بالمخدرات تحظر تمامًا الاتجار بالمخدرات أو بيعها أو تبادلها بأي طريقة حتى ولو كان الشخص غير متعاطي للمخدرات، الإتجار بالمخدرات من الجنايات الكُبرى الأكثر خطورة خاصًة إذا تم ضبط كميات كبيرة من المخدرات، أو الوفاة والقتل نتيجة الاتجار بالمخدرات.
كما أن صناعة المخدرات والعقاقير من أبرز الجرائم التي تحدث بالمجتمع الكويتي، والتي تنطوي على أي خطوة من خطوات إنتاج العقاقير غير القانونية بدايًة من زراعتها حتى تحضيرها، فنجد أن زراعة الماريجوانا من أشهر الجرائم التي يقوم بها العديد من تجار المخدرات، كما أن تحضير الميثامفيتامين من المواد الكيميائية الضارة يعد من أخطر الجرائم المتعلقة بتصنيع العقاقير، كما أن ضبط حيازة الأشخاص لأدوات صنع المخدرات أو المعدات المستخدمة في تعاطيها شكل آخر من أشكال الجرائم التي يعاقب عليها القانون كما يلي:
1_ الأنشطة الإجرامية المُنظمة
من أهم مظاهر قوة علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت مُشاركة مدمني المخدرات العديد من الأنواع المختلفة من الأنشطة الإجرامية مثل غسيل الأموال والسطو المسلح والأسلحة غير المشروعة.
2_ الجرائم التي يرتكبها المدمن
بالإضافة إلى جرائم حيازة المخدرات، نجد أن علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت تنطوي على الجرائم المتعلقة بالتعاطي وتوفير جرعة المخدرات وهي أكثر أنواع الجرائم شيوعًا بين المدمنين في المجتمع الكويتي، يمكن أن تشتمل تلك الجرائم على عدد من السلوكيات غير المشروعة، توريد المخدرات، السرقة، السطو، والقتل والاغتصاب.
اندلعت مؤخرًا جرائم التعدي الجنسي والاغتصاب داخل الكويت، ووجد أن علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت تظهر بنسبة كبيرة ما بين جرائم الاغتصاب تحت تأثير تعاطي المخدرات، فماذا تنتظر من شخص مخدر مغيب عن الواقع تمامًا؟ ولم ينجوا أفراد أسرة المدمن من هذا النواع من الجرائم، كما أن مرتكبي تلك الجرائم غالبًا ما يكونوا مدمنين يعانين من إعاقات شديدة في الصحة العقلية بسبب تعاطي المخدرات، المدمن غالبًا ما يتبع أسلوب العنف خلال تعاملة مع الآخرين بما في ذلك جرائم العنف والإعتداء الجنسي.
هناك العديد من الأسئلة التي قد تثير الجدل حول علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت.
هل مدمن المخدرات يقتل؟
نعم جرائم القتل شائعة بنسبة كبيرة ما بين تجار المخدرات ومتعاطيها، حيث الإدمان يجعل المدمن مُسير للحصول على الجرعات بأي طريقة حتى ولو كلفة الأمر للقتل، فهو لا يريد أي حائل يحول بينه وبين المخدرات، فالمدمن يقتل بغرض السرقة لتوفير الجرعة كما أنه من الممكن أن يؤذي أي شخص يقدم له النصيحة ويمنعة من تعاطي المخدرات.
ليس هذا فقط، فربما يقتل المدمن دون وعي لذلك تحت تأثير المخدرات فمثًلا، قيادة المدمن المركبات تعرضه للحوادث وقتل الآخرين، نا هيك عن أن المخدرات تُسبب اضطراب عقلي قد ينجم عنه الهوس والأفكار الوهمية التي قد تشتمل على اعتقاده المستمر بأن هناك من يحاول إيذاءه ويخطط لقتله، ومن هنا تأتي له فكرة الانتقام والمبادرة بالتعدي عليهم، والتي قد تنتهي مؤخرًا بجريمة قتل.
ما العلاقة بين المخدرات والإدمان ؟
العلاقة ما بين المخدرات والإدمان هي علاقة سببية و متلازمة، لأن الإدمان مرض مزمن في الدماغ من مظاهرة البحث القهري عن المخدرات وتعاطيها، الأمر الذي يُسبب اضطراب شديد في الحالة الصحية والعقلية للمدمن،.
ولكن كن على علم بأنه ليس كل من يتعاطى المخدرات يصبح مُدمنًا، نظرًا للإختلاف في قوة استجابة الجسم والدماغ للمخدر، وردود الفعل تجاه المخدرات، إذ نجد أن هناك من يصبح مُدمن على تعاطي المخدرات بشكل سريع ، بينما البعض الآخر قد يتأثر بشكل تدريجي على المدى البعيد وربما لا يتأثر إطلاقًا.
وهذا يأخذنا للتحدث عن العوامل أو الأسباب التي تؤدي لتعاطي المخدرات والإدمان عليها.
ما أسباب تعاطي المخدرات؟
بينما نتحد عن علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت، تجدر بنا الإشارة للتحدث عن أسباب تعاطي المخدرات والتي تكمن في النقاط الآتية:
- الإصابة بالأمراض العقلية مثل الاكتئاب، والقلق، والتوتر، ربما يلجأ المريض لتعاطي المخدرات هروبًا من أعراض هذه المُشكلات والشعور بالمزيد من الاسترخاء والسرور.
- التفكك الأسري قد يكون سبب قوي لانحراف الأبناء والتعرف على أصدقاء السوء الذين يكونوا مصدر وسبب رئيسي لتعاطي المخدرات.
- حب الاستطلاع، فنجد أن المراهق قد يراوده الرغبة في التعرف على الشعور الخفي وراء تعاطي المواد المخدرة، فإذا حب هذا الشعور كان هي البداية في تكرار التعاطي مرة أخرى، بينما إذا كان الشعور غير ذلك يكرة تلك التجربة ولا يحاول تجريبها مرة أخرى.
للتعرف على مزيد من المعلومات حول أسباب تعاطي المخدرات انقر هنا..
كيفية حماية المجتمع من المخدرات
بينما نتحدث عن علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت، يجب أن تعرف سويًا على طُرق حماية المجتمع الكويتي من المخدرات للحد من اندلاع تلك الجرائم، ونجد أن حماية المجتمع من المخدرات يتم بالتعاون مع جميع المنظمات الاجتماعية والعمل على النقاط التالية:
- اكتشاف المدمنين وعلاجهم في مراكز مرخصة ومؤهلة جيدًا لاعادة تأهيل المدمنين والوصول بهم لدرجة التعافي دون انتكاسة.
- البحث وراء ديلر المخدرات ومصنعيها وتطبق عليهم العقوبات الجنائية تبعًا لقانون المخدرات في الكويت.
- تكثيف حملات التوعية بمخاطر الإدمان داخل التجمعات والمؤسسات، وذلك عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وإقامة الندوات والاجتماعات يرأسها المسؤولين والمتخصصين في Addiction treatment والطب النفسي، حيث كان لحملة كنت بمكانك التي أقامتها الدكتورة منى اليتامى مؤخرًا بالكويت دور بارز ومؤثر بين المواطنين من الفئات العمرية المختلفة.
دور الأسرة في علاج الإدمان في الكويت
لا يمكن التغافل عن دور أفراد الأسرة في علاج المدمن ومواجهة علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت، حيث يظهر دورها في النقاط التالية:
- متابعة الأبناء ومراقبة تصرفاتهم.
- الإلمام والتعرف جيدًا على أعراض تعاطي المخدرات والعلامات التي تظهر على المدمن.
- عدم استخدام أسلوب العنف مع المدمن ومحاولة كسب ثقته وإقناعه بضرورة تلقي العلاج.
- عدم التستر على المدمن وإبلاغ الهيئة العامة لإدارة مكافحة المخدرات للتعامل مع المدمن دون أن يتلقى أي عقوبة.
قد يهمك الاطلاع على مصحات علاج الإدمان بالكويت
خلاصة الموضوع حول علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت:
تعرفنا من خلال هذا الموضوع علاقة المخدرات بالجرائم في الكويت، وتبين أن التفكير في جرائم العنف والتخطيط لها وتنفيذها من أبرز الأعراض السلوكية للمدمن، نظراً لشدة تأثير المخدرات على الإنسان على الجانب العقلي والجسدي، ومن خلال الأبحاث والدراسات التي استهدفت مرتكبي الجرائم، وُجد أن ما وراء جرائم القتل والسرقة والإغتصاب هم المدمنين على تعاطي المخدرات، ومن هذا المنطلق تأتي ضرورة البحث وراء أسباب الإدمان والعمل على علاجها والتصدي لها من جميع الأنظمة في المجتمع بما في ذلك، المجتمع المدني والمدارس والجامعات والأسرة.