علاج ضلالات الاضطهاد والتي تعد من أبرز أعراض وسمات مرض الفصام , فضلالات الاضطهاد تعتبر أكثر أنواع الضلالات انتشارا لتوهم الشخص المريض بأن هناك من يتربص به ويدبر له المكائد ويترقبه لينال منه، وقد يصل الأمر إلى أن الشخص المصاب يتخيل بأن هناك من يدس له السم في طعامه وشرابه.
ومن هنا يصبح الشخص المريض أكثر عدوانية وأشد غضبا وقد لا يجدي معه العلاج السلوكي، ولا يفيده التحدث بالمنطق عن تلك الضلالات وذلك لتثبسه بتلك الأوهام ورفضه التام التراجع عن مثل تلك الأفكار السلبية التي تسيطر عليه.
ومن يظهر خطورة ذلك النوع من الضلالات ومن هنا يستوجب احتجاز المريض بمشفى نفسي؛ حتى يمكن السيطرة على انفعالاته ومحاولة تلاشى الخطر المتوقع من الشخص المريض ضد من يعتقد أنهم يريدون إيذاءه.
تعريف مرض الضلالات الفكرية
علاج ضلالات الاضطهاد وغيرها من أنواع الضلال الفكري وهي ذلك الاضطراب الذهني الذي يختلف عن الاضطرابات العقلية التي تصيب الإنسان وتوقع به الضرر وتؤثر سلبا على حياته كالفصام.
وتعرف الضلالات بأنها تلك المعتقدات الراسخة والأفكار الغير صحيحه المخالفة للواقع والمنطق والتي يتبناها الشخص المريض ويقرها ويعادى كل من يحاول رفضها، وتكون تلك المعتقدات غير مبنية على موروثات ثقافية أو اجتماعية كما نهى أشياء لا يمكن أن تحدث ولا تتفق مع الواقع.
وتعرف الضلالات في علم النفس بأنها أحداث مرضية يعيش فيها الشخص المصاب بحالة من الأوهام والخرافات التي لا تناقض اعتقاد الأشخاص من حوله.
مقالات ذات صلة
أنواع الضلالات
هناك العديد من أنواع مرض الضلال وجميعها يدخل تدخل الفكرة الأساسية والمحور الذي يبني عليه مرض الضلال وهو وجود فكرة في عقل الشخص المريض يعتقد أنها من المسلمات ولا يقبل النقاش حولها وتخالف بالطبع تلك الفكرة معتقدات وثقافات المجتمع الذي يعيش فيه.
تتعدد أنواع الضلالات وتتنوع نذكر منها:
ضلالات الاضطهاد: وفى هذا النوع – علاج ضلالات الاضطهاد – يشعر الشخص المصاب بحالة مقصودة من الاضطهاد وفيها يعتقد أن الجميع يدبر له المكائد والأمور التي تضايقه أو تشوه سمعته وأن كل تلك الأمور هو المقصود بها دون غيره.
وفي هذا النوع يراوده الشك من أقرب الناس إليه كابوه وأمه ويخيل إليه أنهم يريدون وضع السم له في الطعام أو الشراب أو من يريد قتله أو يتعمد إيذائه ويعد علاج هذا النوع من الضلالات من أشد وأصعب الأنواع في علاجها.
الضلالات الجسدية: وفي هذا النوع يظن الشخص المصاب بان أحد أعضاءه غير موجود أو تعطل عن أداء وظيفته كتوهمه بتوقف أجهزة التنفس أو الإخراج عن العمل.
ضلالات العدم: كاعتقاد الشخص المريض بعدم وجود العالم أو أنه ميت أو غير موجود.
ضلالات الهوس بالعشق والمحبة: وهنا يعتقد الشخص المصاب بأن هناك من يعشقه ويراقبه في حين ذلك الشخص لا تربطه به أي علاقة.
ضلالات النبوءة أو رؤية النفس: فيظن الشخص نفسه خارقا للعادة معجبا بذاته كاعتقاده بأنه نبي مرسل أو أنه المهدي المنتظر.
ضلالات الشك أو الخيانة الزوجية: وهنا يظن الشخص المصاب بأن زوجته تخونه مع أشخاص غيره والعكس تتوهم الزوجة بخيانة زوجها لها مع أخرى.
ضلالات المعصية والخطيئة: حيث يتوهم الشخص أنه ارتكب ذنبا كبيرا لن يغفر له وسيصبح ذلك الخطأ ملازمه لن يتركه.
ضلالات زرع الأفكار أو سحبها: ويعتقد المريض بإمكانية إدخال الأفكار والمعلومات للعقل عن طريق التكنولوجيا الحديث أو إمكانية استخراجها بنفس الطريقة.
أسباب الضلالات؟
إن أهمية معرفة أسباب الاضطراب الضلالي له دور فعال في علاجه وعلاج تلك الأسباب وبالرغم من صعوبة معرفة تلك الأسباب إلا أن علماء الطب النفسي وضعوا بعض العوامل والأسباب المؤدية للاضطراب الضلالي منها:
_الصراعات الداخلية الموجودة داخل بعض الأشخاص
_الإحساس من قبل العديد من الأشخاص بعدم تناسب إمكانياتهم مع مكاناتهم المادية والاجتماعية والطموح الزائد الذي أدى إلى الضلالات.
_ كبر السن حيث إن التقدم بالعمر من أكبر أسباب الضلالات حيث إن أكثر المصابين بالضلالات عادة هم كبار السن.
_ الفصام والاكتئاب وغيرها من الأمراض الذهانية أيضا من العوامل التي تؤدي إلى الاضطراب الضلالي.
_ شعور الشخص بعدم الثقة والنقص أو العجز من عوامل الضلال.
ما هي علامات مرض الضلالات ؟
_ يقوم الشخص المريض بالتعبير عن الأفكار التي يعتقدها بقوة كبيرة _ لا يميل الشخص المريض إلى روح الدعابة ويكون حساس بدرجة كبيرة إذا ما تعلق الأمر بالضلالة التي يعتقدها.
_ يكون سلوكه الشخص مريض الضلالات غير سوى
_احتمالية عدم حدوث الضلالة في حياة الشخص المريض الاجتماعية والدينية والثقافية.
_في حالة معارضة فكرة الشخص المريض أو اعتقاده الضلالي يكون هناك رد فعل غير مناسب يكون مصحوبا بالشدة والعدوانية.
سمات الاضطراب الضلالي ؟
من المعروف أن مرض الضلال يتبلور حول فكره أو شيء ما يعتقده الشخص المريض ولا يقبل مناقشته وبل وممكن أن يتطور الأمر إلى معاداة من يحاول جداله في تلك الفكرة إلا أن لهذا المرض العديد من السمات تتمثل في:
_اعتقاد الشخص المريض الجازم بفكرته الضلالية التي تبغي على أموره المنطقية ومن هنا لا يقبل النقاش أو الجدال في مثل تلك الأفكار.
_ في حالة عدم التعجيل والإسراع في علاج الضلالات من خلال مصحات نفسية متخصصة فسيصبح ذاك الاضطراب مزمنا وملازما له طول حياته بغض النظر عن الفكرة التي يعتقدها الشخص.
_ إن الاضطرابات الضلالية اضطرابات أولية.
_ صعوبة إقناع الشخص المريض بالعلاج وذلك لأنه يعتبر ذلك تدخلا في أموره الشخصية في حين أن في حالة قبوله واقتناعه بالعلاج يكون أمر علاج الضلالات غير مستحيل فكم من الحالات المصابة شفيت ولكن يجب التبكير بالعلاج.
علاج مرض الضلال ؟
يعيش مريض الضلال حياة طبيعية إلا إذا تعلق الأمر بالفكرة أو الضلالة التي يعتقدها، غير أنه لا يقبل فكرة العلاج لاعتقاده الجازم بتلك الضلالة، لذا وجب تكرار المحاولات مرارا من قبل الأهل والمحبين له لإقناعه بالعلاج والذهاب إلى متخصصين لعلاج الضلالات.
لان الشخص المريض لا يرى في ذاته أنه مصاب بل ويقاوم العلاج ولكن مع المحاولات من قبل الأهل والعائلة يبدأ الدخول في العلاج ومراحله سواء كان علاج سلوكي ومعرفي أو علاج دوائي.
العلاج الدوائي: وتتم تلك المرحلة العلاجية عن طريق العلاج بالعقاقير المتمثلة في الأدوية المضادة للذهان ويكون ذلك من خلال طبيب نفسي متخصص.
العلاج النفسي: ويتم ذلك العلاج لتخفيف حالة التوتر لدى الأشخاص وإتاحة الفرص لهم للتنفيس عن مشاعرهم ومفيد ذلك النوع من العلاج إذا كان المرض متعلق باضطرابات في الشخصية.
العلاج السلوكي والمعرفي: ويتم العلاج السلوكي والمعرفي عن طريق تعديل الاعتقادات والأفكار الخاطئة المترسخة في نفس المريض للعمل على خفض التوتر، ليس ذلك فحسب بل والعمل على استبدال تلك الضلالات والاعتقادات الخاطئة بأفكار واعتقادات صحيحة مبنية على أسس منطقية وتعليم مريض الضلالات مهارات وأساليب لازمة للتغلب على العاطفة.
علاج مريض الضلال بالكهرباء: هناك طرق أخرى لعلاج مريض الاضطراب الضلالي يعد من أشهرها العلاج النفسي بالكهرباء ويتم فيه استخدام الكهرباء لعلاج مريض الضلالات الذي لا يستجيب للعلاج النفسي والدوائي.
ولكن يظن بعض الناس أن العلاج بالصدمات الكهربية ما هو إلا تعذيب للمريض ولكن العكس تماما حيث إنه أحد طر العلاج التي أثبتت نجاحا كبيرا في علاج الاضطرابات النفسية حيث إن جلسات الكهرباء تعمل على إعادة موجات المخ المضطربة كما أنها تعمل على إعادة نشاط المخ إلى مساره الطبيعي.
مصادر الموضوع