تعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5..تعرَّف عليه بالتفصيل

تعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5 حيث أن دليل DSM هو اختصار لـ diagnostic and statistical manual of mental disorders وهو دليل واسع يستخدم في مجال الصحة النفسية لتشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية المختلفة، وفيما يخص الادمان كأحد الاضطرابات النفسية فيجب التعرُّف على معنى الادمان وأسبابه وأعراضه وعلاجه لكي تتكمن من التعامل مع هذا الاضطراب بشكل صحيح في حالة الإصابة به.

والإصدار الأخير من DSM هو الإصدار الخامس والمعروف باسم DSM-5 والذي لديه بعض التغييرات الهامة في كل من قائمة اضطرابات تعاطي المخدرات والمعايير التي يجب استيفاؤها من أجل تشخيص بعض هذه الحالات .

تعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5 ومعايير اضطرات تعاطي المخدرات

يمكن تعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5 بأنه اضطراب مزمن يتميز بسلوك تعاطي المواد الكيميائية المخدرة أو الأنشطة السلوكية مثل القُمار بشكل متكرر على الرغم من الآثار الضارة الناجمة عن ذلك، كما يشير تعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5 إلى أن الادمان يُسبب تغيرات في الدماغ تؤدي إلى زيادة الرغبة في تعاطي المخدرات أو فعل الأنشطة السلوكية بالرغم من التبعيات السلبية الناجمة عن ذلك.

معايير اضطراب تعاطي المخدرات

في الاصدار الأخير من دليل DSM-5 كانت هناك فئتان وهما (تعاطي المخدرات، و الاعتماد على المواد المخدرة)، ويدمج DSM-5 هاتين الفئتين في فئة واحدة تسمى “اضطراب تعاطي المخدرات”.

تصنف اضطرابات تعاطي المخدرات أو الإدمان على أنها خفيفة أو معتدلة أو شديدة، وذلك اعتماداً على عدد المعايير التشخيصية التي تستوفيها، و تتضمن معايير الإحدى عشر لـ DSM-5 لاضطراب تعاطي المخدرات ما يلي:

التعاطي الخطير: في حالة استخدام المواد المخدرة بشكل يًسبب خطرًا على النفس أو على الآخرين مثل القيادة تحت تأثير المخدر.

المشاكل الاجتماعية المتعلقة بتعاطي المخدرات: يتسبب تعاطي المخدرات في العديد من المشاكل الأسرية والاجتماعية حيث يؤدي للعُزلة وعدم الرغبة في مشاركة الآخرين تفاصيل يومك.

إهمال أو الاستخفاف بأدوارك الرئيسية في الحياة بسبب تعاطي المخدرات.
المعاناة من أعراض الانسحاب الناتجة عن التوقف عن تعاطي المخدرات.
عدم التحمُّل(tolerance) حيث يعتاد الجسم على جرعة معينة من المادة المخدرة وفي هذه الحالة يلجأ المدمن إلى زيادة الجرعة للوصول للمتعة التي كان يشعر بها.
استخدام كميات أكبر من المواد المخدرة ولمدة زمنية أطول.
المحاولات الفاشلة المتكررة في الإقلاع عن تعاطي المخدرات.
قضاء الكثير من الوقت في تعاطي المخدرات.
المعاناة من المشاكل الجسدية التي سببها الادمان مثل تلف الكبد أو سطران الرئة أو المشاكل النفسية مثل الاكتئاب أو القلق.
الأنشطة اليومية التي تم التخلي عنها بسبب تعاطي المخدرات.
الرغبة الشديدة في تعاطي المزيد والمزيد من المواد المخدرة وتجربة انواع جديدة منها.

ماهي الاضطرابات النفسية والعقلية المرتبطة بتعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5 ؟

يشير الدليل الاحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية المعروف باسم DSM-5 إلى عدة اضطرابات نفسية وعقلية مرتبطة بالادمان على المخدرات ومنها:

اضطراب الاستخدام المضر للمواد المخدرة وهو يشمل الإدمان على المخدرات بشكل قد يتسبب في حدوث مشاكل صحية ونفسية واجتماعية خطيرة.
اضطراب الانسحاب وهو يشمل أعراضًا يعاني منها الشخص المدمن عند التوقف عن تناول المواد المخدرة بالجرعات التي يحتاجها جسمه ويُصاب بأعراض نفسية وجسدية مؤلمة للغاية.
الاضطرابات النفسية المزمنة المصاحبة لتعاطي المخدرات وهي تشمل اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والهلاوس والقلق واضطرابات الشخصية والتي يمكن ان تتطور بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب الإدمان.
الاضطارب النفسي الناتج عن استخدام المخدرات وهو يحدث عندما يتسبب تعاطي المخدرات في تغييرات في السلوك والمزاج القدرة العقلية للشخص المدمن.

ملحوظة هامة: يجب الإشارة إلى أنه يمكن أن يكون هناك تداخل بين الاضطرابات النفسية والعقلية المصاحبة للادمان على المخدرات وغيرها من الاضطرابات النفسية؛ لذلك يجب استشارة الطبيب المختص للتشخيص الدقيق ومعرفة العلاج المناسب.

أنواع اضطرابات تعاطي المخدرات

يتم تصنيف كل اضطراب تعاطي المخدرات على أنه اضطراب خاص به. و فيما يلي ستة اضطرابات تعاطي المخدرات الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة (على وجه الخصوص):

اضطراب تعاطي الكحول.
اضطراب تعاطي التبغ.
اضطراب تعاطي القنب أو الحشيش.
اضطراب تعاطي المنشطات.
اضطراب تعاطي المواد الهلوسة .
اضطراب تعاطي المواد الأفيونية.

ما هي أسباب وأعراض الإدمان استنادًا إلى تعريف الإدمان حسب معايير دليل DSM-5 ؟

أسباب الادمان:

ترتبط مسببات الإدمان بعوامل بيئية ووراثية، ونفسية وقد يجتمع أكثر من عامل من العوامل للتسبب بالإدمان، أو قد يكون عامل واحد قوي التأثير على الشخص يجعله يبدأ طريق الإدمان وتعاطي المخدرات، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

عوامل بيئية: مثل ضعف العلاقات الاجتماعية والتفكك والاهمال الأسري والتاريخ الشخصي للفرد مثل التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي.
عوامل وراثية: بمجرد البدء بتناول المواد التي تسبب الإدمان، قد يتطور مرض الإدمان بسبب الصفات الموروثة (الجينية)، والتي قد تؤخر أو تسرع المرض.
عوامل نفسية: مثل التوتر والحزن والاكتئاب ووجود نقص أو فراغ عاطفي بدى المريض وضغوطات الحياة.

أعراض الادمان:

الشعور بالحاجة في أخذ الدواء أو المادة المدمن عليها يومياً.
التدرج في تناول كميات أكبر مع الوقت، لانعدام تأثير الكميات التي اعتاد الجسم عليها.
التأكد من توفر كميات كافية من المادة المدمن عليها، والخوف من انقطاعها.
اعطاء الأولوية المادية لشراء المخدرات أو الأدوية المدمن عليها.
عدم انجاز المهمات سواء في العمل أو الدراسة.
الابتعاد عن الناس بشكل عام و تقليل العلاقات الاجتماعية.
نقص الوزن.
شحوب الوجه.
التعب والتوتر.
تضخم الكبد والطحال والمعاناة من مشاكل في التنفس.

مراحل العلاج من الإدمان استنادًا إلى تعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5

أولًا: مرحلة التقييم والتشخيص.

يتم في هذه المرحلة تشخيص حالة المدمن بشكل دقيق وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة مرحلة الإدمان التي وصل إليها المدمن، وكمية المخدر الموجودة في الدم وفي أجزاء الجسم بشكل عام، وقبل كل هذا يتم تأهيل المدمن نفسيًا للبدء في العلاج ومحاولة إقناع المدمن بضرورة الخوض في العلاج لكي يستعيد حياته الطبيعية كما كانت.

ثانيًا: مرحلة سحب السموم والسيطرة على أعراض الإنسحاب.

وبعد الإنتهاء من مرحلة التقييم والتشخيص، يتم البدء في مرحلة سحب السموم وهي المرحلة الأصعب في علاج إدمان أي مخدر؛ حيث يتم فيها الوصول لذروة أعراض الانسحاب، ولكن يقوم الفريق الطبي بتسهيل هذه المرحلة على المدمن وذلك لكي يتم ازالة المخدر من الجسم تمامًا، ويتم ذلك عن طريق:

تقديم الرعاية الطبية للمدمن على مدار 24 ساعة.
توفير سُبل الراحة والأمان للمدمن والمحافظة على سلامته.
توفير بيئة خالية تمامًا من المخدر.
تقديم العلاج الدوائي عند الحاجة إليه مثل مضادات الاكتئاب ومسكنات الألم وغيرها؛ وذلك لتخفيف أعراض الانسحاب والسيطرة عليها.

ثالثًا: مرحلة العلاج النفسي والسلوكي.

والتي يتم فيها استخدام تقنيات متعددة لعلاج المدمن نفسيًا وسلوكيًا ووضع جلسات علاج فردية أو جماعية لمساعدة المدمن في تحسين حالته النفسية، كما يعتمد العلاج السلوكي أيضًا على تغيير سلوكيات المدمن السلبية ومحاولة ترسيخ أفكار وسلوكيات إيجابية وتوطيد علاقة المدمن بمن حوله من أهل أو أصدقاء؛ لكي يقوموا بمساعدته عن طريق تقديم الدعم النفسي لاستكمال مراحل العلاج وصولًا للتعافي من الإدمان بشكل تام.

رابعًا: مرحلة إعادة التأهيل لمنع حدوث الانتكاس:

يتعرض الكثير من المدمنين إلى حدوث انتكاس أثناء فترة التعافي من الإدمان، ومن أهم الطرق الوقائية لتفادي حدوث الانتكاس ما يلي:

الابتعاد عن الأشخاص والأماكن التي يمكنها أن تحفز على الرجوع للإدمان مرة أخرى.
المتابعة المستمرة لجلسات العلاج النفسي الفردية والجماعية.
ممارسة الرياضة.
محاولة التقرب من أفراد العائلة والمشاركة في المناسبات والتجمعات العائلية.
محاولة التخطيط الجيد للمستقبل.

الخلاصة:

لقد قمنا في هذا المقال بتعريف الادمان حسب معايير دليل DSM-5 وهو دليل واسع يستخدم في مجال الصحة النفسية لتشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية المختلفة والذي يتم تحديثه بشكل دوري لتحسين الدقة والفاعلية في تشخيص الاضطرابات النفسية، كما قمنا بالتعرف على أسباب الإدمان وأعراضه والمراحل المختلفة لعلاج الإدمان.

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3