Skip to content

العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان

العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان

أظهرت العديد من الدراسات العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان التي تؤدي إلى عواقب وخيمة، وللأسف العديد من المراهقين والبالغين يقعون ضحية هذه العلاقة التي كانت سبب في تدمير حياة الكثير من الأشخاص حول العالم، والأطباء يشيرون إلى أن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان معقدة للغاية، حيث أنها أحد أسباب العواقب الخطيرة التي يواجهها المجتمع في الوقت الحالي، وأكدوا على أن التعرض المبكر للصدمات في سن الطفولة يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العقلي الذي يؤدي إلى الوقوع في مصيدة الإدمان، تابع معنا لمعرفة المزيد والمزيد عن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان.

ما هي صدمات الطفولة؟

مفهوم طبيعة العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان يتطلب منك في البداية تحديد ما هو المقصود بصدمات الطفولة، والتي تعرف طبقًا لعلم النفس بأنها مجموعة من الأحداث ذات التأثير السلبي على المدى البعيد على الصحة العقلية والعاطفية والنفسية والاجتماعية والروحية للشخص، وتكون سبب في معاناته من مشاكل متعددة مع التقدم في العمر، وبالطبع هناك أشكال مختلفة من الصدمات النفسية التي يتعرض لها الإنسان خلال حياته.

والجدير بالذكر أن الطفل في المراحل الأولى من حياته قد يتعرض إلى صدمات نفسية بشكل مباشر أو غير مباشر، مثال الطفل الذي يتعرض إلى الضرب من قبل والديه أو يتم تهديده بالضرب، وفي كلا الحالتين قد يتعرض إلى الصدمة النفسية، وعلاوة على ذلك، هناك بعض الأشكال الطفيفة من الأذى الذي يلحق بالطفل مثل التنمر والتجاهل والسخرية من الأصدقاء أو الأهل.

أقرأ عن علاج الصدمة النفسية بالأعشاب

أنواع الصدمات النفسية

ذكر لنا الأطباء والاستشاريين النفسيين أن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان تحدد بناء على نوع الصدمة، حيث تتعدد أنواع الصدمات النفسية استنادًا على اختلاف الموقف وعدد مرات تكراره، ومن ضمن أشهر أنواع الصدمات النفسية الآتي:

الصدمة الحادة الصدمة المزمنة الصدمة المعقدة الصدمة الغير مباشرة
الصدمة الحادة هي التي تحدث نتيجة التعرض إلى حادث أو موقف خطير أو مروع بشكل مباشر، وبالتالي الاستجابة العاطفية لهذه الصدمة تحدث على المدى القصير، بينما في بعض الحالات الأخرى قد يتطور اضطراب ما بعد الصدمة الذي يحدث عدد كبير من الآثار السلبية على سلوك وتفكير الشخص، وبالتالي مهم جدًا التعامل بشكل سريع مع هذا النوع من الصدمة قبل تفاقم أعراض الجانبية، ومن أمثلة هذه الصدمات ما يلي:

  • الكوارث الطبيعية.
  • التعرض لإطلاق نار جماعي.
  • الإساءة الجسدية.
  • الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب.
  • حوادث السير.
  • الإصابات الخطيرة.

والتعرض إلى هذا النوع من الصدمة يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض الجانبية كما يلي:

  • القلق أو التوتر الشديد.
  • نوبات الذعر.
  • الهياج أو الارتباك.
  • إهمال العناية بالذات والنظافة الشخصية.
  • السلوكيات العدوانية.
  • صعوبة القيام بالمهام اليومية.
  • مشاكل النوم والأرق.
  • الانفصال عن الواقع.
  • كثرة الأوهام والضلالات.
بالحديث عن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان هل تعلم أن الصدمة المزمنة يكون من الصعب التعايش معها، والتي تحدث نتيجة التجارب المؤلمة والأحداث السيئة التي تتكرر على عدة أشهر أو سنوات، ومن ضمن أمثلة الصدمات المزمنة التي قد يتعرض لها الإنسان وتصيبه بخلل عقلي ونفسي ما يلي:

  • العنف المنزلي أو المجتمعي.
  • التنمر.
  • معايشة الحروب.
  • التشرد.
  • التعنيف داخل الأسرة.
  • الاعتداء الجنسي.
  • الإصابة بمرض مزمن.
  • تكرار الخضوع للعمليات الجراحية.
  • التعرض للإهمال أو سوء المعاملة.
  • الحركما أشرنا إلى الصدمة العاطفية المزمنة تحدث بسبب سلسلة متكررة ومتواصلة من الأحداث، والمواقف المؤلمة التي ينتج عنها بعض الأعراض الجانبية وتكون على هيئة نوبات كما يلي:
    • تقلبات الحالة المزاجية.
    • التوتر والقلق.
    • الغضب الشديد.
    • الانفعال السريع.
    • استرجاع ذكريات الحدث المؤلم.
    • التعب العام بالجسم.
    • أوجاع وآلام الجسم بسبب الصداع.

    الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصدمات التي يتعرض لها الأطفال يزيد من انخفاض معدل التحصيل الدراسي، أو المعاناة من خطر الاختلال النفسي الذي يدفع إلى ارتكاب الجرائم مثل القتل أو السرقة، كما أنهم يعانون من مشاكل الثقة وتدني احترام وتقدير الذات مما يقلل من قدرتهم على التأقلم أو التعامل مع الآخرين.

العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان تكون في غاية الخطورة في حالة التعرض إلى أحداث صادمة، أو مواقف مؤلمة من الصعب الهروب منها التي تعرف بالصدمة المعقدة، وذلك ما يشعر الإنسان بأنه محاصر وفاقد للأمان والتأهب التام لمواجهة المخاطر التي يتعرض لها، ومن ضمن أمثلة الصدمات المعقدة ما يلي:

  • العلاقات السيئة.
  • التعرض للعنف المنزلي.
  • المشاكل الأسرية.
  • وسوء معاملة الطفل أو إهماله.

كما تؤثر الصدمات النفسية المعقدة على صحة الفرد النفسية وعلاقاته الاجتماعية بمن حوله، والأداء المدرسي أو الوظيفي، لذا ننصح دائمًا بعدم التهاون في علاج الصدمات النفسية، والخضوع للعلاج النفسي الذي يقلل من خطورتها البالغة والتصدي لطبيعة العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان.

الصدمة غير المباشرة هي الصدمة النفسية التي تحدث بسبب التعامل مع أشخاص قد تعرضوا سابقًا إلى أحداث صادمة، وبالتالي مع تكرار مشاهدة أشخاص يعانون من صدمة نفسية يؤثر على الصحة النفسية والعقلية، وقد يصيب هذا النوع من الصدمات النفسية أهالي المصابين بالصدمة أو العاملين في وظائف الإنقاذ والمهن الطبية مثل رجال الإنقاذ والمسعفين والأطباء.

الأعراض الشائعة للصدمات

قبل أن نتحدث معك عن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان تعرف على الأعراض الشائعة للصدمات النفسية كما يلي:

  • الشعور بالعواطف المضطربة عند التفكير في الحدث.
  • تجنب الحديث أو التفكير في الصدمة.
  • عدم القدرة على الشعور بالأفكار الإيجابية.
  • تقلبات الحالة المزاجية.
  • تجنب الأحداث الجارية وما يحيط بها.
  • كذلك تجنب الأشخاص أو الأماكن التي تذكرك بالحدث الصادم.
  • الاكتئاب الحاد.
  • الكآبة والحزن.
  • التشاؤم واليأس.
  • الانفصال عن الواقع المحيط.
  • نوبات من الذعر والتهيج.
  • صعوبات النوم خلال ساعات الليل.
  • كوابيس أو أحلام سيئة أو ذكريات سيئة متكررة عن الحدث الصادم.
  • فقدان الوعي بالوقت والمحيط في الوقت الحاضر والانفصال عن الواقع.
  • أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب أو ضيق التنفس عند تذكر الحدث الصادم.
  • فقدان الشغف تجاه الأنشطة الاجتماعية وممارسة الهوايات المفضلة.
  • عدم الراحة والانزعاج.
  • اليقظة المفرطة أو ما يعرف بالوعي المفرط بالمحيط.

صدمات الطفولة وإدمان الكحول

تحدث دكتورة وخبيرة روسية خلال مقابلتها مع صحيفة غازيتا. رو عن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان، وذكرت أن الصدمات النفسية التي لم تعالج يكون لها تأثير عميق على شخصية الفرد، وتحفز من سلوكه الإدماني مثل الإدمان على تعاطي الكحوليات، فيمكن القول أن صدمات الطفولة السبب الخفي وراء تعاطي الكحوليات، مصل إدمان أحد الرجال على الكحول بسبب انفصال والديه في سن الـ7 سنوات لتخبره والدته أن والده لا يرغب في البقاء معه.

فما يجهله الكثير من الآباء أن الأطفال لديهم حساسية كبيرة تجاه آبائهم، لذلك انفصال وطلاق الآباء يعتبر من الصدمات النفسية الأكثر خطورة على الأطفال، لذا نجد أن حالات الإدمان والاضطرابات النفسية تكون أكثر شيوعًا بين الأطفال من العائلات المنفصلة.

وتتحدث الخبيرة موضحة أت الأطفال يتعرضون إلى صدمات نفسية لأسباب أخرى غير الوالدين، مثل وفاة شخص قريب أو أحد الأصدقاء أو معايشة الحروب أو الكوارث الطبيعية وغيرها، وعلاوة على ذلك، وفقًا لما أوضحت الدكتورة أن صعوبات التعلم من صدمات الطفولة التي تتطلب العرض على استشارة أو أخصائي نفسي.

وتقول الدكتورة فيرونيكا غوتليب أخصائية علم المخدرات في الحديث عن العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان أن الآباء المدمنين، أو الذين يجلبون الكحوليات أو المخدرات يزيدون من خطر إدمان الأطفال، وذلك لأن عقل الطفل يكون مستقبلًا لفكرة تعاطي المخدرات أو الكحوليات كما يفعل والده.

تعرف على علاج كرب ما بعد الصدمة

العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان

أظهرت العديد من الدراسات العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان، حيث أن إحدى الدراسات العلمية الشهيرة أوجدت أن الأفراد الذين يعانون من تعاطي المخدرات واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يشكلون الغالبية العظمى  بنسبة 77٪ ممن عانوا من صدمة واحدة على الأقل قبل سن 16 عامًا، فضلًا عن دراسة أخرى تتحدث عن العلاقة الوثيقة ما بين إدمان الكحوليات والتعرض إلى أحد صدمات الطفولة.

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو أحد الأسباب الشائعة للوقوع في فخ الإدمان، حيث أن معدل تشخيص مرضى الإدمان الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يكون 3 أضعاف المدمنين الذين لا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وفي بحث علمي تم التأكيد على العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان من خلال الارتباط الوثيق ما بين تعاطي المخدرات والتعرض إلى الاعتداء والاستغلال الجنسي.

لماذا قد تؤدي الصدمات النفسية إلى الإدمان

بعد توضيح العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان قد يطرأ على ذهنك سؤال لماذا الصدمات النفسية تؤدي إلى الإدمان، يرجع السبب إلى ان صدمات الأطفال في هذه المرحلة المبكرة يعزز من اكتساب الطفل لسلوكيات ضارة ومتكيفة مع مواقف الحياة المختلفة، وذلك على خلال الشخص البالغ الذي يمتلك الإطار المرجعي الصحيح للتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، كما أن صدمات الطفولة تزيد من ردود الأفعال العاطفية والجسدية القوية التي تدوم لفترة طويلة، وبالتالي تتغير نظره الشخص إلى الحياة ويكون من الصعب عليه التكيف مع الحياه.

كما أن تعاطي المخدرات أو الكحوليات من أعراض الهروب من الصدمات، وهي وسيلة يستخدمها الشخص لتسكين الألم أو الهروب من الذكريات السيئة، ومن الشائع أن اضطراب ما بعد الصدمة يحفز الأشخاص على الهروب من الألم النفسي بتعاطي المخدرات أو الكحوليات، ومن هنا نشأت العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان.

علاج صدمات الطفولة والإدمان

خطورة العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان تحتم علينا الحديث حول الحل العلاجي، فالإدمان من الاضطرابات الجسدية والعقلية التي تحدث خلل في توازن الهرمونات، فضلًا عن الصدمات النفسية التي تحدث بعض التأثيرات على الصحة العقلية والجسدية والروحية والبدنية.

للأسف العديد من المراكز العلاجية في هذه الحالة تركز على العلاج بشكل تدريجي، بمعني علاج الإدمان ثم الصدمة العاطفية، ولكن هذه الطريقة لا تجدي نفعًا بالقدر الكافي، فالأصح معالجة الأثنين معًا لأنهم مرتبطين للغاية، وهذا البروتوكول الذي يطبق على داخل مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان.

وعند بدء العلاج يلجأ الأطباء إلى التشخيص الدقيق لوضع التقييم الصحيح للحالة النفسية والجسدية، والعلاج يجمع ما بين العلاج الدوائي وجلسات العلاج والتأهيل النفسي والسلوكي.

كما أننا نوفر استراتيجيات وآليات مختلفة لمنع حدوث الانتكاسة والسيطرة على أعراض الصدمة النفسية، لذلك ننصحك بعدم التردد في طلب المساعدة بالتواصل معنا لعرضك على أفضل الاستشاريين والأخصائيين النفسيين.

نهاية الحديث حول العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان:

العلاقة ما بين صدمات الطفولة والإدمان خطيرة للغاية بسبب التأثيرات السلبية الناتجة عن اضطراب الصدمة والإدمان، لذا نحن في مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان نعتمد على طريقة العلاج الموجه، والذي يوضع بناء على الاحتياجات والفروق الفردية بين المرضى، ونتبع برنامج العلاج المعرفي السلوكي الأكثر فاعلية لعلاج الصدمة النفسية، إلى جانب برنامج إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة EMDR بشكل مباشر و والتنويم المغناطيسي السريري وغيرها، فإذا كنت بحاجة إلى معرفة المزيد عن برامج العلاج المتاحة تواصل معنا على الفور.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3

en_USEnglish