اكتئاب الترامادول أحد العوارض الجانبية التي يصاب بها متعاطي حبوب الترامادول، وتحديدًا عند تناول جرعات يومية بدون استشارة أحد الأطباء المتخصصين، الترامادول من المسكنات الطبية التي تحتوي على مكونات كيميائية تقلل من إفراز الهرمونات المسؤولة عن الإحساس بالألم، ويمنع بيع الترامادول في الصيدليات بدون وصفة من الطبيب لأنه يؤدي إلى الإدمان بسبب الاعتمادية الجسدية التي تحدث بعد مدة زمنية على الانتظام في تناول الدواء.
بالإضافة إلى ذلك تؤثر حبوب الترامادول على الصحة النفسية حيث يعاني البعض من تقلبات مزاجية حادة أو الاكتئاب ويعرف في هذه الحالة باسم اكتئاب الترامادول، لذلك يحذر الأطباء من تناول حبوب الترامادول بدون استشارة الطبيب المعالج.
الترامادول من المسكنات الطبية التي يساء استعمالها من قبل بعض المدمنين، حيث يقومون بشراء الحبوب من السوق السوداء أو من الصيدليات الغير مشروعة، إلى جانب فئة من الرجال يعتقدون أن حبوب الترامادول من الحبوب الفعالة لعلاج ضعف الانتصاب وإطالة مدة الجماع، يحتاج مدمن الترامادول إلى بروتوكول طبي لسحب السموم من الجسم.
ويفضل المكوث في المصحة العلاجية لاستكمال لرحلة العلاج النفسي والتأهيل السلوكي للقضاء بشكل نهائي على الأضرار النفسية لحبوب الترامادول، أكمل معنا للتعرف على اكتئاب الترامادول وأضراره على الصحة النفسية، وما هي علاقة الترامادول بالاكتئاب وكيفية تنظيف الجسم من الترامادول.
ما هو الترامادول؟
اكتئاب الترامادول يشير إلى مدى التأثير السلبي لحبوب الترامادول على الصحة النفسية، وفي البداية دعونا نتحدث عن حبوب الترامادول المسكنة التي تحتوي على المواد الأفيونية مثل مادة المورفين، والتي تعرف بقدرتها على تغيير استجابة الجسم للألم من خلال تقليل إفراز الهرمونات المسؤولة عن الإحساس والألم، كما أن مكونات الترامادول ترتبط بمستقبلات الدماغ التي تعمل على نقل إحساس الألم إلى جميع أجزاء الجسم، لذلك شاع استعمال الترامادول في الأغراض الطبية لتخفيف آلام الجسم المزمنة مثل التهابات العظام والمفاصل، وأحيانا يستخدمه الطبيب قبل إجراء العمليات الجراحية الخطيرة لتقليل الألم، ولكن المشكلة تكمن في التأثير السلبي على وظائف الجسم عند الانتظام في تناول حبوب الترامادول.
الترامادول يحتوي على مكونات كيميائية تعمل على تغيير طبيعة الجسم وزيادة إفراز هرمونات السعادة، وبالتالي يكون سبب في خلق حالة من الاعتمادية الجسدية والنفسية المتسببة في الإدمان، وعلاوة على ذلك، يتسبب في خلل توازن الصحة النفسية والكثير من المدمنين يستعملون الدواء كنوع من أنواع المخدرات، لذلك تفرض الحكومة رقابة شديدة على عمليات بيع وتداول حبوب الترامادول في الصيدليات، ولا يصرف الدواء إلى عامة الشعب إلا في وجود روشتة طبية مختومة حرصًا على حماية المرضى من الوقوع في فخ الإدمان، ولكن مازالت بعض السوق السوداء تبيع حبوب الترامادول كمخدر، أو منشط جنسي لعلاج مشكلة القذف المبكر أو ضعف الانتصاب.
تجربتي مع الترامادول
في إطار موضوعنا عن اكتئاب الترامادول سنتطرق إلى الحديث عن تجربتي مع الترامادول، أنا سيدة أدعى (س . م) في أوائل العقد الثالث من عمري كنت أعاني من إدمان الترامادول، تم تشخيصي بمرض التهابات المفاصل المزمن في عمر الـ30، وللتخفيف من إحساسي بالألم الحاد وصف لي الطبيب حبوب الترامادول وأخبرني بأهمية الالتزام بالجرعة المحددة، وتجنب زيادة الجرعة قبل الرجوع إليه بسبب خطورة هذه الحبوب على الصحة النفسية والجسدية.
وبعد مرور حوالي 3 أشهر على استخدام الحبوب قمت بمضاعفة الجرعة قبل استشارة الطبيب المعالج، ومن هنا بدأت رحلتي المؤلمة مع علاج إدمان حبوب الترامادول، كنت أشعر بالحزن وتقلب الحالة المزاجية ونوبات من البكاء والانفعال الحاد عند الامتناع عن تناول الجرعة اليومية من الترامادول، وبمرور الوقت تدهورت حالتي النفسية حيث بدأت التفكير في الانتحار.
وبالفعل قمت بتناول كمية كبيرة من العقاقير الطبية للانتحار وبعد نقلي إلى المستشفى لإنقاذي تواصلت مع طبيبي المعالج، وأخبرته عن زيادتي لجرعة الترامادول اليومية وطلب مني الذهاب إلى مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي، وهناك خضعت إلى برنامج لسحب السموم من الجسم تحت إشراف أحد الأطباء، ومن ثم بدأت في جلسات المعالجة النفسية والتأهيل السلوكي للقضاء على الآثار النفسية السلبية للإدمان مثل اكتئاب الترامادول.
علاقة الترامادول بالاكتئاب
ارتباطا بالحديث عن اكتئاب الترامادول سنتحدث عن طبيعة العلاقة بين الاكتئاب والترامادول، المادة الفعالة في حبوب الترامادول تعمل على تغيير طبيعة استجابة الجسم للألم، وذلك من خلال تقليل معدلات إفراز الهرمونات الدماغية المسؤولة عن الإحساس بالألم، بالإضافة إلى ذلك زيادة إفراز الهرمونات الدماغية المسؤولة عن الإحساس بالسعادة الابتهاج، وبتناول عقار الترامادول بشكل دائم يعتاد الجسم على المادة الفعالة، لذلك يشعر الإنسان بالانزعاج وعدم الراحة عند التوقف عن تناول الجرعة اليومية، ويدخل في حالة من الاكتئاب الشديد مما يصعب عليه الإقلاع عن الترامادول، فضلًا عن ذلك إدمان العقار يكون سبب في عدم استقرار الحالة المزاجية.
اكتئاب الترامادول
اكتئاب الترامادول من العوارض الجانبية التي يعاني منها الإنسان عند الدخول في حالة الاعتمادية الجسدية والنفسية على العقار، تأثير المادة الفعالة لحبوب الترامادول هو السبب الرئيسي في تدمير الصحة النفسية للإنسان، ويصاب بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية حيث يشعر بالرغبة في البقاء وحيدًا والابتعاد عن المناسبات والتجمعات العائلية، إلى جانب ذلك يعجز عن إدارة شؤون حياته بشكل طبيعي ويعاني من مشاكل مالية ضخمة.
الدراسات الإحصائية تشير إلى أن عدد من مدمني الترامادول يقدمون على الانتحار بسبب اكتئاب الترامادول، لذلك خطوة العلاج ضرورية للغاية لترميم الأضرار النفسية التي يسببها الترامادول، بناء عليه لابد من التنويه إلى أن علاج إدمان الترامادول لا ينتهي عند سحب وتنظيم الجسم من السموم بل يشمل أيضًا برامج التأهيل النفسي والسلوكي للانتهاء من اكتئاب الترامادول.
أضرار الترامادول على الصحة النفسية
أوضحنا أن اكتئاب الترامادول أحد الأضرار النفسية المترتبة على تناول حبوب الترامادول، ويرجع ذلك إلى المادة الفعالة التي تساهم في التأثير على المستقبلات الدماغية وإفراز الهرمونات المسؤولة عن مشاعر الألم، وبسبب تعود الجسم على تأثير حبوب الترامادول يكون من الصعب عليه الشعور بالراحة، أو الاسترخاء بدون تناول الجرعة المعتادة من حبوب الترامادول.
بمرور الوقت لا تحدث الجرعة نفس التأثير ويجبر الإنسان على زيادة الجرعة تدريجيًا إلى أن ينتهي به الحال بالموت المفاجئ بسبب الجرعة الزائدة من الترامادول، وإلى جانب ذلك رحلة الإدمان على الترامادول تكون مليئة بالأضرار والمخاطر النفسية التي تؤدي إلى الانتحار، ومن أشهر أضرار الترامادول على الصحة النفسية التالي:
- اكتئاب الترامادول.
- حالات الانفعال والتهيج الحاد وتحديدًا بعد انتهاء مفعول المادة الفعالة داخل الجسم.
- ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التفكير أو الإدراك بسبب تأثير مادة المورفين على مراكز التفكير في المخ.
- الانعزال عن الأهل والأصدقاء والانشغال بالتفكير في تعاطي الترامادول فقط.
- من ضمن الآثار النفسية لإدمان الترامادول هو الإحساس بالقلق والتوتر المفرط، وخاصة بعد انتهاء مفعول الجرعة السابقة.
- الإحساس بالسعادة والنشوة المفرطة بسبب زيادة إفراز هرمون السيروتونين وهرمون الاندروفين، وتقليل مشاعر الألم بالتأثير على المستقبلات الدماغية.
اكمل القراءة عن تأثير الترامادول على الحالة النفسية
هل الترامادول يؤدي إلى الإدمان؟
الإدمان من أهم الأضرار الناتجة عن تعاطي حبوب الترامادول بسبب الاعتمادية الجسدية، والنفسية التي تنشأ بعد مرور فترة زمنية على تعاطي الترامادول، لذا يحذر الأطباء من التفكير في تناول الترامادول قبل الرجوع إلى أحد الأطباء، كذلك ينصح بتناول الجرعة المحددة فقط لتخفيف آلام الجسم المزمنة، لأن زيادة الجرعة المحددة من قبل الطبيب أحد أسباب الإدمان على هذا العقار.
عند المعاناة من اكتئاب الترامادول ينصح بالذهاب إلى المعالج وإخباره لإيجاد بديل مناسب لعقار الترامادول لحماية نفسك من المضاعفات النفسية لتعاطي الترامادول، لأنها تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للانتحار، تواصل معنا في مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي لطلب يد المساعدة للتحرر من عبودية إدمان الترامادول.
الجرعة الآمنة من الترامادول
سنتحدث عن الجرعة الآمنة من الترامادول في إطار موضوعنا حول اكتئاب الترامادول، يتساءل بعض مستخدمي حبوب الترامادول عن الجرعة الآمنة التي لا تؤدي إلى خلق حالة من الاعتمادية الجسدية أو النفسية، والجرعة المناسبة يحددها الطبيب المعالج بعد وضع التشخيص الدقيق للوضع الصحي للمريض، كما أن استخدام حبوب الترامادول يكون بشكل تدريجي كذلك عند التوقف لتجنب ظهور أي أضرار جانبية، الجدير بالذكر أن الجرعة الآمنة من حبوب الترامادول يجب ألا تتعدى 400 مللي جرام خلال اليوم، ونوصي بضرورة اتباع تعليمات الطبيب.
الآثار الجانبية للترامادول
بعد حديثنا بالتفصيل عن اكتئاب الترامادول أحد الأعراض الجانبية لتعاطي الترامادول على الصحة النفسية، على الجانب الآخر تناول حبوب الترامادول يؤثر على الصحة الجسدية، ويحدث خلل كبير في انتظام الوظائف الحيوية بسبب الآثار الإدمانية، كذلك عند محاولة الإقلاع عن الترامادول تظهر أعراض انسحابية، لذلك تم إدراجه في قائمة أدوية الجدول التي تصرف بروشتة طبية مختومة، وتنقسم الآثار الجانبية للترامادول إلى قسمين كما يلي:
1_ آثار جانبية قصيرة المدى
- النعاس.
- اضطرابات النوم.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن.
- العصبية المفرطة.
- كثرة التعرق.
- الشعور بألم عند التبول.
- تغيير البول إلى لون داكن.
- آلام حادة بمنطقة الصدر.
- الإحساس بالانزعاج وعدم الراحة.
- القشعريرة.
- ظهور بثور الوجه.
- عدم القدرة على الاتزان بسبب الدوخة والدوار.
- تغييرات مزاجية.
- تشويش الرؤية.
- تغيير لون الجلد.
2_ آثار بعيدة المدى
هناك آثار جانبية يتعرض لها البعض بسبب تناول حبوب الترامادول لفترة زمنية طويلة بدون الرجوع إلى الطبيب، ومن أمثلتها ما يلي:
- زيادة ضغط الدم.
- تسارع نبضات القلب.
- الدخول في غيبوبة.
- المعاناة من نوبات عصبية حادة.
- عدم القدرة على التنفس بانتظام.
- الإصابة بمتلازمة السيروتونين.
- اكتئاب الترامادول.
- مشاكل الأوعية الدموية وأمراض القلب المزمنة.
- الخمول المفرط.
- مشاكل وظيفية بالكبد والكلى.
مدمن الترامادول يعرض حياته إلى الخطر بسبب الآثار الجانبية للإدمان على الصحة النفسية والجسدية، لذلك تواصل مع إحدى مستشفيات أو مصحات علاج الإدمان لتنظيف الجسم من السموم.
اكتئاب الترامادول من أعراض انسحابه
اكتئاب الترامادول كما أوضحنا من الأضرار النفسية لحبوب الترامادول ولكن هل يصاب المدمن بالاكتئاب عند سحب الترامادول من الجسم، الأعراض الانسحابية للترامادول تنقسم إلى أعراض نفسية وأخرى جسدية، واكتئاب الترامادول من ضمن أعراض الانسحاب النفسية، حيث يصاب المدمن بالاكتئاب الحاد والانفعال ونوبات العصبية المفرطة عند الإقلاع عن الترامادول، والأعراض الانسحابية من المحتمل أن تتطور مع مرور الوقت مما يؤدي إلى حدة أعراض الاكتئاب، لذلك من الصعب احتمال أعراض الانسحاب بدون رعاية طبية متخصصة، وبالتالي محاولات الإقلاع عن الترامادول في المنزل أو بالأعشاب تنتهي بالفشل، والأصح هو اتباع بروتوكول سحب سموم وديتوكس داخل مركز لعلاج الإدمان.
تنظيف الجسم من الترامادول
لعلاج اكتئاب الترامادول يجب الإقلاع نهائيًا عن تعاطي الترامادول وتنظيف الجسم من السموم، وللقيام بذلك يتواجه المدمن مع أعراض الانسحاب نتيجة الاعتمادية الجسدية على العقار، وبالتالي الحل الأنسب لتنظيف الجسم من الترامادول هو اتباع أحد الاستراتيجيات أو البروتوكولات العلاجية لإجراء عملية الديتوكس بالمكوث داخل مصحة مرخصة لعلاج الإدمان، وتنظيف الجسم من الترامادول يكون وفق خطوات كالتالي:
1_ الفحص الطبي
لتحديد بروتوكول العلاج الملائم لحالة المريض يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات الجسدية والنفسية، وبذلك يتمكن من تحديد الأضرار النفسية والجسدية لإدمان الترامادول، وفي الغالب تختلف من حالة إلى أخرى وفقًا لمدة تعاطي الترامادول.
2_ عملية الديتوكس
تنظيف الجسم وإجراء عملية الديتوكس يساعد مدمن الترامادول على طرد السموم المتراكمة إلى خارج الجسم، ويبدأ المعالج بخطوات محددة لإيقاف المدمن عن تعاطي الترامادول نهائيًا ويستخدم أدوية، وعقاقير طبية تحد من آلام الجسم أثناء سحب المخدر، مثل مضادات اكتئاب الترامادول ومسكنات الألم مع العلم أنها تستخدم فقط تحت إشراف الطبيب.
3_ المعالجة النفسية
مدمن الترامادول يعاني من آثار نفسية بسبب تأثير المادة الفعالة على الهرمونات المسؤولة عن السعادة ومستقبلات الألم، لذلك يصاب باضطراب اكتئاب الترامادول ونوبات العصبية المفرطة وغيرها، والمعالجة النفسية تعمل على إزالة تلك الأضرار، والتدريب على كيفية التعامل مع المؤثرات الخارجية للتأكد من عدم العودة مرة أخرى إلى الإدمان.
خلاصة الحديث عن اكتئاب الترامادول:
اكتئاب الترامادول من أمثلة الأضرار النفسية التي يصاب بها مدمن الترامادول، يعد هذا العقار من مسكنات الألم الأفيونية وبسبب تأثيره على إفراز الهرمونات ومستقبلات الألم يؤدي إلى الإدمان، وتحظر الدولة بيعه في الصيدليات بدون روشتة طبية مختومة، المادة الفعالة تسبب الاعتمادية النفسية التي تكون سبب في اكتئاب الترامادول وتدهور الحالة النفسية، لذلك ننصح بعدم تناول الترامادول قبل استشارة الطبيب إلى جانب اتباع التعليمات الخاصة بالجرعة اليومية.