الأمراض والاضطرابات النفسية كثيرة ومتنوعة وتختلف شدتها من شخص لآخر تبعًا للكثير من العوامل، وبناء على ذلك فإن أسباب الإصابة بالأمراض النفسية تتعقد وتتداخل، وقد يكون السبب أكثر من عامل واحد أو يكون لأحد عوامل هذا الاضطراب تأثير أكبر من غيره بما ينعكس على سلوك الشخص ومشاعره وطريقة تفكيره وعلاقاته.
فعلي الرغم من ان السبب الرئيسي للاصابة بالامراض النفسية غير معلوم بشكل دقيق الا ان الدراسات والابحاث قد توصلت بان اصابة الشخص بالمرض النفسي راجع الي العديد من الاسباب البيولوجية والبيئية وغيرها من الاسباب التي سوف نتعرف عليها من خلال طيات هذا المحور .
والجدير بالذكر أن الأمراض النفسية يمكن أن تكون مؤقتة تزول بزوال السبب أو تكون مزمنة بحاجة إلى علاج على أيدي متخصصين كما هو متوفر خلال مركز Choose للطب النفسي وعلاج الإدمان.
أهمية التعرف علي أسباب الاضطرابات النفسية ؟
بالرغم من تطور الطب النفسي في العقود الاخيرة بصورة كبيرة عن ما كان عليه في العقود الماضية فقد حصلت طفرة علمية في مجال العلاج النفسي والعلاجات النفسية بشكل عام , الا ان علماء الطب النفسي لم يستطيعوا التوصل الي أسباب الاضطرابات النفسية بصورة محددة , ولكن يشير علماء الطب النفسي الي العديد من العوامل والاسباب التي لها دور في الاصابة بالامراض النفسية منها العوامل الاجتماعية والبيئية والعوامل الوراثية وغيرها من العوامل التي يكون لها دور في اصابة بالاشخاص بالاضطرابات النفسية او العقلية .
وفي واقع الامر يتوقف علاج المرض النفسي علي نوعية المرض ومدة الاصابة وحدة المرض النفسي الا ان الاسراع في علاج الاضطرابات النفسية من الامور الهامة في الوصول الي التعافي , فكثير من الامراض النفسية في حال التأخر في طلب العون والتواصل مع طبيب نفسي موثوق فان الاشخاص ربما يعانون من الاضطراب طيلة حياتهم .
أسباب الإصابة بالأمراض النفسية
وقد أكدت الدراسات والأبحاث المختصة أنه من الصعب تحديد أسباب الإصابة بالأمراض النفسية لكن من الواضح أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في حدوث الاضطرابات النفسية ومن أهم تلك العوامل :-
أولاً الخلل الوظيفي في خلايا المخ :-
فقد ثبت بالتغير سواء بالزيادة أو بالنقص في بعض المواد الكيماوية في المخ البشري قد يكون سبب من أسباب الإصابة بالأمراض النفسية , فنجد في زيادة نسبة الدوبامين والسيروتونين له علاقة بالإصابة بمرض الفصام , كما أن النقص الحادث في مادة الدوبامين والسيروتونين أو النورادرينالين له علاقة باضطرابات الاكتئاب والقلق والخوف .
ثانياً الخلل في التوصيلات العصبية لمراكز المخ :-
وهذه الوصلات مسؤولة عن الأفكار والسلوك والوجدان فبحدوث خلل فيها قد يؤدي بدوره إلي حدوث اضطرابات نفسية كالفصام واضطراب فرط الحركة أو اضطراب التوحد .
ثالثاً العوامل الوراثية :-
إن العوامل الوراثية أصبحت الآن حقيقة ثابتة في احتمالية الإصابة بالمرض النفسي، وقد يزداد الخطر في حالة التوائم حيث يلعب الجانب الوراثي دوراً هاماً في الإصابة بأمراض الفصام واضطرابات المزاج واضطرابات الوسواس القهري حيث أن نسبة الإصابة بتلك الاضطرابات النفسية أعلي في حالة ما إذا كان هناك قريب من الدرجة الأولي يعاني من المرض النفسي .
رابعاً الاحداث المؤلمة والمواقف الضاغطة :-
لا شك أن الأحداث المؤلمة والمصائب التي يتعرض لها الشخص تكون سبباً كبيراً في العديد من الاضطرابات النفسية .
خامساً العوامل العضوية :-
لا شك أن المخ هو مركز العمل للعقل لكل شخص وهو المتحكم في سلوك الإنسان وتفكيره وذكائه وذاكرته ومشاعره فهو يتحكم في سلوك الفرد ووعيه وإدراك لكل شيء حوله .
لذلك فإن حدوث أي خلل بمركز العقل مثل الحوادث والعدوى أو أية أسباب عضوية أخرى قد يؤدي ذلك بشكل كبير إلى حدوث اضطرابات نفسية وظهور أعراض نفسية جديدة تنبيء عن أمراض نفسية .
أقرأ أيضًا: علاج الامراض النفسية..تعرف عليه بالتفصيل
سادساً العوامل النفسية :-
قد يكون للعوامل النفسية تأثير كبير علي الشخص منذ ولادته وقد تستمر هذه العوامل مع الفرد طيلة حياته ويكون للأسرة والأفراد المقربين دور كبير في تطوير وبناء شخصية الطفل فبحدوث خلل في مراحل التكوين وبناء الشخصية قد يحدث خللاً يؤدي بدوره إلي حدوث المرض النفسي طبقاً للمرحلة التي حدث بها هذا الخلل ومقدار شدته ونوعه، فعلي سبيل المثال إن الخلل الحاصل في الفصام ناتج عن الخلل في الذات والأنا حيث يؤثر على إدراك الفرد للواقع كما لا يمكنه من السيطرة في التحكم في الغرائز مثل الجنس والعنف وعادة ما يحدث هذا الخلل نتيجة اضطراب العلاقة بين الطفل والأم
قد تكون المشاكل الأسرية بصفة عامة وإدمان الخمور وتعاطي المخدرات من أهم عوامل الإصابة بالأمراض النفسية .
سابعاً العوامل الجسدية :-
طبيعة الاختلاف في الحالة العضوية أو التغيرات الحادثة نتيجة لتعرض الشخص لمؤثرات خارجية قد يكون لها دور كبير في الإصابة بالمرض النفسي لذا فإن الحمل وانقطاع الطمث يعدوا أمثلة للاضطرابات النفسية التي تتسبب في اضطرابات عضوية .
قد يكون لسوء التغذية أو الحرمان من النوم لفترات طويلة تأثيراً على الصحة النفسية .
ثامناً العوامل الإجتماعية :-
لا شك أن العوامل الإجتماعية من أكبر العوامل في الإصابة بالأمراض النفسية فالتوتر والشد العصبي الناتج عن الأحداث اليومية التي يعيشها الشخص من أهم أسباب حدوث القلق والاكتئاب والعديد من الأمراض النفسية .
الرسوب في الامتحانات والفشل في عمل علاقة عاطفية في إطار شرعي بالحب الحلال أو الفشل في إيجاد فرصة عمل والعيش في عالم البطالة أو حدوث حالات الطلاق هذه أمثلة عديدة من الضغوط التي يمر بها الشخص في حياته اليومية , فالبيئة المليئة بالضغوط النفسية يمكن أن تكون عامل مسبب للأمراض النفسية بالإضافة إلي كونها عامل كبير في تأخير الشفاء .
لا شك عندما يحيا الإنسان في جو عدائي فقد يصير مريضاً نفسياً فالعوامل الاجتماعية لها تأثير في الاضطرابات النفسية كالبطالة والهجرة الحتمية وأحداث العنف والحروب الطاحنة والكوارث الطبيعية تكون مصحوبة بحدوث مشاكل نفسية كثيرة مثل أمراض سوء التكيف أو الاكتئاب أو غيرها من الاضطرابات النفسية .
تاسعاً العوامل العائلية :-
قد يكون الجو الأسري المضطرب سببا في تنشئة الطفل تنشئة خاطئة مفتقدة للعطف الأبوي والحرمان من الحنان الأموي مما يتسبب فيحدوث اضطرابات نفسية تصاحب الطفل منذ الصغر.
وجود مشاكل أسرية وخلل في الأسرة أو تكرار الشجار الأسري أو وقوع حالات الطلاق أو وجود مرض نفسي في الأسرة قد يؤدي بصورة كبيرة للإصابة بالمرض النفسي .