مرض جنون العظمة أو ما يعرف بجنون الارتياب من الاضطرابات النفسية التي تتسبب في الكثير من المشاعر والمعتقدات الخاطئة لدى المريض بسبب ما يعاني منه من اضطرابات نفسية وذهنية مختلفة تخلق لديه أوهام وضلالات غير صحيحة وشك غير مبرر، وهذا ما يجعل مريض جنون العظمة في عزلة دائمة عن الحياة الاجتماعية، وإليكم خلال هذا المقال أهم أعراض وأسباب مرض جنون العظمة (البارانويا) أو ما يعرف بجنون الارتياب، ومن خلال طيات الموضوع سوف نتطرق إلي التعرف علي بعض المعلومات الدقيقة حول المرض .
جنون العظمة
ينطوي مرض جنون العظمة على مشاعر وأفكار في الغالب ما تنتج عن القلق أو الخوف أو الاضطهاد أو التهديد أو التأمر أو الاضطرابات النفسية أو الاضطرابات الذهانية , بل يمكن أن تتحول هذه المشاعر إلى أوهام وضلالات بمختلف أنواع الأوهام ، أو معتقدات غير عقلانية ترسخ في ذهن المريض لدرجة أنه حتى مع وجود أدلة قطعية يمكن أن يقنعه بأن ما يشعر به غير صحيح , ولكن الاضطراب وما يعانيه يجعله يعيش في تلك الحالة من اللاوعي وغياب المعتقدات السليمة السديدة .
ويمكن لمريض جنون العظمة أن يعيش حياته بشكل طبيعي ويمارس أعماله اليومية، لكن حياته الاجتماعية غالبًا ما تتأثر وتصبح في إطار ضيق ومنعزل , خاصة لو تعلق الأمر بتلك الضلالة والأوهام التي يعتقدها .
اضطراب جنون العظمة
يشير اضطراب جنون العظمة وهو ما يعرف delusion of grandeur إلى اعتقاد الشخص الخاطئ بسموّه بذلك الأمر ، بالإضافة إلى ذكائه الخارق، وعظمته، فمريض جنون العظمة لديه تقدير مبالغ فيه للذات وتعظيم النفس ، ويؤمن بعظمة نفسه وربما يعتقد الشخص النبوة أو الالوهية في نفسه ، وأهمية شخصيته ومكانته , حتى مع وجود دليل قاطع على عكس ذلك إلا أنه يعتقد هذا الأمر ولا يرى خلافه , وربما يكون جنون العظمة أحد الأعراض الظاهرة لبعض الأمراض النفسية .
ومن الجدير بالذكر أنّ ما يعتقده مريض جنون العظمة لا علاقة له بخلفيته الثقافية أو الدينية أو مستوى ذكائه علي الاطلاق , وكان أول من تحدث عن جنون العظمة هم اليونانيين القدامى كما أشارت الدراسات ، فعلى ما يبدو أنهم كانو يستخدمونها لنفس معنى مصطلح “الجنون” لأن ما يقوله الشخص ويعتقده بالطبع يدل على جنون قطعي وكان ذلك نهاية القرن التاسع عشر، حيث أصبحت بمعنى اختلال عقلي بسبب الأوهام، الذي تتطور فيه الأوهام ببطء حتى تصبح نظام معقد.
يعرف مرض جنون العظمة على أنه مرض يجعل الفرد غير قادر على التفريق بشكل صحيح بين الحقيقة والوهم ويعاني من العديد من الضلالات والأوهام، وقد أشار الأطباء أن جنون العظمة مرض لا يصنف وحيدًا بل يعتبر جزء من اضطرابات نفسية أو ذهانية أخرى مثل اضطراب ثنائي القطب، اضطراب الاكتئاب الحاد وغيرها من الأمراض الأخرى.
أسباب الإصابة بمرض جنون العظمة
يصنف جنون العظمة كونه واحد من الأمراض النفسية الذهانية التي ترتبط بالعديد من الاضطرابات ولا تأتي بشكل منفرد، وهذا ما جعل الأطباء يشيروا إلى مجموعة من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بهذا المرض، ومن ضمن هذه الأسباب الآتي:
- اضطرابات نسبة النواقل العصبية عن المعدل الطبيعي لها يزيد من نسب الإصابة بجنون العظمة المصاحب لاضطراب ثنائي القطب.
- بعض العوامل الاجتماعية مثل وجود استعداد وراثي للإصابة بأوهام جنون العظمة، وهو أمر يمكن أن يلاحظه الأطباء على المريض في سن مبكر.
- أسباب وراثية، وهي تشير إلى وجود مريض من الدرجة الأولى يعاني من اضطراب جنون العظمة.
- الإصابة ببعض الأمراض المعدية التي تؤثر على الجهاز العصبي للفرد قادرة على زيادة حالات الإصابة باضطراب جنون العظمة.
ما هي طرق التعامل مع مريض جنون العظمة .؟
قد تكون مساعدتك لشخص مصاب بجنون العظمة أمرًا صعبًا في ظل ما يعتقده هذا الشخص من أوهام وأفكار غير منطقية وغير مقبولة وتفخيم الذات وغيرها من الأمور الغير طبيعية التي تكون لدي مريض جنون العظمة ، فهو لا ينظر إلى العالم كما تفعل وغيرك من الأفراد الأصحاء فهو شخص غير طبيعي ، نتيجة قلقه الزائد وأوهامه وشكه بالعالم المحيط به، لذا يتطلب منك التعامل مع مريض جنون العظمة كثير من الآتي:
- الصبر , التعاطف ,الحكمة , قوة الشخصية.
- تثقيف النفس حول الاضطراب والتعرف على ماهية المرض .
- تشجيع المريض على الدخول في طريق العلاج والتعافي من الاضطراب .
- تجنب الجدال مع الشخص المريض .
- الحديث معه بشكل فيه وضوح وتقليل الكلمات .
- تفهم شعوره حتى لو لم تكن مصدقاً له .
ما هي أعراض اضطراب جنون العظمة؟
يمكن التعرف على مريض جنون الارتياب من خلال الأعراض المختلفة التي تظهر عليه والتي تكون واضحة إلى حد كبير لمساعدة المريض على تلقي العلاج، ومن ضمن هذه الأعراض الآتي:
- كثرة الكلام.
- ظهور اضطرابات حادة في النوم.
- سرعة الانفعال.
- عدم القدرة على التعامل بشكل سليم مع الأفراد المحيطين من كثرة الشك والارتياب.
- فرط الحركة والنشاط.
- إظهار تعالي وإعجاب مفرط في الذات.
- تغيرات مزاجية حادة.
- الهلاوس السمعية والبصرية.
- الشعور بأنه شخص مشهور من الناحية الدينية أو الفنية، وهذا ما يجعله يختلق الكثير من الأمور.
أقرأ أيضًا: علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية
مرض جنون العظمة لا يظهر تأثيرات سلبية على حياة الفرد المهنية، ولكنه يظهر بشكل واضح في الحياة الاجتماعية والقدرة على التعامل السليم مع الأشخاص المحيطين، ولهذا من الضروري التواصل مع مراكز متخصصة للحصول على العلاج في أسرع وقت.
كيفية تشخيص وعلاج مرض جنون العظمة
بدايةً علينا أن ندرك بأن اضطراب جنون العظمة لكي يتم تشخيصه لابد من العرض على مختصين من خبراء الطب النفسي حتى نصل إلى التشخيص الصحيح وألا نعتمد علي الأعراض فحسب بل علينا أن نسعى إلى التعرف بشكل صحيح على الاضطراب من خلال المختصين .
يقوم الطبيب بإجراء فحوصات طبية، ورؤية التاريخ الطبي الكامل للمريض ، للتأكد من أنّ المريض لا يعاني من أي مرض عقلي آخر كالخرف، وإذا كان الاضطراب هو جزء من حالة نفسية، فإن الطبيب سوف يحيل المريض إلى طبيب نفسي كي يساعده على التخلص من المعاناة التي يعيش فيها ويساعده على العودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي ، والطبيب النفسي بدوره سيقوم بإجراء تقييمات واختبارات نفسية سريرية للمساعدة على تحديد الحالة العقلية ويقرر هل الاضطراب بمفرده أم أن هناك اضطرابات نفسية وذهانية مصاحبة للمرض .
ويعتمد علاج جنون العظمة على سبب وشدة الأعراض، إذ عادةً ما يحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي وعلاج معرفي وقد يحتاج علاج مرض جنون العظمة اللجوء إلى استعمال الكهرباء وغيرها من البرامج العلاجية الفعالة والتي تساعد على تطوير مهارات التأقلم مع الآخرين، ويحسن من التواصل الاجتماعي لديه .
ومن الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات، يصف الأطباء أدويةً مضادةً للقلق أو مضادات الاكتئاب لعلاجه، وأحياناً قد يوصي الطبيب بالاستشارة الفردية أو الأسرية، فالعلاج النفسي يهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من جنون العظمة، من خلال ما يلي :-
1-العمل على تقبل الضعف الموجود عندهم.
2- زيادة احترام الذات.
3-تطوير الثقة لديهم بالآخرين.
4-تعلم كيفية التعبير عن أنفسهم والتعامل مع عواطفهم بطريقة إيجابية.