في كل مرة تشعر بالتوتر، تتجه إلى المطبخ باحثاً عن علبة البسكويت أو قطعة الشوكولاتة هرباً من الوحدة، والفراغ العاطفي، تهدأ أعصابك في البداية، ولكن سرعان ما تغرق في الشعور بالندم، والذنب، لذلك كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام؟
كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام؟
قد يصبح مدمن الطعام أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من غيره مثل:
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق العام.
- إدمان المخدرات.
- اضطراب الوسواس القهري.
وقد يقبلون على الانتحار بسهولة، ويسر دون تفكير، لذلك لا بد من علاج هذه الأمراض المصاحبة لإدمان الطعام، ونضعها في عين الاعتبار.
تشير بعض الأدلة إلى أن العوامل الوراثية قد يكون لها دوراً أساسياً في زيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل لدى بعض الأفراد، ولكن هذه الاضطرابات قد تصيب أيضاً من ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض.
اقرأ أيضاً
كيف يؤثر إدمان الطعام على الدماغ؟
يتكوّن الدماغ من ملايين الخلايا العصبية، وعندما تتفاعل هذه الخلايا بفضل الناقلات العصبية تظهر أفعالنا، وأفكارنا، ومشاعرنا.
وتتأثر الناقلات العصبية تأثراً مباشراً بجودة طعامنا، فيكون له التأثير البالغ على وظائف الدماغ، والصحة النفسية.
ارتبطت اضطرابات الطعام بانخفاض القدرة على التكيف مع المواقف الصعبة، وزيادة حدوث الأفكار، والسلوكيات الانتحارية.
كما أدرك الباحثون عند بحثهم عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام أن الجوع له تأثيرات بالغة على الحالة المزاجية، والوظائف الإدراكية للدماغ.
ولذلك قد يكون الجوع له تأثير خطير على الجسم، فعندما تحرمه من الطعام، يستجيب عن طريق تقليل معدل الحرق للطاقة.
وتعمل الدماغ بمعدل أيض مرتفع للغاية، إذ تستهلك جزءاً كبيراً من الطاقة، والمغذيات التي يحصل عليها الجسم، وبدون التغذية السليمة التي تزود الدماغ بالطاقة اللازمة؛ لنقل الإشارات العصبية، وأداء وظائفها الحيوية، تصبح الدماغ عُرضة للخطر.
واستكمالاً للحديث عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام، فإننا لا يجب أن نغفل تأثير الجوع على الصحة الجسدية، إذ يسبب نقصان كتلة القلب العضلية، وانخفاض معدل ضربات القلب.
كما يسبب انخفاض ضغط الدم، والصداع، وانخفاض معدل الهرمونات، والحساسية ضد الضوضاء، والضوء، والشعور بالبرد طوال الوقت، جفاف البشرة، وتساقط الشعر، والتعب، والإرهاق.
قد يفكر مدمن الطعام في أن يؤذي نفسه بإصابة نفسه بالجروح أو إعاقة شفائها أو التعرض للحروق أو ضرب الحائط أو تناول مواد كيميائية سامة، أو شد الشعر، وينتشر هذا الفعل بين المراهقين، والبالغين بنسبة 30%.
كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام؟ | الأنماط الفكرية الدورية
تُعد أحد الأعراض التي غالبًا ما تؤرق مرضى اضطرابات الطعام، إذ تشبه هذه الأنماط الفكرية أنماط التفكير المرتبطة باضطراب الوسواس القهري، ويصعب السيطرة عليها.
فعلى سبيل المثال، قد يتعرض شخص يعاني من اضطراب نهم الطعام لمحفز، مثل رؤية الطعام معروضاً، مما يؤدي إلى أفكار حول الإفراط في تناول الطعام.
قد يشعر بعدها بمشاعر ندم بسبب مرضه، مما قد يدفعه إلى الإفراط في تناول الطعام كوسيلة لإخفاء الألم العاطفي.
هل الضغط النفسي يؤثر على الشهية؟
قد يؤثر الضغط النفسي على الشهية، فينفر المريض من الطعام، ويفقد شهيته، أو يقبل على الطعام أكثر من اللازم، ويسبب إدمان الطعام العديد من الأمراض النفسية مثل:
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق العام.
- الثورة، والهياج.
- التقلبات المزاجية.
- مشاعر سلبية شديدة.
- انخفاض الحماس.
- انخفاض التركيز، والقدرة على حل المشكلات.
- التفكير المهووس غير المتزن.
وفي إطار الحديث عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام، نتحدث عن تأثيره على السلوكيات المرتبطة بالطعام، إذ يفكر المريض في الطعام طوال الوقت.
ويأكل بسرعة أو ببطء شديد، ويزداد الجوع، وزيادة استخدام المنكهات، والتوابل، واضطراب النهم للطعام، ووجود روتين غير معتاد أثناء تناول الطعام.
كما يؤثر إدمان الطعام على الحياة الاجتماعية للمريض، إذ ينعزل، ويفضل الوحدة، ويفقد حس الفكاهة، ويهمل نظافته الشخصية، والاهتمام بمظهره، وتُدمر علاقاته الاجتماعية.
وقد يميل مرضى اضطرابات الطعام إلى إضافة الطابع الشخصي على الأحداث التي تحدث في حياتهم.
ويسبب تفسير الأمور وكأنها هجمات شخصية لم تكن مقصودة مثل بعض التعليقات على الطعام أو المنشورات التي تتعلق بالطعام أو الوزن بسبب التركيز المفرط، والوعي الزائد، لذلك قد يشعرون بالإهانة الشخصية، والغضب، والإحباط، والحزن.
أقرأ أيضاً
-
إدمان الطعام والقلق
يُعد القلق أحد أكثر التأثيرات النفسية شيوعاً، فمن المرجح أن يندمج المريض باضطراب الطعام في سلوكيات تجنبية.
فقد يتجنب الطعام، أو المشاعر السلبية، أو المحفزات مثل التوتر الاجتماعي.
ويتطلب تعزيز الصحة النفسية الإيجابية معالجة القلق الناجم عن اضطرابات الطعام، والتعامل معه كاضطراب متلازم عند حدوثه لدى الأفراد الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي أو اضطراب نهم الطعام أو غيرها من اضطرابات الطعام.

علاج اضطرابات الأكل النفسية
بعد الحديث عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام، يوصي الأطباء النفسيين بضرورة طلب المساعدة، لسرعة التشخيص، وتحديد الخطة العلاجية المناسبة، ومن أهمها:
يُعد الاختيار الأول لعلاج اضطرابات الطعام، إذ يساعد الطبيب النفسي المريض على معرفة المحفزات التي تسبب إدمان الطعام، وتغيير تفكير المريض، وسلوكياته مع المتابعة اليومية، وتناول وجبات صحية متكاملة.
-
العلاج النفسي التكاملي
استكمالاً لحديثنا عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام، إذ يساعد العلاج النفسي التكاملي على تطوير وعي المريض، وفهم مشاعره، لتجنب المواقف، والمثيرات التي تحفز اضطراب الطعام.
-
نموذج مودسلي لعلاج فقدان الشهية العصبي للبالغين
تساعد هذه التقنية على تعليم المريض كيفية التعامل مع مشاعره، ومواجهتها مع الرعاية الطبية النفسية، وتناول وجبات صحية.
-
الإدارة السريرية الداعمة المتخصصة
تُعد أقل تنظيمًا من العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو نموذج مودسلي، إذ تجمع بين العلاج الداعم، والمعلومات، والنصائح، والتشجيع.
-
الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية
تساعد هذه الجلسات على معرفة المشاعر المضطربة، والأفكار، والسلوكيات التي تدور حول الطعام، وتغييرها بما يتناسب مع العلاج.
يصبح الطبيب مهتماً بالأسباب، والظروف التي أدت إلى إدمان الطعام في المقام الأول، ومحاولة كسر هذه الحلقة، والابتعاد عن العوامل التي تشجع استمراره.
-
العلاج الأسري
يوجد دور فعال لأسرة المريض في العلاج بسبب إمكانية تحدثهم مع المريض، وإقناعه لطلب المساعدة خاصةً للبالغين.
-
متابعة المريض
لا بد من متابعة المريض في الاستشارات؛ لمساعدته على التخلص من النتائج الصحية السيئة حتى يعود المريض إلى سلوكياته الطبيعية بما يرتبط بالطعام.
-
استشارات التغذية
تساعد هذه الاستشارات على تناول الطعام بما يتناسب مع صحة المريض، والالتزام بخطة غذائية صحية.
-
كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام | الأدوية
قد تساعد بعض الأدوية على علاج أعراض إدمان الطعام، وتخفيف أعراض الأمراض النفسية التي تصاحبه مثل القلق، والاكتئاب، لكن حتى الآن لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطرابات الطعام، وأعراضها المزعجة.
وقد تحتاج بعض الحالات الشديدة إلى الإقامة في المستشفى للعلاج، ومتابعة الحالة عن قرب حتى تمام الشفاء.
حديثنا عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام لم ينتهي، إذ يشمل العلاج الجوانب النفسية، والسلوكية، والغذائية.
بالإضافة إلى سرعة التعامل مع المضاعفات الطبية الأخرى التي قد تسبب عواقب وخيمة مثل سوء التغذية، ومشكلات صحية بالقلب، والجهاز الهضمي إلى جانب حالات أخرى قد تكون مميتة.
بالإضافة إلى شعور المرضى بالتردد تجاه العلاج، أو إنكار وجود مشكلة في الأكل، والوزن، أو القلق بشأن تغيير أنماطهم الغذائية.
ولكن مع الرعاية الطبية المناسبة، يمكن لمرضى اضطرابات الأكل الاعتماد على عادات غذائية صحية، والتعافي عاطفياً، ونفسياً.
نصائح لتجنب الإصابة باضطرابات الطعام
في إطار الحديث عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام الذي يصعب الوقاية منه، فمن المستحيل تجنب الطعام تماماً.
ولكن يمكنك تقليل التعرض المفرط للأطعمة الشهية من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ومتوازن غني بالعناصر الغذائية الطبيعية.
يتطلب التغلب على اضطراب الطعام اتباع نفس النموذج المستخدم لعلاج أنواع الإدمان الأخرى، لذلك لا بد من وضع خطة علاجية قوية، والحصول على الدعم الكافي في خطوتين:
أولًا، ستحتاج إلى إزالة السموم من جسمك من خلال تجنب الأطعمة المثيرة لنوبات اضطراب الطعام مثل الوجبات السريعة أو الأطعمة التي تحتوي على السكر، وقد تشكو في هذه المرحلة من أعراض انسحابية تتراوح شدتها بين خفيفة، وشديدة.
بعد التخلص من السموم، ستحتاج إلى تغيير سلوكياتك الغذائية من خلال تجنب أشخاص محددين أو أماكن محددة مثل المطاعم أو أطعمة تسبب الرغبة الشديدة في الطعام أو تصبح أكثر عرضة لتناول الأطعمة المسببة للمشكلة.
وقد تحتاج إلى كسر العلاقة بين الطعام، والعادات أو الأحداث، مثل تناول الآيس كريم قبل النوم أو الفشار بالزبدة أثناء مشاهدة الأفلام.
الخلاصة
وفي ختام الحديث عن كيف يؤثر التوتر والضغوط النفسية على إدمان الطعام، تذكر أن كثير من مرضى اضطرابات الطعام إلي تناول الطعام للهرب من المشاعر السلبية، فيخلق حلقة مفرغة من الإفراط في الأكل، والشعور بالذنب، لذلك لا بد من البحث عن وسائل صحية للتعامل مع الضغوط، مثل ممارسة الرياضة أو التأمل أو طلب الدعم النفسي.