يشكو 5.5% من النساء، و11.9% من الرجال من آثار إدمان القمار الإلكتروني، إذ أكدت إحدى الدراسات السويدية ازدياد احتمالية الانتحار 15 مرة بسبب القمار الإلكتروني، كما انتحر حوالي 4.2% من الأفراد مدمنين القمار الإلكتروني في أستراليا، مما يدل على آثاره المدمرة، فهل تعرف كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية؟
كيف اعرف اني مدمن قمار؟
ينتمي إدمان القمار الإلكتروني جنباً إلى جنب مع إدمان المخدرات في كل من الدليل التشخيصي، والإحصائي للاضطرابات النفسية، والتصنيف الدولي للأمراض، ويمكن أن تحدث أضرار القمار دون الوصول إلى الأعراض التشخيصية.
استكمالاً لحديثنا عن كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، يستطيع الطبيب تحديد الأعراض التي تساعده في تشخيص المريض، وهي:
- ضعف القدرة على التحكم في لعب القمار.
- إعطاء الأولوية المتزايدة للقمار على حساب الاهتمامات الحياتية الأخرى، والأنشطة اليومية.
- الاستمرار في لعب القمار رغم العواقب السلبية.
- تحويل الأموال من النفقات الأساسية للأسرة، مما قد يؤدي إلى عدم القدرة على توفير الغذاء، والمسكن، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، والتعليم.
- لعب القمار الإلكتروني في سرية، والكذب بشأن النقود التي اُستخدمت في القمار رغبةً في مفاجأة الآخرين عند الفوز.
- لعب القمار حتى إذا كنت لا تملك المال، وصرف آخر قرش لديك في القمار، وتبدأ في الاقتراض من الآخرين لإنفاقها في القمار.
اقرأ أيضاً
كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية؟
يعتمد القمار على المخاطرة بمبلغ من المال مقابل مضاعفة المبلغ الذي اُستخدم في المرة الواحدة، وقد تكسب أو تخسر، إلا أنه حرام شرعاً بجانب تأثيره الضار على الصحة.
يسبب إدمان القمار المعاناة من الضغوط المالية، وتفكك العلاقات الأسرية، والاجتماعية، والعنف الأسري، والأمراض النفسية، والانتحار.
وقد تستمر آثار ضرر القمار مدى الحياة، وتنتقل عبر الأجيال ليصبح المدمن خطراً على المجتمع الذي لا بد من مساعدته في الوقاية من هذه الأضرار والحد منها.
وتتمثل الوقاية في حظر الإعلانات الترويجية، وفرض قيود على الوصول إلى مواقع القمار الإلكتروني، وتوافره، ووضع قوانين صارمة لضمان الامتثال لهذه القوانين.
كيف يؤثر القمار على الصحة العقلية؟
وفي إطار الحديث عن كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، لا نغفل ارتباط إدمان القمار الإلكتروني بالاضطرابات السلوكية أو المزاجية.
كما يشكو مدمن القمار الذي يواجه مشكلات أخرى أسوأ من القمار في حد ذاته مثل:
- تعاطي المخدرات.
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD).
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب ثنائي القطب.
إذا عرفت كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، فلكي تتغلب على مشكلاته، ستحتاج إلى علاج الاضطرابات النفسية، وأي أسباب مرتبطة بإدمان القمار.
وقد يشعر مدمن القمار بقلة تقدير الذات، والتوتر، والقلق، والاكتئاب، وعندما يصبح إدماناً، فإنه يؤثر على إفراز الدماغ لهرمون الدوبامين الذي يسبب الشعور بالسعادة، والنشوة عند الفوز برهان.
ولكن على الرغم من التأكد من معرفة كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، فيمكن إعادة تغيير كيمياء الدماغ مجدداً حتى يستطيع المريض الاستمتاع بالحياة اليومية من جديد.
وإذا كنت تشكو من مرض نفسي، فإنك أكثر عرضة للوقوع في إدمان القمار للتغلب على الشعور بالاكتئاب، وتشتيت الانتباه، والحزن، والتفكير في الانتحار.
اقرأ أيضاً
كيف يؤثر القمار على الصحة الجسدية؟
لا يوجد العديد من التأثيرات الجسدية الواضحة التي يمكن أن تنتمي مباشرةً إلى إدمان القمار الإلكتروني، وعلى الرغم من ذلك، فعندما يُصاب المريض بالاكتئاب أو القلق نتيجة إدمان القمار الإلكتروني، فقد يشكو من الأرق.
بالإضافة إلى شحوب البشرة، والهالات السوداء تحت العينين، وزيادة الوزن أو فقدانه، وظهور حب الشباب، وضعف المناعة، وتساقط الشعر.
يصبح مدمن القمار أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالتوتر، مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات النوم، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وقرحة المعدة.

علاج إدمان القمار الإلكتروني
بعد معرفة كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، فلا بد من معرفة أن التحدي الأكبر لا يكمن في الإقلاع عن القمار، بل الحفاظ على مرحلة التعافي من خلال الالتزام بالابتعاد عن القمار.
فقد أصبح لعب القمار سهلاً في العصر الحديث بسبب الإنترنت الذي جعل الوصول إلى القمار أكثر سهولة، وأكثر صعوبة في تجنب الانتكاس، والحفاظ على مرحلة التعافي.
ولكن لازال العلاج ممكناً إذا كنت محاطاً بأشخاص تتحمل أمامهم المسؤولية، وتتجنب البيئة السيئة، والمواقع الإلكترونية التي تحفزك على لعب القمار، وإنفاق أموالك فيما لا ينفع، والبحث عن أنشطة صحية أخرى تمارسها بدلاً من القمار.
-
Treatment of mental illness
قد يشمل العلاج الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية، والأدوية، وحدوث تغييرات في نمط الحياة، ففي بعض الحالات، قد يكون إدمان القمار هو أحد أعراض الاضطراب ثنائي القطب، لذا قد يحتاج الطبيب إلى استبعاده قبل تحديد التشخيص.
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يركز العلاج السلوكي المعرفي لإدمان القمار الإلكتروني على تغيير السلوكيات، والأفكار المرتبطة بالقمار مثل التبريرات، والمعتقدات الخاطئة.
يمكن أن تساعد هذه التقنية في مقاومة رغبة القمار الإلكتروني، وحل المشكلات المالية، والمهنية، والعلاقات التي فسدت بسبب القمار، إذ يمكن للعلاج أن يزود المريض بأدوات تساعده على مواجهة إدمانه مدى الحياة.
-
العلاج الأسري
في ضوء الحديث عن كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، فقد يساعد العلاج الأسري، والاستشارات الزوجية، والمهنية، والائتمانية في علاج المشكلات التي حدثت بسبب إدمان القمار الإلكتروني، ووضع الأساس الصحيح لإصلاح العلاقات الأسرية، وتحسين الوضع المالي.
ازاي اتخلص من ادمان القمار؟
يزداد ضرر إدمان القمار مع التوسع في بناء كازينوهات القمار عالمياً، مما يشكل تحدياً كبيراً لصحة، ورفاهية المجتمع.
كما يمثل القمار غير المرخص أو غير القانوني أو الذي يُمارس عبر منصات خارجية مثل القمار الإلكتروني تحدياً كبيراً لجميع الحكومات.
بعد الحديث عن كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، ونتحدث عن الوقاية منه، وحماية المريض من الانتكاسة من خلال الالتزام بالتعليمات الآتية:
- تجنب استخدام الإعلانات الترويجية للقمار، واستبداله برعاية الرياضة، والأنشطة الثقافية الأخرى.
- تقليل الوصمة، والعار الذي يعاني منه الأشخاص المتضررون من القمار.
- وضع معايير أمان للمنتجات، بما في ذلك تحديد حد أقصى للخسائر الشاملة، ووضع حد أقصى للمراهنات.
- معالجة أنشطة التأثير السياسي للشركات العاملة في صناعة القمار وتأثيرها على الأبحاث.
- حملات توعوية مضادة تتضمن تحذيرات حول الأضرار المرتبطة بالقمار.
ويمكن الحديث عن الوقاية من إدمان القمار الإلكتروني في الخطوات التالية:
-
الاعتراف بالمشكلة، والعمل على حلها
يعتمد التغلب على إدمان القمار الإلكتروني على إدراك المدمن أن لديه مشكلة مرضية تحتاج إلى حل.
كما يتطلب الأمر شجاعة هائلة للاعتراف بذلك خاصةً إذا خسر المدمن الكثير من المال، ودمر علاقاته الأسرية، والاجتماعية.
-
كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية | المحفزات العاطفية
كما يعتمد العلاج على معرفة المحفزات العاطفية، وتأثير هذه المشاعر السلبية على اللجوء إلى لعب القمار إما للترفيه أو للهروب من المشكلات.
لا بد من تحديد الأسباب التي تدفع المدمن إلى القمار، فهل يقامر بسبب الشعور بالوحدة أو الملل؟ أم بعد يوم مرهق في العمل أو بعد خلاف مع شريكة حياته؟
فقد يكون القمار وسيلة لتهدئة أعصابه، لكن هناك وسائل أخرى صحية، وأكثر فاعلية للتحكم في المشاعر، والتغلب على الملل.
-
المحفزات الخارجية
إذا عرفت كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، فلا بد من معرفة المحفزات الخارجية التي قد تتمثل في التواجد مع أشخاص محددين، وإخبارهم أنك بدأت العلاج.
وعندما يطرحون الفكرة، كن مستعداً لاقتراح بديل آخر، مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وإذا لم يحترموا هدفك أو ضغطوا عليك للعب القمار، فلا بد من التفكير في وضع حدود أو تجنبهم تماماً.
يمكن للمدمن أن يحدد قائمة بالأسباب التي تشجعه على التغيير، والتفكير في كيفية تحسين حياته إذا تخلص من مشكلة القمار.
بعد العلاج يشعر المريض بضغط مادي أقل، ويتمتع بعلاقات صحية أكثر مع الأصدقاء، والأسرة، وعدم الشعور بالذنب أو العار، لذلك يستطيع تحديد الدوافع التي تحميه من القمار، ويعود إليها عند الشعور برغبة في لعب القمار.

-
البحث عن الدعم المناسب
من الصعب محاربة أي إدمان بدون دعم لذلك لا بد من وجود خطط للاعتماد على الأسرة، والأصدقاء الشخصية الموثوق فيهم لمساعدة المدمن على تخطي مرحلة العلاج، وتفهمهم بما يمر به، بالإضافة إلى المتخصصين لقدرتهم على تقديم التوجيه.
عند تحدثنا عن كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، وتدميره للعلاقات، لذلك يكمن العلاج في تكوين صداقات جديدة دون الحاجة إلى زيارة الكازينوهات أو لعب القمار الإلكتروني.
بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع زملاء العمل، أو الانضمام إلى فريق رياضي أو نادي للقراءة، أو الالتحاق بدورة تعليمية، أو التطوع في الأعمال الخيرية.
ولا بد من طلب المساعدة من المتخصصين لعلاج الاضطرابات النفسية، والمزاجية التي قد تحفز لعب القمار الإلكتروني.
لذلك إذا كان المدمن يشكو من اضطراب ثنائي القطب الذي قد يدفعه إلى نوبات هوس خطيرة مثل المراهنات الكبيرة، فحتى بعد التوقف عن لعب القمار سيظل المرض النفسي موجود، لذلك لا بد من علاجه.
-
وضع حدود للعب القمار
لا بد من إزالة العوامل التي تجعل القمار ممكناً، فكلما كان الوصول إليه صعباً، زادت الفرصة الرغبة في التوقف عن لعب القمار.
لا بد من وضع عقبات للوصول إلى المال من خلال التخلص من بطاقات الائتمان أو استخدام بطاقات لا يمكن استخدامها في مواقع القمار الإلكتروني.
بالإضافة إلى إغلاق حسابات المراهنات الإلكترونية، والسماح لأحد أفراد الأسرة بإدارة المال، وجدولة المدفوعات التلقائية مع البنك، والاحتفاظ فقط بمبلغ نقدي محدود.

-
الابتعاد عن بيئة لعب القمار
لا بد من الابتعاد عن البيئة التي تحفز لعب القمار مثل الكازينوهات، والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمقامرة.
الإضافة إلى حذف تطبيقات القمار، وحظر مواقع المراهنات على الهاتف، وجهاز الكمبيوتر.
يمكن أيضاً حذف أي معلومات مُعبأة تلقائياً مثل رقم البطاقة الائتمانية، فيصبح اتخاذ القرارات المالية المندفعة أكثر صعوبة.
الخلاصة
ينتهي مقالنا عن كيف يؤثر إدمان القمار الإلكتروني على الصحة العقلية والجسدية، إذ يسبب التوتر المزمن، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وإجهاداً بدنياً نتيجة قلة الحركة، وسوء التغذية، لذلك تُعد الوقاية، والتوعية ضرورية لتجنب هذا الإدمان بجانب طلب المساعدة المتخصصة من أجل التعافي، واستعادة التوازن في الحياة اليومية.
المصادر