كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة
موضوع مقالنا اليوم عن آخر مراحل حرب الإنسان ضد إدمانه للمخدرات ، ألا وهي مرحلة مقاومة حدوث انتكاسة بعد التعافي من الإدمان فهناك قطاع عريض من الأشخاص يعود إلي التعاطي مرة آخري بعد تعافيه وهذا راجع إلي العديد من الأسباب كما سنتعرف من خلال طيات الموضوع .
ونظرًا إلى دقة الموضوع وكونه يعتمد في المقام الأول على المريض المتعافي بنفسه أكثر من الاعتماد علي الطبيب المعالح أو المشرف العلاجي أو المنظومة العلاجية بشكل عام .
على عكس المراحل السابقة حيث الوصول به إلي مرحلة تعافي واتزان نفسي وسلوكي للعمل علي إعادة المريض المدمن إلي حياته من جديد ، فإننا سوف نحاول توضيح جوانب ملف الانتكاس قدر الإمكان عسى أن يكون هذا المقال دليلاً لإنسان يقاوم شرور الإدمان.
ما هو تعريف الانتكاسة ؟
بحسب تعريف المعجم العربي فإن اِنْتِكاسَةُ الْمَريضِ تعني عند الخبراء والمختصين مُعاوَدَتُهُ الْمَرَضَ، أَوْ حالَةٌ مِنْ حالاتِ الإحْباطِ كُلَّما نَهَضْنا مِنِ انْتِكاسَةٍ أو كَبْوَةٍ ، فمن ثم داهَمَتْنا انْتِكاسَةٌ جَديدَةٌ , والمعني لا يختلف كثيراً عن مفهوم الانتكاسة لدي المدمن وهو العودة مرة أخري إلي طريق سيء قد تخلص منه , وكذلك انتكاسة الملتزم فهو يعود إلي ذنب بعد تعافيه منه .
ومن ثم فإن #انتكاسة_المدمن لا تختلف عن مفهوم الانتكاس والعود لطريق خاطيء , ومن ناحية الطب النفسي فإن انتكاسة مدمن المخدرات تنقسم إلى ثلاث مراحل:
أولاً: مرحلة الانتكاس العاطفي , وكما يبدو اسمها مثيرًا لسوء الفهم بعض الشيء حيث انه لم ينتكس فعلياً ؛ وفي تلك المرحلة لا تتضمن تفكير الشخص في العودة للإدمان ، لكنها تتسم بمعاناة المريض من أعراض نفسية متعددة تجعله منهك عاطفيًا ولديه قابلية كبيرة في ظل الضعف مما يجعله ينحو نحو العودة للمخدرات، وإن كان لم يتخذ قرار العودة للإدمان بعد.
فهو لا يعود ولكن ما يسيطر عليه وما يكون حوله من ضعف تجعله منهك من الناحية العاطفية مما يجعلنا نقول بأنه #انتكاس_عاطفي .
ومن أبزر تلك الأعراض التي نشير إليها ما يلي ( التوتر – العصبية الزائدة , الغضب والسلوك العنيف , التحولات المزاجية السريعة , اضطرابات الأكل , اضطرابات النوم ) .
وفي واقع الأمر كل هذه الأعراض تكون غالبًا راجعة لأعراض ما بعد الانسحاب ، وإذا أدرك المريض ذلك يمكنه التعامل معها بثقة أكبر.
إلا أن الأعراض الأساسية في هذه المرحلة التي تمثل علامات إنذار مبكرة , والخشية من عودة المريض للتعاطي مرة أخري والعودة إلي عالم الادمان علي المخدرات ما يلي :
1- عدم حضور جلسات العلاج النفسي والتي لها دور كبير في حفاظه علي تعافيه وعدم العودة إلي طريق الادمان مرة أخري .
2- عدم الانتظام على الدواء وهو من الخطورة بمكان حيث أهمية ادوية علاج الادمان في بقائه متزن سلوكياً ونفسياً .
3- عدم الانتظام في زيارات المتابعة مع الطبيب , ومن هنا فنحن في مركز الطب النفسي وعلاج الادمان لدينا خطة متابعة لابد من اتمامها بالشكل اللائق بنا كمؤسسة علاجية لها باع كبير في علاج مدمني المخدرات وهو من أهم ما يميزنا ويحافظ علي تعافي الافراد ومنع حدوث الانتكاس .
ثانيًا من صور وأشكال انتكاسة المدمن هي مرحلة الانتكاس النفسي:
وفي هذه المرحلة تشتعل الحرب داخل عقل المدمن بين فكرة العودة للإدمان وبين الإصرار على الانتظام في العلاج والبقاء في عالم التعافي .
ويومًا وراء يوم تتصاعد نبرة العودة للإدمان خاصة مع عدم طلب المساعدة من الآخرين والتبرير لما يقوم به فيظل مع مرور الأيام مقبلاً علي فكرة التعاطي، وتختتم هذه المرحلة بأن العقل يصل لقناعة داخلية أنه سوف يعود للإدمان عاجلاً أو آجلا وبالفعل مع مرور الوقت يصل إلي مبتغاه ويتعاطي تلك السموم من المخدرات .
وتتسم هذه المرحلة بالعلامات التالية:
1- تلميع الذكريات القديمة للإدمان والتغاضي عن السلبيات التي كانت فيها وتذكر لحظات السعادة والسرور حال تعاطي المخدرات .
2- التفكير بشأن الرفقاء والأماكن المرتبطة بالإدمان وهذا بالطبع يفتح باب التواصل مع المتعاطي القدامي .
3-استعادة ذكريات شعور الانتشاء المصاحب للمخدرات وهو بوابة من أبرز بوابات التعاطي والعودة للمخدر .
4-استعادة التواصل مع رفاق جلسات المخدرات وصحبة السوء القديمة ومن ثم كان تسليط الضوء علي كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة .
ثالثًا: مرحلة الانتكاس الفعلي: وهي المرحلة الأخيرة وفيها تعاطي تلك السموم من المخدرات , فبمجرد الوصول لآخر خطوات الانتكاس النفسي، ومع عدم الحصول على أي مساعدة من قبل المتخصصين والمشرفين وخبراء العلاج , يصبح الأمر مسألة وقت قبل أن يجد المريض نفسه يجري اتصالاً بالرفاق القدامى في أسرع وقت ممكن لترتيب مقابلة لاستعادة ذكريات المزاج والنشوة وحالة السعادة ، وهكذا يعود مرة أخرى لفخ الإدمان وتحدث الانتكاسة .
لماذا يرجع المدمن بعد علاجه للإدمان ؟
كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة , وعدم حدوث الانتكاسة يعود ببساطة إلى أن الواقع الذي يواجهه المريض بعد علاجه من الإدمان والعودة إلي الحياة من جديد والتفاعل , يكون أكثر تعقيدًا من العالم الوهمي الذي اعتاد العيش فيه لفترات طويلة خلال إدمانه .
ومن هنا يأتي التحدي الصعب ؛بل الاصعب علي المدمن يعد انتهاء رحلة التعافي هل يواجه الواقع بكل مشكلاته وضغوطه النفسية والبدنية ويقابل الحياة بكل ما فيها والتي لا تصفو دوماً فدوام الحال من المحال ؟ أم يتخذ الخيار السهل ويعود للعالم الوهمي الذي اعتاد عليه .
ما هي أسباب الانتكاسة لمدمني المخدرات؟
تنقسم أسباب وعوامل حدوث الانتكاسة لمدمني المخدرات إلى ما يلي :-
1-هناك عوامل مرتبطة بالجرعة وتاريخ الإدمان السابق, فكلما كان للمدمن تاريخ أكثر عمقًا في تجربة إدمان المخدرات وارتبط الأمر بشبكات أوسع من رفقة السوء والمعارف والأصدقاء والأنشطة فإن هذا دليل وعلامة على زيادة احتمالات حدوث انتكاسة .
2-هناك عوامل اجتماعية , فكلما كانت الحياة الاجتماعية للمدمن أكثر تعقيدًا ومن ثم هناك العديد من المشكلات ، كلما زاد هذا من احتمالات حدوث انتكاسة وقوع الأشخاص في حظيرة الادمان .
3-العلاقات الإنسانية , فكلما كان للمريض له علاقات إنسانية أعمق بأشخاص ما زالوا مدمنين وما زالوا في طريق التعاطي , كلما عرضه هذا لخطر حدوث انتكاسة بنسبة أكبر.
ولكن على النقيض فإنه كلما كان للمريض علاقات إنسانية أقوى بأشخاص داعمين لقراره بالعلاج من الإدمان ، فإن ذلك يساعد في حمايته من حدوث انتكاسات .
4-الضغوط النفسية, فإن تعرض المريض خلال فترة التعافي لضغوط نفسية شديدة سواء ناتجة عن الالتزامات المادية والحياتية المختلفة أو ناتجة عن معاناة المريض من مشكلات نفسية إضافية مثل الاكتئاب والوسواس القهري على سبيل المثال، كل ذلك يزيد من احتمالات حدوث انتكاسة للمدمن وعودته للتعاطي .
5-خلل خطة العلاج فإن وجود خلل في خطة علاج المريض سواء كان هذا من ناحية الجرعات الدوائية المناسبة أو برنامج العلاج النفسي السلوكي أو جدول زيارات المتابعة والدعم النفسي، فلا شك أن وجود خلل في أي من هذه الجوانب يزيد من احتمالات حدوث انتكاسة للمدمن .
كيفية حماية المدمن من الوقوع في طريق الانتكاس والعودة للتعاطي ؟
أولاً :-صنع قائمة بعلامات الخطر في حياتك , وهذا الأمر من الأهمية بمكان , حيث يجب على المدمن خلال مرحلة التعافي أن يضع قائمة بالخط الأحمر العريض تشمل المواقف والأماكن والأشخاص الذين يمثل الاقتراب منهم علامة خطر على احتمالية التعرض لأغراء العودة للإدمان مرة أخرى والأمور التي ربما القرب منها مجرد القرب سبب كبير في الوقوع في حظيرة الإدمان والعودة إلي عالم التعاطي .
حيث يتم كتابة كافة هذه العلامات في ورقة ويراجعها المريض من حين لأخر من أجل التأكد بشكل تام من ابتعاده عنها جميعًا بشكل صارم وبدون أي تهاون .
ثانياً :- الاسترخاء عامل محوري وليس ثانويًا علي الإطلاق , فنظراً إلى أن جميع الانتكاسات بدون استثناء تحدث لأن المرضى يفتقدون الشعور بالراحة والاسترخاء الذي تجلبه المخدرات وحالة النشوة والسعادة التي كانوا عليها في مراحل التعاطي وحتي لو كانت مؤقتة أو نشوة عابرة.
ومن ثم فإن الحرص على حصول المريض خلال فترة التعافي على أوقات استرخاء منتظمة يوميًا يمثل عاملاً أساسيًا في الوقاية من حدوث انتكاسات ومن ثم يفضل ممارسة الرياضة والخروج مع الأسرة في نزهة خارجة وغيرها من عوامل الترفيه وتوفير جو ملائم وحالة من الاسترخاء .
ثالثاً :- الابتعاد عن الكذب , ومن ثم أقول لك دوماً إياك والكذب على نفسك, فللأسف فإن المدمن خلال فترة تناوله للمخدرات يتعلم يومًا وراء يوم الكذب حتى يتقنه، لكن في مراحل علاج الإدمان ينقلب السحر على الساحر، حيث يبدأ عقل المريض في استعمال تقنيات الكذب ليكذب على نفسه بشأن العلامات الدالة على حدوث انتكاسة .
لذا ينبغي على المدمن الحذر من تقليل قدر عوامل الخطورة؛ حيث إن ذلك يكون خدعة نفسية يخدعها المدمن لنفسه لتسهيل عودته مرة أخرى لفخ الإدمان، لا تقلل من خطر زيارتك لمكان اعتدت أن تتناول المخدرات فيه، فالأمر أخطر مما يصور لك عقلك.
4- انتهز فرصة تغيير الحياة :-
يعتبر برنامج العلاج من الإدمان فرصة كبيرة للمريض ليقوم بتغيير شبه شامل في حياته؛ حيث يحظي بدعم نفسي ودعم عائلي كبير، كما أن فكرة كونه يبدأ مرحلة جديدة من حياته لا سيما أفضل من سابقتها تعطي الإنسان قدرة أكبر على بناء تصور إيجابي لهذه الحياة الجديدة؛ لذا لا ينبغي على المريض تفويت هذه الفرصة لعمل تغيير جذري في حياته للأفضل.
5 – تبني نمط حياة صحي:
أن أبسط الأشياء في نمط الحياة مثل التغذية الصحية المتكاملة وبرنامج التمارين الرياضية اليومية تساعد المريض على اجتياز خطر الإدمان والانتكاسة بشكل كبير؛ لذا لا ينبغي على المريض التقليل من أهمية هذه العوامل ومناقشتها مع طبيبه بشكل دوري لبناء نمط حياة صحي.
6 – تكوين شبكة علاقات إنسانية داعمة:
وجود مجموعة من المقربين للمريض تدعمه خلال تعافيه يمثل نقطة قوة كبيرة في الوقاية من حدوث الانتكاسات، وتتمثل هذه المجموعة غالبًا في بعض أفراد الأسرة وبعض المقربين من الأصدقاء الغير مدمنين.
7 – الاهتمام بالجوانب الروحانية في طريق التعافي :
تمثل الممارسات الروحانية الايجابية مثل الصلاة والدعاء عوامل إيجابية في الحماية من حدوث انتكاسة؛ وذلك لما يرتبط بها من شعور المريض بالرضا عن النفس المستمد من رضا الخالق عنه، مما يجعله أكثر قدرة على مقاومة الانتكاسة.
8 – عدم المبالغة في التفاؤل:
التفاؤل والثقة في النفس من العوامل الأساسية في اجتياز برنامج علاج الإدمان، لكن إذا وصل هذا التفاؤل لمرحلة مبالغ فيها ينقلب لعامل سلبي؛ وذلك لأنه في هذه الحالة يعني أن المريض يتناسى أن هناك العديد من التحديات التي سوف تقابله في المستقبل مما يقلل من جاهزيته لهذه التحديات، وبالتالي يصبح أكثر عرضة لخطر الانتكاسة مع أول أزمة تقابله.
أسباب الانتكاسه بعد التعافي من الإدمان
ان طبيعة مرض الإدمان أنه مرض انتكاسي وقابل للانتكاسه وانه مرض يصيب المخ ويؤثر علي خلايا المخ ويؤثرعلي التفكير والسلوك، ومن أسباب الانتكاسه التالي:
عوامل اجتماعية
كلما كانت العوامل التي يمر بها المدمن معقدة وصعبة مليئة بالضغوط كلما كان ذلك سببا في حدوث العديد من الانتكاسات لذلك ينبغي الابتعاد عن عوامل الضغط.
العلاقات السابقة
كلما كانت العلاقة التي تربط بين المتعافي وأصدقاءه المدمنين قوية كلما كان ذلك دافعا وسببا في العودة إلى الانتكاسة والإدمان مرة أخرى
على النقيض الأخر كلما كان المريض على علاقة بالأشخاص الداعمين له في مرحلة العلاج وبعد انتهائه كلما كان ذلك سببا في منع حدوث انتكاسة الإدمان.
الفترة الزمنية التي قضاها في الإدمان
الجرعات التي كان يتناولها المريض وفترة إدمانه لذلك المخدر من الممكن أن تحدد مدى وقدرة الفرد على الدخول في انتكاسة الإدمان فمن المعروف أنه كلما الفرد أكثر ارتباطا بالمخدر كلما كان ذلك سببا مباشرة في تلك الانتكاسات على المدى البعيد.
خلل في خطة العلاج
بالتأكيد هناك بعض الخطط العلاجية والتي تضعها بعض مستشفيات العلاج وتكون غير واضحة الملامح أو ينقصها بعض التقنيات الحديثة في العلاج لذلك فإننا دائما في مستشفى اختيار للطب النفسي وعلاج الادمان نراعي الفروق الفردية بين الأشخاص من حيث الجرعات المناسبة لكل مريض.
نصائح ذهبية تجنب المتعافين حدوث انتكاسة ؟
يمكن تلخيص النصائح الذهبية لحماية المتعافين من حدوث انتكاسة الادمان والعودة إلي طريق التعاطي والتي تتمثل فيما يلي :-
1-تقبل حقيقة أنك بالفعل كنت شخص مدمن وما يطرحه ذلك من تحديات.
2- كن صادقًا مع نفسك وتقبل حقيقة أمرك .
3- لا تخجل من طلب المساعدة حال الاحتياج إلي تلك المساعدة من المختصين فهذا سيكون له دور في تعافيك .
4- عليك أن تعي أهمية مساعدة المتعافين القدامي ومساعدتك في طريق التعافي , ومن ثم عليك أن تنضم إلي جلسات مساعدة ذاتية لمدمنين سابقين.
5-أهمية البحث عن العمل الذي يناسب وضعك ويشغلك بشكل ايجابي دون ضغط نفسي زائد .
6-ابتعد نهائيًا عن الأصدقاء المدمنين ومن سبق لهم أي تعاطي لتلك السموم من المخدرات فيما سبق وقطع أواصر الاتصال تماماً.
7-أعط نفسك الوقت الكافي من أجل تخطي رحلة ومسألة الإدمان ومعرفة كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة .
8- عليك أن تعمل علي مكافأة نفسك في حال تحقيق أي شيء حسن في رحلة التعافي .
9-عليك ان تتعلم قول “لا” لمن يعرضونك للوقوع في طريق الادمان والعودة إلي الانتكاسة.
10- الحرص علي تناول الوجبات الصحية وممارسة الرياضة .
11-عليك السعي في طريق ممارسة الرياضة بانتظام
12- استرخ وتخلص من حالة التوتر التي تؤرقك والتعرف علي كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة .
13- السعي في طريق اكتشاف الطرق الجديدة للاستمتاع بعيدًا عن أجواء المخدرات تمامًا .
14-العمل علي تكوين شكل صداقات مع أشخاص نجحوا في الإقلاع عن الإدمان قبلك ودائرة تساعدك في البقاء متعافياً.
15- الحرص كل الحرص علي خطتك العلاجية وزيارات المتابعة مع طبيبك.
16- عليك النظر إلي نفسك الأن شخص جديد بشخصية جديدة وروح المتعافي وانطلق في حياتك واستعن بالله .
كيفية إعادة التأهيل من الإدمان ؟
في حقيقة الأمر تختلف برامج إعادة التأهيل وفقًا للظروف الفردية لكل مدمن واحتياجاته في مرحلة التعافي ومن ثم يتم اختيار برامج الادمان ، ولكنها غالبا ما تشمل العوامل التالية:-
مرحلة التأهيل الصحي, من خلال التعامل مع أي مشكلات صحية أو أمراض حدثت للمريض خلال فترة الإدمان ووضع خطة لعلاجها بشكل ملائم بما يتناسب مع حالة كل شخص مريض .
مرحلة التأهيل النفسي وهي من الاهمية بمكان , ولكي نجعل الفرد قادرًا على تخطي مراحل ما بعد التوقف عن المخدرات بشكل آمن .
التأهيل الاجتماعي: من خلال مساعدة المتعافي على بناء شبكة علاقات اجتماعية من الأشخاص الغير مدمنين تساعده في مرحلة التعافي والبقاء في طريق التعافي دوماً .
التأهيل الدراسي والمهني: وفقًا للمرحلة السنية للشخص المريض حيث يتم وضع خطة لما بعد الشفاء تضمن جعل المريض مؤهلاً من الناحية الدراسية والمهنية بما يساعد على إعادة اندماجه كفرد منتج في المجتمع .
ما العلاقة بين الاكتئاب والانتكاس ؟
ترتبط العديد من حالات انتكاسة الإدمان إلى مرور المريض بنوبات من الاكتئاب الشديد في ظل عدم قدرته على التعامل مع الواقع بشكل ملائم ومصادمة الحياة التي بالطبع لا تدوم لحال .
بالإضافة إلي الخوف والخجل من طلب المساعدة في نفس الوقت لأي سبب كان؛ لذا ينبغي على المريض عند شعور بوجود خلل في قدرته على الحياة بشكل طبيعي خلال مراحل التعافي أن يقوم بمراجعة طبيبه والفريق العلاجي حتي يتم تقييم الوضع بشكل شامل واتخاذ الوضع الحياتي بشكل صحيح لإنقاذه من أجل الوقوع في طريق الادمان وحدوث الانتكاس .
دور الأصدقاء في حدوث الانتكاس ؟
الادمان والاصدقاء كالانتكاس والاصدقاء بل ان شئت فقل رفقة السوء لأن الصديق لا يؤذي ولا يضر صاحبه , ومن هنتا تشير الدراسات إلى وجود ارتباط إحصائي بين الحالات التي يحدث فيها انتكاسة للإدمان وبين ارتباط هؤلاء الأشخاص بأصدقاء ما زالوا مستمرين في تعاطي المخدرات والبقاء في حظيرة الادمان .
لذا فإنه كلما كان للمريض علاقات إنسانية أعمق بأشخاص ما زالوا مدمنين كلما عرضه هذا لخطر حدوث انتكاسة بنسبة أكبر لأنه كما يقال الصاحب ساحب .
ولكن على النقيض فإنه كلما كان للمريض علاقات إنسانية أقوى بأشخاص داعمين لقراره بالعلاج من الإدمان،فلا شك ان هذا سيساعده علي البقاء في طريق التعافي والابتعاد عن عالم وعبودية المخدرات .
دور الأسرة في الحفاظ علي الأبناء من الوقوع في دائرة الانتكاس والعودة للتعاطي ؟
علي الأسرة دور كبير في العمل علي الحفاظ علي الأبناء من الوقوع في عالم التعاطي والادمان بعد الخلاص منه وحدوث الانتكاسات مرة آخري , ومن ثم فإن عليها أن تظل في التواصل مع الخبراء والمختصين لتلقي التعليمات والإرشادات لمساعدة المتعافي في البقاء متعافياً .
1-يجب أن تتعامل الأسرة مع الفرد المدمن تمامًا كما كانوا سيتعاملون معه لو كان مصابًا بأي مرض مزمن آخر يهدد حياته فالإدمان ما هو إلا مرض، وفي هذا الصدد ينبغي التغاضي عن أي أحكام أخلاقية أو نقاشات سلبية .
2- ينبغي على الأسرة أن تقرأ وتتعلم عن طبيعة مرض الإدمان ومراحل علاج المدمن وكيفية مساعدة المدمن في الوصول للتعافي ومساعدته في التخلص من عبودية المخدرات حتى تستطيع أن تفهم ما يمر به المدمن وتساعده في رحلته .
3- مرحلة التعافي من الإدمان ليست مخصصة لمحاسبة المدمن على ما فعله خلال فترة إدمانه فهذا مفهوم خاطيء تماماً ويجب ان نغيره من قبيل الاسرة والمقربين والمجتمع ؛ لأنها فرصة ذهبية لإصلاح كل ما سبق فقط من خلال الدعم النفسي المتبادل بين الطرفين والقدر على العفو والمسامحة .
4-العمل علي توفير بيئة هادئة وملائمة نفسيًا لمساعدة المريض في مراحل التعافي .
5- يجب إعطاء المريض الوقت الكافي من أجل حضور جلسات العلاج والمتابعةالمستمرة من خلال الأماكن المختصة وعدم التوقف علي مرحلة علاجية فقط بل إن مراحل المتابعة من خلال مركز متخصص هي طريق الحفاظ علي التعافي .
6-لا يجب على أفراد الأسرة أن يطمحوا من أجل الوصول إلي مرحلة استعادة الأيام السالفة قبل وقوع المريض في فخ الإدمان، فهذه الأيام بشكل أو بآخر هي ما أوصل المريض إلى مرحلة الإدمان بما كان فيها من سلبيات فليست مرحلة كلها مميزات بل فيها تعاطي الشخص سموم المخدرات .
7-اغتنموا فرصة التغيير والوصول للأفضل ؛ حيث تعتبر مرحلة التعافي من الإدمان للأسرة كما هي للمدمن فرصة لبدء حياة جديدة بسلبيات أقل من الماضي بعيداً عن عالم المخدرات والتعاطي والبحث عن كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة .
8-يجب الحرص على قضاء أوقات مبهجة وممتعة ضمن الأسرة ومع أفراد العائلة ؛ فالمريض في هذه المرحلة يحاول العثور على طرق بديلة وآمنة للشعور بالفرحة بديل عن عالم المخدرات .
9-بالرغم من أهمية عدم لوم المريض خلال مرحلة التعافي على ما سبق وما فيها من سلبيات وما احدثه من مشاكل في تلك المرحلة ، إلا أنه أيضًا لا يجب بأي حال من الأحوال الوصول بصيغة الخطاب لمبررات أو أعذار لمسألة الإدمان فالأمر يجب أن يتم من خلال مشاورة المختصين والخبراء والمعالجين .
10-إذا كان المريض يحتاج لمساعدة مالية من الأسرة فعلينا التعامل مع الأمر بحكمة ، فيجب على الأسرة أن تمنحه له في صورة السلع التي يحتاجها بشكل مباشر وما يتطلبه المنزل والبيت أو حاجة المريض في شكل مادي , لكن لا يتم إعطاؤه نقود سائلة حتي لا يتم استغلالها بشكل مباشر .
النظرة السلبية تقود للإدمان ؟
مخاطر النظرة السلبية للمدمن جزئية نختم بها موضوعنا فهي من الأهمية بمكان في الحديث عن كيفية وقاية المدمن من الانتكاسة , ففي نهاية الموضوع ما نود أن نقوله هو تلك الصرخة الموجهة للمجتمع بشكل عام إذ أنه كثيراً ما يقسو في نظرته على العديد من أصحاب المشكلات الصحية والبدنية المختلفة ، ومن ضمن هذه المشكلات الإدمان , حيث النظرة المجتنمعية السلبية تجاه مدمني المخدرات بانه شخص مجرم وشخص مجنون وغيرها من الكلمات السلبية التي جعلت بين المدمن عائق بل عوائق وبين التعافي .
في حقيقة النظرة السلبية لك تجاه شخص يحارب من أجل الابتعاد عن شبح المخدرات هي في حقيقة الأمر طعنة توجهها لظهره وتجعله يستمر في هذا الطريق .
وتعتبر نظرة المجتمع السلبية للمتعافين من الإدمان من الأسباب القوية وراء حدوث انتكاسات نتيجة فقدان أولئك المرضى للأمل في استعادة احترام المجتمع لهم مما ينعكس على انخفاض تقديرهم لأنفسهم وانخفاض قدرتهم على التعايش مع الواقع .
ومن هنا يصبح حدوث انتكاسة والعودة للإدمان مسألة وقت .
مصادر الموضوع