قبل الحديث عن خطوات علاج الإدمان من المخدرات يجب التحقق بداية من رغبة الشخص المدمن في العلاج سواء تم ذلك بشكل ذاتي أو من خلال طبيب نفسي، لرفع الروح المعنوية لدى الشخص المريض ليسير في طريق علاج الإدمان وأن يتحلى بالصبر والمثابرة، ومع أهمية الرغبة في التعافي والعلاج من الإدمان التي تساعد بشكل كبير في تخطي البرامج العلاجية بنجاح والوصول إلى التعافي من الإدمان.
لكن مع تلك الرغبة لابد من السفينة التي تعبر بالشخص إلى بر الأمان، ففي ظل انتشار العديد من طرق علاج إدمان المخدرات فهناك علاج الإدمان على المخدرات بالأعشاب أو من يرغب في علاج الإدمان في المنزل، إلا أن في حقيقة الأمر الطريق الأسلم للتعافي والعلاج من الإدمان على المخدرات من خلال مراكز علاج الإدمان الخاصة؛ تجنباً لحدوث الانتكاس وضمان نجاح العلاج من الإدمان بمفهومه الأشمل فليس الأمر التوقف عن التعاطي فحسب!
ما هي خطوات علاج الإدمان؟
الخطوة الأولى: نزع سموم المادة المخدرة من جسم الشخص المدمن
وهي من أهم خطوات علاج الإدمان وهي الخطوة الركيزة وبدونها لا يتم دخول الشخص في رحلة علاج الإدمان إلا بعد سحب السموم من جسمه مهما كانت مدة سحب سموم المخدرات من الجسم.
وفي هذه الخطوة يتم التخلص من السموم التي خلفتها المادة المخدرة وعلاج ما ترتب على ذلك من أضرار ومشاكل صحية، وبالرغم من كون تلك الخطوة هي الأساسية وأنه لا يمكن السير في علاج الإدمان بدونها، إلا أنها ليست الوحيدة ولا يتم التوقف عندها كما يعتقد البعض.
الخطوة الثانية: علاج الأعراض الانسحابية
وهي التي تتزامن مع مرحلة سحب السموم من الجسم، والتي تستمر بعدها بمدة تتراوح ما بين الأسبوعين إلى الشهر، وذلك بحسب حالة الشخص المريض ومدة قوة المادة المخدة وكمية السموم الموجودة بالدم، وتكون الأعراض الانسحابية شاملة للأعراض النفسية والجسدية معاً.
من أبرز الأعراض الانسحابية (الأرق الشديد – اضطرابات في المعدة مع ألم شديد – التعرق وارتفاع في درجة الحرارة – اضطرابات في النوم – اضطرابات نفسية واكتئاب حاد – هلاوس)، لكن في ظل وجود العديد من أدوية علاج الإدمان فإن تلك المرحلة تمر بسلام على الشخص المدمن، ولا يعاني من أي أعراض انسحابية، كما تساعد الأدوية على التقليل من توق الشخص المدمن إلى المخدر وعدم الرغبة في التعاطي مرة أخرى.
الخطوة الثالثة: تأهيل الشخص المريض
وتعد تلك الخطوة هي الركيزة والتي تستمر مع المريض لشهور وربما لسنوات على حسب حالة الشخص المريض، ومرحلة التأهيل النفسي والسلوكي مرحلة أساسية في طريق علاج الإدمان؛ لأن ليس المقصود من علاج إدمان المخدرات هو التوقف عن التعاطي فحسب ألا إن المعني الحقيقي والأشمل والأصح لعلاج الإدمان هو الامتناع عن التعاطي نهائياً والحفاظ على التعافي دون العودة إلى طريق الظلام مرة أخرى.
ولذا يقع الكثير من متعاطي المخدرات في الانتكاس؛ لأنهم يرون أن علاج الإدمان يتمثل في سحب السموم من الجسم فحسب، وهؤلاء هم الأكثر عرضة للانتكاس؛ لأن مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي مرحلة فاصلة في طريق علاج الإدمان، ولذا قد تصل مدة علاج الإدمان إلى 6 أشهر وربما إلى سنة بحسب حالة الشخص ورغبته في التعافي وغيرها من العوامل التي بحسبها تطول أو تقصر مدة علاج مدمني المخدرات.
يتم خلال هذه الخطوة تدريب الشخص المريض العديد من المهارات اللازمة التي تساعده على الثبات وعدم العودة للتعاطي وذلك من خلال جلسات العلاج السلوكي والنفسي.
الخطوة الرابعة العلاج النفسي والاستشارات النفسية
يتم الاعتماد على جلسات العلاج النفسي بكلا صوره (جماعي – فردي) ويعطي للشخص المريض مساحة من التعبير عما يكنه داخل نفسه وما يعانيه؟ بالإضافة إلى معرفة الأسباب التي دفعته للتعاطي والإدمان حتى يتم علاج السبب ويكون الطبيب النفسي على دراية بالشخص وعلاقته بالإدمان من جميع الجوانب.
الخطوة الخامسة: العلاج الأسري والمجتمعي
يأتي دور الأسرة والمجتمع في علاج الشخص المدمن فقد يكون السبب الرئيسي لإقبال الشخص على التعاطي هي المشاكل الأسرة والضغوط المجتمعية التي تعرض لها، كما يجب على الأشخاص المقربين من دعم الشخص نفسيا والشد من أزره للإقلاع عن الإدمان والمثابرة في طريق العلاج.
الخطوة السادسة: منع الانتكاس
قد يحاول الشخص الامتناع عن المخدرات عدة محاولات لكنها تبوء بالفشل، ثم ما يلبث أن يعود مرة أخرى للتعاطي وبحدث انتكاس، ويتم من خلال هذه الخطوة إعطاء الشخص المريض بعض الأدوية التي تعمل على تنشيط المخ والتقليل من رغبة الشخص المريض في التعاطي.
كيفية الوقاية من الإنتكاس؟
يتم الوقاية من الانتكاس من خلال استخدام أدوية علاج الإدمان والتي تعمل على تقليل التوق إلى المخدر، وفي واقع الأمر أكثر الأوقات التي يكون فيها المدمن لديه رغبة إلى المخدر هي ما بعد علاج الإدمان، ولذا الحفاظ على التعافي هو المعني الحقيقي لعلاج الإدمان.
ويمكن للأشخاص المتعافين من الإدمان استخدام الأدوية التي تقلل من رغبتهم في العودة إلى المخدرات والرجوع إلى طريق التعاطي، وذلك من خلال استخدام الأدوية التي تساعدهم في إعادة إنشاء وظائف المخ الطبيعية والحد من الرغبة التي تنتابهم في العودة إلى المخدر مرة أخرى، ومن أشهر أسماء أدوية علاج الإدمان التي يتم استخدامها في مراكز علاج الإدمان في علاج الأعراض الانسحابية هي الميثادون والبوبرينورفين والنالتريكسون ولكن لا يتم استخدام تلك الأدوية إلا من خلال دكتور علاج الإدمان والمختصين في علاج الإدمان.