تعتبر العلاقة بين الإدمان والدوبامين من النقاط الشائكة التي يحذر من الأطباء والمتخصصين بمجال علاج الإدمان، ويرجع السبب العلاقة الوثيقة ما بين الدوبامين وتعزيز السلوكيات المتعلقة بالسعادة، وبسبب الاعتياد على هذا الهرمون يصل الإنسان إلى مرحلة الإدمان، والتي تعرف بالاعتيادية أو الاعتمادية على مشاعر السعادة، ومن خلال حديث اليوم سنتحدث عن العلاقة بين الإدمان والدوبامين وعدد من الموضوعات الأخرى المتعلقة بهرمون الدوبامين تابع معنا.
ما هو هرمون الدوبامين؟
لمعرفة ما هي طبيعة العلاقة بين الإدمان والدوبامين لابد من توضيح ما هو هرمون الدوبامين، عند طرح هذا السؤال على البعض سوف تحصل على إجابة واحدة، وهي أنه واحد من المواد الكيميائية التي تؤثر على المخ لمنح المزيد من مشاعر السعادة والنشوة والاسترخاء، ولكن الدوبامين عبارة عن مجموعة من الناقلات العصبية التي تعرف بقدرتها على تحفيز السلوكيات، والمواقف التي تمنح شعور بالسعادة والرغبة في تكرارها، والجدير بالذكر أن هرمون الدوبامين ليس الهرمون الوحيد المسؤول عن بعض الناقلات العصبية بل يوجد كلًا من السيروتونين والإندروفين والأوكسيتوسين.
الدوبامين وتسامح المخ مع المخدر
العلاقة بين الإدمان والدوبامين مرتبطة بمصطلح التسامح مع المخدرات، والذي يشير إلى النقطة التي يوقف لديها المخ عن الشعور بتأثيرات المخدر بنفس المستوى السابق، وذلك على الرغم من استهلاك نفس المقدار من المادة المخدرة، فإذا تابع الإنسان طريق استهلاك المخدر يكون بحاجة إلى استهلاك مقدار أكبر من المادة المخدرة، وذلك من أجل الإحساس بنفس الشعور والنشوة الأولى من المخدر، وهنا هرمون الدوبامين يلعب دورًا هامًا في إتمام هذه العملية.
حيث يعمل على استمرار تعاطي المخدرات إلى التحفيز الزائد في مركز المكافأة بالمخ، وذلك إلى أن تصبح مساراته غارقة تمامًا، ويكون الإنسان عاجز تمامًا على التعامل مع المستويات العالية من الدوبامين عند إطلاقها، وهنا يبدأ عمل المخ في حل هذه المشكلة إما بالحد من مستقبلات الدوبامين أو بتقليل إنتاج الدوبامين.
وذلك ما ينتج عنه تغيير تام في الشكل العام لتأثير المادة المخدرة ، ويصبح مركز المكافأة في المخ أقل استجابة من السابق، وبالتالي الرغبة في زيادة الاستخدام لا تزال مستمرة لأجل إرضاء المتعة الداخلية، وهذا يأخذنا إلى نقطة مهمة جدًا وهي العلاقة بين الإدمان والدوبامين.
العلاقة بين الدوبامين والإدمان؟
العلاقة بين الإدمان والدوبامين لا تعني أن الإنسان يدمن على هرمون الدوبامين، بل يقع في إدمان المادة أو السلوك الذي يزيد من إفراز هرمون الدوبامين بالجسم، حيث يكون بحاجة إلى الشعور بالسعادة والنشوة التي يمنحها هرمون الدوبامين، ويعتاد على هذه الحالة ليصعب عليه العيش بدون نفس المستوى من السعادة والنشوة.
لذا العلاقة بين الإدمان والدوبامين تتمثل في ارتباط مستقبلات المخ بالمستويات الزائدة من هرمون الدوبامين، ليحدث ما يعرف بإدمان المخدرات أو الكحوليات أو الإدمان السلوكي، كما أنه عند محاولة التقليل من المادة المخدرة أو ممارسة سلوك معين، أو التوقف تمامًا ينخفض مستوى الدوبامين في الجسم، ومن هنا يظهر ردة فعل جسدية ونفسية لرفض النقص بمستوى الدوبامين، ويبحث عن طريقة لعودة الدوبامين إلى المستوى السابق، أو سيكون في مواجهة شرسة مع أعراض الانسحاب.
ما دور الدوبامين في المخدرات؟
في إطار الحديث عن العلاقة بين الإدمان والدوبامين دعنا نوضح لك دور الدوبامين في المخدرات، حيث أنه بعد مرور مدة طويلة من الاستمرارية في تعاطي المخدر يتوقف المخ عن الشعور بتأثير المخدر، وتتولد لديه حاجة قوية إلى الحصول على نفس النشوة الأولى، لذا يقوم بزيادة الجرعات المخدرة لتحقيق نفس المفعول السابق.
هرمون الدوبامين في هذه المرحلة يلعب دورًا هام حيث يساهم في زيادة الرغبة داخل الجسم لزيادة الجرعات، وبالتالي تحفيز مراكز المخ المسئولة عن الشعور بالسعادة، ولكن من الصعب التعامل مع المستويات العالية من الدوبامين، ليبدأ المخ في تقليل إفراز الدوبامين وخفض تأثير المادة المخدرة.
علاقة الدوبامين والسيروتونين
بعد الحديث عن طبيعة العلاقة ما بين العلاقة بين الإدمان والدوبامين السؤال هنا هل توجد علاقة ما بين الدوبامين والسيروتونين، كلاهما من الناقلات العصبية التي لا تعمل بشكل منفصل، بل يحدث بينهما تفاعل يؤثر على مستوى توازن الجسم، أثبتت الدراسات الطبية أن زيادة هرمون الدوبامين يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون السيروتونين.
هذا الأمر ما يزيد من الانفعال والسلوك الإندفاعي للشخص بحثًا عن المكافأة والمتعة، علمًا بأن هرمون السيروتونين يعمل على كبح السلوك الإندفاعي، بينما المستويات المنخفضة من هرمون الدوبامين تعمل على زيادة الشعور بالجوع على خلاف هرمون السيروتونين الذي يعمل على كبح الشهية.
موضوعات ذات صلة: ما الفرق بين هرمون الدوبامين والسيروتونين
قياس الدوبامين
هل يمكن قياس هرمون الدوبامين في الجسم؟ بالطبع لا حيث لا يوجد أي اختيار موثوق يساعد على قياس نسبة هرمون الدوبامين في الجسم، لذا عند تحديد نسبته يلجأ الطبيب إلى معرفة التاريخ الطبي للشخص والأعراض والعادات الحياتية، ومعرفة إذا كان يتعاطى المواد المخدرة أم لا، وننصحك بالتحدث إلى مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، والفريق الطبي يمكنه مساعدتك على إجراء التشخيص الدقيق إذا كانت تعاني من زيادة أو نقص في هرمون الدوبامين، أو في حالة المعاناة من اضطراب تعاطي المخدرات.
متى يحدث زيادة الدوبامين في المخ؟
مدمني أو متعاطي المخدرات يبحثون دائمًا إلى زيادة هرمون الدوبامين في الجسم لمزيد من النشوة والسعادة، وزيادة الهرمون في الجسم تحدث عند الدخول في حالة من الحب أو تناول الطعام الغني بالبروتينات، أو عند ممارسة التمارين الرياضية أو النوم لساعات كافية أو استنشاق الهواء النقي وغيرها، وتعتبر هذه الطرق طبيعية تمامًا لزيادة الدوبامين بالجسم، أما تعاطي المخدرات أو الكحوليات من الطرق الغير صحية التي تزيد من هرمون الدوبامين بالجسم وتكون مصاحبة لأعراض جسدية، ومضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الموت.
ما هي حبوب الدوبامين؟
تود بعض الحبوب التي تزيد من هرمون الدوبامين بالجسم، وتباع تحت الاسم التجاري انتروبين المستخدم في علاج السكتات القلبية أو حالات انخفاض ضغط الدم، ولكن استعمال هذه الحبوب يكون تحت إشراف طبيب متخصص، والجرعات التي يحددها تختلف من مريض إلى آخر بناء على الحالة الصحية للمريض، وذلك يعتبر من الإجراءات الاحترازية التي تقي من أي أخطار أو مضاعفات جانبية.
الدوبامين والاكتئاب
كما توجد علاقة مباشرة ما بين الإدمان والدوبامين كذلك الأمر بالنسبة للعلاقة ما بين الدوبامين والاكتئاب، حيث أن هرمون الدوبامين له دور كبير في التحكم بالمهارات الحركية والإستجابات العاطفية، بالإضافة إلى ذلك مراكز محددة بالمخ تتأثر بمستويات الدوبامين داخل الجسم، وينعكس ذلك على الحالة المزاجية، لذا يمكن القول أن انخفاض مستوى إفراز الدوبامين بالجسم يؤدي إلى ارتفاع مستويات الشعور بالضيق والحزن والكآبة وسوء الحالة المزاجية.
ما العلاقة بين الدوبامين والانتصاب؟
البعض يبحث عن العلاقة بين الإدمان والدوبامين وتحدثنا عنها بالتفصيل، ولكن ما هي طبيعة العلاقة ما بين الدوبامين وعملية الانتصاب، والحقيقة أنها علاقة طردية حيث يتحكم هرمون الدوبامين في مستوى الرغبة الجنسية لدى الرجال، وبناء عليه زيادة هرمون الدوبامين تعني انتصاب جيد وقوي، أما انخفاض مستوى الدوبامين بالجسم يعني ضعف الانتصاب ومعاناة الرجل من مشكلة الضعف الجنسي.
أقرأ أيضًا: هل لإدمان سبب وراثي
كيف يمكن تنشيط مستقبلات الدوبامين؟
بعد الانتهاء من الحديث حول العلاقة بين الإدمان والدوبامين فلنتحدث عن بعض الطرق الطبيعية لتنشيط مستقبلات الدوبامين، وذلك دون الحاجة إلى تعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات، ويمكن القول أنه حيل طبيعية لمنح الجسم المزيد من الشعور بالسعادة والمتعة، ومن أشهر هذه الطرق ما يلي:
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والمعادن، حيث تعمل على تعزيز إنتاج الأحماض الأمينية التي تزيد من ضخ هرمون الدوبامين في الجسم.
- التأكد من الحصول على قسط كافي من النوم العميق والمتواصل خلال اليوم، وذلك لأن قلة النوم تساهم في خفض مستويات هرمون الدوبامين بالجسم.
- احرص على التعرض لأشعة الشمس الغير ضارة في ساعات الصباح الباكر، والتي تساعد على زيادة مستوى فيتامين د بالجسم الذي يقي من مخاطر الاكتئاب والحزن ويقلل من مستويات القلق والتوتر.
- يفضل ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء والتنفس العميق التي تحفز من إفراز هرمونات السعادة والاسترخاء، كما أنها من الطرق الطبيعية التي تقضي على القلق والتوتر.
- وممارسة التمارين الرياضية من الطريق الطبيعية التي تعزز من إفراز هرمون الدوبامين بالجسم لمزيد من الراحة والسعادة والشعور بالنشوة.
نهاية الحديث عن العلاقة بين الإدمان والدوبامين:
أوضحنا اليوم طبيعة العلاقة بين الإدمان والدوبامين وما هي دور هذا الهرمون في الوقوع بفخ الإدمان، فإذا كنت أحد مدمني المواد المخدرة فأنت بحاجة دائمة إلى مستويات عالية من الدوبامين، والمخ على الجانب الآخر يقوم بتقليل مستوى الهرمون بالجسم، هذا الأمر يعني أنك سوف تكون بداخل دائرة مفرغة، ولخروج من هذه الدائرة ننصحك بطلب المساعدة والتواصل مع أحد الأطباء المتخصصين بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي.