ادمان الأطفال للإنترنت أحد مشاكل العصر الحالي بسبب التطور التكنولوجي السريع والهائل، وجهل الأبوين بمدى خطورة هذا النوع من الإدمان يجعلنا في مواجهة الكثير من المشاكل المتعلقة بالإدمان الإلكتروني، والتي من أبرزها الانجراف في الجرائم الرقمية والانفصال عن الواقع وادمان الجنس، أو إصابة الأطفال بمرض التوحد أو اضطرابات سلوكية منحرفة، وترك الأطفال أمام شاشات الهاتف لساعات طويلة يجعلهم فريسة سهلة للأشخاص السيئة، الذين يقومون باستغلال الصغار في أعمالهم الغير مشروعة، لذا ادمان الأطفال للإنترنت يعد بمثابة قنبلة موقوتة سوف تنفجر في المجتمع لتدميره نهائيًا.
لذا يجب أن يكون الأهل واعين بقدر كافي لحماية أبنائهم من خطورة إدمان الهواتف والألعاب الإلكترونية، وادمان الأطفال للإنترنت يفتح لهم سكك وطرق متعددة تشجع على الانحراف السلوكي والخلقي، كما يكون من الصعب على مدمني الإنترنت التواصل بشكل طبيعي مع العالم الخارجي، حيث يخلفون لأنفسهم عالم خاض داخل عقولهم المرتبطة بالتكنولوجيا المتطورة والذكية فقط، ويجلسون أمام شاشات الهاتف والكمبيوتر لساعات طويلة مما يؤثر على الأداء المدرسي، ويجهلون كيفية التعامل مع مواقف الحياة المختلفة.
لذا من السهل خداعهم ليكونوا ضحايا للتحرش الجنسي أو تعاطي المواد المخدرة أو المشروبات الكحولية وغيرها، بالإضافة إلى خطر اتباع سلوك المثلية الجنسية بسبب المعتقدات، والمفاهيم التي يروج لها بعض داعمي الشذوذ الجنسي على المواقع الإلكترونية، ولأهمية وخطورة الأمر دعنا نوضح لك كل النقاط المتعلقة بكيفية ادمان الأطفال للإنترنت والعلاج.
ادمان الأطفال للإنترنت
ادمان الأطفال للإنترنت موضوع في غاية الأهمية لذا دعنا في البداية نحدثك عن مفهوم ادمان الأطفال للإنترنت، وهو شكل من أشكال الإدمان السلوكي الذي يصاب به مجموعة كبيرة من الأطفال في الوقت الحالي، ويرجع السبب إلى كثرة الأجهزة الإلكترونية بكل منزل، كما أن الأطفال يمتلكون هواتفهم الذكية في مرحلة عمرية مبكرة، وبشكل تدريجي يصعب على الطفل الابتعاد عن الهاتف، ويظل طوال اليوم ملتصق بالهاتف لسماع الأفلام الكرتونية أو للاستمتاع بألعاب الفيديو وغيرها.
وللأسف الكثير من الأمهات تغفلن عن أطفالهن بتركهن طوال اليوم على المواقع الإلكترونية بسبب الانشغال ف أداء العمل أو أعباء المنزل، و ادمان الأطفال للإنترنت يحدث بسبب التعود العقلي والجسدي على المواقع الإلكترونية، كما يحدث في تعود الجسم على المادة المخدرة، فلا يختلف الأمر كثيرًا عن تلك الاعتمادية الجسدية، وخطورة الإدمان الإلكتروني لا تقل عن خطورة إدمان المخدرات أو المشروبات الكحولية.
ونشرت دراسة أمريكية عام 1994 من قبل عالمة النفس الأميركية كيمربيل يونغ Young K، حيث تشير إلى أن الجلوس أمام الهاتف والمواقع الإلكترونية لأكثر من 38 ساعة خلال الأسبوع يعتبر إدمان للإنترنت، لذا ينصح الأبوين بضرورة الانتباه على الأطفال وتنظيم عدد ساعات بقائهم على الهاتف، إذا لاحظت أن ابنك أصبح مدمن على الهاتف والإلكترونيات توجه بطلب المساعدة من أحد المتخصصين في الأمراض الشائعة للصغار مثل ادمان الأطفال للإنترنت.
أسباب ادمان الأطفال للإنترنت
موضوعنا حول ادمان الأطفال للإنترنت يأخذنا للحديث عن الأسباب وراء ادمان الإنترنت والمواقع الإلكترونية، الذي أصبح خطر يهدد حياة الكثير من أطفالنا في جميع المجتمعات حول العالم، والأسباب تتلخص في النقاط التالية:
- إعطاء الأطفال الهواتف الذكية والإلكترونيات باعتبارها وسيلة مفيدة لتثقيف الصغار، والحصول على المتعة والفرح طوال الوقت مما يؤدي إلي ادمان الأطفال للإنترنت.
- عناصر الجذب والتشويق على الهواتف تثير فضول الأطفال للبقاء على الهواتف لساعات طويلة.
- انشغال الأبوين في أعمالهم فيتركون الأطفال على الإنترنت لفترات طويلة.
- أحد أسباب ادمان الأطفال للإنترنت هي الرغبة في تقليد الأشخاص البالغين الذين يلتصقون بهواتفهم طوال الوقت.
- الملل والفراغ الزائد يدفع الطفل إلى سد هذا الفراغ بألعاب الفيديو الإلكترونية، والتصفح على الهاتف والكمبيوتر لساعات متواصلة.
- التكنولوجيا الحديثة والمتطورة أصبحت جزء أساسي في حياتنا اليوم، لذا ينتبه الطفل إلى الإنترنت ليكون مطلع على العالم بأعين التكنولوجيا.
- إهمال الطفل من قبل الأهل .
- الشعور بالوحدة والانعزال.
- تعرض الطفل إلى التنمر والرفض من الآخرين طوال الوقت يدفعه إلى خلق عالم منفصل على الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي ويعيش بداخله ليتمكن من الشعور بذاته وقيمته.
- ضمن أسباب ادمان الأطفال للإنترنت المزايا التي توفرها التكنولوجيا للأطفال وتجذبهم لاستكشاف المزيد.
- النزاعات والمشاكل الأسرية المستمرة تجعل الإنترنت والمواقع الإلكترونية وسيلة لهروب الطفل من الواقع.
- تعرف الطفل على أصدقاء جدد لا يتوقفون عن الحديث حول التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية وألعاب الفيديو.
أعراض ادمان الأطفال للإنترنت
ادمان الأطفال للإنترنت خطير بسبب الانفصال عن الواقع مما يؤدي إلى نتائج سلبية، كما أن الطفل المدمن على الإلكترونيات والإنترنت يعاني من بعض السلبيات، التي تعرف بأعراض ادمان الأطفال للإنترنت وتكون كالتالي:
- القلق والتوتر والانفعال المفرط بسبب انقطاع الكهرباء عن المنزل، أو وجود عطل يمنع اتصاله عن الإنترنت.
- البقاء لساعات طويلة ومتواصلة أمام الهاتف دون إدراك الوقت وكثيرًا ما تتجاوز المدة التي يحددها الأب أو الأم للطفل.
- القلق الحاد بسبب التفاعل مع الأمور والمشكلات التي تدور على مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبًا لا يعطي نفس ردة الفعل تجاه المشاكل الحياتية التي تواجه.
- الإصابة بأعراض انسحابية عند البقاء لأيام بدون الهاتف أو الاتصال مع الإنترنت التي تشبه أعراض انسحاب المخدرات، مثل الاكتئاب الحاد وصعوبة النوم وآلام جسدية متفرقة والشعور بالانزعاج وعدم الراحة، كما تعد من أخطر أعراض ادمان الأطفال للإنترنت.
- الاتصال مع الإنترنت في ظل المشاكل التي يعاني منها مثل الرسوب في الامتحان.
- افتعال الحجج للتغيب عن المدرسة والبقاء في البيت ليتمكن من تصفح الإنترنت والاتصال بالإنترنت.
- إهمال الوجبات المدرسية والامتناع عن المشاركة في الأنشطة والمناسبات المدرسية من أبرز أعراض ادمان الأطفال للإنترنت.
- الاستيقاظ من النوم فقط لتصفح صفحات التواصل أو من أجل الألعاب الإلكترونية.
- الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت للشعور بالمتعة والسعادة من أضرار ادمان الأطفال للإنترنت.
تعرف على إدمان المخدرات بين طلاب الجامعات في الكويت والعالم العربي
مخاطر ادمان الأطفال للإنترنت
سبق وأوضحنا أن ادمان الأطفال للإنترنت خطير للغاية ولا يقل عن خطورة إدمان المخدرات، من خلال الأسطر التالية سنوضح مخاطر ادمان الأطفال للإنترنت كالآتي:
1_ فقدان الثقة بالنفس
ادمان الأطفال للإنترنت يجعلهم في عالم منفصل عن العالم الواقعي، لذا يفقد الطفل ثقته بنفسه لعدم قدرته على التواصل مع الآخرين، أو التأقلم مع الحياة الخارجية ومشاكلها، وبالتالي يصل إلى مرحلة البلوغ وهو يعاني من ضعف وخلل في تكوين الشخصية، والمعاناة من صعوبة في اتخاذ القرارات وحل المشاكل اليومية.
2_ الانطواء والوحدة
الوحدة والانطواء حيث أن جلوس الأطفال أمام شاشات الهاتف يجعلهم غير اجتماعيين وعاجزين عن التواصل مع الآخرين، وغير قادرين على تكوين صداقات لعيش حياة طبيعية كبقية الأطفال، كما أنهم يتعرضون إلى الابتزاز العاطفي والجنسي من قبل بعض المجهولين.
3_ الانحراف السلوكي
ادمان الأطفال للإنترنت يؤدي إلى الانحراف السلوكي للطفل، وذلك بسبب المحتويات العدوانية التي ترسل لهم من قبل الآخرين، وهناك بعض ألعاب الفيديو التي تشجع على العنف، أو الوقوع في فخ مشاهدة الأفلام الإباحية والجنسية التي تؤثر على السلوك، إلى جانب أن البعض منها يروج للمثلية والشذوذ الجنسي، مما يدفع الطفل إلى اتباع تلك المعتقدات بسبب الجهل، وذلك يعد من أسوأ مخاطر ادمان الأطفال للإنترنت.
4_ متلازمة الإنهاك المعلوماتي
ادمان الأطفال للإنترنت يتسبب في اطلاع الأطفال على كم هائل من المعلومات، والأخبار في مختلف الجوانب دون التأكد من صحتها، ذلك ما يصيب الطفل بمتلازمة الإنهاك المعلوماتي، التي تصيبه بالتوحد والانطواء والانفصال عن العالم الواقعي.
5_ التعب والإرهاق الجسدي
جلوس الأطفال على الهواتف أو الحواسيب لساعات طويلة بسبب إدمان الإنترنت يؤدي إلى التعب والإرهاق، ويعانون من آلام جسدية مثل:
- ادمان الأطفال للإنترنت يسبب آلام في العظام والمفاصل.
- صداع الرأس الحاد.
- ضعف النظر.
- السمنة المفرطة بسبب الجلوس لساعات طويلة وقلة الحركة من ضمن أخطار ادمان الأطفال للإنترنت.
- الإصابة بأمراض جسدية ناتجة عن عدم ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة أو الجري أو ركوب الدراجات.
علاج ادمان الأطفال للإنترنت
حديثنا عن ادمان الأطفال للإنترنت يحتم علينا الحديث عن خطوات علاج الإدمان الإلكتروني لدى الأطفال، والأطباء أجمعوا على أن الطريقة المناسبة لعلاج الطفل تحدد بناء على بعض العوامل، مثل البيئة المحيطة والفئة العمرية ونمط التربية الأسرية والحالة الاجتماعية للأسرة، لأنه من الخطأ أن يتم استخدام وتطبيق أساليب العلاج نفسها على جميع الأطفال، وعلاج ادمان الأطفال للإنترنت بحاجة إلى استشاري متخصص في أمراض الأطفال، وتواصل مع مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان، حيث يوجد قسم خاص بالأطفال الذين يعانون من مشاكل الإدمان الإلكتروني تحت إشراف أكبر الاستشاريين والأطباء النفسيين.
الطب النفسي والتربوي لعلاج أمراض الأطفال يختلف عن الطب النفسي للأشخاص البالغين، وهذا ما تميزه خبرة الطبيب المعالج لحالات ادمان الأطفال للإنترنت، ومن استراتيجيات العلاج للإدمان الإلكتروني للأطفال ما يلي:
1_ العلاج النفسي والتربوي
علاج ادمان الأطفال للإنترنت بالطب النفسي والتربوي هو الأكثر فاعلية، لأنه يقوم بتعديل سلوكيات الطفل المضطربة بسبب الإدمان الإلكتروني، كما يساعد المعالج النفسي في بناء شخصية الطفل وتدعيم مراكز الثقة بالنفس وتقدير الذات.
وتعلم بعض الآليات التي تمكنه من التفاعل مع العالم الخارجي لتكوين صداقات، أيضًا يضع الطبيب خطة محكمة لإبعاد الطفل عن الهاتف بشكل تدريجي، بالإضافة إلى ذلك يصحح المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي يكتسبها الطفل من الإنترنت.
2_ العلاج الأسري
إلى جانب العلاج التربوي والنفسي لحالات ادمان الإنترنت فإن العلاج الأسري هام جدًا، ويساعد على سرعة استجابة الطفل للعلاج التربوي، ودور الأسرة في علاج ادمان الأطفال للإنترنت يكون من خلال التالي:
- تقوية وتعزيز الروابط العاطفية والوجدانية بين الطفل والأسرة.
- الاحتواء العاطفي للطفل.
- التحدث مع الطفل عن مشاكله لتعزيز العلاقات الأسرية ومساعدته على إيجاد حل.
- توفير جو أسري هادئ بعيد عن الخلافات والنزاعات المستمرة.
- تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة المدرسية.
- تسجيل الطفل في مجموعات التطوع لتكوين علاقات اجتماعية.
- التعامل مع أخطاء الطفل بطريقة واعية لتساعده على التعلم وتجنب تكرار الخطأ في المستقبل.
- تحفيز الطفل على ممارسة الهوايات الرياضية المفضلة مثل السباحة أو ركوب الخيل أو الجري أو كرة التنس وغيرها.
خلاصة الحديث عن ادمان الأطفال للإنترنت:
الحديث عن ادمان الأطفال للإنترنت أصبح شائع بسبب ارتفاع نسب الإصابة بهذا النوع من الإدمان السلوكي، وانتباه المجتمع إلى المشاكل والأضرار الناتجة عنه، مثل العدوانية والانطواء والمثلية الجنسية والجرائم الرقمية وغيرها، بالإضافة إلى ادمان الأطفال للإنترنت يحدث بسبب غفلة الأهل عن تربية الأطفال، ومساعدتهم على تكوين علاقات اجتماعية والتواصل مع البيئة المحيطة، لنكون أمام مجموعة من الأطفال الغير اجتماعيين الذين يعانون من الوحدة والانطواء والاضطراب السلوكي المنحرف وغيرها.
وعلاج ادمان الأطفال للإنترنت يبدأ بالتقويم النفسي والتربوي تحت إشراف متخصص، إلى جانب دور الأسرة في الوقوف بجوار الطفل لتخطي هذه المحنة، وتكاتف الأهل مع المعالج النفسي سوف يساعد الطفل على التعافي بإذن الله من إدمان الإلكترونيات، ويمكنك التواصل مع الطبيب المناسب لحالة طفلك بالذهاب إلى مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان.
English 
Arabic