هل تشعر بأنك في دائرة من التناقضات ومشاعر القلق والتوتر تسيطر عليك طوال الوقت، هل توجد لديك عدة رغبات أو دوافع قوية متضاربة ومتساوية في نفس الوقت، وهل هذا الوضع يسبب لك اضطراب سلوكي، وصعوبة في إدارة حياتك بالشكل الصحيح وتواجه العديد من المشكلات اليومية ولا تعرف ما هو السبب وراء هذه الحالة، دعنا نخبرك أنك تمر بحالة من الصراع النفسي الذي يؤدي إلى اضطرابات ومشاكل نفسية مختلفة، واليوم سنتحدث عن آثار الصراع النفسي عليك، وما هي أفضل طرق العلاج لاستعادة استقرارك وهدوئك النفسي.
ما هو الصراع النفسي؟
لتكتشف ما هي أسباب الصراع النفسي أنت بحاجة لمعرفة ما هو المقصود بهذا الاضطراب، حيث يعد الصراع النفسي ظاهرة بشرية شائعة لدى العديد من الأشخاص، وتعبر عن حالة التناقضات والتوترات العاطفية والنفسية والمعرفية التي يواجهها الإنسان بداخله، والذي يحمل العديد من التأثيرات على حياة الأشخاص وتفكيرهم وسلوكهم وتطورهم الشخصي.
لذا يعرف بنوع من الاختلالات الفكرية والسلوكية التي يمر بها الإنسان في ظل تعرضه لضغوطات يومية، ومشاكل متكررة خلال فترة زمنية قصيرة، وينعكس تأثيره على أفكار ومشاعر وعواطف الإنسان، وللأسف يكون من الصعب التحكم أو السيطرة على هذا الصراع، ومن هنا يؤدي إلى إجهاد نفسي وعاطفي قد يشجع الإنسان على التفكير في الانتحار والتخلص من حياته.
أسباب الصراع النفسي
توصل الأخصائيين والأطباء النفسيين إلى وجود مجموعة من أسباب الصراع النفسي وعلاجه المحتملة، والتي قد تكون سبب في حدوث الصراع النفسي الداخلي للفرد، ومنها التالي:
1_ امتلاك معتقدات وقيم متضاربة
قد يحدث الصراع النفسي لدى الفرد الذي يمتلك معتقدات وقيم وأفكار متضاربة في مضمونها، مثال الشخص الذي يبحث عن الحرية والاستقلال عن العائلة، ولكن لديه رغبة في الانتماء إلى العائلة واستمرار العيش معهم، وهذا التضارب ما بين الرغبات والقيم يولد شعور بالارتباك وعدم التوازن والاضطراب النفسي الداخلي وهو من اخطر أسباب الصراع النفسي.
2_ توترات عاطفية
عندما يواجه الإنسان توتر عاطفي في حياته يشعر بالصراع والقلق النفسي، وتكثر هذه الحالة بسبب الصراع ما بين رغبات الحياة المختلفة والمتطلبات الشخصية، ورغبات ومتطلبات العائلة والمجتمع وعاداته وتقاليده، وبالتالي التضحية بالرغبات الشخصية مقابل الحفاظ على العلاقة الجيدة مع المجتمع تكون سبب من أسباب الصراع النفسي وعلاجه في الصراع النفسي.
3_ اتخاذ قرارات صعبة لدى الفرد
في أوقات كثيرة قد يواجه الإنسان مواقف صعبة تجبره على اتخاذ قرارات مصيرية، وفي ظل تعدد الخيارات يتولد شعور بالقلق والخوف والارتباك، ومن هنا يتولد لديه صراع داخلي وشعور دائم بالقلق والتوتر خوفًا من نتائج قراراته في الحياة وهذة من ضمن أسباب الصراع النفسي وعلاجه.
4_ تعارض الأدوار
عندما يكون الإنسان مكلفًا بأكثر من دور في حياته يواجه الصراع الداخلي، حيث يبحث عن النجاح والتفوق في كل دور يؤديه على حده، مثل الفرد الذي يؤدي دوره كأب في الأسرة، وفي نفس الوقت يؤدي دوره كمدرس أو موظف مما يولد ضغطاً كبيراً على الفرد، ويدخل في حالة من الصراع النفسي الداخلي وشعور بالذنب وتأنيب الضمير تجاه كل دور والقدرة على تلبية متطلباته على أكمل وجه وهذة من اشهر أسباب الصراع النفسي.
تأثيرات الصراع النفسي
هناك مجموعة من التأثيرات و أسباب الصراع النفسي التي يصاب به الفرد عندما يعاني من الصراع النفسي، والتي تنقسم إلى عدة أجزاء كالآتي:
أولًا: تأثيرات اجتماعية
- تكرار حالات الصراع النفسي الداخلي قد تضعف من ثقة الإنسان بنفسه، ويصبح غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة او التعامل مع ضغوطات الحياة بالشكل المناسب.
- كذلك الصراع النفسي يضع الإنسان أمام العديد من المشكلات الاجتماعية.
- تدهور العلاقات الاجتماعية مع الأهل أو الأصدقاء بسبب عجزه عن التعامل بشكل طبيعي مع من حوله، أو إدارة علاقاته مع الأشخاص المحيطين به في العمل أو المحيط الدراسي، لأن عدم الاتزان النفسي يقلل من كفاءة الإنسان وقدرته على التواصل الفعال مع الآخرين.
- الصراع النفسي يولد لدى الإنسان شعور مستمر بالقلق والتوتر النفسي والعاطفي.
- توالي الصراعات النفسية يعجز الإنسان عن اتخاذ القرارات الصحيحة أو تقديم حلول واضحة.
ثانيًا: تأثيرات نفسية وجسدية
- ينعكس الصراع النفسي الداخلي على الحالة الصحة البدنية للفرد، حيث يعاني من اضطرابات هضمية، ومشاكل النوم مثل الأرق وصعوبة النوم.
- كما يصاب بنوبات من الصداع الحاد.
- كذلك الصراع النفسي يزيد من ارتفاع معدل ضغط الدم لكثره تعرضه للتوتر والضغط، وينعكس ذلك على الحالة المزاجية والقدرة على الاستمتاع بالأشياء من حوله.
- تشتت الذهن وصعوبة التركيز أو الانتباه.
- انخفاض مستوى الأداء اليومي مما يؤثر على العمل أو الدراسة.
- الشعور بالتوتر والضغوطات والصراع النفسي يؤثر على معدل إنتاجية الفرد وإنجازاته اليومية.
ثالثًا: تأثيرات عاطفية
الفرد تحت تأثير الصراع النفسي يصبح أكثر عرضة للشعور بالقلق والتوتر، ويعجز عن إدارة عواطفه ومشاعره نتيجة تملك مشاعر الغضب والإحباط منه، والعجز عن الموازنة ما بين الصراع الداخلي والتوافق النفسي.
ما هي علاقة الصراع النفسي بنوبات الصرع؟
مشكلة الصراع النفسي ارتبطت بمعاناة بعض الأشخاص من نوبات الصرع، والحقيقة أن الصراع النفسي يشكل ضغط كبير على الإنسان ويظهر ذلك على شكل نوبات صرع، ويكون المريض غير قادر على التحكم في الطريقة التي يتحرك بها جسده، أو الشعور بمحيطه، وعلاوة على ذلك، يتوقف عقله عن التفكير خلال وقت النوبات، غالبًا ما تؤدي الصدمة العاطفية أو الإجهاد إلى حدوثها، وأجمع الأطباء على أن هذه الحالة خطيرة لأنها تهدد الحياة وتؤثر على الدماغ مع مرور الوقت.
موضوعات ذات صلة: الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإدمان
علاج الصراع النفسي نهائيا
الصراع النفسي جزء من طبيعة الحياة البشرية لذا فهم أسباب الصراع النفسي والتأثيرات قد يكون مفتاحاً للتخلص من هذا الصراع وتأثيراته على جوانب الحياة، والحل يتمثل في العلاجات النفسية والسلوكية إلى جانب العلاج بالأدوية، ومركز CHOOSE للطب النفسي يمتلك أمهر المختصين بالعلاج النفسي، ومراحل التخلص من الصراع النفسي بشكل نهائي تسير كالآتي:
1_ التشخيص الدقيق
الشخص الذي يعاني من الصراع النفسي تظهر عليه أعراض مشابه للكثير من الاضطرابات النفسية، لذلك يجري الطبيب تشخيص دقيق للاستبعاد إصابته بأي اضطراب نفسي آخر.
2_ العلاج الدوائي
العلاج بالأدوية من أساسيات التخلص من الصراع النفسي، ولكن مريض هذه المشكلة لا يستجيب للعلاج بالأدوية المضادة للنوبات، بل قد تؤدي تلك الأدوية إلى أعراض نفسية أخرى، وتفاقم حاد بأعراض الصراع النفسي، ولكن يلجأ إلى تلك الأدوية في حالة أن هذا الصراع ناتج عن اضطرابات نفسية أخرى.
3_ العلاج المعرفي السلوكي
يعد هذا البرنامج العلاجي من أفضل العلاجات النفسية التي تساعد على علاج الاضطرابات النفسية، والصراع النفسي لدى البعض فضلًا عن علاج الاكتئاب والقلق والتوتر واضطراب ما بعد الصدمة وغيرهم، كما يساعد على التخلص من الأفكار السلبية والتفكير بشكل إيجابي.
4_ الدعم الأسري
يقدم المتخصصون المشورة والإرشاد لأفراد الأسرة ليكونوا قادرين عن معرفة محفزات الصراع النفسي، وكيفية تجنبها والتعامل مع المريض بطريقة صحيحة لتقديم الدعم المعنوي.
خاتمة أسباب الصراع النفسي
أسباب الصراع النفسي تعتبر الأساس العلاجي الذي يحدد من خلاله الطبيب أنسب طريقة لإعادة المريض إلى الاستقرار والتوازن النفسي، وفي ظل الصراعات والنزاعات والتطور والتكنولوجيا والحياة السريعة، والانفتاح السريع على الثقافات تتولد الصراعات النفسية لدى بعض الأشخاص، ويواجهون صعوبة في ممارسة الحياة بشكل طبيعي أو مسايرة المجتمع المحيط بهم، لذلك مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يقدم لك الحل، ويد المساعدة بأحدث طرق العلاج النفسي والدوائي لوضع نهاية لهذا الصراع، فلا تردد في التواصل معنا الآن.