تشهد الأمة الإسلامية والعالم العربي أولى أيام الشهر المبارك شهر رمضان الكريم، والذي يعد من الشهور المهمة والمقدسة لدى كافة المسلمين فهو شهر تعظيم شعائر المولى عز وجل والامتناع عن فعل المعاصي والذنوب، كما أنه يمتلك طابع مميز لدى الشعوب العربية في مظاهر التعبد والاحتفال، وهذا ما جعل رمضان فرصة للتعافي من الإدمان والإقبال على الخضوع للعلاج بعد التوقف النهائي عن تعاطي المخدرات والمسكرات خلال هذا الشهر الكريم، وقد أكد أطباء علاج الإدمان أن فرصة المدمن تتعاظم خلال هذا الشهر في التعافي من الإدمان وتعاطي المخدرات من خلال التركيز على إرادة الصوم والتعفف من الأخطاء، وفي ضوء ذلك يقدم لكم مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي مدى تأثير شهر رمضان على قدرة المدمن على التعافي التام في ظل بيئة داعمة وصحية .
صوم شهر رمضان والمدمنين
يشكل شهر رمضان مكانة عظيمة جدًا لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم وخاصة الوطن العربي، حيث يتم استقباله بالعديد من المظاهر التي تدل على البهجة، وبسبب طبيعته التي تجعل الإنسان في ترفع عن مسببات تعب سواء النفسي أو الجسدي، حيث يمتنع الفرد عن تناول الطعام والشراب خلال ساعات النهار ويترفع عن المعاصي وكل ما يتعب النفس من الانغماس في الشهوات، كافة هذه الأمور وأكثر تعرض المدمن لكثير من التغيرات، حيث تزداد لديه الرغبة في الإقلاع عن تعاطي المخدرات والتعافي بشكل نهائي .
لهذا يعتبر شهر رمضان من أفضل الفرص الحقيقية التي تساعد على التعافي من الإدمان بشكل نهائي وتدفع المدمن من الجانب النفسي إلى تلقي العلاج بسبب الروحانيات التي يمر بها خلال هذا الشهر الكريم، وبالفعل تتلقى مراكز علاج الإدمان مثل مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي العديد من الحالات خلال هذا الشهر الكريم من أجل الحصول على برنامج يمكن المدمن من التعافي التام .
وبالرغم من ذلك فإن الكثير من الراغبين في التعافي يحاولوا بشتى الطرق الحصول على علاج الإدمان في المنزل ضمن جو عائلي يعد الدافع الأول للتخلص من تعاطي المخدرات، الجدير بالذكر أنه رغم أهمية الأسرة خلال رحلة العلاج إلا أن بعض الحالات لا يمكن أن تتلقى علاج الإدمان في المنزل بسبب الأعراض الانسحابية التي يسببها الامتناع عن تعاطي المخدرات، لهذا من الضروري الرجوع إلى الطبيب واستشارة في المقام الأول من أجل الحصول على أفضل برنامج يساعد على سحب السموم من الجسم دون الشعور بألم .
ما هو تأثير الصيام على المدمن ؟
يؤثر الصيام على المدمن بشكل كبير، حيث يتسبب في ظهور الأعراض الانسحابية سواء كانت النفسية أو الجسدية، ويرجع ذلك إلى الامتناع عن تعاطي المخدرات خاصة خلال ساعات النهار، ومن أجل التعرف بشكل أدق على مدى تأثير الصيام على المدمن من الضروري إلقاء الضوء على الأعراض الانسحابية للمخدرات والتي تختلف في حدتها من شخص إلى آخر تبعًا لنوع المخدر وطول فترة تعاطيه، وتشمل هذه الأعراض الآتي :
- زيادة معدلات الإصابة بالجلطات سواء القلبية أو الدماغية .
- الهذيان .
- الهلاوس .
- رعشة الجسم .
- شد عضلي .
- تقلصات المعدة واضطرابات حادة في الجهاز الهضمي .
- تشوش الرؤية .
- ارتفاع ضغط الدم بصورة ملحوظة .
- ضيق التنفس .
- الإسهال .
- القيء والغثيان .
- ضعف القدرة على التركيز وكذلك التذكر .
- كثرة التعرق .
- الاكتئاب .
- الأرق .
- اضطراب القلق والتوتر .
- كثرة التهيج .
- العصبية المفرطة، وعدم الاستقرار العاطفي .
رمضان فرصة للتعافي من الإدمان
يعتبر شهر رمضان فرصة للتعافي من الإدمان بشكل حقيقي خاصة وإن كان المدمن ملتزم بالصوم خلال ساعات النهار، والذي يترتب عليه ظهور العديد من الأعراض الانسحابية التي تدفع المدمن بشكل تدريجي إلى تلقي العلاج والتعافي بشكل نهائي من الإدمان سواء كان السلوكي أو الفعلي .
فمع قدرة المدمن على تخطي الأعراض الانسحابية واحدة تلو الأخرى يقل ارتباطه بالمخدر ويتقدم خطوة في اتجاه التعافي من الإدمان، ومن الضروري معرفة أن هذه الأعراض تبدأ صعبة عند ظهورها للمرة الأولى، ولكنها تقل بشكل تدريجي مع الوقت .
الجدير بالذكر أنه لا يمكن تحديد مدة معينة للتخلص بشكل نهائي من الأعراض الانسحابية التي تسببها المخدرات، حيث تختلف هذه الأعراض من شخص إلى آخر حسب نوع المخدر ودرجة ارتباط الشخص به، وبالرغم من ذلك فإن الالتزام بتعليمات الطبيب والأدوية التي تسرع طرد السموم من الجسم تقل من حدة الأعراض الانسحابية وتساعد بشكل جذري على تقليل مدتها .
الصوم والإدمان
يعتبر الصوم والحالة الروحانية التي يتركها شهر رمضان على الجانب النفسي للمدمن أمر غاية في الأهمية فهو يحفزها بشكل إيجابي نحو طريق التعافي والتخلص من الارتباط بالمادة الإدمانية، حيث يعتبر رمضان فرصة للتعافي من الإدمان بشكل حقيقي من خلال زيادة الإرادة والتحفيز نحو الإقلاع عن التعاطي خاصة وإن جهاد النفس خلال هذا الشهر الكريم له ثواب وجزاء مضاعف بشكل مميز عن باقي شهور العام .
ويعتبر الإقلاع عن المخدر أو الإدمان بوجه عام شكل من أشكال جهاد النفس التي ينول المسلم ثوابها بشكل كبير ومضاعف، لذا لا يجب تفويت هذه الفرصة الكبيرة التي تعين المدمن على الخروج من شهر رمضان في اتجاه صحيح نحو طريق التعافي بشكل نهائي .
برنامج علاج الإدمان في رمضان
لا تختلف برامج علاج الإدمان خلال شهر رمضان بشكل كبير عن البرامج التي يخضع لها المدمن في باقي شهور العام، إلا في حالة رغبة المدمن في تلقي العلاج في ضخم المنزل وأجواء الأسرة التي تعمل كـ مركز نفسي خلال هذه الفترة، لكن من الضروري أن تتم هذه المرحلة تحت إشراف طبي، ويقدم مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي متخصصين من أجل مساعدة الراغبين في تلقي العلاج في المنزل، ومن ضمن أهم الأمور التي يجب أن تتم عند اتخاذ خطوة العلاج من الإدمان خلال هذا الشهر الكريم الآتي :
- المتابعة مع طبيب متخصص من أجل وضع خطة علاجية ووصف مجموعة من الأدوية التي تقلل من حدة ظهور الأعراض الانسحابية وتسرع من طرد السموم من الجسم .
- ضرورة التواصل مع معالج نفسي من أجل تخطي الأعراض والعقبات النفسية التي يتعرض لها المدمن خلال رحلة العلاج، كما أنه يساعد الأسرة على معرفة أفضل طريقة للتعامل مع المدمن خلال هذه الفترة .
- يعد المعالج هو المسؤول عن وضع البرنامج المناسب للإقلاع عن الإدمان خلال شهر رمضان، ويتم ذلك بعد توقيع الكشف الطبي على المريض، والتعرف جيدًا على البيئة التي سوف يتواجد بها خلال رحلة العلاج .
أهمية علاج الإدمان خلال رمضان
يتساءل الكثير من المدمنين وأسرهم عن أهمية علاج الإدمان باتباع طرق العلاج المذكورة سابقًا خلال شهر رمضان، وبالفعل أشار أطباء علاج الإدمان والمعالجين النفسيين إلى العديد من المميزات من ضمنها :
- الانتهاء بشكل كامل من كارثة الإدمان التي تشكل خطر وتهديد على حياة الفرد وأسرته .
- تنمية جانب المشاركة والتعاون الأسري وكسر كافة القيود الموجودة بينهم، حيث تعتبر الأسرة خلال رحلة علاج الإدمان هي الداعم الأول للمدمن .
- زيادة الإرادة والتحفيز النفسي للمدمن لخروجه من ضيق التعاطي إلى حيز التعافي والشفاء من المشكلة الإدمانية .
رمضان فرصة للتعافي من الإدمان بشكل حقيقي خاصة وأن الصوم والعبادات التي تزدهر وتزداد خلال هذا الشهر تشكل دافع نفسي قوي للتخلص من تأثير المادة الإدمانية على حياة الفرد، ومن خلال التواصل مع مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي يمكن التخلص من هذا من خلال برامج علاجية متميزة وفعالة تضع المريض على أول طريق التعافي وتسير معه حتى النهائية .
موضوعات ذات صلة :