الإدمان والفصام من العلاقات التبادلية الخطيرة، حيث أن المخدرات تقود حتما إلى الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية أو الأمراض الذهانية وفي واقع الأمر حديثنا من خلال هذا الموضوع سنركز فيه حول العلاقة بين الفصام والإدمان، فالإدمان يزيد من خطر الإصابة بالفصام والذهان، حيث إنه يعمل على الجينات الموجودة لدى الشخص والخاصة بأعراض الفصام ويساعد في ظهورها والاستجابة لها لدى الشخص الذي لديه قابلية للإصابة بالمرض النفسي.
بل إن الإدمان يتسبب في عدد من الأعراض والأمراض النفسية وان أضراره ليست فقط جسدية بل إن الشخص المدمن تظهر عليه علامات العصبية المفرطة والقلق ويصاب بالاكتئاب ونوبات الهلع وقد تصل مضاعفات الإدمان لدرجة أن يقدم الشخص على الانتحار، وعلينا أن ندرك بأن الشخص الذي يعاني من المرض النفسي مع مرض الإدمان يحتاج إلى وحدات التشخص المزدوج في مجتمع علاجي متكامل في الحرية للطب النفسي وعلاج الإدمان والفصام .
الإدمان والفصام
الإدمان والفصام علاقة تبادلية بسبب أن عالم المخدرات عالم آخر مليء بالأوهام والحقائق والمشاعر المزيفة التي يهرب إليها الأشخاص بحثاً عن السعادة الوهمية التي سرعان ما تنتهي إلى كابوس مظلم وهو الإدمان وما يتسبب فيه من أمراض نفسية وجسمانية، وحول الأمراض النفسية التي تصاحب الإدمان على المخدرات وبالتحديد مرض الفصام وسوف نركز في جنبات هذا الموضوع حول مرض الفصام الذهانين الخطير.
الإدمان واضطرابات الشخصية
عند الحديث عن الإدمان والفصام سنوضح أن المخدرات من أكبر الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام فيجدر الإشارة أيضا بان الإدمان يتسبب في حدوث اضطرابات الشخصية التي تظهر في التعامل مع الآخرين والتصرفات الشخصية واستمرارية المدمن في عمله، ومن أبرزها اضطراب الشخصية التي يوصف فيها الشخص بالكذب والأنانية والمزاج الغير مستقر والاندفاعية.
وكذلك فإن هناك اضطراب الشخصية عمله، ومن أو ما تعرف الشخصية المضادة للمجتمع والتي يكون فيه الشخص معادي لكل من حوله خاصة أفراد أسرته ويقوم بالسرقة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية والاعتداء اللفظي والبدني على الآخرين، وهي من أخطر صور وأشكال الاضطرابات الشخصية ويكون ناجم عن الإدمان على المخدرات.
في واقع الأمر فإن من أبرز المخاطر الناجمة عن إدمان المخدرات هي أن الشخص المدمن فقط من يعاني بل حتى الأسرة أيضا تكون عرضة للكثير من الأمراض النفسية، ويتم العلاج من الاكتئاب والقلق بسبب تأثير تصرفات المدمن السلبية تجاههم.
الفصام
يعد الفصام من الأمراض العقلية والتي تصيب العقل البشري وتصاحب الإدمان على المخدرات، وفي عادة الأمر يظهر أعراض هذا المرض من سن 15 إلى سن 45 عام، وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات العقلية والنفسية التي تصيب الأفكار والمشاعر ومن ثم تنعكس على التصرفات وتتراوح نسبة الأشخاص المدمنين المصابين بالفصام قرابة 10% لندرك مدى العلاقة الوطيدة بين الفصام والإدمان.
تعرف على الجديد في علاج الفصام 2023
ما هي أعراض مرض الفصام
في إطار الحديث عنالإدمان والفصام سنتحدث عن أعراض الفصام، والتي من أبرزها ما يلي: –
1-اضطرابات التفكير: -بما أن الحديث هو مرآة الفكر ففي عادة الأمر تظهر تلك الاضطرابات بصورة واضحة في أثناء الحديث مع الآخرين ويتم قياس تلك الاضطرابات من خلال تمسك الشخص المريض بالأفكار الغير منطقية والتي تعرف بالضلالات وهي من السمات المميزة لمريض الفصام.
بالإضافة إلى فشل العديد من محاولات الإقناع ومن أشهر الضلالات التي تصيب مريض الفصام هي ضلالات الاضطهاد والاعتقاد بأن جميع من حوله يحاولون إيذائه والتخلص منه بالإضافة إلى ضلالات العظمة كمن يعتقد بأنه نبي وضلالات التحكم وقراءة الأفكار وغيرها من أنواع الضلالات والتي تصيب مريض الفصام.
2-عدم القدرة على التعبير عن المشاعر: – وهي من أبرز أعراض مرض الفصان التي تظهر خلال المراحل المتأخرة من المرض وفي تلك المرحلة يفقد الشخص القدرة على التعبير عن مشاعره فيكون أكثر سطحية مع حالة من تبلد المشاعر وأحيانا كثيرة تناقضها، وتلك الأعراض التي تظهر بسبب تعاطي المواد المخدرات شديدة الإدماني، وتعاطي الحشيش من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالفصام الذهانين، وذلك بسبب العلاقة بين الإدمان والفصام .
3-الهلاوس السمعية والبصرية: – ضمن حديثنا عن الإدمان والفصام فأن الهلاوس من أبرز الأعراض التي تؤكد إصابة الأشخاص بمرض الفصام، وتبدأ بالتعرض إلى نوبات من الهلاوس السمعية والبصرية وفي بعض الأحيان التعرض إلى كليهما، فقد تجد بعض المرضي يرى أشخاص غير موجودين في الواقع ويتحدث معهم فتارة يضحك وتارة يبكي ويرفض تماماً فكرة أن أولئك الأشخاص غير موجودين في الواقع.
4-اضطرابات السلوك: – وهو من الأعراض التي تشير إلى وصول الفصامي إلى مرحلة متأخرة من المرض، حينها تبدأ الهلاوس السمعية والبصرية بالتأثير بصورة واضحة على سلوكيات الأشخاص المرضي فيبدأ يظهر إلى الشخص المريض العديد من الأعراض الغريبة والشاذة فيكون انطوائي بشكل كبير.
وفي بعض الأحيان يكون اجتماعي بطريقة ميرة للدهشة وفي بعض الأحيان فإن الجسم يتعرض إلى نوبات من الجامودية والتخشب، بالإضافة إلى السلوك العدواني المستمر الذي يظهر في كافة التصرفات التي يقوم بها الشخص المدمن وخاصة في حالة حاجة الجسم إلى المادة المخدرة.
5-اضطرابات الدوافع والإرادة: – وتعد تلك المرحلة هي آخر مراحل الإصابة بمرض الفصام، وفيها يشعر الشخص المدمن والمصاب بالفصام بانعدام الرغبة في القيام بأي عمل في ظل وجود دوافع وراء إنجاز الأعمال التي كانت تستهويه من قبل، وهذا الأمر يجعله يفشل على صعيد العمل أو الدراسة ويجلس في صورة خاملة لساعات طويلة.
ما هي طرق علاج الفصام
في واقع الأمر فإن هناك إمكانية علاج الفصام 2022 نهائياً والعمل على إعادة الأشخاص الفصاميين إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعيداً وإمكانية زواج مريض الفصام والعمل وغيرها من الأمور الحياتية الأساسية، وفي عادة الأمر ينقسم علاج مريض الفصام إلى أربع خطوات تتمثل فيما يلي: –
أولاً :- مرحلة العلاج الدوائي وخلال تلك المرحلة يتم العمل على جزأين هما مرحلة سحب السموم من الجسم الناجمة عن تعاطي المخدرات لأننا الآن لا نتعامل مع مشكلة واحدة بل إننا نتعامل مع مشكلتين رئيسيتين هما الإدمان على المخدرات وعلاج الفصام ، وهو ما يطلق عليه علاج التشخيص المزدوج والاضطرابات النفسية والذهنية الناجمة عن الإدمان ،وفي تلك المرحلة يتم علاج الأعراض الانسحابين للمخدرات والتغلب عليها من خلال أدوية علاج الإدمان ، أما عن الجزء الآخر من العلاج الدوائي ففيه يتم العمل على معالجة الفصام وذلك من خلال استعمال مضادات الذهان وفق الخطة العلاجية الموضوعة من خلال المختصين .
ثانياً: – مرحلة العلاج النفسي وفيها يتم إخضاع الشخص المريض إلى جلسات العلاج الفردي والجماعي والتي تساعد المريض على تحقيق التعافي النفسي الأمر الذي يكون له دور كبير في الوصول إلى مرحلة التعافي الجسدي، ويخضع فيها المريض إلى العديد من البرامج التي يشرف عليها أطباء علاج الإدمان والأطباء النفسيين وتعد هي المرحلة الركيزة من أجل علاج الفصام الناجم عن الإدمان، ويعد علاج الفصام في السعودية أكثره من هذا النوع من العلاجات.
ثالثاً: -مرحلة العلاج الاجتماعي، وتعتمد تلك المرحلة على الوقوف على أسباب الوقوع في كابوس الإدمان والأسباب والعوامل التي دفعت الشخص إلى تعاطي المخدرات والعمل على علاج الأسباب من أجل تجنب الوقوع مرة أخرى في حظيرة الإدمان وخطر الانتكاس.
رابعاً: – مرحلة العلاج التأهيلي، وفي تلك المرحلة الهامة في علاج الفصام الناتج عن الإدمان يتم تبصير الشخص المريض بطبيعة الحالة بالإضافة إلى تأهيله للتعامل مع المجتمع وكافة المشاكل الحياتية اليومية بصورة طبيعية كإنسان سوي وهذا الأمر لا يتم إلا من خلال المختصين.