الأصوات التي يسمعها مريض الفصام دليل على خلل في سلامة القوى العقلية للإنسان، الفصام أو الشيزوفرينيا من أشهر الأمراض النفسية المستعصية التي تصيب فئة من المرضى، ويلقب مريض الفصام بألقاب عديدة مثل المجنون، وذلك بسبب الهلاوس والضلالات التي تكون سبب في الأصوات التي يسمعها مريض الفصام، تصنيف الفصام ينقسم إلى عدة أنواع تعتمد على الأعراض المرضية وشدتها، مرضى الفصام بحاجة إلى العلاج طويل الأمد لأنه من الأمراض المزمنة التي يستوجب على المريض التعايش معها، والتعافي لممارسة حياته بأقل ضرر ممكن.
الاضطرابات العقلية مثل الفصام لها تأثير سيئ على الحالة النفسية، لذلك يحتاج المريض إلى طبيب ومعالج نفسي، وكلًا منهما يعملان معًا لمساعدة المريض على الخروج من آسر الضلالات والهلاوس سواء البصرية أو السمعية أو الحسية، ومن أبرز الضلالات التي يعاني منها مريض الفصام هي ضلالات العظمة، والهلاوس السمعية تتمثل في الأصوات التي يسمعها مريض الفصام، والتي قد تدفعه إلى الجنون والتخلص منها يعتمد على خطة علاجية محكمة.
الفصام أو الشيزوفرنيا اضطراب نفسي وعقلي مستعصي بحاجة إلى التدخل السريع، وذلك لإنقاذ المريض من شرور هذا المرض التي يترتب عليها الانتحار، أو الانحراف السلوكي مثل إدمان المخدرات أو إدمان الجنس وغيرها، التعامل مع مريض الفصام أمر في غاية الصعوبة، ومن الأفضل التواصل مع متخصص للمساعدة في إنقاذ مريض الفصام من ضلالات هذا الاضطراب.
كيف تكون بداية الفصام؟
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام ناتجة عن الهلاوس والضلالات السمعية، والتي تعد من أشهر الأعراض الجانبية لمرض الفصام أو ما يعرف بالشيزوفرينيا، وينتشر هذا الاضطراب بين جموع البشر بمعدلات تزداد يومًا بعد يوم، يعرف الفصام بكونه من الاضطرابات العقلية الحادة التي تكون إحدى الأسباب في تشوه الحالة الذهنية والعقلية للإنسان، وذلك يكون عاجز عن التفكير الجيد أو اتخاذ ردود أفعال طبيعية.
يواجه مريض الفصام صعوبة في التأقلم مع البيئة المحيطة أو التعبير عن مشاعره بالصورة الصحيحة، ولا يستطيع التفريق بين الواقع والخيال بسبب الهلاوس والضلالات سواء السمعية أو البصرية، انتشار الفصام بين البشر يشكل خطر كبير بسبب السلوكيات المتذبذبة والغير متوقعة لمريض الفصام، حيث يميل البعض منهم إلى العنف والعدوانية تجاه الآخرين بسبب ضلالات الشك، والاعتقاد بأن الآخرين يحيكون المكائد لقتلهم أو إيذائهم، بالإضافة إلى التغير السريع وغير مبرر في الحالة المزاجية، وبالتالي مرض الفصام يؤثر على المريض والأشخاص من حوله.
مريض الفصام لا يمكنه التنبؤ بموعد الأعراض الجانبية وظهورها على المريض، وفي كثير من الأحيان قبل سنوات طويلة من الإصابة بنوبة الفصام الحادة يصبح شخص انطوائي، ومنعزل عن المجتمع ويهمل نظافته الشخصية، فضلًا عن فقدان التركيز والشغف ونقص الدافع لممارسة الهوايات أو الأنشطة المختلفة، كما يعاني من اضطرابات حادة في النوم.
أسباب انفصام الشخصية
خلال رحلتنا حول الأصوات التي يسمعها مريض الفصام سنتحدث عن الأسباب التي ترجع إلى الإصابة بانفصام الشخصية، الذي يصنف على أنه من أخطر الاضطرابات النفسية والعقلية التي يصاب بها الفرد.
الإصابة بالفصام تعود إلى أسباب مختلفة غير معروفة حتى الآن، لكن على الأرجح يحدث انفصام الشخصية نتيجة الأسباب التالية:
1_ الاستعداد الوراثي
الأبحاث العلمية التي تعمل على التحقق من أسباب الأمراض النفسية والعقلية كشفت عن احتمالية حدوث الإصابة نتيجة الاستعداد الوراثي، حيث تزداد معدلات الإصابة بانفصام الشخصية إذا كان أحد الأبوين مصابًا به، أو أحد أفراد العائلة من الدرجة الاولى، لذلك يكشف الطبيب النفسي على تاريخ العائلة مع الأمراض النفسية.
2_ اختلاف بنية الدماغ
الفصام يحدث خلل في القدرات العقلية والذهنية للإنسان، والكشف عن مرضى الفصام وجد اختلاف في بنية الدماغ مقارنة بالأشخاص الأصحاء، ومن المحتمل حدوث هذا الاختلاف أثناء التكوين الجنيني أو بعد الولادة لأسباب مختلفة، لكن الاختلاف في بنية المخ لا يظهر جميع مرضى الفصام (الشيزوفرنيا).
3_ خلل النواقل العصبية
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام قد ترجع إلى حدوث خلل في النواقل العصبية، كشفت الدراسات الطبية أن بعض مرضى الفصام يعانون من اضطراب في النواقل العصبية المسؤولة عن النشاط السلوكي وطريقة التفكير، مثل نواقل هرمون الدوبامين والسيروتونين في المخ.
بالإضافة إلى الأسباب السابقة وراء الأصوات التي يسمعها مريض الفصام هناك عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة، وتتمثل في النقاط التالية:
- الإدمان على بعض المواد المخدرة مثل الحشيش والكوكايين، وتحديدًا عند بداية الشباب أو في سن المراهقة.
- تعرض السيدة الحامل إلى سوء التغذية مما يؤثر على المراحل الجنينية لتكون الطفل.
- بعض الدراسات والأبحاث تتحدث عن إصابة الطفل بالفصام نتيجة كبر عمر الأب عند إنجابه للطفل.
- تعرض الجنين إلى بعض المضاعفات الخطيرة بسبب الإصابة بالعدوى والفيروسات.
- الصدمات والأزمات العاطفية الحادة تؤثر على توزان الحالة العقلية للمريض، وبالتالي تزداد فرصة الإصابة بالانفصام.
تنويه هام/ تحديد سبب انفصام الشخصية و الأصوات التي يسمعها مريض الفصام خطوة أساسية في مرحلة العلاج، والتعافي من الاضطراب العقلي الحاد.
ما الذي يمر به مريض الفصام؟
ارتباطا بحوارنا عن الأصوات التي يسمعها مريض الفصام هناك من يتساءل ما الذي يمر به مريض الفصام، عند التحدث عن الفصام والشيزوفروينيا يتطرق إلى الذهن الهلاوس والضلالات، ولكن مريض الفصام يختبر العديد من الأعراض الجانبية، وجميعها تكون سبب في الجنون وفقدان العقل.
الأطباء النفسيين بناء على الأعراض التي تظهر على مرضى الشيزوفرينيا تم تقسيمها إلى أعراض إيجابية وأعراض سلبية، والمقصود بالأعراض الإيجابية هي مجموعة الأعراض التي تظهر بوضوح على المريض والطبيب يحددها بسهولة.
والأعراض السلبية تتداخل مع أعراض اضطرابات نفسية أخرى، وبالتالي يواجه الطبيب النفسي مشكلة في التحقق منها وتشخيصها، وأعراض الفصام تشمل الآتي:
1_ الأعراض الإيجابية
- الهلاوس: يرى مريض الفصام أشياء غير حقيقة حيث يرى شخص يجلس إلى جواره، وعلاوة على ذلك، الأصوات التي يسمعها مريض الفصام تتمثل في الهلاوس السمعية، حيث يسمع أصوات حيوانات أو شخص يتحدث إليه.
- الضلالات والأوهام: يخلق في عقله بعض الأوهام الغير حقيقة ويصدقها، مثل اعتقاده بأنه شخص مهم وهناك عصابة من المافيا تريد قتله، أو أنه صاحب سلطة ونفوذ وأملاك وأموال طائلة.
- اضطراب الكلام: مريض الفصام أحيانا يعاني من اضطراب الكلام الذي يظهر على هيئة كلمات، وعبارات غير مفهوم إطلاقًا.
- اضطراب الحركة: مريض الفصام يختبرون لحظات من السكون والجمود، أو التحرك مرارا وتكرارا في نفس المكان وغيرها.
2_ الأعراض السلبية
- التبلد فلا يغير ملامح وتعابير وجه أو نبره صوته نهائيًا.
- عدم القدرة على الاستمتاع أو الشعور بالسعادة.
- الانعزال عن الآخرين حيث يشعر بعدم الرغبة في مقابلة الأصدقاء أو التفاعل مع العائلة.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وإهمال العناية بالمظهر الخارجي.
- افتقار القدرة على تحمل المسؤولية أو العناية بأفراد الأسرة أو الأبناء.
أشكال مريض الفصام
كما تختلف الأصوات التي يسمعها مريض الفصام تختلف أشكال مريض الفصام، تم تصنيف مرض الفصام إلى عدة أنواع تبعًا لنوع الأعراض المرضية المميزة لكل شكل كالآتي:
- فصام لا منتظم (Disorganized schizophrenia).
- فصام المطاردة (Paranoid schizophrenia).
- فصام جامودي (Catatonic schizophrenia).
- فصام لا متميز (Undifferentiated schizophrenia).
- فصام متبقي (Residual Schizophrenia).
جميع الأشكال والأنواع المختلفة من مرض فصام الشخصية تمر بمرحلة من الهلاوس والضلالات، ويترتب عليها الأصوات التي يسمعها مريض الفصام، الحل يشمل خطة علاجية منظمة تجمع بين العلاج النفسي والسلوكي والعلاج الدوائي.
أقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع مريض الفصام
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام دليل على الحالة العقلية المضطربة التي يمر بها مريض الفصام، والسبب وراء تلك الأصوات هي الهلاوس والضلالات السمعية التي يعاني منها المريض، وتكون إحدى الدلائل على جنون المريض وخسارة الاتزان العقلي.
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام قد تكون صوت واحد أو عدة أصوات، والتي تشمل أصوات بشر أو حيوانات ومن أخطر الأصوات التي يسمعها، هي الأصوات الآمرة، والمقصود به الأصوات التي تآمره بفعل شيء معين لأنها تشكل خطورة عليه وعلى الآخرين، إذا يسمع صوت يأمره بإيذاء نفسه أو الانتحار أو أصوات تآمره بقتل أحد الأشخاص، وللأسف مريض الفصام يستجيب لهذه الأصوات.
وفي بعض الأحيان يكون رد مريض الفصام على الأصوات التي يسمعها هو الرفض، أو المقاومة لعدم تنفيذه ما يأمر به أو التذمر بسبب تكرارها داخل العقل، بالإضافة إلى ذلك الأصوات التي يسمعها مريض الفصام تشمل أصوات تعلق على أفعاله وتكون واقعية للغاية بالنسبة لمريض الفصام، وأصوات أخرى تناقشه وتتحدث إليه وغيرها.
مريض الفصام هل يتحدث إلى نفسه؟
ذكرنا في حديثنا عن الأصوات التي يسمعها مريض الفصام أنها ترجع إلى الهلاوس والضلالات، وتحديدًا السمعية ولها أشكال مختلفة مثل الأصوات التي تعلق على أفعاله، أو التي تناقشه ويتجاوب مريض الفصام مع تلك الأصوات بالرد والتحدث إلى الصوت الذي يآمره.
كما يظن أنه يتحدث إلى شخص موجود لأن مريض الفصام يصدق وجود هذه الأصوات في الحقيقة، وبالتالي الإجابة على سؤال هل مريض الفصام يتحدث إلى نفسه؟ نعم.
هل مريض الفصام مجنون؟
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام تجعله يظهر في مظهر الشخص الجنون، لأنه يتجاوب مع تلك الأصوات ويتحدث إلى نفسه، ويتفاعل مع الأصوات التي تناقشه ويصدق وجودها في الحقيقة، الأطباء يصنفون الفصام بأهم وأشهر أنواع الجنون العقلي، الأفعال التي يقوم بها مريض الفصام بسبب الهلاوس والضلالات تكون السبب في تلقيبه بالمجنون من قبل بعض المحيطين.
لكن مريض الفصام لا يفقد عقله بشكل نهائي حيث أنه يمتلك الفرصة للتعافي، والعيش بصورة طبيعية كباقي البشر بفضل العلاج الدوائي والتأهيل النفسي والسلوكي تحت إشراف المتخصصين.
هل مريض الفصام يكون مدرك أنه مريض؟
جنون مريض الفصام يأتي من الأصوات التي يسمعها بسبب الهلاوس والضلالات، وهل مريض الفصام يكون مدرك أنه مريض؟ بالطبع لا حيث يعتقد أنه شخص معافى تمامًا ولا يعاني من أي مشكلة، ويرفض تصديق أقوال أي شخص يحاول إقناعه بأنه يعاني من مشكلة، بل يشك أن الآخرين يحاولون إيذائه أو الإيقاع به، ويرفض أي محاولات للعلاج.
وبالتالي تتدهور الحالة الصحية للمريض حيث يلجأ إلى العنف أو الاستجابة للأصوات التي تآمره بقتل الآخرين، لذلك تنصح العائلة باتخاذ أساليب أخرى لتقديم المساعدة وإقناع المريض بالعلاج، وفيما يلي يمكن اللجوء بأطباء مركز CHOOSE للطب النفسي حيث نقدم لك أفضل النصائح للتعامل مع مريض الفصام ومساعدته على التعافي.
علاج مريض الفصام
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام تدفع إلى الجنون بسبب الهلاوس والضلالات السمعية، هدف علاج الفصام هو التقليل من حدة الأعراض الجانبية، ومساعدة المريض على التعافي لحياة طبيعية، والعمل على تقليل عدد مرات حدوث نوبات الفصام، والعلاج يشمل الآتي:
1_ العلاج الدوائي (Medicine Therapy)
علاج الأصوات التي يسمعها مريض الفصام يحتاج إلى تناول الأدوية الطبية التي تساعد على الاتزان العقلي، وتقلل من ظهور الهلاوس والضلالات التي تهاجم المريض وتكون سبب في الجنون.
2_ العلاج النفسي (Psychotherapy)
المعالجة النفسية من ضمن خطط العلاج التي يلجأ لها المعالج النفسي لتحسين الأعراض الجانبية للمريض، وتشمل عدة أجزاء مختلفة كالآتي:
- المعالجة النفسية الفردية.
- التأهيل (Rehabilitation).
- المعالجة العائلية.
- مجموعات التحفيز والدعم.
3_ العلاج في المستشفى (Hospitalization)
الدخول إلى المستشفى تعد من الخيارات المتاحة أمام مريض الفصام، حيث يلجأ الطبيب إلى استخدام برامج علاجية تشمل الآتي:
- المعالجة بالصدمة الكهربائية (Electroconvulsive therapy – ECT).
- العملية الجراحية لبنية نسيج الدماغ.
خلاصة الحديث عن الأصوات التي يسمعها مريض الفصام:
الأصوات التي يسمعها مريض الفصام سببها الهلاوس والضلالات السمعية التي تصاحب مرض الفصام، حيث على الحالة العقلية ويؤدي إلى تشوه في طريقة التفكير وردود الأفعال، إلى جانب الخلل النفسي والمزاجي ويرجع هذا الخلل إلى أسباب مختلفة من ضمنها الاستعداد الوراثي، والخلل في بنية الدماغ أو الاضطراب في النواقل العصبية.
مريض الفصام يسمع أصوات تآمره بالانتحار أو قتل أحد الأشخاص أو أصوات تناقشه، ويظن أنها حقيقة ويرفض أي محاولات خارجية تحاول إقناعه بعكس ذلك، علاج مرض الفصام يحتاج إلى التدخل الفوري من قبل المتخصصين لمساعدته على الحياة الطبيعية.