مرض نفسي حب العبودية أو الخضوع للآخرين من الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، وفي مجتمعنا العربي يعد خضوع المرأة أمر طبيعي، ولا تعاني من مشكلة، ولكن خضوع الرجل وتقبله للذل، والإهانة يعتبر أمر شاذ وغير مقبول، وخاصة عندما يقبل الضرب والإهانة من المرأة، ويعرف بالرجل الضعيف والذليل، ولكن حب العبودية وتقبل الذل والإهانة سواء للرجل، أو المرأة أمر شاذ ومتطرف لأن الله عز وجل كرم الإنسان، وأكد على ضرورة احترام الآدمية البشرية للرجل والمرأة .
وفي السنوات الأخيرة بدأنا في السماع عن مرض نفسي حب العبودية، مثل المرأة التي تقول أن زوجها يقبل قدمها، أو يطلب منها أن تربطه في السرير بالحبال مثل الكلب، وغيرها من المواقف التي تدل على حب الرجل للعبودية، والجدير بالذكر أن تلك الأعراض قد تظهر أيضا على المرأة، ومن خلال مقالنا سنتحدث عن مفهوم مرض نفسي حب العبودية .
مرض نفسي حب العبودية
مرض نفسي حب العبودية هو تطرف سلوكي يظهر في جوانب الحياة، ويمكن ملاحظة أعراضه في ردود أفعال الإنسان، حيث يشعر بالمتعة واللذة عندما يتعرض إلى الذل، أو الضرب أو السب من الآخرين دون إعطاء رد فعل منعكس، أيضًا يمكن ملاحظة هذا الاضطراب على الإنسان في تعاملاته الخارجية ، مثل الشخص الذي يقبل الهزيمة أو يحب تلقي الإهانات من الأصدقاء، ويفضل الدخول في علاقات مع أشخاص متسلطين، ويسمح بتدخلهم في جميع شؤون حياته .
ولكن مرض نفسي حب العبودية يظهر جليًا على الإنسان في طبيعة العلاقة الجنسية التي يخوضها مع الشريك الآخر، مثل المرأة التي تقبل الذل والضرب أثناء العلاقة، ولكن ينظر الرجل إلى الأمر على أنه شيء عادي، وخاصة أن الغالبية من الرجال يتلذذون ويستمتعون بسماع آهات، وصرخات المرأة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية .
ولكن حب الرجل للضرب والذل أثناء العلاقة يعد أمر شاذ وغير طبيعي، وذلك لأن طبيعة الرجل لا تميل إلى الخضوع، لذلك الذي يعاني من مرض نفسي حب العبودية يحب ممارسة الجنس، ويتلذذ ويشعر بالمتعة عند ضربه من المرأة، كما يفضل معاملته مثل الحيوان، ونجد زوجة تشكو من متطلبات زوجها الغريبة أثناء الجماع، حيث يطلبها منها ربط حبل حول عنقه مثل الكلب، أو أنه يتذلل لها ويعطيها عصا لضربه ليشعر بالألم .
أسباب حب العبودية
حب العبودية والخضوع من الاضطرابات التي تدل على التطرف، والشذوذ في السلوكيات مع الآخرين، والعبودية أمر منافي للفطرة البشرية التي ولد عليها الإنسان، وعلى الرغم من تحريمها في جميع الأديان السماوية، وقوانين الدول حول العالم إلا أن بعض الأشخاص يعشقون الخضوع والعبودية، وتم تصنيفه هذه السلوكيات على أنها مرض نفسي حب العبودية .
وتظهر أعراض هذا المرض في أفعال المريض، وسلوكياته عندما يتعرض إلى الذل والإهانة سواء في أموره الشخصية، أو الخاصة من الأهل والأصدقاء، ومع انتشار حالات الإصابة بهذا الاضطراب سنتحدث عن أسباب، وعوامل تحفز من حب العبودية كالتالي:
- التعرض إلى الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة، وتزداد احتمالية الإصابة عندما يحدث هذا السلوك من قبل الأب أو الأم .
- مشاهدة الأفلام الإباحية التي تروج للمتعة واللذة الجنسية المقرونة بالضرب والعنف .
- التجارب الجنسية التي تربط ما بين الألم والنشوة الجنسية .
- المعاناة من بعض الأمراض النفسية مثل الفصام، أو الوسواس القهري أو الاكتئاب .
- العنف الأسري الذي يدفع الطفل إلى التلذذ بالضرب، والإهانة بشكل غير إدراكي .
- تسلط الأبوين وتحكمهما الزائد في سلوكيات وآراء الطفل مما يجعله شخص قابل للخضوع .
- التعرض إلى التنمر والذل من الأصدقاء والأقارب .
والجدير بالذكر أن بضع الأشخاص يقعون في فخ مرض نفسي حب العبودية، وذلك بسبب الرغبة في تجربة أشياء جديدة ومختلفة عن المعتاد، وخاصة أن خضوع الرجل من الأمور المنتشرة في الدول الغربية، وكثيرًا ما نسمع عن أخبار مرأة تمسك رقبة زوجها بحبل في منتصف الشارع، وهذه التجربة قد تتحول إلى اضطراب و مرض نفسي حب العبودية بمرور الوقت.
ما معني المازوخي؟
مرض نفسي حب العبودية هو الاضطراب النفسي الذي يدفع الإنسان إلى حب الذل، والضرب على عكس الطبيعة البشرية التي ولدت على حب الاحترام، والتقدير وتعزيز النفس من الإهانة والذل، وعلم النفس يطلق على هذا الشخص بالمازوخي، وهو الذي يتقبل الخضوع للآخرين، بل أنه يفضل البقاء تحت سيطرة وتحكم الأشخاص من حولة، ويرفض تمامًا أن يعامل بآدمية واحترام، لذلك يميل المازوخي إلى التواجد في العلاقات السامة، والمؤذية التي يحكمها أشخاص متسلطين يسعون إلى السلطة .
ويصعب تحديد المازوخي في المواقف الحياتية خاصة عندما يكون الاضطراب طفيف، حيث ينظر الناس إلى التعاملات الحياتية على أنها ضعف في الشخصية، ولكن في العلاقة الجنسية يمكن معرفة المازوخي بشكل واضح، وذلك بسبب سلوكياته الجنسية المتطرفة والشاذة، ومن ضمن هذه السلوكيات هو حب المازوخي للضرب وسماع الشتائم أثناء العلاقة الحميمية، وذلك لأنه يربط المتعة والاستمتاع بالألم .
صفات الرجل الخاضع
في إطار الحديث عن مرض نفسي حب العبودية سنتطرق إلى ذكر صفات الرجل المازوخي أو الخاضع، والذي يعرف بتقبله للضرب والذل والإهانة، وحب العبودية من الأمور المفضلة لدى المازوخي، ومن أبرز صفاته ما يلي:
- مرض نفسي حب العبودية يجعل الرجل الخاضع لا يثار جنسيًا إلا بالعنف والضرب والشتائم .
- يميل إلى إحداث مواقف تعرضه إلى الذل والإهانة من الآخرين .
- لا يقدم على تجربة أشياء جديدة ومختلفة للشعور بالمتعة .
- يرفض المساعدة من الآخرين لرفع الذل والإهانة عنه .
- يشعر بالراحة والفخر لتحمله الألم والذل من الآخرين .
- يرفض إنجاز المسؤوليات والواجبات المطلوبة منه على الرغم من قدرته .
- يتعمد إثارة استفزاز الآخرين ليتعرض إلى السب والضرب .
- ينهي روابطه مع الأشخاص المقربين بدون سبب واضح .
- يعاني من جلد الذات وتأنيب الضمير طوال الوقت .
المازوخية في الإسلام
مع انتشار الأخبار عن حالات الإصابة بالمازوخية، وشكوى الزوجات من سلوكيات الأزواج الشاذة والمتطرفة أثناء العلاقة الجنسية، سنتحدث عن رأي علماء الدين في المازوخية وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي، والذين يؤكدون على أنه أمر غير مستحب ومكروه، وأن الله سبحانه وتعالى حرص على إنهاء العبودية، وعزز من الإنسان ورفع شأنه ومكانته في الأرض، كما أشاروا إلى أنه مرض نفسي وعقلي يحتاج إلى العلاج .
حيث أكد علماء الأزهر على ضرورة عرض الشخص المازوخي على طبيب نفسي، وتقديم كافة سبل المساعدة والدعم للتعافي من مرض نفسي حب العبودية، وفي الحالات المستعصية يشيدون بدور الأهل في اتخاذ قرار العلاج، وإدخال المريض إلى مركز نفسي للعلاج، والاستمرار في تقديم الدعم المعنوي والوجداني للمثابرة على البرنامج العلاجي .
موضوعات ذات صلة: علاج المازوخية الجنسية تعرف عليه بالتفصيل
علاج مرض حب العبودية
الشخص الذي يعاني من مرض نفسي حب العبودية ما هو إلا مريض نفسي، ويحتاج إلى العلاج والمساعدة من الطبيب النفسي، وفي الكثير من الحالات ينصح بدخول المريض إلى مصحة أو مركز نفسي، لذا نقدم لك مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان، والذي أصبح من أفضل المراكز العلاجية في الوطن العربي، وذلك لما يقوم به الأطباء من مجهودات عظيمة في تقديم يد المساعدة للمرضى، وكذلك يمتلكون الخبرة والمهارة العالية في وضع التشخيص الدقيق، وتحديد الآلية العلاجية المطلوبةلا.
خاتمة عن مرض نفسي حب العبودية:
مرض نفسي حب العبودية هو اضطراب يربط النشوة واللذة بالألم، وسبب الإصابة يعود إلى عوامل ومواقف مختلفة يمر بها الإنسان في مراحل حياته، وهناك الكثير من المواقف التي تدل على حب العبودية والخضوع، مثل الرجل الذي يحب معاملته مثل الكلب، ويقبل الضرب والذل والسب من الآخرين، والسلوكيات الجنسية الشاذة المتطرفة من أبرز العلامات التي تشير على الإصابة بمرض حب العبودية .