كثرة حالات الطلاق وعلاقتها بانتشار اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية بين النساء، عندما يتعرض الشخص إلى صدمة عاطفية أو موقف صادم كوفاة شخص مقرب كالأب أو الأم، من الطبيعي أن يمر الشخص بحالة من الضيق والحزن الشديد ولكن يتجاوز ذلك مع مرور الوقت، ولكن من المؤسف أن يعاني بعض الأشخاص من صعوبة تجاوز هذا الموقف، وتستمر فترة الحزن والضيق لفترات طويلة تؤثر على جوانب الحياة المختلفة، وتشخيص هذه الحالة تعرف باضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية، ولمعرفة الأسباب والأعراض وطرق العلاج بشكل مفصل تابع معنا.
ما هو اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية؟
اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية ما هو؟ حالة من الإرهاق والإجهاد النفسي الذي يلي التعرض لمشكلة، أو صدمة نفسية أو موقف صادم كالاعتداء الجنسي أو الجسدي أو المعنوي، أو المواقف الاجتماعية الحادة كالانفصال عن شريك الحياة أو التعرض لحادث سير أو وفاة أحد المقربين من الأهل أو الأصدقاء، والجدير بالذكر أن الأطفال يتعرضون لهذا الاضطراب بسبب تعرضهم للضرب أو العنف الجسدي أو انفصال الأهل، وتظهر عليهم علامات مختلفة كالقلق والانعزال والعنف والعصبية المفرطة وغيرها.
اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية يعني صعوبة زوال المشاعر السلبية التي تنتج عن التعرض لصدمة، أو موقف مؤلم كالحزن والقلق والتوتر ونوبات الذعر والهلع وتوارد الذكريات المؤلمة، وصعوبة تجاوز تلك المشاعر تعني الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ومن هنا يتفرض اللجوء إلى أحد المتخصصين لمساعدتك على تجاوز ما تمر به من صدمات أو مواقف نفسية مؤلمة.
ما هي أسباب الكرب التالي للصدمة النفسية؟
اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية يحتاج إلى العلاج المتخصص تحت إشراف طبيب نفسي، والذي يركز في بداية العلاج على تحديد سبب الاضطراب من خلال التشخيص الدقيق، ذلك يساعد على اختيار البرنامج العلاجي المناسب بناء على احتياجات كل مريض، وإليك أبرز الأسباب التي تزيد من احتمالية إصابتك باضطراب كرب ما بعد الصدمة:
- الإنفصال عن شريك الحياة.
- التعرض إلى حادث سير مروع.
- الاعتداءات الجنسية.
- مشاهدة حوادث القتل أو التعذيب.
- العنف الجسدي.
- الإصابات الخطيرة.
- الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والحرائق وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض المواقف الاجتماعية التي تعد سببًا في إصابة أحد الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة، مثل المشكلات المادية وتراكم الديون أو الإفلاس أو التعرض للخيانة من زميل العمل أو المدير، وبالطبع خطر الإصابة بكرب ما بعد الصدمة يتفاوت من شخص إلى آخر بناء على ردة فعل الشخص تجاه هذه المواقف والصدمات النفسية.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر كرب ما بعد الصدمة النفسية؟
تعرفنا على أسباب اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية، وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر هذا الاضطراب على الإنسان على النحو الآتي:
- تأخر الحصول على الدعم النفسي المتخصص بعد التعرض للصدمة.
- لدى الإنسان تاريخ من الصدمات النفسية والعاطفية أو إيذاء أثناء مرحلة الطفولة.
- كذلك تاريخ من الإصابة باضطراب نفسي مثل القلق أو الاكتئاب.
- تكرار التعرض للصدمات النفسية مثل الحروب.
- تكرار التعرض للضغوطات الحياتية بعد اضطراب ما بعد الصدمة مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
موضوعات ذات صلة: علاج الصدمة النفسية بالأعشاب
علامات الإصابة بكرب ما بعد الصدمة النفسية

انتشار اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية يتطلب زيادة الوعى حول هذا الاضطراب، فالكثير من المصابين يجهلون الأعراض والعلامات التي تظهر بسبب هذا الاضطراب، ومن أبرزها التالي:
- رؤية كوابيس مزعجة ومتكررة لما مر به الشخص.
- الإحساس بالضيق والحزن عند تذكر الموقف الصادم أو الصدمة النفسية.
- استرجاع ذكريات الحادث المأساوي من خلال الذكريات المتكررة.
- شعور بنفس الألم أثناء التعرض إلى الصدمة.
- استمرار المشاعر السلبية كالذنب والغضب والعصبية والعار والخزي.
- الشعور بأعراض نفسية كالقلق والضيق والأرق والخوف وعدم القدرة على التركيز.
- عدم القدرة على تذكر كل الحدث أو جزءًا منها.
الأعراض السابقة دليل على معاناة الشخص من الإجهاد النفسي بعد التعرض صدمة أو موقف صادم، وغالبًا تستمر الأعراض لمدة تصل إلى 3 أشهر أو أكثر من ذلك، ومن المؤسف أن يكون لها تاثير على جوانب الحياة الاجتماعية أو العملية أو العاطفية وغيرها، لذا من المهم سرعة التواصل مع أحد الأطباء المتخصصين.
علاج اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية
اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية ليست حالة من الحزن أو الزعل الذي يمكن تجاوزه بدون مساعدة علاجية، لأن الأعراض التي يعاني منها المصاب باضطراب ما بعد الصدمة النفسية تشل الحياة بشكل عام ليعجز الإنسان عن التعامل بشكل طبيعي، لذلك فريق العلاج المتخصص في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يسير على أحدث برامج العلاج النفسي الذي يصمم وفقًا لاحتياجات الوضع الصحي لكل مريض، ومن أشهر برامج العلاج التالي:
1_ علاج المواجهة المطول
اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية يعالج بشكل أساسي من خلال برنامج المواجهة المطول، بالتركيز على تفادي تلك المشاعر والأفكار والمواقف التي يتذكرها المصاب بسبب الصدمة أو الموقف المؤلم، ذلك ما يساهم في التقليل من مشاعر المريض بالخوف من ذكرياته وتعلم كيف يسيطر على أفكاره ومشاعره حيال الحدث المأساوي، وعلاك المواجهة المُطولة يعتمد على تطبيق 4 عناصر كما يلي:
- التوعية بهذا المرض وسبل علاجه.
- التحدث بشكل مفصل عن تجربة الصدمة.
- التدريب على أسلوب التنفس للتخلص من مشاعر القلق.
- التدريب على التعامل مع المواقف حياتية المرتبطة بالصدمة.
2_ العلاج السلوكي المعرفي
اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية يتميز بمجموعة من المشاعر السلبية والأفكار المضطربة والمزعجة، لذا يطبق برنامج علاجي يستهدف تلك المشاعر بجانب اكتساب بعض المشاعر التي تزيد من استيعاب الصدمة وآثارها بشكل أفضل، وخطوات هذه المعالجة ما يلي:
- مراقبة أفكار المريض ومشاعره وإدراك أثر الصدمة لتغيير نظرة المريض لنفسه ولغيره.
- إعادته مبادئ المريض التي تزعزعت بسبب الحاد الصادم كالشعور بالأمان والثقة بالنفس وتقدير الذات والآخرين.
- تطوير مهارات المريض لمساعدته على تغيير الأفكار الهدامة التي تعيق شفائه.
3_ إبطال التحسس وإعادة المُعالجة بحركات العين
أحد البرامج الحديثة لعلاج اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية هو إبطال التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين، وهي آلية علاجية تجمع بين عناصر طريقتي العلاج بالمواجهة والعلاج المعرفي، بالنركيز على كيفية معالجة الدماغ للمعلومات للحد من ردات الفعل الناتجة عن الصدمة.
بالإضافة إلى ذلك جلسات المعالجة تركز على تحديد الأفكار السلبية المرتبطة بالصدمة، لتغيير ذلك للتفكير الإيجابي وتحريك العين من جانبٍ لآخر بصورة سريعة، ثم التركيز على الصدمة المراد علاجها، كما تستخدم هذه المعالجة على الأصوات والنقر إلى جانب الطرق الأخرى التي تحفز نصفي الدماغ، والتي أثبتت فعاليتها في علاج كرب ما بعد الصدمة.
أدوية علاج اضطراب ما بعد الصدمة
يعالج اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية بالعلاجات النفسية المختلفة بناء على احتياج كل مريض، وبجانب ذلك يتم وصف مجموعة من الأدوية التي تساعد على التخلص من الآثار السلبية لكرب ما بعد الصدمة، من أهمها مضادات الاكتئاب كمثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية، التي توصف بجرعات محددة لتجنب ظهور أي أعراض جانبية.
ومن أشهر أدوية هذه الفئة سيتالوبرام وسيرترالين وفلوكسيتين وباروكسيتين، ودواء زولوفت وباكسيل لعلاج أعراض الاضطراب على المدى الطويل، ذلك بجانب الخضوع إلى جلسات العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي لتحقيق التعافي المطلوب من كرب ما بعد الصدمة، وإذا كنت بحاجة إلى المساعدة لا تردد في التواصل معًا على الفور، ليساعدك فريقنا الطبي على تجاوز ما تمر به من مشاعر سلبية بسبب الصدمة النفسية المؤلمة حتى تتمكن من العودة إلى حياتك السابقة بشكل أفضل وأكثر توازن.