في حقيقة الأمر، فان التوتر والقلق هو شعور بعدم الارتياح حدث بسبب خبرة انفعالية غير سارة أو في حال تلقي الأشخاص الأخبار غير السارة تجعلك في ترقب دائماً أو تشغل تفكيرك، فهو شعور بداخلك في حالة من الضيق الدائم، كما أنه من الممكن أن يشعر البعض بحالة من الخوف الشديد بسبب المخاوف التي لا وجود لها دون التعرف علي أسباب القلق والتوتر.
ما هي نوبات الفزع؟
ينتاب الأشخاص المصابون باضطراب القلق النفسي في الغالب مشاعر من نوبات الفزع، وهي عبارة عن شعور مفاجيء بالخوف الشديد دون أي سبب واضح الذي يصاحبه العديد من الأعراض الجسدية مثل خفقان شديد مع سرعة في معدل ضربات القلب، وحالة من الرجفة، والرعشة، وإحساس بضيق التنفس، والشعور بأن الموت قريب منك، وأن الحياة قاربت على الانتهاء.
وهناك العديد من أعراض نوبة الفزع التي تتمثل فيما يلي:
- الهجمات المتكررة من الخوف الشديد الذي يسيطر علي الأشخاص.
- الشعور بعدم القدرة علي السيطرة علي نوبة الفزع.
- الخوف من الأماكن التي حدثت فيها نوبات الفزع.
- الخوف الشديد من نوبة الفزع المقبلة، ومتي سوف تحدث مرة اخري.

ما هي أسباب القلق والتوتر؟
يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى القلق والتوتر، ومن أهمها:
-
العوامل الوراثية
يتعرض العديد من الأشخاص للإصابة بهذا الشعور نتيجة وجود سوابق، وتاريخ مرضي لدى الأسرة مع الإصابة بالمرض.
فحينما يكون لديك أحد أفراد الأسرة وقد أُصيب بهذا المرض، فأنت من الأناس الأكثر عُرضة للإصابة به، ومن هنا فإن الجينات لها دور كبير في إصابة الأشخاص بالاضطراب، ونقل العرض لك.
-
صدمات الطفولة
وفي إطار الحديث عن أسباب القلق والتوتر، فإن تعرض الأشخاص للعديد من الصدمات أثناء الطفولة، إذ أثبتت الدراسات أن أساليب النشأة الخاطئة، وغير السوية قد تعرض الأشخاص إلى الإصابة بالمرض.
تؤثر مشاكل الطفولة تأثيراً سلبياً علي الفرد البلوغ، وتؤدي الى الإصابة بالمرض، وعليك أن تعلم أن أهم الأحداث التي مرت عليك في حياتك في مرحلة الصغر خاصةً الأحداث الشديدة التي لا يمكن نسيانها، لا بد من التعامل معها بصورة صحيحة حتي لا تتعرض إلى حالة من القلق والتوتر.
اقرأ أيضاً
-
ضغط الحياة اليومية
المعاناة التي يعيشها الأشخاص بسبب الضغوطات الحياتية، ومواقف الحياة العصيبة من أهم الطرق التي تؤدي بصورة مباشرة إلى إصابتهم بالقلق والتوتر، فحين تستسلم إلى تلك الأمور فأنت في مرمي الإصابة بمرض القلق، والتوتر النفسي.
ويؤدي هذا الضغط اليومي إلى تغيير توازن الناقلات العصبية التي تتحكم في المزاج، ويساهم في ظهور اضطراب القلق.
وعليك المواجهة في كل وقت بكل قوتك، واللجوء الى الحلول المناسبة دون أن تؤذي نفسك أو تجعل نفسك عُرضة للإصابة بهذا الأمر.
-
التفكك الأسري
يُعد التفكك الأسري من أكبر أسباب القلق والتوتر، فهناك العديد من العوامل التي تساعد على إصابة الأشخاص بالمرض، فليس هناك شيء أسوأ من التفكك الأسري، وما يقدمه من أضرار ، واضطرابات نفسية حتي تشعر بأنك على مشارف الإصابة بالمرض.
-
الضعف النفسي
تُعد المعاناة من حالة الضعف النفسي العام من أخطر الأعمال التي قد تصيبك بهذا المرض، ومن هنا فعليك تقدير الأمور تقديراً منطقياً، وعليك الابتعاد عن تلك المشاعر.
وهناك أيضاً العديد من أسباب القلق والتوتر التي تؤثر عليك سريعاً، فكل ما يعطلك عن التحصيل الدراسي أو أداء المهام اليومية يصيب بشكل تلقائي بحالة من التوتر والقلق.
-
الصدمات النفسية
إن الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأشخاص في حياتهم من الأشياء التي لها تأثير كبير علي الصحة النفسية لدى العديد من الأشخاص.
وهناك أيضاً المشاعر التي تهيمن على أولئك الأشخاص من الخوف من الظروف المحيطة بهم، وقد يكون الشعور غير المبرر، إلا أنه في حالات الضعف النفسي قد يتطور الأمر تطوراً كبيراً.
-
كثرة التفكير
يُعد التفكير بشكل زائد عن الحد من أكبر أسباب القلق والتوتر، فحينما تكون في صراعات بين الطموحات وبين ما تواجهه في الحياة العامة، وهذا يخلق جو مناسب للإصابة بالتوتر والقلق النفسي.
اقرأ أيضاً
-
العزلة الاجتماعية
إن الأفراد الذين يعانون من العزلة الاجتماعية أو الشعور بالوحدة غالباً ما يكون لديهم علاقات اجتماعية قليلة مقارنةً بأولئك الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية إيجابية. ويمكن أن تؤدي هذه العزلة الاجتماعية إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين أو تكوين صداقات جديدة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الشعور بالرفض، وانعدام الأمان.
وقد يؤدي الشعور بالوحدة إلى تقييم سلبي للذات، ومشاعر بعدم الكفاءة، مما يزيد من الشعور بالقلق، وعلى الرغم من أن أي شخص يمكن أن يشعر بالوحدة، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الشعور بالوحدة الشديدة والمستمرة التي قد تؤثر على صحتنا النفسية، وتزيد أحياناً من مستوى القلق، وتشمل هذه العوامل:
- وفاة من نحبهم.
- العزوبية.
- البطالة.
- العيش وحيداً.
- المعاناة من حالة صحية طويلة الأمد أو إعاقة.
- الفئة العمرية بين 16 و24 عاماً.
- أن يكون الشخص مسؤولًا عن رعاية شخص آخر.
- الانتماء إلى مجتمع من الأقلية.
-
الاختلالات الكيميائية
تلعب عدة نواقل عصبية، وهرمونات دوراً كبيراً في أسباب القلق والتوتر، بما في ذلك النورإبينفرين، والسيروتونين، والدوبامين، وحمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) التي قد تساهم في إحداث خلل في توازن هذه المواد الكيميائية في الإصابة باضطرابات القلق؛ لتكون بذلك أهم أسباب القلق والتوتر.
-
التغيرات الدماغية
تلعب اللوزة الدماغية (Amygdala) دوراً أساسياً في التحكم في مشاعر الخوف، والقلق، وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق لديهم نشاط زائد في اللوزة الدماغية؛ استجابةً لمحفزات القلق.
كيف تشخص القلق؟
إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب القلق، فعليك زيارة طبيب نفسي الذي سيبدأ بإجراء تقييم طبي يتضمن فحصاً جسدياً، وسؤالاً عن تاريخك الطبي، والأدوية التي تتناولها، وما إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالقلق.
ولا توجد فحوصات دم أو صور إشعاعية يمكنها تشخيص اضطرابات القلق مباشرةً. ورغم ذلك، قد يطلب الطبيب بعض هذه الفحوصات لاستبعاد أي أسباب عضوية محتملة للأعراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
وإذا لم يُعثر على سبب عضوي، عندها يبدأ العلاج النفسي على الفور، إذ يجري الطبيب النفسي مقابلة أو استبيان، يطرح فيه أسئلة حول الأعراض، وعادات النوم، وأنماط السلوك الأخرى.
ويعتمد في التشخيص على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
عادةً ما يعتمد التشخيص على:
- الأعراض التي تحدثت عنها، بما في ذلك شدتها ومدة استمرارها.
- كيفية تأثير الأعراض على حياتك اليومية.
- ملاحظة الطبيب النفسي لسلوكك، وطريقة تعاملك أثناء الفحص.
أسباب القلق والتوتر | العلاج
اضطراب القلق هو حالة صحية تحتاج إلى علاج مثل أي حالة صحية أخرى، لا يمكنك التخلص منه بالإرادة فقط، فهو ليس مسألة انضباط ذاتي. ولقد أحرز الباحثون تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية في علاج الحالات النفسية.
سيقوم الطبيب النفسي بوضع خطة علاجية تناسبك، وقد تشمل هذه الخطة مزيجاً من العلاج الدوائي، والعلاج النفسي.
-
الأدوية لعلاج اضطرابات القلق
لا يمكن للأدوية أن تشفي اضطرابات القلق بشكل نهائي، لكنها يمكن أن تحسّن الأعراض، وتساعدك على التأقلم بشكل أفضل، وغالباً ما تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق ما يلي:
-
مضادات الاكتئاب
على الرغم من استخدامها لعلاج الاكتئاب، إلا أنها تساعد في علاج اضطرابات القلق، وتعمل هذه الأدوية على تعديل كيفية استخدام بعض المواد الكيميائية؛ لتحسين المزاج، وتقليل التوتر.
قد تستغرق مضادات الاكتئاب بعض الوقت لتبدأ مفعولها، لذا حاول التحلي بالصبر، ويُعد كل من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs) الخيار الأول لعلاج أسباب القلق والتوتر.
كما تُعد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات خيارًا آخر، لكنها قد تسبب المزيد من الآثار الجانبية.
-
البنزوديازيبينات
قد تقلل هذه الفئة من الأدوية من القلق، ونوبات الهلع، والشعور بالقلق المستمر، وتعمل بسرعة، لكن يمكن للجسم أن يطوّر تحملاً لها مع الوقت.
كما قد تسبب الإدمان، لذا يجب تناولها بحذر، وقد يصف لك الطبيب النفسي البنزوديازيبين لفترة قصيرة، ثم يقلل الجرعة تدريجياً.
وتشمل البنزوديازيبينات المستخدمة في علاج اضطرابات القلق:
- ألبرازولام.
- كلونازيبام.
- ديازيبام.
- لورازيبام.
-
حاصرات بيتا
تساعد هذه الأدوية في تقليل بعض الأعراض العضوية المرتبطة باضطرابات القلق، مثل تسارع ضربات القلب، والارتجاف، والرعشة. لكنها لا تعالج الجوانب النفسية الخاصة بأسباب القلق والتوتر.
-
العلاج النفسي لاضطرابات القلق
“العلاج النفسي” هو مصطلح يشمل مجموعة من التقنيات العلاجية التي تهدف إلى مساعدة المريض في التعرف على المشاعر، والأفكار، والسلوكيات غير الصحية وتغييرها.
ويناقش الطبيب النفسي مع المريض استراتيجيات تساعده على فهم أسباب القلق والتوتر بشكل أفضل، وإدارته، وتشمل الأساليب المستخدمة:
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يُعد هذا أكثر أنواع العلاج النفسي شيوعاً لعلاج اضطرابات القلق، ويساعد العلاج السلوكي المعرفي على التعرف على أنماط التفكير، والسلوك التي تؤدي إلى مشاعر القلق، ثم تعمل على تغيير هذه الأفكار، وطريقة استجابته للمواقف المثيرة للقلق.
-
علاج التعرض (Exposure Therapy)
في هذا النوع من العلاج، يقوم الطبيب النفسي بخلق بيئة آمنة تعرض المريض تدريجياً لمصادر خوفه سواء كانت أشياء أو مواقف أو أنشطة.
ويساعده هذا النوع من العلاج على اكتشاف أنه قادر على مواجهة مخاوفه، كما يتعلم ربط معتقدات جديدة، وأكثر واقعية بتلك الأشياء التي يخاف منها، وتصبح أكثر ارتياحاً مع تجربة الخوف نفسها.
كيفية الوقاية من أسباب القلق والتوتر
حاليًا، لا توجد طريقة معروفة للوقاية من اضطرابات القلق، ورغم ذلك، يمكن تقليل العديد من المشكلات المرتبطة بها من خلال العلاج، وطلب المساعدة عند ظهور الأعراض فوراً قد يساعد في تقليل تأثيرها على حياتك.
الخلاصة
لست مضطراً للعيش مع أسباب القلق والتوتر المستمرين، إذا لاحظت أعراضها، تحدث مع طبيبك، فمن الأفضل الحصول على التشخيص، والعلاج في أسرع وقت ممكن؛ لتقليل المشكلات التي قد تسببها اضطرابات القلق، ففي كثير من الحالات قد يساعد الجمع بين الأدوية، والعلاج النفسي في تحسين الحالة، والشعور بأنك أفضل.
المصادر