قصص نجاح مدمنين متعافين والحديث عنهم من أهم سُبل الدعم النفسي للمدمنين وخصوصًا أن ذكر هذه القصص يؤثر عليهم نفسيًا ومعنويًا ويجعلهم أكثر شغفًا لإستكمال العلاج والتعافي التام من الإدمان سواء كان إدمان مادة مخدرة أو غيرها من أنواع الإدمان المختلفة.
كما أن ذكرنا لقصص نجاح مدمنين متعافين يمنع المدمن من الوقوع أيضًا في الإنتكاس بعد التعافي من الإدمان؛ لأن هذه القصص تبعث روح الإرادة والعزيمة لدى المدمن وتجعله مُقدِمًا بشكل أكبر على التعافي التام من الإدمان.
وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على كيفية التعافي من الإدمان وتقوية الروح المعنوية لدى المدمنين من خلال قصص نجاح مدمنين متعافين وسنذكر أمثلة لهذه القصص فتابعونا.
خطوات التعافي والعلاج من الإدمان وعلاقتها بقصص نجاح مدمنين متعافين
قبل الخوض في الحديث عن قصص نجاح مدمنين متعافين يجب لفت الإنتباه أولًا إلى مراحل التعافي التام من الإدمان والتي تشمل المراحل الآتية:
أولًا: مرحلة التقييم والتشخيص.
يتم في هذه المرحلة تشخيص حالة المدمن بشكل دقيق وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة مرحلة الإدمان التي وصل إليها المدمن، وكمية المخدر الموجودة في الدم وفي أجزاء الجسم بشكل عام، وقبل كل هذا يتم تأهيل المدمن نفسيًا للبدء في العلاج ومحاولة إقناع المدمن بضرورة الخوض في العلاج لكي يستعيد حياته الطبيعية كما كانت.
ثانيًا: مرحلة سحب السموم والسيطرة على أعراض الإنسحاب.
وبعد الإنتهاء من مرحلة التقييم والتشخيص، يتم البدء في مرحلة سحب السموم وهي المرحلة الأصعب في علاج إدمان أي مخدر؛ حيث يتم فيها الوصول لذروة أعراض الانسحاب، ولكن يقوم الفريق الطبي بتسهيل هذه المرحلة على المدمن وذلك لكي يتم ازالة المخدر من الجسم تمامًا، ويتم ذلك عن طريق:
- تقديم الرعاية الطبية للمدمن على مدار 24 ساعة.
- توفير سُبل الراحة والأمان للمدمن والمحافظة على سلامته.
- توفير بيئة خالية تمامًا من المخدر.
- تقديم العلاج الدوائي عند الحاجة إليه مثل مضادات الاكتئاب ومسكنات الألم وغيرها؛ وذلك لتخفيف أعراض الانسحاب والسيطرة عليها.
ومن أهم أعراض الإنسحاب التي تصيب المدمن في هذه المرحلة ما يلي:
- اضطرابات مزاجية شديدة.
- اكتئاب حاد.
- سيطرة الكثير من الأفكار الانتحارية.
- ظهور متلازمة البارانويا.
- سرعة نبضات القلب.
- الهلاوس البصرية والسمعية.
- رعشة في الأطراف.
- الصداع المزمن.
ثالثًا: مرحلة العلاج النفسي والسلوكي.
والتي يتم فيها استخدام تقنيات متعددة لعلاج المدمن نفسيًا وسلوكيًا ووضع جلسات علاج فردية أو جماعية لمساعدة المدمن في تحسين حالته النفسية، كما يعتمد العلاج السلوكي أيضًا على تغيير سلوكيات المدمن السلبية ومحاولة ترسيخ أفكار وسلوكيات إيجابية وتوطيد علاقة المدمن بمن حوله من أهل أو أصدقاء؛ لكي يقوموا بمساعدته عن طريق تقديم الدعم النفسي لاستكمال مراحل العلاج وصولًا للتعافي من الإدمان بشكل تام.
رابعًا: مرحلة إعادة التأهيل لمنع حدوث الانتكاس:
يتعرض الكثير من المدمنين إلى حدوث انتكاس أثناء فترة التعافي من الإدمان، ومن أهم الطرق الوقائية لتفادي حدوث الانتكاس ما يلي:
- الابتعاد عن الأشخاص والأماكن التي يمكنها أن تحفز على الرجوع للإدمان مرة أخرى.
- المتابعة المستمرة لجلسات العلاج النفسي الفردية والجماعية.
- ممارسة الرياضة.
- محاولة التقرب من أفراد العائلة والمشاركة في المناسبات والتجمعات العائلية.
- محاولة التخطيط الجيد للمستقبل.
ومن أهم وسائل الدعم النفسي التي تُقدم للمدمن خلال مروره بهذه المراحل هي أن نحكي له عن قصص نجاح مدمنين متعافين لبعث روح الإرادة والعزيمة داخله لإستكمال مراحل العلاج من الإدمان.
وفي الفقرات التالية سوف نقوم بذكر قصص نجاح مدمنين متعافين استطاعوا بالعزيمة والإرادة التغلب على الإدمان والوصول لأعلى المناصب.
اقرأ أيضًا: شخصية المدمن وكيف وقع في الادمان تعرف علي الفخ !
بوب ويليامسون من مدمن مخدرات إلى أنجح رجل أعمال في العالم
عند ذكر قصص نجاح مدمنين متعافين فيجب الحديث عن قصة نجاح بوب ويليامسون الرجل الذي وجد الأمل فألهم الكثير من البشر عدم اليأس والاستمرار مهما حدث في الحياة من درجات الفشل والإخفاق.
مرت حياته بالكثير من المراحل المتنوعة بين الضياع والفشل والتطور والنجاح أيضًا والتي سنذكرها فيما يلي:
مرحلة الضياع
بدأ بوب في تعاطي الخمر في العاشرة من عمره وأصبح مدمنًا للخمر في الثانية عشر من عمره وتعرف على بعض أصدقاء السوء الذين ساقوه إلى إدمان الحشيش والبانجو في نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية، وبعد ذلك أصبح مدمنًا للهيروين ممأ ادي لفصله تمامًا من المدرسة بسبب سوء أخلاقه وتصرفاته، ومن ثم اصبح شريدًا في بلاده بدون مأوى أو عمل واضطر وقتها إلى العمل كعامل نظافة في أحد الشركات براتب 15 دولار في الاسبوع.
ثم ترك ولايته التي وُلد بها ووذهب لولاية أخرى ليبحث عن عمل يعطيع راتبًا أعلى لكي يمكنه شراء المخدرات والتعاطي عليها، وفي الرابعة والعشرين من عمره تعرض لحادث سيارة ضخم أدى لدخوله المستشفى وتعرضه للعديد من الكسور بجانب تعاطيه للمخدرات.
مرحلة التعلم والتطور.
وبعد مرور 6 أشهر قضاها في المستشفى وقف مع نفسه وقفة وقال لنفسه “إما أن أنتحر كما فعل أصدقائي أو أن أغير مجرى حياتي بالكامل” وكان القرار بأنه سيتعلم من تجربته السابقة.
فأخذ القرار بأن يبحث عن أي عمل، واشتغل في مصنع معلبات يلزق الاستيكر على العلب، وقال لصاحب العمل: إنه لا يريد أن يعمل الـ(9) ساعات فقط بل يريد العمل طوال اليوم، فأصبح أول واحد يذهب للعمل وآخر واحد يتركه. حتى حصل في سنة واحدة على (8) ترقيات بسبب مجهوده وإخلاصه وتركيزه وحبه للعمل.
وبعد ذلك شعر أن من حقه أن يرتقي بنفسه أكثر، فبدأ بالبحث عن شركة أكبر يطور بها من نفسه فعمل بشركة دهانات لطلاء الدهانات وكان يتفانى في العمل في هذه الشركة أيضًا، ثم زاد طموحه فأراد أن يصبح صاحب شركة، حيث قال: إن لديه قدرات يجب أن يستغلها، فاستلف ألف دولار وبدأ يشتري ألوانًا ويعمل منها تركيبات جديدة وينتج منها لونًا جديدًا. فأنتج ألوانًا غير موجودة بالسوق وقتها، وبدأ يعرض تلك الألوان على الرسامين والفنانين وعلى مطابع الكتب وشركات العربيات التي تدهن العربيات. وبعد ذلك أراد أن يكون له شركة، وبالفعل أسس شركة (Poster Paint System) ومن هنا بدأ النجاح.
قام بافتتاح الشركة واستأجر شابين خريجَيْن جديدًا متخصصَيْن في الكمبيوتر، ليصمّما له برنامجًا بسيطًا جدًّا لرَصْد الواردات والصادرات وما يوجد بالمخازن، وبعد مرور العديد من السنوات أخذ قرارًا سنة (86) بأن يدخل البورصة بشركته لكي تكبر أكثر وتكون وسط الشركات الكبرى.
مرحلة الإفلاس والنهوض مرة أخرى.
طلب من محاسبه تقريرًا عن وضع الشركة المادي، فإذا به يكتشف أن محاسبه رجلٌ مختلس ونصاب، ولم يدرك ذلك لأنه كان مشغولًا في اختراع الألوان الجديدة، وكان مشغولًا في علاقته مع العملاء ولم يركز في ما يفعله المحاسب، حيث كان يقدم له تقارير بنكية مزورة. فلجأ للمحامي لحل تلك المشكلة ولكن قال له المحامي يجب أن تعترف بإفلاسك. ثم قال لنفسه أمامي قراران: إما أن أنتحر بعدما أفلست، أو أن أبدأ من جديد وأتعلم من خطئي وأركز بعد ذلك على كل تفصيلة في الشركة. فقرر أن يذهب للعملاء المديون لهم، وطلب منهم أن يعطوه مهله، وسيخبرهم بتقرير أسبوعي عن صادرات وواردات الشركة حتى يطمئنوا، فوافقوا على ذلك وبالفعل سدد ديونه.
مرحلة النجاح
أدرك أنه لن يكن قادر على أن يكبر بالشركة مرة أخرى بعد ما حدث، فتذكر البرنامج الذي صنعه الشابان وقال “إن تلك البرامج ليست رخيصة إذا أراد أحد الحصول عليها” فقرّر أن يأخذ ذلك البرنامج ويبيعه للمحلات الصغيرة والمدراس بسعر أرخص، فاشتراه بالفعل العديد من المدارس، ثم أخذ البرنامج وعرضه على العديد من المستشفيات التي ليس لديها هذا البرنامج وتبيع الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبعدما حصل على الكثير من المال عمل على تأسيس شركة (Horizon Software International) فبدأ بالبيع للجيش الأمريكي والمستشفيات الكبرى والجامعات الكبيرة والمدارس الضخمة، وتمكّن من تحقيق الكثير من النجاحات بل وأصبح واحدًا من أثرياء العالم.
موضوعات ذات صلة: قصة عن المخدرات و قصص مدمنين متعافين قصيرة
الخلاصة:
إن التعافي التام من الإدمان يلزم سماع العديد من قصص نجاح مدمنين متعافين من الإدمان لكية يقوي روح العزيمة والإرادة لدى المدمنين خلال مرورهم بمراحل العلاج من الإدمان، وبوب ويليامسون مثال حي وصريح للتحول التام من مدمن للكثير من أنواع المواد المخدرة لصاحب أكبر شركة برمجيات في العالم وأنجح رجل أعمال في العالم.