صغار اليوم هم رجال الغد لذا عند البحث عن مدمرات شخصية الطفل والمراهق فإننا وبالتأكيد نساعدهم ونساعد أنفسنا في إخراج أجيال قادرة على مواجهة كافة التحديات ومُشكلات الحياة المُختلفة، وأهم شيئًا يجب أن نقدمه لهم هو تربيتهم ليكونوا أسوياء نفسيًا، ولكي ننجح في تحقيق هذا، يجب أن نعرف بالتحديد ما الذي يجب علينا الامتناع عن فعله تجاه أطفالنا في مراحل حياتهم المُختلفة.
كل من مرحلة الطفولة والمراهقة من المراحل حساسة في حياة الإنسان، حيث تتشكل فيها شخصيته وتتأثر بالعديد من العوامل المحيطة به، ومن بين هذه العوامل مدمرات شخصية الطفل والمراهق التي يمكن أن تؤثر سلبًا على نمو الشخصية وتشكيلها بشكل غير صحيح، مثل التعذيب النفسي، والإهانات، والإساءة إلى الثقة بالنفس، وغيرها من الممارسات الضارة.
ونظرًا لأن هناك العديد من أولياء الأمور مُغيبون تمامًا عن أكثر الأمور مدمرة لشخصية الطفل والمراهق، سوف يكون هذا الموضوع بمثابة دليل توعية لهم لتجنب مدمرات شخصية الطفل والمراهق في أسلوب تربيتهم لأبنائهم.
تعرف على مُدمرات شخصية الطفل والمراهق
تتسبب مدمرات شخصية الطفل والمراهق في تأثيرات سلبية دائمة على حياتهم الاجتماعية والنفسية، حيث يمكن أن تؤدي إلى التعرض للاضطرابات النفسية والعاطفية والمشاكل الاجتماعية، وقد تشمل هذه المدمرات التالي:
- الاستباحة الجسدية والعاطفية.
- الدلال المفرط.
- التنمر.
- الإهمال والتعرض للعنف الأسري.
وتعد مدمرات شخصية الطفل والمراهق السابقة من المعاملات غير الصحية، التي يمكن أن تساهم في تشجيع سلوكيات سيئة وتخلل الصداقات العدوانية والتحرش الجنسي ما بين رفاقهم بالمدرسة.
وبالتالي، فإن من الضروري توفير الدعم النفسي اللازم للفتيان والفتيات الذين يعانون من هذه القضايا
في مجتمعاتهم، ومن خلال الفقرات القادمة سوف نتحدث بالتفصيل عن مدمرات شخصية الطفل والمراهق وآثارها السلبية على الطفل والمراهق ومن ثم على المجتمع بأكمله.
الاستباحة الجسدية والعاطفية من اكثر ما يدمر الطفل
تعتبر الاستباحة الجسدية للأطفال والمراهقين من أخطر الجرائم التي يتعرضون لها، وفي الواقع فإن هذا النوع من الاعتداء يترك بالطبع آثارًا سلبية على صحة الأطفال والمراهقين على المستوى النفسي والجسدي.
وهناك نوعان من الاستباحة الجسدية التي يتعرض لها الطفل والمراهق هما:
- الضرب والعنف.
- الإساءة والتحرش الجنسي.
الآثار السلبية للضرب والعنف على الأطفال والمراهقين
أولاً وقبل كل شيء، فإن الاستباحة الجسدية بالضرب والعنف تسبب الكثير من الألم والأذى الجسدي للأطفال والمراهقين، كما تتسبب في تعرضهم لإصابات جسدية مثل الكدمات والجروح والكسور، بالإضافة إلى إحداث أضرار جسدية دائمة مثل التشوهات الجسدية.
ثانياً، تؤثر الاستباحة الجسدية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بشكل كبير، فهي تتسبب في الكثير من المشكلات النفسية مثل:
- الاكتئاب.
- القلق.
- العدوانية.
- عدم الثقة بالنفس.
- فقدان الثقة بالآخرين.
- بالإضافة إلى إصابة الأطفال والمراهقين بحالات مرضية في نفس الوقت.
كما يمكن أن يُسهم الضرب والعنف في إحداث تغييرات كبيرة في سلوك الأطفال والمراهقين، ولا يُغير سلوكهم إلا إلى الأسوأ كما يُغير من وظائف المخ الطبيعية.
ويؤثر على قدراتهم الاجتماعية والمهارات التي تتعلق بالتواصل والتفاعل الاجتماعي، وتجعلهم يتجنبون الاستمتاع بأنشطة كانوا يستمتعون بها في السابق.
الآثار السلبية للتحرش والإساءة الجنسية على الأطفال
يعد الاعتداء الجنسي من أشد مدمرات شخصية الطفل والمراهق، وعلى الرغم من أن هناك اختلافًا في تأثير الاعتداء الجنسي من طفل لآخر يتعمد على درجة صمود وشجاعة الأطفال في مواجهة الإساءة، إلا أنه غالبًا ما يترك تأثيرات سلبية كبيرة على النمو الجسدي والنفسي للمراهق خاصًة إذا كانت الإساءة من شخص موثوق به لحمايته ورعايته، فنجد أنه من بين التأثيرات الشائعة للاعتداء الجنسي على الأطفال مايلي:
- تغير في سلوكهم: قد يصبح سلوك الطفل المصاب بالإساءة الجنسية أكثر عدائية أو هجومية، كما تُسيطر عليهم مشاعر الإحباط في حياتهم سواء على المستوى الدراسي أو الاجتماعي.
- اضطرابات نفسية: يعاني الأطفال المعرضون للاعتداء الجنسي من اضطرابات نفسية شديدة، مثل القلق والاكتئاب والخوف والانزواء، كما يظهرون سلوكًا غير ملائم في التصرف مع الآخرين.
- اضطرابات جسدية: قد تظهر بعض المشكلات الصحية بشكل مبكر في حالة تعرض طفل للاعتداء الجنسي، مثل صداع شديد، آلام في المعدة، التبول على نحو غير طبيعي، إضافة إلى التغيرات في نمط نومهم.
- صورة ذاتية سيئة: وهو من أبرز مظاهر مدمرات شخصية الطفل والمراهق، حيث يستقبل هؤلاء الأطفال والمراهقون صورة سلبية سيئة عن أنفسهم وذات تقدير منخفض جدًّا، كذلك قد يصابون بالخجل الشديد ويتجهون إلى الانسحاب والانعزال وعدم الاختلاط بالآخرين.
- السلوك الجنسي: بعض الأطفال قد يتخذون من تلك التجربة جوانب في الرسومات والألعاب والتخيلات، وربما يحاولون مشاركة هذا السلوك وتجربته مع رفاقه بالمدرسة.
وبناءً على ما سبق، فإن الاستباحة الجسدية تعد من أخطر أنواع جرائم و مدمرات شخصية الطفل والمراهق التي تتسبب في آثار سلبية على الطفل والمراهق ولقد أظهرت الأبحاث أيضًا أن الاستباحة الجسدية تزيد من احتمالية تعرض الأطفال والمراهقين للمشاكل الأخرى مثل سوء التغذية والإدمان والسلوكيات العدوانية.
ولذلك، فإن الحفاظ على سلامة الأطفال والمراهقين وحمايتهم من هذا النوع من الاعتداءات يعتبر أمرًا ضروريًا وملحًا.
أقرأ أيضا عن: اختبار تحديد ميول الشخصية
تأثير الدلال المفرط على تكوين الشخصية
التدليل هو القيام بأشياء ومهام لأطفالنا يستطيعون هم فعلها لأنفسهم تمامًا لذا هو من مدمرات شخصية الطفل والمراهق التي تؤثر على شخصيتهم بشكل سلبي، حيث يصبح الطفل ضعيفًا وعرضه للإصابة بالقلق وعدم الثقة بالنفس وعدم الاستقلالية، مما يؤثر على حياته الاجتماعية والعاطفية.
كما يؤدي الدلال المفرط إلى إفساد بناء الطفل والمراهق، حيث يتعرض لضرر فيما يتعلق ببناء الشخصية والثقافة العامة، وقد يؤدي إلى الاستحواذ على الأشياء بشكل غير مفهوم في مرحلة البلوغ، كما يعتقدون بأن الآخرين يجب أن يفعلوا كل شيء من أجلهم.
يظهر الأطفال والمراهقون الذين يتعرضون للتدليل المفرط أيضًا بالشعور بعدم القدرة على إتمام الأشياء بشكل جيد أو الانخراط في العلاقات الاجتماعية بسبب عدم الثقة في تقدير قيمتهم في المجتمع، كما يقدم الطفل المدلل مطالب غير ضرورية والعيش خارج نطاق المستوى المادي للأسرة.
كيف ننمي شخصية الطفل نفسيا؟
لذا يجب على أولياء الأمور تجنب الدلال المفرط على الأطفال والمراهقين، والمحاولة لتحقيق التوازن في تطورهم النفسي والعاطفي، فمثلا يمكن للوالدين أن يعد هدية لطفلة مقابل تأديتهم أداء ممتازً وتحقيق أعلى الدرجات في دراستهم، فهذا يعد وسيلة من الوسائل الإيجابية للتشجيع.
كما يجب أن يكون هناك مزيج رائع من الثواب والعقاب حتى يتحقق الإنضباط الفعلي، فالحب والإنضباط وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصلهما أثناء تربية الطفل.
قد يهمك الاطلاع على مزيد من المعلومات حول: أنواع اضطراب الشخصية
تأثير التنمر على بناء شخصية الطفل والمراهق
كيف تدمر شخصية الطفل؟ بالتنمر، يعد التنمر مشكلة شائعة في المجتمع، وتحديدًا بين الأطفال والمراهقين، ويمكن أن يؤثر بشكل سلبي على شخصيتهم ونموهم النفسي والاجتماعي، ويحدث ذلك كالتالي:
- يؤدي التنمر إلى شعور الطفل أو المراهق بالخجل وعدم الثقة بالنفس ويعتقدون بأنهم فاشلين ويشعرون بالاكتئاب والانعزالية ويجدون صعوبة في بناء علاقات جديدة، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة الميل إلى السلوك العدواني والتصرفات العدائية فقد ينغمس الطفل في أعمال إجرامية.
- كما أن التنمر يمكن أن يؤثر على أدائهم الأكاديمي والتعليمي، إذ أن الطفل المتعرض للتنمر يضعف أدائه في الدراسة ويفقد القدرة على التركيز وقد يفقد الاهتمام والميل للتعلم ويشعر بالخوف والتردد من الذهاب إلى المدرسة.
- التنمر ينقل حق الطفل والمراهق في الحرية والخصوصية والأمن والكرامة، فإنه يتسبب في ضرر لا رجعة فيه
منذ أن أصبح التنمر من المشكلات الشائعة وضمن قائمة مدمرات شخصية الطفل والمراهق، يجب على المدارس وكافة المؤسسات التعليمية تحديد المتنمرين واتخاذ إجراءات صارمة ضدهم، كما يجب على الآباء والمعلمين والمجتمع بأسره العمل على توعية الأطفال والمراهقين بأهمية التعاطف واحترام الآخرين وعدم التمييز بينهم، ومنحهم الدعم النفسي الكافي لينموا بصحة نفسية جيدة.
تأثير الإهمال والعنف الأسري على الطفل والمراهق
يعد الإهمال والعنف الأسري من مدمرات شخصية الطفل والمراهق الأكثر تأثيرًا، حيث يتعرض الطفل للإهمال النفسي والجسدي والعاطفي، وقد يتعرض للضرب والتعذيب من قبل أفراد عائلته.
وتؤدي هذه الظواهر إلى تدهور صحة الطفل بشكل كبير، حيث يصاب بالأمراض المزمنة مثل اضطرابات نوم، ضغط دم مرتفع، صداع مستمر، قصور في الجهاز التنفسي، وقد يصاب بأمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب.
وترتب على ذلك تدهور أدائه المدرسي وانخفاض درجاته في المدارس، كما يؤدي إلى انخفاض ثقته بنفسه وزيادة شعوره بالانطواء.
ولذلك فإن من المهم جدًا توعية أولياء الأمور بأهمية حقوق الطفولة وحماية الأطفال من التعامل غير المناسب معهم، كما يجب على المجتمع بشكل عام أن يحارب هذه المشكلة من خلال تشديد قوانين حقوق الطفل.
خلاصة الموضوع
مدمرات شخصية الطفل والمراهق لا بد من أن تؤخذ بعين الإعتبار أثناء تربية الطفل سواء في المنزل أو المدرسة، ويجب أن نتذكر دائمًا أن الأطفال هم مستقبلنا وأساس بناء مجتمعاتنا، لذلك يجب علينا حمايتهم وتوفير البيئة المثالية لتطويرهم ونموهم الصحيح.
فإذا وُجدت مدمرات شخصية الطفل والمراهق، فعلى المجتمع بأسره أن يعمل على تقليل تأثيرها وإزالة العوامل التي تؤدي إليها، ولا يجب نسان أن الأسرة هي المسؤولة الأولى عن حماية أطفالها وتوفير بيئة صحية لهم، لذلك يجب على كل فرد في المجتمع المشاركة في دعم الأسرة وتقديم المساندة لها في مواجهة التحديات التي قد تواجهها.