هل يمكن علاج الفصام نهائياً من المواضيع التي علينا أن نضعها نصب أعيننا في ظل معاناة ما يزيد عن 1% من السكان من الإضطراب الفصامي , مع وجود الكثير من المفاهيم المغلوطة حول المرض حتي اعتقد الكثير أنه لا يمكن الشفاء من الفصام نهائياً ولا يسع في طريق التعافي ,ومن هنا كان تسليط الضوء علي مفاهيم مغلوطة حول مرض الفصام لتصحيحها وهذا دورنا في المصحات النفسية .
سنتعرف من خلال هذا الموضوع عن العديد من مفاهيم مغلوطة حول مرض الفصام والصورة التي أخذناها من خلال الأفلام والسينما، والتي جعلتنا نسير في طرق وهمية من أجل علاج الفصام واجابة سؤال هل يمكن علاج الفصام نهائياً .
ولكننا سنصحح المفاهيم فإننا نصبو إلى خلق مجتمع خال من الاضطرابات النفسية وإعادة الأفراد إلى ممارسة الحياة من جديد بعيداً عن المعاناة الشديدة من الاضطراب الذهاني من أقوى وأصعب الاضطرابات الذهانية وأكثرها إصابة للأفراد، ولذا لاقت اهتماماً من قبل كافة خبراء الطب النفسي في العالم.
ما هي الصعوبات التي يواجهها مرضي الفصام؟
قبل الإجابة عن سؤالنا ماهل يمكن علاج الفصام نهائياً والحديث عن مفاهيم مغلوطة حول مرض الفصام ؟ فهناك العديد من المصاعب والصعوبات التي يواجهها مرضي الفصام بل مرضي الذهان بشكل عام، والتي تتمثل فيما يلي:-
– المضاعفات الجانبية الناجمة عن أدوية الفصام والتي تجعل الأشخاص ينأون بشكل كبير علي تناول أدوية علاج الفصام، ولكن العلماء والمختصين يبحثون عن أفضل أدوية علاج الفصام حتى لا يترك المرضي العلاج ومن ثم عودة المرض وحدوث الانتكاس.
– من الصعوبات التي تقابل مرضي الفصام والذهانيين هي العزلة الاجتماعية، والتي تحتاج إلى الأسرة ودورها الهام في إنقاذ الأشخاص من حالة العزلة التي يعيشون فيها.
– وصمة العار التي تلتحق بالمريض الذهاني، حتى أن بعض الأسر تحرج وتتحرج من أن تكشف عن وجود شخص فصامي بها مما يصعب البدء في طريق علاج الفصام نهائيا بسبب التأخر في العلاج.
– هناك العديد من الخرافات التي تلصق بمرضي الفصام والتي حولتهم من مرضي بحاجة إلى التعاطف والمساعدة من خلال المقربين، إلى أشخاص عليهم الدفاع عن أنفسهم في كل مرة وشرح الأمور.
أبرز الخرافات حول مرض الفصام الذهاني
في إطار الحديث عن هل يمكن علاج الفصام نهائياً فالآن سنتعرف علي أبرز الخرافات حول مرض الفصام الذهاني والتي تتمثل فيما يلي:-
أولاً:- مرضي الفصام يعانون من الانقسام والانشطار في الشخصية إلا أن مصدر المصطلح فصام يعني النفس المنقسمة وهي سكيزو، منقسم، وان فرنوم وهي النفس، ومن هنا فقد تم استعمال هذا المصطلح غير المهني بأن الفصام يعني انقسام وانشطار الشخصية.
ولكن بالطبع هذا الأمر غير صحيح بالمرة فإن مريض الفصام ليس يعاني من انقسام وانفصام في الشخصية ولكنه يعاني من حالة تشوش وعدم استبصار بالواقع مما يؤدي إلى حدوث خلل في حياة المريض من جهة التفكير والسلوك والإحساس، وتتم معالجة الأشخاص الذين يعانون من الفصام في مراكز علاج الفصام ومصحة نفسية مختصة لها القدرة على التعامل مع مرضي الفصام، حتى يتم علاج الفصام نهائياً.
ثانياً:- مرضي الانفصام في الشخصية مصدر قلق وخوف إصابة الآخرين بالأذى، فعلي خلاف العديد من الاضطرابات النفسية والذهانية التي تثير لدينا الشعور بالتعاطف والرأفة.
فإن مرضي الفصام يثيرون لدي الكثير منا الخوف من المرض وحالة من النفور، خاصة لما هو شائع ومنتشر بأن مريض الفصام مريض خطير، وعلى الرغم من أن مريض الفصام مريض معقد بشكل أكبر من الأشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون من المرض إلا أنه يعملون بحسب العالم العاطفي وليس لديهم أي رقابة داخلية كما يفعل الأشخاص العاديين.
وكل شخص مصاب بالفصام يكون لديه انعدام الرغبة وغياب الحافز بشكل تام مع انعدام تام للطاقة فليس لديه قبول للحياة وملذاتها وتشوش للواقع، ولذا فهم علي العكس تماماً، لما يشار إليهم بأنهم مرضي خطيرين فإن الفصامي ليس شخص خطير البتة، ومع العلاجات النفسي والسلوكية وأدوية علاج الفصام فإن الحالة تتحسن، ويكون لدي المريض القدرة علي التعامل مع الواقع وتقل احتمالية حدوث أي نوبات للفصام.
ثالثاً:- من الشائعات التي ارتبطت بمريض الفصام هي أن الانتحار هو المسبب الرئيسي لوفاة الفصاميين، وهذا الأمر غير صحيح بالمرة وان كانت هناك محاولات انتحار بين الفصاميين وبشكل منتر إلا أن الانتحار ليس هو السبب الرئيسي لموت مرضي الفصام.
إلا أنه هناك العديد من الأسباب والعوامل الجسدية الأخرى المتعددة التي تؤدي إلى وفاة مريض الفصام، ففي واقع الأمر فإن أدوية الفصام لها دور كبير في الإصابة بارتفاع الضغط والسكر ومشاكل بالقلب وغيرها من المشاكل والأعراض الجانبية المتعددة التي قد تكون سبب في وفاة الفصامي.
رابعاً:- مرض الفصام من الاضطرابات المنتشرة بصورة أكبر بين الذكور، وهذا الأمر من الخرافات المتعلقة بالمرض فإن الفصام من الأمراض الذهانية التي تصيب قرابة 1 % من سكان الأرض عموماً من مختلف الثقافات والفئات والمراحل العمرية المختلفة، ولكن في حقيقة الأمر الفصام يضرب بقوة في الجنسين لذا النسب تكاد تكون متساوية ولا يوجد أي دليل علي إصابة الرجال بالفصام بشكل أكبر عن النساء.
وهناك ما لا يقل عن 2500 مريض من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 30 سنة يتم إدخالهم إلى مراكز علاج الفصام كل عام، والسبب في هذا أنهم يكونون غير قادرين علي ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فيكون الحل في التواصل مع المؤسسات العلاجية والبحث عن أفضل مكان لعلاج الفصام.
خامساً:- مريض الفصام الذي يتناول الأدوية يكون عاجز عن ممارسة حياته بشكل طبيعي وليس لديه القدرة علي أداء المهام المجتمعية بشكل نسبي سليم.
تصحيح مفاهيم حول مرض الفصام الذهاني
مفاهيم مغلوطة حول مرض الفصام وعلاج الفصام نهائياً , والواقع فإن دواء علاج الفصام له دور كبير في التخلص من الأعراض السلبية والإيجابية لمريض الفصام والعمل علي زيادة الحافز لديه في ظل انعدام الطاقة والحافز وركاكة التعبير وغياب المبادرة إلى القيام بأية أفعال، ولذا فإن أدوية علاج الفصام لها دور كبير في الاندماج في المجتمع والحياة بشكل عام.
ومع حقائق حول مرض الفصام فدعونا نتعرف عليها لنزداد خبرة ومعرفة أكثر بالمرض:-
– مرض الفصام من الأمراض الواراثية وفي حقيقة الأمر أن هذا صحيح ولكن ليس على عموميته فإن العوامل الوراثية لها دور في الإصابة بالمرض، وهناك احتمالية في حال وجود الوالدين أو أحد أفراد العائلة يعانون من مرض الفصام فإن الاحتمالية أكبر لإصابة أحد أفراد الأسرة، لكن النظرية التي يعتمدها العلماء تشير إلى أن الإصابة بالفصام راجعة إلى الدمج بين العوامل الوراثية والبيئية معاً.
– مرضي الفصام والذهانية يعيشون أعمارا أقل، وفي حقيقة الأمر من يعاني من الأمراض النفسية يعيشون أقل 25 سنة من باقي الأفراد لكن هذا الأمر ليست قاعدة، والعامل في الوفاة ليس المرض النفسي وإنما هو الأمراض القلبية والوعائية الأخرى.
والتي ترتبط بجهاز الدوران، وفي حالة متابعة المرضي مع طبيب متخصص فنتخلص من تلك المضاعفات وكما يقال حقا بأن الأعمار بيد الله جل وعلا.
– الفصام والمخدرات طريق إلى الهلاك والدمار وفي حقيقة الأمر حين يتعاطى الفصامي المخدرات فإنه يؤثر بشكل سلبي على الحالة ويؤدي إلى تغيرات كبرى وخلل في الدماغ.
فالمخدرات بصورة عامة تتسبب في تغيرات حادة في الدماغ والتسبب في نوبات من الذهان مما يؤدي إلى تردي الحالة وتفاقم الأمور، ولذا في حال تعاطي الشخص الطبيعي المخدرات.
فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام الذهاني، فكيف ستكون الأمور حين يتعاطى الفصامي المخدرات بالطبع فإن الحالة ستزداد سوءا ويكون بالفعل تعاطي المخدرات لمريض الفصام يكون مدمراً بما تحوي الكلمات من قوة وشدة في التعبير عن المخاطر والأضرار الناجمة