ابنك مدمن! لا تشعر بالغرابة عند سماع هذه الجملة فما يحدث حولنا جعل كل أبنائنا في دائرة الخطر، المواد المخدرة تباع في المدارس والجامعات وتوزع في الحفلات والمناسبات الاجتماعية والنوادي، وتجار المخدرات لديهم موزعين صغار يبيعون المخدرات لزملائهم في المدرسة مقابل نسبة من الأرباح، وفي ظل كل هذه التحديات والمخاطر أنت في حاجة معرفة كيفية حماية الطفل من السلوك الإدماني، وإنقاذه من خطوة واحدة تدمر مستقبلها وحياته بالكامل، وتعرف معنا على أهم النصائح والتعليمات لمساعدة طفلك على اتخاذ قرارات صحية تمنعه من الذهاب في طريق تعاطي المخدرات وإدمانها.
أسباب تعاطي الأطفال المخدرات
طالب في الصف الرابع الابتدائي يتعاطى الحشيش، وطالب في الصف السادس يروج للمواد المخدرة في الحرم المدرسي، طالب في عمر الـ 11 عامًا يتعدى على زميلة بسبب تعاطيته المخدر، ما سبق ليست أخبار من وحي الخيال بل حقيقة وواقع يعيشه مجتمعنا العربي.
الأطفال والمراهقين والشباب من إناث وذكور يتعاطون المخدرات، والأعداد الهائلة من متعاطي المخدرات في عمر صغير ترتبط بطبيعة الشخصية والعلاقات الأسرية، بالإضافة إلى العوامل التالية:
- الإصابة بأمراض واضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه وتشتت الذهن.
- تاريخ عائلي من تعاطي وإدمان المواد المخدرة.
- مشاكل سلوكية وقهرية تنطوي على المخاطرة.
- الرغبة في التأقلم مع الأقران ممن يتعاطون المخدرات أو يروجون لها للحصول على القبول بينهم.
- بحثًا عن الثقة بالنفس.
- الفضول وحب التجربة والمغامرة من أبرز سمات الأطفال والمراهقين.
- التعرض إلى الإساءة الأسرية مثل العنف والضرب المبرح عند ارتكاب الأخطاء.
- ضحية الاستغلال الجنسي مثل التحرش أو الاغتصاب أو الاعتداء الجسدي.
- الفراغ والبحث عن المتعة والسعادة.
- المشاكل الأسرية مثل النزاعات المستمرة بين الأبوين والانفصال.
- التعرض إلى الضغط النفسي والعصبي.
عواقب تعاطي المخدرات في سن المراهقة
تعاطي المواد المخدرة في سن صغير يؤثر على الحياة في المستقبل، ويكون سبب في عواقب متعددة مثل:
- الاعتماد على المخدرات: من يسيء استعمال دواء مخدر أو مادة مخدرة يصل إلى التعود، بمعني عدم القدرة على الإقلاع عن هذا المخدر.
- خلل النشاط الجنسي: المراهقين بسبب تعاطي المخدرات تزداد شهوتهم الجنسية، وهذا ما يدفعهم إلى ممارسة الجنس الغير آمن أو ممارسة العادة السرية.
- اضطراب الصحة العقلية: القلق والاكتئاب والفصام وغيرها من الاضطرابات العقلية التي تزداد خطورتها مع تعاطي المخدرات.
- ضعف القدرات: متعاطي المخدرات عاجزون عن اتخاذ القرارات الصحيحة أو التفكير بشكل جيد، وتنخفض قدراتهم على التفاعل الاجتماعي.
- تدهور الأداء المدرسي: المراهقين المدمنين ومتعاطي المخدرات يعانون من انخفاض أدائهم المدرسي، وتدني الدرجات في الاختبارات وعدم الانتظام في الحضور وغيرها.
تعرف على / العلاقة بين المخدرات والانتحار
كيفية حماية الطفل من السلوك الإدماني
كما ذكرنا تعاطي الطفل أو المراهق للمواد المخدرة يرجع لأسباب متعددة، وفي ظل انتشار المخاطر والمحفزات على الإدمان مهم جدًا معرفتك كأب أو كأم كيفية حماية الطفل من السلوك الإدماني، وبشكل أساسي يتمحور الأمر حول تجنب المقومات التي تؤدي إلى الإدمان وتشجيع رغبة الإدمان كما يلي:
أولًا: زيادة الوعي بمخاطر المخدرات
أول خطوة في حماية الطفل من السلوك الإدماني هي التوعية والتثقيف عن الآثار السلبية للإدمان، وأضرار المخدرات على الصحة النفسية والعقلية والسلوكية للفرد، ومضاعفات السلوك الإدماني على المستقبل، وبنشر هذه التوعية نحد من اتخاذ الأطفال والمراهقين قرارات خاطئة تكون سبب في الوقوع بشباك الإدمان.
ثانيًا: الحفاظ على حياة صحية
الحفاظ على حياة صحية من الخطوات الهامة في حماية الطفل أو المراهق من الذهاب في مسار الإدمان، فالنشاط البدني يعزز من استقرار الصحة النفسية، والنظام الغذائي الصحي يساع على الوقاية من الاختلالات البدنية أو العقلية، وتعتبر جميعًا طرق مساهمة في الحد من الإدمان، لذا تشجيع ابنك على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي يقلل من خطر إدمانه.
ثالثًا: علاج الاضطرابات النفسية
أحد أهم المقومات التي تؤدي إلى الإدمان وتعاطي المخدرات هي الأمراض النفسية، كالقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والفصام وثنائي القطب وغيرهم، حيث يلجأ المريض النفسي لتعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات للترويح عن النفس، وتخفيف أعراض الاضطراب النفسي.
الحقيقة أن المخدرات لا تزيد الأعراض الجانبية للاضطراب النفسي إلا سوءًا، ولا يمكن التعافي إلا بالعلاج النفسي المتخصص، فكن دائمًا حريص على مساعدة طفلك على التعافي من مشاكله واضطراباته النفسي لإبعاده عن الوقوع في قبضة الإدمان وتعاطي المخدرات أو الكحوليات.
رابعًا: كيفية التعامل مع الضغوط النفسية
إذا كنت تتساءل عن كيفية حماية الطفل من السلوك الإدماني فأنت بحاجة إلى تعلم كيفية التعامل مع الضغوطات النفسية، وهي من المهارات الأساسية التي تساهم في التصدي إلى محفزات الإدمان والتعاطي، فأنت لست بحاجة للإدمان على المخدرات للشعور بالسعادة والتخلص من الضغط النفسي، بل تحتاج إلى الاسترخاء والهدوء، واتباع الطرق التالية:
- المشي أو الجري في الهواء الطلق.
- الصلاة وأداء العبادات في أوقاتها.
- ممارسة اليوجا والتنفس العميق.
- ممارسة الهوايات المفضلة.
- الاستشارة النفسية لحل المشاكل النفسية التي تواجهك.
خامسًا: شغل أوقات الفراغ
مشكلة الفراغ والوحدة من المشاكل التي تواجه الجيل الحالي الباحث طوال الوقت عن المغامرة والتجربة الجديدة، كما أن الفراغ والملل يولد لدى الإنسان رغبة في البحث عن مصدر إلهاء، وهذا ما يدفع بعض الأطفال إلى تجربة المخدرات ليقعوا في قبضة الإدمان.
دور الأسرة هنا التشجيع على ممارسة الهوايات المفضلة والمشاركة في الأنشطة الرياضية، والاجتماعية والانضمام إلى منتديات ثقافية للاستفادة وزيادة الوعي عن مخاطر الإدمان.
سادسًا: الابتعاد عن أصدقاء السوء
أهم طرق حماية الطفل من السلوك الإدماني هي العناية في اختيار الأصدقاء، لأن ضغط الأقران سبب أساسي في إدمان الكثير من الأطفال بحثًا عن القبول بين الوسط المدرسي، وكما يقال في المقولة المصرية الشهيرة الصاحب ساحب، فمن يصادق شخص يتعاطى المخدرات لا شك أنه يومًا ما سيتعاطى مثله.
كما أن بعض أصدقاء يمارسون الضغط النفسي والابتزاز العاطفي لإقناع أصدقائهم بتعاطي المخدرات مثلهم، ومن يرفض ذلك يتعرض إلى التنمر والرفض من الجميع إلى أن يخضع لهم، فلا تتوان عن أهمية التعرف على أصدقاء طفلك.
موضوعات ذات صلة: بحث عن المخدر وأضرارها
دور الأسرة في وقاية الأبناء من الإدمان
الأسرة ركيزة مهمة من ركائز وقاية الأبناء من الوقوع في آسر الإدمان، لذا دور الأسرة في الوقاية من الإدمان يتمثل في:
- توعية وتثقيف الأطفال منذ الصغر عن أضرار تعاطي المواد المخدرة.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه حتى لا يصبح فريسة سهلة للضغوطات الخارجية بحثًا عن القبول.
- مراقبة الطفل بشكل مستمر لملاحظة أي تغيير أو سلوك غريب يدل على تعاطي المخدرات.
- وضع قوانين صارمة وواضحة حول خطر تعاطي المخدرات.
- توفير جو أسري هادئ ومريح لاستقرار الحالة النفسية للأبناء.
- حل الخلافات والنزاعات الأسرية بعيدًا عن الأطفال.
- مصادقة الأبناء لمنحهم الأمان والثقة للحديث عما يدور بحياتهم في الخارج.
- كذلك تجنب العنف أو الضرب كوسيلة للعقاب عند ارتكاب الأخطاء.
- تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل واضح دون خوف أو تردد.
- التعرف على أصدقائهم ومراقبة تصرفاتهم لإبعادهم عن أصدقاء السوء.
الخاتمة:
إذا لم تتحدث مع طفلك عن أضرار ومخاطر الإدمان حتى الآن فأنت تزيد من خطورة وقوعه في هذا الفخ، سارع في توعية ابنائك عن هذا الخطر واتباع ما تحدثنا عنه لحمايتهم من السلوك الإدماني، وللمزيد من الإرشادات الصحية يمكنك الاستعانة بمتخصصي مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، والحصول على استشارة خاصة بوقاية الأبناء من خطر الإدمان بالاستناد على الفئة العمرية، الظروف البيئية المحيطة بالطفل والوضع الاجتماعي للأسرة، فلا تردد الآن.