تخطى إلى المحتوى

علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية

علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية

تعاطي المخدرات من الظواهر الاجتماعية التي لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، فأصبح الإدمان مشكلة تعاني منها الغالبية العظمى من البيوت العربية، وبالطبع الإدمان أحد الأسباب الرئيسية في مشكلات عضوية وجسدية مختلفة، كما أن تعاطي المخدرات وفقًا للدراسات الحديثة يحدث خلل كبير في الصحة النفسية، ويعد سبًا في انتشار الاضطرابات الذهانية التي تفصل الإنسان عن الواقع المحيط، وهنا يأتي السؤال عن طبيعة علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية، فطبقًا للإحصائيات فإن تعاطي المخدرات يؤدي إلى الذهان، كما أن المعاناة من الأعراض الذهانية سببًا في لجوء الإنسان إلى تعاطي المواد المخدرة، وهذا ما سنتحدث عنه تفصيلًا اليوم.

ما هو الذهان

مع بداية الحديث عن علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية مهم جدًا أن نتحدث عن الذهان، وهو من الاضطرابات النفسية التي لا يتم تشخيصها كحالة صحية بذاتها، بل يكون عرض من أعراض مجموعة من الاضطرابات النفسية الأخرى، وأشهرها الفصام الذي يؤدي إلى الانفصال عن الواقع، ورؤية وسماع أشياء غير موجودة في الواقع، وهذا ما يعرف بالذهان الذي يؤثر على طريقة تفكير الشخص وطريقة معالجته للأمور من حوله.

العلماء والأطباء المتخصصين كما ذكرنا ينظرون إلى الذهان على أنه من الأعراض الجانبية للاضطرابات النفسية، ولا ينظر له على أنه مرض نفسي بحد ذاته، ولكن هذا لا يقلل من خطورة الأعراض الذهانية ومدى تأثيرها على الإنسان، وعلاج الذهان ينطوي على علاج الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الإنسان، وسنتعرف على المزيد من علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية.

أنواع الذهان

الدراسات العلمية التي أجريت أثبتت أن الذهان يتمثل في عدة أنواع تعتمد على نوع الاضطراب النفسي الذي أدى إلى الأعراض الذهانية، حيث تتعدد الحالات التي قد تظهر فيها أعراض ذهانية، كما يلي:

  • ذهان اضطراب ثنائي القطب.
  • وذهان الفصام الوجداني.
  • الاضطراب الذهاني الوجيز.
  • الاضطراب الوهامي.
  • الفصام أو انفصام الشخصية.
  • ذهان ما بعد الولادة.
  • ذهان بسبب تعاطي المخدرات.

بالإضافة إلى ذلك الاكتئاب الحاد أيضًا من الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى ظهور أعراض ذهانية، والتي تعرف بالاكتئاب الذهاني ويشكل خطرًا على حياة الإنسان بسبب تفاقم الرغبة الانتحارية لدى المريض، ولنتعرف على تفاصيل عن علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية.

علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية

تحدثنًا عن الذهان الذي يصنف كمشكلة صحية يعاني منها الإنسان لعدة أسباب مختلفة، والتي تدفع الإنسان إلى تفسير الأمور من حوله بطريقة خاطئة، ويرى الأمور بشكل مختلف بسبب الأوهام والهلاوس والضلالات المختلفة، وحالة الذهان لها علاقة وثيقة بتعاطي المخدرات، والتي تتمثل في تكرار نوبات الذهان من أوهام وهلاوس كنتيجة مباشرة لتعاطي المواد المخدرة، وفي حالة تعاطي المخدرات لفترات طويلة تزداد معدلات إصابة الإنسان بالأمراض العقلية، والاضطرابات النفسية مثل الفصام وثنائي القطب الوجداني وجميعها اضطرابات تعرف بالأعراض الذهانية.

ذهان المخدرات من الحالات الصحية المتكررة لدى متعاطي الجرعات العالية من المواد المخدرة، أو من دواء معين يؤدي إلى الإدمان ويؤثر على الحالة العقلية للمريض، وهذا ما يزيد من مستويات حدوث الخلل العقلي وتكرر نوبات الذهان وجنون العظمة، أيضًا عند خلط أنواع مختلفة من المواد المخدرة وتعاطيها يعطي الإنسان رد فعل سلبية.

الذهان بسبب المخدرات يتميز بالأوهام أو الهلوسة والتي تسير إلى حالة من الانفصال الجزئي أو الكلي عن الواقع، وتكون عبارة عن رؤية مشاهد أو صور أو أحداث لا وجود لها في الواقع، أو معتقدات خاطئة وأوهام لا تمت للواقع بصلة مثل تدبير المؤامرات عليه، وتمنع الإنسان عن رؤية الحياة بصورة واضحة بسبب علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية.

على الجانب الأخر من علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية أثبتت بعض التجارب أن الذهان أحد أسباب تعاطي المخدرات، فالكثير من مرضى الذهان والفصام واضطراب ثنائي القطب يتعاطون المخدرات، وذلك لأن الخلل الدماغي بسبب الاضطراب النفسي أحد المحفزات على تعاطي المواد المخدرة، ومن هنا كانت علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية وثيقة.

موضوعات ذات صلة: لماذا يضحك مريض الذهان 

أعراض الذهان الناجم عن المخدرات

بعد الحديث عن علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية دعنا نوضح لك أعراض الذهان الناتجة عن المخدرات، والتي تكون في الغالب تدريجية اعتمادًا على مدى سمية المادة المخدرة، ومع تكرار الجرعات تزداد خطورة الأعراض الذهانية، كما أن مصابي أحد الاضطرابات النفسية في ظل تعاطي المخدرات تكون الأعراض الذهانية أكثر خطورة على صحة الإنسان، وبالتالي يصاب المريض بجنون العظمة والفصام وثنائي القطب الوجداني وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك الاستخدام الواسع والمتكرر للمواد المخدرة أو الكحوليات يتسبب في ظهور بعض الأعراض الذهانية، ومن بعض أعراض الذهان الناجم عن المخدرات ما يلي:

  • جنون العظمة.
  • تقلبات المزاج الحادة.
  • الانفصال الجزئي أو الكلي عن الواقع.
  • الأوهام.
  • الهلوسة السمعية والبصرية.
  • الهلوسة الحسية.
  • الهلوسة الشمية (الشمية).
  • نوبات الذعر والهلع.
  • سلوك معاد للمجتمع.
  • الشك والارتباك.

التعافي من الذهان الناجم عن المخدرات

علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية من العلاقات الصحية المتداخلة والمعقدة للغاية، لذا تشخيص هذه الحالة يحتاج إلى طبيب ذو خبرة وكفاءة عالية ليحدد ما هي أنسب طريقة للعلاج تصل بالمريض إلى التعافي، فإذا تم تشخيص المريض بالذهان الناتج عن المخدرات تبدأ رحلة العلاج بالإقلاع عن المخدرات، لذا أطبائنا في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يطبقون مرحلة التشخيص المزدوج على المرضى، ومن بعدها يقرر الأطباء ما هي طريقة العلاج المناسبة لحالة المريض بما يسبب له مضاعفات أو أضرار جانبية قد تؤدي بحياته.

بالإضافة إلى ذلك إذا تم تشخيصك بأحد الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الذهان مثل الفصام، أو ثنائي القطب الوجداني يكون المريض في حاجة إلى علاجات مكثفة وأكثر تخصصًا، والتي تساعد على التعافي من الاضطراب النفسي، ولابد أن يجمع ما بين العلاج النفسي والدوائي في آن واحد، أيضًا إذا كنت تعاني من حالة صحية عقلية مثل القلق أو الاكتئاب نتيجة الاستخدام المفرط للدواء.

وإذا كان الذهان الذي تعاني منه ناتجًا عن تعاطي المخدرات من أجل التعامل مع مرض عقلي كامن، وفي هذه الحالة ستحتاج إلى تشخيص لتحديد إذا كانت الأعراض ستستمر دون تناول الدواء أم لا، ويكون الذهان الناجم عن المخدرات أكثر وضوحًا عندما تزول الأعراض بعد التوقف عن استخدام الدواء.

كما أن الأطباء يلجؤون في حالات الإصابة بالحالة الصحية العقلية التي تتميز بنوبات الذهان إلى وصف أدوية، ومضادات للاكتئاب أو أدوية نفسية أخرى مثل كلوزابين (كلوزاريل) لفترة طويلة من الوقت، وتحديدًا إذا كانت تتضمن الهلوسة والأوهام التي تكرر بشكل واضح، والآن نتحدث عن علاج  علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية.

تعرف على: الفرق بين الذهان والفصام 

علاج الذهان الناتج عن المخدرات

في إطار الحديث عن علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية سنتحدث عن التعافي من الذهان الناتج عن تعاطي المخدرات يعني خضوع المريض إلى رحلة علاج مكثفة، وتكون تحت إشراف طبيب متخصص وعلى دراية بكيفية التعامل مع الأعراض الذهانية وأعراض تعاطي المخدرات، والخطوة الأولى للتعافي هو الإقلاع التام عن المخدرات، وذلك من خلال برنامج علاجي منظم يسير على خطوات تتضمن التالي:

  • التشخيص المزدوج.
  • التعامل مع الأعراض الانسحابية.

بعد تأكد الطبيب المعالج من أن حالة المريض مستقرة ومؤشراته الحيوية عادت إلى المستوى الطبيعي يبدأ العلاج النفسي، وهو الحل السحري لجميع المشكلات النفسية، والاضطرابات التي يعاني منها مدمن المخدرات، وتحديدًا برنامج العلاج المعرفي السلوكي الذي يساهم في حل مشكلة الذهان، وذلك بالتعرف على الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية، وإدارة الحالة المزاجية للمريض والتعامل مع عواطفه المضطرة ومحاولة تنظيمها.

كما أن العلاج النفسي يدعم استقرار الحالة النفسية لكل مريض، ويساعد على معرفة المحفزات التي تشجع على العودة الإدمان وبالتالي عودة الأعراض الذهانية لتجنبها، كما يركز الطبيب على تعليم المريض بعض المهارات والتقنيات النفسية لإدارة المشكلات التي يعاني منها.

بالإضافة إلى ذلك استخدام العلاج الأسري لتوطيد العلاقات ما بين المريض وأفراد أسرته، وتحديد الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض، وكيفية توفير بيئة مناسبة لمنع تعرضه للانتكاسة وإدارة الأعراض، فضلًا عن العلاج الجماعي الذي يشعر المريض بأنه ليس وحيد، وتبادل الخبرات والتجارب بين المرضي يساعد على تطوير تعزيز رغبة المريض في استكمال العلاج.

الخاتمة:

علاقة المخدرات بالأعراض الذهانية من العلاقات الطبية الوثيقة التي تحتاج إلى التشخيص المزدوج، فالإدمان على المخدرات يؤدي إلى الذهان والعكس صحيح، لذلك يحتاج المريض في هذه الحالة إلى التواصل مع متخصص ذو خبرة وكفاءة طبية للتعامل مع هذه الحالة الصحية الأكثر تعقيدًا، وهذا ما يتم توفيره في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، حيث تم تدريب المعالجين والاستشاريين ذوي الخبرة على علاج الذهان الناجم عن تعاطي المخدرات، ونوفر بيئة علاجية آمنة ومناسبة لحالة المريض وتكون جزء من خطة العلاج المتخصص، ونطبق أحدث البروتوكولات العلاجية التي تعمل على تقليل الأعراض المرتبطة بالذهان وتعاطي المخدرات، فلا تردد الآن في التواصل معًا.

مصدر1

مصدر2

مصدر3

arArabic