علاج إدمان الإنترنت من أكثر المواضيع التي تشغل البال في وقتنا الحالي , فظاهرة الإدمان علي الإنترنت من أشهر الظواهر المجتمعية التي تفشت بصورة كبيرة بين أفراد المجتمع من مختلف المراحل العمرية خاصة الشباب والمراهقين في ظل الفراغ الكبير والبطالة التي يعيشون فيها، وفي ظل انتشار العديد من أشكال التواصل الاجتماعي والمواقع التي لا حصر لها وإمكانية الوصول إليها بسهولة كلها من العوامل التي ساعدت علي وقوع الأشخاص في طريق إدمان الإنترنت.
ولكن علينا أن نعي أن استعمال الإنترنت أصبح جزء أساسي وعادة من عادات الناس اليومية، إلا أنه في بعض الأحيان قد تتحول العادة إلى استعمال مفرط يسمي الإدمان على الإنترنت وهذا له العديد من العواقب والمخاطر الكبيرة التي تؤدي إلى تدمير حياة الفرد بل إلى تدمير حياة الأسرة بأكملها، كما يؤدي الإدمان على الإنترنت إلى فقد الوظيفة بالإضافة الي فقد الشخص للعلاقات الاجتماعية.
وسنتعرف من خلال طيات الموضوع سوف نتعرف على العديد من المحاور من أسباب إدمان الإنترنت ومتى يقال الشخص مدمن على الإنترنت مع التعرف على الحلول من أجل علاج إدمان الإنترنت وطرق التعافي، فتابعونا.
ما هو إدمان الإنترنت
يعد الإنترنت هو لغة العصر الحالي وأصبح يشغل جزء كبير من أوقات الناس في الحياة اليومية من أجل تعدد استعمالات الإنترنت في حياتنا المختلفة، حيث إن الإنترنت أصبح من أشهر وسائل التواصل الاجتماعي وأنه مصد للمعلومات والتعرف على الأخبار في أسرع وقت، ولكن المشكلة ليست في تلك الأمور النافعة التي يستفاد منها الأشخاص بسبب استعمال الإنترنت فيا ليت شعري أن يكون الجميع في تلك البوتقة.
إلا أن المشكلة الكبرى تكمن حين يتحول الاستعمال الطبيعي للإنترنت إلى وصول الشخص إلى مرحلة الإدمان بأن يستحوذ الإنترنت على العالم الحقيقي ويصير بديل عنه، فيؤثر على العلاقات الاجتماعية والعاطفية ومستوي الأداء في العمل ومستوي الأداء في الحياة ومن ثم استبدال تلك العلاقة من الكمبيوتر، وليس إدمان الإنترنت مثل الإدمان على المخدرات أو إدمان الكحوليات إلا أنه في العادة يكون فيها فقدان السيطرة لدرجة أن تؤثر علي شكل حياة الافراد الاجتماعية ومن ثم العلاقة مع المجتمع ككل.
ما هي أسباب الإدمان على الإنترنت
الإنترنت هذا العالم الواسع المبهر الجذاب العالم الذي يقبل عليه الأشخاص من مختلف المراحل العمرية ويكون بداية الأمر الولوج إلى الإنترنت من أجل التعرف على الأسرار التي لا تنتهي ومن ثم سرعان ما يفقدون السيطرة على أنفسهم بسبب وسائل الجذب التي تتجدد بمرور الوقت بشكل سريع.
ولا شك أن هذا الأمر يثير في داخلهم حب الاطلاع عن كل ما هو جديد فالفضول من طبع الجم الغفير منا خاصة الشباب ومن هم في مراحل المراهقة، وفي حقيقة الأمر وقوع الأشخاص في فخ الإدمان على الإنترنت بسبب وجود القصور في الحياة العادية فمن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الأشخاص في فخ الإدمان على الإنترنت ما يلي:-
أولا:- المعاناة من الوحدة والإحساس بالفراغ والشعور بحالة من عدم الأمان في الحياة الواقعية التي يعيشون فيها مما يجعلهم يسيروا في طريق للبحث عن العالم الافتراضي وتقمص الشخصية التي كانوا يأملون وجودها في عالمهم الواقعي، فيأخذوا تلك الحرية التي يتيحها لهم الإنترنت في التعبير علي المشاعر المكبوتة في الحياة التي يعيشونها.
ثانيا:- هناك اختلاف بين استخدام الإنترنت للنساء وبين استعمال الإنترنت للرجال، حيث إن الرجال يستعملون الإنترنت من أجل الألعاب العنيفة أو من أجل المقامرة أو الجنس وما أدراك ما البحث عن المواقع الإباحية ومواقع الجنس، في حين أن الأمر يختلف تماما بالنسبة للمرأة فإنها تسعى إلى عمل صداقات قوية أو علاقات عاطفية.
ثالثا:- من أسباب الإدمان علي الإنترنت أشهر أنواع الإدمان السلوكي في العصر الحالي هو الهروب من الواقع الذي يعيش فيه الأشخاص، خاصة إدمان الأطفال للإنترنت الذين يعيشون في حالة من التفكك الأسري وغياب الأهل وفقدان الحب والعطف والحنان والاهتمام من قبل الآخرين في الأسرة مما يجعلهم يهربوا من العالم الذي يعيشون فيه إلى العلاقات الوهمية بسبب الحاجة السيكولوجية والاحتياج النفسي، وهذا قد يكون بالنسبة للمرأة التي تعيش في مجتمع يهينها، ولا يقدرها ولا يعطيها الحقوق المكفولة لها فالنساء شقائق الرجال.
موضوعات ذات صلة
بحث عن إدمان الإنترنت وآثاره الاجتماعية والنفسية والتربوي
ما هي علامات وأعراض الإدمان علي الإنترنت
علينا أن نعي أن استعمال الإنترنت في الإطار الطبيعي وبصورة محدودة دون إفراط وخاصة في ظل الحاجة إلى الإنترنت في العديد من المجالات الحياتية فهذا الأمر لا ضير فيه إلا أن المشكلة تكمن في الاستعمال غير طبيعي للإنترنت، وعلينا أن نعي أن طول أو قصر المدة التي يقضيها الإنسان على الإنترنت ليست هي المقياس الأوحد لتعرف ما إذا كنت مدمنا على الإنترنت أم لا، فالعبرة ليس فقط بالوقت إلا أن النتائج والمخاطر التي ترتبت على قضاء الوقت فيه، وهناك العديد من الأسئلة التي سوف نطرحها ولكل شخص يمكنه أن يجعل هذا مقياس الإدمان على الإنترنت:–
كم عدد المرات التي أحبطت فيها زوجك/ زوجتك بسبب رفضك الابتعاد عن الإنترنت والخروج معه؟
– كم عدد المرات التي تركت الواجب المدرسي أو العمل من أجل البقاء على الإنترنت؟-
كم عدد المرات التي كنت فيها غير مكتئب بسبب استعمال الإنترنت؟-
كم عدد المرات التي قد دعيت فيها للخروج في نزهة مع الأصدقاء ورفضت بسبب استعمال الإنترنت؟-
كم مرة حاولت فيها التقليل من ساعات الإنترنت ولم تنجح؟
– كم مرة وجدت نفسك تقول ما هي إلا دقائق على الإنترنت وستغلق ولم تنجح؟
– كم مرة شعرت فيها بمدى الملل والضجر بسبب غياب الإنترنت؟-
كم مرة حاولت الابتعاد عن التفكير في المشاكل التي لديك وذهبت للتفكير بالإنترنت؟-
كم مرة حاول أن تشكو أو تصرخ بسبب إزعاج الآخرين لك أثناء استعمال الإنترنت؟-
كم مرة حاولت إخفاء ما تفعله على الإنترنت؟
ففي كون اجاباتك السابقة بصفة مستمرة كثيرا ما يكون هذا فعليك ان تعي انك وقعت في فخ الادمان علي الانترنت، وهذا بالطبع سيكون له التأثير السلبي بشكل كبير علي سير حياتك، ولتسعي في طريق علاج إدمان الإنترنت من خلال المختصين.
إدمان الأطفال للإنترنت
في حقيقة الأمر الإدمان على الإنترنت لم يفرق بين كبير ولا صغير ولا رجال ولا نساء فالجميع عرضة لإدمان الإنترنت، وتأتي خطورة الإنترنت أنه أصح عالم باهر يحتوي على كم من المعلومات الكبيرة للأطفال، الذين أصيبوا نسبة كبيرة منهم بالإدمان علي المعلومات خاصة في ظل الفضول والرغبة في التعرف على كل ما هو جديد والبحث على كل الأخبار التي استحدثت في العالم في ضغطة زر والتوصل إلى كافة البيانات التي أصبحت سهلة وفي متناول الجميع.
بالإضافة إلى قدرتهم على تكوين صداقات أصبحت مفضلة لهم عن الأصدقاء الحقيقيين في العالم الواقعي الذين يعيشون فيه، ويفضلون المكوث في المنزل عن قضاء الوقت في الخارج.
من أكبر الأسباب التي ساعدت علي وقوع الأطفال في فخ الإدمان علي الإنترنت جانب الألعاب الإلكترونية الملتصقين بها على الدوام، مما قد يعرضهم إلى العديد من المشاكل الدراسية سواء من جهة التأخر الدراسي أو تراجع في التركيز بالإضافة إلى انعكاسها على صحة المخ والأعصاب.
علاج إدمان الإنترنت
علينا أن نعترف بداية بالمشكلة حتى نسير في الطريق الصحيح للتعافي وإيجاد حلول لمشكلة الإدمان على الإنترنت، فأول خطوة في علاج إي مشكلة هو الاعتراف بوجودها وقبل أن تضع الخطة من أجل علاج إدمان الإنترنت فعليك في بادئ الأمر أن تعترف بأنك مدمن من خلال مقياس إدمان الإنترنت والتساؤلات التي أشرنا إليها في محور كيف تعرف أنك مدمن على الإنترنت ومن ثم وضع الخطة.
أولا:- ممارسة الرياضة والهوايات المفضلة على أرض الواقع والاندماج في الحياة الواقعية من أجل التغلب على المشاكل التي تواجه الأشخاص في حياتهم وعدم الهروب منها مع وضع حد معين لعدد الساعات التي يدخل فيها الشخص إلى الإنترنت.
ثانيا:- علي الأسرة دور كبير في مساعدة الأطفال في علاج إدمان الإنترنت من خلال احتوائهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم وترسيخ لغة الحوار وقضاء الأوقات معهم في الأنشطة المختلفة.
ثالثا:- وضع القوانين الصارمة والعقوبات من قبل الأسرة في حال تخطي عدد الساعات التي تم تحديدها من أجل الدخول إلى الإنترنت.