شخصية المدمن وكيف وقع في الإدمان فلا شك أن شخصية المدمن وعملية الانجذاب إلى الإدمان هي مسألة معقدة تحتاج إلى فهم عميق للعوامل المؤثرة والأسباب، حيث يُعتبر الإدمان حالة مرضية تؤثر على الجانب البيولوجي والنفسي والاجتماعي للفرد وبالطبع تُغير من أسلوبه وشخصيته الحقيقية، وفي هذا المقال سنتناول شخصية المدمن ونلقي الضوء على كيفية وقوعه في الإدمان، وهذا من جملة المواضيع الهامة التي سلطنا عليها الضوء من خلال مواضعينا وبتوجيهات من دكتورة مني اليتامي في ظل عدم معرفة الكثيرين بالطبيعة الإدمانية خاصة الأسر التي ابتليت بشخص مدمن وكثيراً ما يكون الانكار.
تعرف على شخصية المدمن وكيف وقع في الادمان
تختلف شخصية المدمن وتعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك الوراثة والعوامل البيئية والتجارب الحياتية، ويُعتقد أن هناك بعض السمات الشخصية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالإدمان، مثل:
- العاطفة وعدم التوازن العاطفي: يمكن أن تكون العواطف المتطرفة وعدم التوازن العاطفي عوامل تجعل الفرد يسعى للتخفيف منها عن طريق المخدرات أو المواد الطبية الأخرى.
- الاحتياج الملح للتحفيز والمغامرة: قد يشعر البعض بشعور بالملل أو الرغبة في تجربة أشياء جديدة ومحفزة، مما يجعلهم أكثر استعدادًا لاستكشاف المخدرات والمواد الإدمانية.
- ضعف التحكم الذاتي: يمكن أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في التحكم الذاتي توهم بأنهم غير قادرين على التحكم في استخدام المخدرات والإدمان عليها.
- الشعور بالضيق الاجتماعي: يمكن أن يلجأ البعض إلى المخدرات كوسيلة للهروب من الضغوط الاجتماعية والشعور بعدم الانتماء.
كيفية الوقوع في قبضة الإدمان
عملية وقوع الشخص في الإدمان تنطوي على سلسلة من الأحداث والتجارب.
قد يبدأ الفرد بتجربة المخدرات أو المواد الإدمانية بشكل تجريبي أو بسبب الضغوط النفسية أو التأثيرات الاجتماعية.
في البداية، قد يشعر المدمن بتجربة إيجابية قصيرة الأمد، مثل الاسترخاء أو النشوة أو التخفيف من الضغوط وهذه التجارب الأولية قد تؤدي إلى زيادة الرغبة في استخدام المخدرات والمواد الإدمانية.
مع مرور الوقت يتطور الإدمان ويصبح نمطًا من السلوكيات المتكررة والشديدة التأثير ويصبح المدمن مهووسًا بالحصول على المخدرات والاعتماد عليها للوفاء باحتياجاته للتخفيف والتحسين المؤقت.
ويحدث هنا تغير في الدماغ حيث يتعود على الوجود المستمر للمخدرات والمواد الإدمانية وتتأثر الدوائر العصبية المسؤولة عن الشهوة والمكافأة.
مع مرور الوقت يزداد الإدمان ويصعب على المدمن السيطرة على استخدامه ويتعرض لآثار سلبية على صحته الجسدية والنفسية وعلاقاته الاجتماعية.
ويفقد المدمن التوازن في حياته وتتراكم المشاكل والتحديات أمامه وحتى يستطيع التغلب على الإدمان، يكون العلاج النفسي والطبي ضروريًا.
وقد أظهرت الدراسات الأجنبية أهمية العلاج من إدمان المخدرات وتأثيراته على الجسم.
كيف تعرف أن في بيتك مدمن مخدرات؟
الحديث عن شخصية المدمن يجعلنا نتطرق إلي التعرف علي أعراض وعلامات الإدمان، حيث توجد عدة علامات تشير إلى وجود مدمن مخدرات في بيتك، وتساعدك على معرفة شخصية المدمن وكيف وقع في الإدمان ومن تلك العلامات ما يلي:
- التغيرات السلوكية: قد تلاحظ تغيرات ملحوظة في سلوك الشخص المدمن فقد يصبح غير منضبط أو متقلب المزاج، وقد يكون لديه تغيرات في نمط النوم والأكل وربما يظهر أيضًا تدهور في أداء العمل أو الدراسة.
- التغيرات الجسدية: قد تلاحظ وجود تغيرات في مظهر الشخص المدمن حيث يصبح بالغ الشحوب أو الهزال، وقد تكون عيناه محمرة أو متورمة، أو صفراء اللون وقد يعاني من زيادة أو نقصان في الوزن بشكل غير طبيعي.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية: قد يبدأ الشخص المدمن في الانعزال والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية التي كان يشارك فيها بانتظام حيث يصبح يفضل البقاء في غرفته بمفرده ويفقد اهتمامه بالعلاقات الاجتماعية.
- التغيرات المالية: قد يلاحظ وجود تغيرات في الأوضاع المالية للشخص المدمن، فقد يبدأ في طلب المال بشكل متكرر، أو يفقد وظيفته بسبب تأثير الإدمان على أدائه العملي، أو يبيع ممتلكاته الشخصية لشراء ما يتعاطاه من المخدرات.
- وجود آثار المخدرات والأدوات المتعلقة بها: قد تجد أدوات أو معدات تُستخدم في استهلاك المخدرات في منزلك، مثل أكياس صغيرة فارغة، أنابيب زجاجية أو إبر، كما قد تجد آثار المخدرات نفسها، مثل بقايا المخدرات أو الأقراص أو البودرة البيضاء.
إذا لاحظت وجود أي من هذه العلامات، قد يكون من الأفضل أن تتخذ إجراءً فوريًا لدعم الشخص المدمن وتوجيهه نحو العلاج.
شكل مدمن المخدرات
شكل المدمن على المخدرات قد يختلف من شخص لآخر، ولا يوجد شكل محدد يمكن تطبيقه على الجميع ومع ذلك، هناك بعض السمات الشائعة التي يمكن أن تلاحظها في مظهر المدمن على المخدرات:
- التغيرات الجسدية: قد يظهر الشخص المدمن على المخدرات علامات جسدية واضحة قد يكون لديه بشرة شاحبة أو جسم هزيل، وقد يعاني من فقدان الوزن الشديد أو زيادة الوزن بشكل غير طبيعي.
- ظهور بعض العلامات: قد تكون لديه علامات حقن على الجلد.
- التغيرات في المظهر الشخصي: قد يكون هناك تدهور في مظهر الشخص المدمن، حيث قد يهمل النظافة الشخصية والاهتمام بالمظهر وقد يظهر عليه التعب والإرهاق، وقد يكون لديه رائحة كريهة ناتجة عن عدم العناية الشخصية.
- عدم الاهتمام بالملابس: قد يلاحظ أن المدمن لا يهتم بمظهره الخارجي واختيار ملابسه فقد يرتدي ملابس غير مناسبة أو غير نظيفة.
- التغيرات في السلوك: قد يكون هناك تغيرات في سلوك المدمن، حيث يصبح غير منضبط وعصبي ومنزعجًا أو متذبذب المزاج .
كيف يفكر مدمن المخدرات؟
يتركز تفكير مدمن المخدرات على كيفية الحصول على مادة الإدمان الخاصة به سواء كانت حشيش أو أفيون أو كوكايين أو عقار طبي.
وتعتبر طريقة الحصول على المادة المخدرة هي الفكرة المسيطرة على حياته اليومية لذلك تجد الشخص المدمن ينزعج كثيرًا إذا حاولت أن تقنعه بالإقلاع أو التوقف عن تناول المخدرات.
فهو بمجرد تفكيره في عملية التوقف يشعر بالخوف والاضطراب والرعشة والقلق، وذلك لأن المخدرات على حد تفكيره هي الشيء الوحيد الذي يمنحه الشعور بالسعادة والسكينة والاسترخاء، فإذا قمت بمنعه من تناولها فأنت بذلك تمنعه من سعادته.
صفات متعاطي المخدرات
متعاطيّ المخدرات قد يتميزون ببعض الصفات المشتركة، ومن هذه الصفات ما يلي:
- التوتر.
- الارتعاش.
- تقلب المزاج.
- تشوش التفكير.
- الانعزال.
- القلق.
- عدم التركيز.
- مثير للمشاكل.
- المراوغة والكذب.
- المشاكل النفسية مثل البارانويا وجنون العظمة.
مقالات ذات صلة
أسباب الوقوع في الادمان
الرغبة الشديدة في التجربة: يشعر المتعاطي برغبة قوية في تجربة المخدرات واستكشاف تأثيرها على جسده وعقله حيث يكون مفتون بالتجربة الجديدة والهروب من الواقع.
الاستعداد للمخاطرة: يتمتع المتعاطين للمخدرات بميول للمخاطرة، حيث يكونوا على استعداد لتجاوز القوانين والتعرض للمشاكل القانونية والصحية بهدف الحصول على المخدرات.
القلق والاكتئاب: قد يعاني المتعاطي من حالات قلق واكتئاب مزمنة ويلجأ إلى المخدرات كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية والتخفيف من الضغوط النفسية.
الاضطرابات العاطفية والعلاقات العائلية: قد يواجه المتعاطين صعوبات في الحفاظ على علاقات صحية مع أفراد العائلة والأصدقاء وقد تتأثر علاقاتهم بالاشتباه والكذب والسلوك غير القانوني المرتبط بتعاطي المخدرات.
العجز في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية: قد يتأثر المتعاطي بشدة في تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية ويمكن أن يفقد الاهتمام بالتعليم والعمل، ويواجه صعوبات في الحفاظ على الالتزامات والمسؤوليات اليومية المطلوبة منه.
كيف يصبح الشخص مدمن على المخدرات؟
يصبح الشخص مدمن على المخدرات من خلال التوجه نحو الاستخدام المستمر، حيث يشغل المدمن على المخدرات فكره بشكل مستمر حول كيفية الحصول على المخدرات وتناولها ويتحكم الإدمان في تفكيره وقراراته، حيث يصبح الحصول على المخدرات هدفًا رئيسيًا في حياته.
الرغبة الملحة والتوقعات الوهمية: يعاني المدمن من رغبة شديدة في تناول المخدرات، ويعتقد أن الاستخدام سيجلب له الراحة والسعادة ويمكن أن يكون لديه توقعات وهمية بأن المخدرات ستحل مشاكله وتخفف عنه ألمًا نفسيًا أو جسديًا فيدمن عليها.
عدم التكيف مع الحياة: يميل المدمن إلى تعاطي المخدرات عندما يعجز عن تكييف نفسه مع نمط الحياة الاجتماعي والمهني وقد يقبل الشعور باليأس والاستسلام للإدمان بدلًا من السعي للتعافي.
العلاج من إدمان المخدرات
ينقسم علاج ادمان المخدرات إلى عدة أقسام حيث يتضمن العلاج النفسي وتعزيز الوعي بالأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفع الفرد لتعاطي المخدرات وتطوير استراتيجيات للتحكم في الرغبة والتعامل مع التحديات المرتبطة بالإدمان أما العلاج الطبي، فقد يشمل وصف الأدوية للتخفيف من الأعراض الانسحابية للمخدر.
باستخدام هذه الأساليب المتكاملة، يمكن للفرد المدمن أن يستعيد السيطرة على حياته ويتحرر من قبضة الإدمان حيث يوفر العلاج النفسي كل الدعم والتوجيه للمدمن في فهم أسباب الإدمان والتغلب عليها.
ويتضمن ذلك جلسات العلاج الفردية والعائلية والمجموعات الخاصة بالدعم التي تعزز الحوار وتشجع على تطوير استراتيجيات صحية بديلة.
أما العلاج الطبي، فيقوم الأطباء المختصون بتقييم الحالة الصحية العامة للمدمن وتوفير العلاج اللازم كما يمكن استخدام الأدوية للتخفيف من أعراض الانسحاب الجسدية والتحكم في الرغبة الملحة في استخدام المخدرات.
بالإضافة إلى العلاج النفسي والطبي، هناك أيضًا دور هام للدعم الاجتماعي والبيئة المحيطة إذ يجب أن يتم توفير بيئة داعمة وخالية من المؤثرات الضارة، ويجب أن يكون هناك دعم من الأهل والأصدقاء والمجتمع في عملية التعافي.
خلاصة موضوع شخصية المدمن وكيف وقع في الادمان
في النهاية، يجب أن يتم فهم شخصية المدمن وكيف وقع في الادمان والتعرف على أهمية العلاج النفسي والطبي وكيف يعملان معًا كفريق متكامل لإنقاذ المدمن اللذات يساعدان الفرد على التعامل مع أسباب الادمان وتغيير السلوكيات السلبية، وتعزيز الصحة النفسية والبدنية، وبناء حياة جديدة وصحية بعيدًا عن الإدمان.
مصادر الموضوع