المرض النفسي يدق أبواب أطفالنا بشكل متكرر في ظل تغييرات هذا العصر، فنحن أمام خطر يداهم جميع الأطفال في ظل احتمالية إصابتهم بالاضطراب النفسي، وعكس ما يظنه الكثير أن المرض النفسي يصيب البالغين فقط، بل أطفالنا بسن المراهقة والشباب عرضة للإصابة بنفس الاضطرابات النفسية التي تصيب البالغين، ولمعرفة المزيد من المعلومات عن سن ظهور أعراض المرض النفسي تابع معنا.
سن ظهور أعراض المرض النفسي
هناك دراسات وتقارير عالمية حول سن ظهور أعراض المرض النفسي، والتي تكشف أن طفل واحد ما بين كل 7 أطفال من سن الـ 10 حتى الـ 19 عامًا يعانون من اضطراب نفسي معين، وهذا ما يعادل نسبة 13% من معدلات إصابة البشر بالاضطرابات النفسية من هذه الفئة العمرية.
كما أن عواقب الاضطراب النفسي لدى الأطفال تؤثر على السلوكيات في المراهقة، بالإضافة إلى المعاناة من ضعف الصحة البدنية والجسدية بسبب اختلال الصحة النفسية، أيضًا الانتحار من الأسباب الرئيسية التي تحتل المرتبة الرابعة لأسباب الموت بين الأشخاص من عمر الـ 15 حتى 29 عامًا.
تعرف على/ المرض النفسي أسبابه وأعراضه
ما هو أمراض الأطفال النفسية للأطفال؟
يستخدم مصطلح الاضطراب النفسي في بعض الأحيان للإشارة إلى الاضطرابات العقلية أو الاضطرابات النفسية، والتي تؤدي إلى أعراض سلوكية أو نفسية مما يؤثر على جوانب الحياة المختلفة، وغالبًا ما يؤدي إلى حالة من الضيق والكرب وتقلبات الحالة المزاجية.
الأطفال يصابون بنفس الاضطرابات النفسية التي تصيب الأشخاص البالغين، ولكن طريقة التعبير عن الاضطراب النفسي تكون مختلفة، مثل أنهم يكونون أكثر تهيجًا من البالغين في حالة الإصابة بالاكتئاب، ومن أمثلة الحالات النفسية التي قد يعاني منها الأطفال:
1_ القلق عند الأطفال
القلق واحد من أشهر الاضطرابات النفسية التي تواجه فئة من الأطفال، حيث يعانون من صعوبة في مواجهة مخاوفهم مما يؤثر على المدرسة والمنزل، لذا عرف باضطراب القلق والتوتر، ومن أمثلة سلوكيات هذا الاضطراب ما يلي:
- الخوف الشديد عند الابتعاد عن الوالدين أو ما يعرف بقلق الانفصال.
- القلق الشديد من المستقبل والتفكير بحدوث أمور سيئة ستحدث ما يعرف باضطراب القلق العام.
- الخوف الشديد من شيء ما مثل الكلاب والحشرات وهو الرهاب الاجتماعي.
- الخوف شديد من المدرسة والأماكن الأخرى مثل القلق الاجتماعي.
- نوبات متكررة من الخوف والهلع المفاجئ.
كما يصاحبه أعراض مثل زيادة سرعة ضربات القلب أو صعوبة في التنفس أو الشعور بالدوار والدوخة وغيرها.
2_ الكآبة والحزن عند الأطفال (الاكتئاب)
بعض الأطفال يتولد لديهم شعور بالحزن والكآبة وعدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء، كما أنهم يفقدون القدرة على الاهتمام بالأنشطة والهوايات المفضلة، وهو ما يعرف باضطراب الاكتئاب عند الأطفال، ويظهرون سلوكيات مثل:
- الشعور بالحزن والكآبة واليأس.
- الغضب والانفعال طوال الوقت.
- تغييرات في الأكل مثل تناول كميات كبيرة أو صغيرة جدًا من الأكل.
- عدم الاستمتاع بالأشياء الممتعة.
- التغيرات في أنماط النوم مثل النوم أكثر أو أقل من الطبيعي.
- كذلك التغيرات في الطاقة مثل التعب والتوتر والقلق في الكثير من الأوقات.
- أيضًا الشعور بانعدام القيمة أو الشعور بالذنب.
- القيام بسلوكيات مضرة للذات أو الآخرين.
4_ اضطراب السلوك عند الأطفال
تشخيص اضطراب السلوك لدى الأطفال من الحالات الشائعة التي يصعب على الأبوين التعامل معها، حيث يظهر الطفل نمط دائم من العنف والعدوانية المفرطة تجاه الأخرين، وتعمد كسر القواعد والقوانين في المنزل والمدرسة، ومن أمثلة اضطراب السلوك عند الأطفال:
- الهروب من المدرسة أو المنزل.
- البقاء مستيقظاً في الليل عندما في ساعات النوم المحددة.
- سرقة أعراض من الأصدقاء في المنزل.
- العدوانية التي تلحق ضرر بالآخرين.
- إظهار العنف والقسوة تجاه الحيوانات.
- الإضرار بممتلكات الآخرين عن قصد.
- الكذب والتحايل على الأبوين.
5_ اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
يواجه بعض الأطفال العديد من الأحداث والمواقف المؤلمة والصادمة، ويكون لها أثر مباشر على السلوك وردود الأفعال فيما بعد، وعلى الرغم من أن بعض الأطفال يتعافون سريعًا منها، إلا أن الغالبية العظمى منهم يكبرون وهم يعانون من تراكمات صدمات الطفولة.
وصدمات الطفولة تجعل الطفل في حالة ضغط مستمر وشعور بالحزن والقلق والتوتر والخوف، كما أنها تؤدي إلى أعراض مزعجة تتداخل مع مشاعرهم وأفعالهم ونشاطهم، وهنا تعرف باضطراب ما بعد الصدمة خاصة إذا استمر الوضع لأكثر من 30 يومًا، ومن صدمات الطفولة الشائعة:
- انفصال الأبوين.
- النزاعات والخلافات الأسرية.
- العنف الأسري.
- الضرب والاعتداء الجسدي.
- التعرض إلى التحرش أو الاستغلال الجنسي.
أعراض المرض النفسي
الأعراض التي ترافق المرض أو الخلل النفسي تختلف بناء على نوع الاضطراب، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل الحالة الصحية للمريض، وبشكل عام الاضطرابات النفسية تحدث خلل في الأفكار والمشاعر والسلوكيات، ومن أمثلة العلامات والأعراض النفسية ما يلي:
- تشويش الذهن.
- ضعف الذاكرة.
- تقلبات الحالة المزاجية.
- الشعور بالحزن أو الكآبة.
- صعوبة التركيز.
- اضطراب عادات الأكل والنوم.
- الشعور بالقلق والتوتر.
- فرط الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
- الهلاوس والأوهام.
- الإرهاق والتعب المستمر.
- انخفاض الطاقة والنشاط.
- اضطراب تعاطي المخدرات أو الكحوليات.
- الميول الانتحارية.
- عدم القدرة على مواجهة المشاكل اليومية أو الضغوطات.
- الانعزال والابتعاد عن الأهل والأصدقاء.
- العدوانية والانفعال.
- تغيرات في الدوافع الجنسية.
بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض والعلامات الجسدية الدالة على المرض النفسي، مثل الصداع وآلام العظام والمفاصل والظهر وأوجاع المعدة بدون سبب واضح.
موضوعات ذات صلة: أشهر أعراض المرض النفسي عند المراهقين
هل المرض النفسي خطير؟
نعم، المرض النفسي خطير جدًا حيث يعد أحيانًا من الأسباب الرئيسية في الإصابة بالإعاقة الذهنية، بالإضافة إلى المشاكل الصحية الخطيرة والتغييرات السلوكية وغيرها من المضاعفات، والأضرار الناتجة عن الإصابة بالاضطراب النفسي، لذا مهم علاج الأمراض النفسية.
علاج الأمراض النفسية
الهدف الأساسي من علاج الأمراض النفسية هو التخفيف من الأعراض الجانبية، ومعالجة الأسباب وراء المرض ليختفي بشكل نهائي، وباختلاف أنواع الأمراض النفسية الطرق العلاجية بدورها تختلف من مريض إلى آخر، فلا توجد طريقة واحدة لعلاج المرضى النفسيين جميعًا، وبشكل عام تكون العلاجات النفسية مزيج ما بين الخيارات التالية:
1_ العلاج الدوائي
من منا لا يعلم أن الأدوية النفسية جزء أساسي من برامج علاج الاضطرابات والأمراض النفسية، ودورها التخفيف من الأعراض الجانبية إلى جانب العلاجات النفسية الأخرى، ومن أهم هذه الأدوية ما يل:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- مثبتات الحالة المزاجية.
ملحوظة/ استعمال الأدوية النفسية يكون تحت إشراف طبي ويوصى المريض بالالتزام بالجرعات والتوجيهات الطبية لتجنب المضاعفات.
2_ العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي على إزالة الأعباء النفسية التي يحملها المريض على عاتقه، ويركز الطبيب المعالج على تحرير المريض من أفكاره ومشاعره السلبية التي تتحكم بصورة غير مباشرة في سلوكيات والحالة المزاجية للمريض، وجلسات العلاج النفسي تركز على:
- البوح عن المشاعر الداخلية ليكون من السهل التعامل معها.
- تحسين وتطوير العلاقات الاجتماعية.
- التعامل بطريقة صحية مع الذكريات والأحداث المؤلمة.
- التفكير والبحث عن حلول فعالة للمشاكل التي تواجه المريض.
3_ العلاج بالتحفيز الدماغي
علاج الأمراض النفسية والتخفيف من أعراضها الجانبية أحيانًا إلى تقنية التحفيز الدماغي، والتي تستخدم مع بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، حيث توضع أقطاب من الكهرباء على فروة الرأس تحت تأثير المخدر، ومرخيلات العضلات لمنع المريض من الشعور بألم، وبهذه الطريقة يحدث تحفيز لبعض خلايا الدماغ لإصلاح الخلل.
4_ العلاج في المستشفى
هناك بعض الحالات المستعصية من المرضى النفسيين أو أصحاب الاضطرابات الخطيرة، مثل الفصام وثنائي القطب والاكتئاب الحاد والميول الانتحارية يحتاجون إلى تلقي الرعاية المستمرة، والمراقبة على مدار الـ 24 ساعة لذا يتم علاجهم في المستشفى حتى تتحسن حالتهم الصحية، وتستقر الأعراض الجانبية بما لا يشكل خطرًا على حياته وحياة من حوله.
الخاتمة:
انعدام الوعي بالثقافة والصحة النفسية أحد الأسباب التي تزيد من معدلات الانتحار بين الأطفال والشباب، فالكثير من أطفالنا يعانون في صمت من اضطراب نفسي مثل القلق والاكتئاب والرهاب الاجتماعي وغيرهم، فإذا كنت تلاحظ على طفلك بعض أعراض المرض النفسي التي ذكرناها في مقالنا ننصحك بالبحث عن طبيب متخصص، ويمكنك التحدث إلى أحد متخصصي الصحة النفسية بمركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان.
Arabic 
English