دور الأسرة في الوقاية من الإدمان مهم جدًا حيث أنها البيئة الأولى للإنسان، وكلما نشأ الفرد داخل بيئة أسرية أكثر احتضانًا له توفر له الدعم والتوجيه السلوكي، والحرص على مراقبة أفعالة وتصرفاته ، كلما كان من السهل أن يكون على طريق المسار الصحيح، ومن هنا أخذ الأطباء والمتخصصين مفهوم الأسرة وتأثيرها على التنشئة الأولية، لذا من خلال حديث اليوم سنسلط الضوء على أهم النقاط المتعلقة بدور الأسرة في الوقاية من الإدمان تابع معنا.
ما هي الأسباب العائلية التي تلعب دوراً في الإدمان؟
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان مهم جدًا باعتبارها هي النواة الأولية للتنشئة، فالأغلب لا ينسجم أفراد العائلة مع بعضهم البعض طوال الوقت، فلا وجود لشخص مثالي طوال الوقت، ومع ذلك يمكن لبعض التحديات والأمور العائلية أن تكون سبب في إدمان الشخص أو تفاقم السلوكيات التي تشجع على تعاطي الإدمان، حيث توجد بعض المشكلات التي إذا تواجدت في بيئة العائلة تكون سبب في إدمان أحد أفرادها كما يلي:
- كثرة الصراعات الشخصية بين أفراد العائلة.
- الأسرة تعاني من عدم الاستقرار المالي.
- نزاعات العلاقات داخل محيط العائلة.
- مواجهة العديد من القضايا التي يصعب حلها.
- المشكلات العاطفية بين أفراد الأسرة.
- مشاعر الغضب والاستياء التي تسيطر على العائلة.
جميع ما سبق يدل على أهمية دور الأسرة في الوقاية من الإدمان من خلال التخلص من مشاعر التوتر والقلق والضغط في البيئة المنزلية، تابع معنا لمعرفة المزيد عن دور الأسرة في الوقاية من الإدمان.
دور المجتمع في الوقاية الإدمان
في إطار الحديث عن دور الأسرة في الوقاية من الإدمان هناك بعض الأدوار الفعالة، والمهمة التي تتطلب من مؤسسات المجتمع المختلفة القيام بها من أجل وقاية أبناء المجتمع من الإدمان، ومن أهمها التالي:
1_ توعية الأفراد
يجب أن تبدأ الدولة في توعية الأفراد عن الشائعات المضللة عن فوائد المخدرات، والتي يتعمد التجار نشرها بين الشباب والمراهقين لخداعهم، مثل فوائد المخدرات للدراسة أو التحصيل الأكاديمي، لذا مهم العمل على توعية الطلاب عن شائعات فوائد تعاطي المخدرات من خلال مناهج دراسية للوقاية من المخدرات.
2_ التحذير من مخاطر الإدمان
مهم جدًا تسخير وسائل الإعلام بالدولة للتحذير من مخاطر الإدمان، فضلًا عن استغلال لاعبي كرة القدم والفنانين في نشر الدعاية حول أضرار ومخاطر الإدمان، وتوعية الشباب من الوقوع في فخ الإدمان.
3_ وضع قوانين صارمة
الدولة يجب أن تضع بعض القوانين الصارمة على الأشخاص الذين يروجون للمواد المخدرة، ليكون الشخص عبرة لغيره مما يساهم في تقليل أعداد التجار والمروجين للمخدرات التي تدمر عقول الشباب.
4_ توفير كوادر طبية مؤهلة
للأسف مجتمعاتنا العربية الكثير منها يفتقر إلى الكوادر الطبية المتخصصة لعلاج المدمنين، لذا من دور المجتمع أن يوفر عدد كافي من الكوادر الطبية من أصحاب الخبرات والكفاءات في علاج أضرار الإدمان النفسية والجسدية بشكل دقيق.
5_ توفير مصحات متخصصة في علاج الإدمان
أحد الأدوار الهامة التي يجب أن يقوم بها المجتمع في مكافحة الإدمان هو توفير عدد كاف من مصحات، ومراكز ومستشفيات علاج الإدمان من المواد المخدرة والكحوليات، إلى جانب الأمراض النفسية والجسدية المصاحبة للإدمان، وبالطبع قرار العلاج يجب أن يتخذ أولًا من قبل أفراد العائلة، لذلك الأسرة تلعب دورًا مهم في علاج الأبناء من الإدمان.
موضوعات ذات صلة: دور الجامعة في حماية الطلاب من المخدرات في الكويت
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان مهم جدًا في وضع الأسس والمعايير الأساسية لتجنب وقوع أحد الأفراد في فخ الإدمان، ويقدم الأطباء ومتخصصي الرعاية بعض النصائح حول دور الأسرة في الوقاية من الإدمان كالآتي:
1_ الحوار الهادف
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان يتطلب من الأب والأم اتباع طريقة الحوار الهادف، وذلك ما يساعد الابن على تقبل النصيحة والابتعاد عن تعاطي المخدرات، و توعية الأبناء دينيا وبأسلوب متخصص دون الضغط عليهم نفسيا حتى لا ينحرفوا في سكك الإدمان، كذلك إذا كان الأبن بالفعل يعاني من الإدمان أيضًا تحدث معه بطريقة إيجابية مما يجعله أكثر تقبلًا لفكرة العلاج والتخلص من الإدمان.
2_ منح الأبناء الثقة
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان يبدأ من منح الأبناء مشاعر الثقة والراحة والاطمئنان، وأن يكون الأب والأم مصدر للثقة ويمكن الاعتماد عليهم في حل جميع المشكلات، وذلك ما يقلل من لجوئهم إلى المواد المخدرة أو طريق الإدمان.
3_ التشجيع على ممارسة الرياضة
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان يتجلى في تشجيع الأبناء وأفراد العائلة على ممارسة التمارين الرياضية، لكي يستغل أوقات الفراغ والطاقات الداخلية في أمر مفيد، وذلك بدلًا من استغلالها في تعاطي المخدرات.
4_ توعية الأبناء بأضرار المخدرات
دور الأسرة في الوقاية من الإدمان مهم جدًا في الوقت الحالي فإن كل شخص معرض للوقوع في هذا الفخ، والذي يكون سبب في التعرض إلى الكثير من المخاطر التي قد تؤدي إلى الموت، إذا كان لديك ابن أو ابنه في سن المراهقة أو الشباب فأنت بحاجة إلى توعيته عن أضرار المخدرات، ومخاطر الإدمان على الحالة الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى اتباع النصائح التالية:
- توقف تمامًا عن استخدام الأسلوب الهجومي مع أبنائك.
- استخدام لغة حوار فعالة ونبرة هادئة وكن أكثر إنصاتًا أثناء التحدث معهم.
- لا تستخدم العنف أو السلوكيات العدوانية من أجل ترهيب الابن للابتعاد على الإدمان.
- كن دائم الإطلاع على الأشخاص القريبين من طفلك سواء من زملاء الدراسة، أو الأصدقاء المقربين ذو التأثير القوي على الابن، وكن على معرفة مباشرة بكل شخص جديد يتعرف عليه، وتعرف على العلاقة بين الإدمان ورفقاء السوء.
- إذا كان أبنك أو ابنتك تعاني من مشكلة نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، او الرهاب الاجتماعي ساعده على تلقي العلاج النفسي في أسرع وقت ممكن، لأنه من أكثر حالات الإدمان بين الأبناء سببها الاضطرابات النفسية التي تركت بدون معالجة فعالة وسريعة.
- تشجيع الابن على ملأ أوقات الفراغ بممارسة الرياضة أو الهوايات المفضلة مثل السباحة أو القراءة، لأن من مسببات الإدمان كثرة الفراغ ومشاعر الوحدة.
- كن دائمًا منفتح إلى الحديث مع الابن لتكون ملم بأحداث حياته، وإذا كان يواجه أي مشكلة أو تهديد من شخص غريب ساعده على تجاوز هذه المشكلة دون الوقوع في الإدمان.
كيف تتصرف عندما يتعاطى أفراد الأسرة المخدرات؟
بعد توضيح ما هو دور الأسرة في الوقاية من الإدمان هل تعلم كيف تتصرف عندما يتعاطى أفراد الأسرة المخدرات، حيث أن الغالبية العظمة من الأشخاص يتصرفون بطريقة عاطفية بعيدًا عن استخدام العقل لإيجاد الحل المناسب، عندما يعاني أحد أفراد الأسرة فمن الطبيعي أن تتأثر باقي أفراد الأسرة بشدة من الناحية العقلية والعاطفية، وبالتالي مهم جدًا أن تتكاتف أفراد العائلة من أجل الوقوف إلى جانب الشخص المدمن، والتأكد من التواصل مع أفضل مصحة علاجية للتخلص من اضطراب تعاطي المخدرات أو الكحول، إذا كنت تشعر بالقلق حيال هذا الأمر تواصل معنا لنوضح لك الطريق الصحيح للتعافي، وطرق العلاج التي يجب أن يخضع لها المدمن للتعافي بشكل نهائي.
كيف تتعامل الأسرة مع الابن المدمن؟
كما أن دور الأسرة في الوقاية من الإدمان أيضَا طريقة تعامل الأسرة مع الفرد المدمن أمر في غاية الأهمية، حيث أن الشخص الذي يتعاطي المخدرات يجب أن يكون المحور الأساسي للعائلة من أجل مساعدتهم على الخروج من هذه المحنة، ولكن بالنظر إلى بعض العائلات نجد أنهم يتعاملون بطرق خاطئة مثل التعنيف، والحبس والضرب وتطبيق كافة طرق العقاب دون البحث عن المساعدة العاجلة.
الأصح دائمًا في معاملة المدمن من العائلة هو طلب المساعدة المتخصصة، وإقناعه باتخاذ قرار الإقلاع عن التعاطي والالتزام به حتى يصل إلى نتائج التعافي، وقرار التوقف عن الإدمان والعلاج يقع على مسؤولية الأسرة، لذلك ننصح أفراد العائلة التي تمتلك شخص مدمن بالتواصل مع مصحة أو مركز علاجي لمساعدته على العلاج والتعافي، وتذكر دائمًا أنه بحاجة إلى الدعم المعنوي والعاطفي لتقبل العلاج وتحقيق الاستجابة السريعة.
نهاية الحديث حول دور الأسرة في الوقاية من الإدمان:
اليوم ذكرنا أهم النقاط حول دور الأسرة في الوقاية من الإدمان، وهذا الموضوع الذي أصبح في غاية الأهمية في ظل الانتشار المتزايد للمواد المخدرة، والترويج لها بين الشباب والمراهقين، كما تحدثنا أن بعض العوامل الأسرية التي من شأنها أن تعزز من إدمان أحد أفرادها، وباعتبار أن الأسرة هي مركز التنشئة الأولية لذا مهم جدًا معرفة الآباء معايير، ومبادئ الوقاية من الإدمان والحرص على وقاية الأبناء من هذا الخطر، يمكنك أيضًا التواصل مع أحد متخصصي الرعاية داخل مركز CHOOSE للطب النفسي وعلاج الإدمان لطلب الاستشارة حول وقاية الأبناء وأفراد العائلة من الإدمان وتعاطي المخدرات.