تجربتي مع الوسواس القهري كانت شاقة للغاية حتى تلقيت العلاج بداخل مركز اختيار للطب النفسي وعلاج الإدمان، وتجربتي مع هذا الاضطراب النفسي بدأت عندما شعرت بالرغبة في مشاهدة الأفلام الإباحية، وعلى الرغم من إحساسي بالذنب إلا أن الأفكار والأصوات التي كانت تراودني دائمًا ما تدفعني إلى مشاهدة المقاطع الجنسية عبر مواقع الإنترنت، والوسواس القهري من الاضطرابات النفسية التي ينبع عنها سلوكيات وتصرفات غير منطقية، كما يوجد أنواع متعددة من الوسواس القهري مثل وسواس النظافة أو وسواس المرض أو وسواس العدوى وغيرها، والتخلص من هذا الاضطراب يبدأ من تلقي العلاج النفسي تحت إشراف طبيب مختص، والذي يساعد المريض على التأقلم مع المرض والحد من الأفكار القهرية التي تؤثر بشكل كبير على كافة جوانب الحياة، ومن خلال الأسطر التالية سأتحدث معكم عن تجربتي مع الوسواس القهري .
تجربتي مع الوسواس القهري
تجربتي مع الوسواس القهري بدأت منذ 5 سنوات عندما بدأت تراودني بعض الأفكار عن مشاهدة الأفلام الإباحية، والتفكير في الجنس بطريقة مستمرة طوال اليوم، وعلى الرغم من جميع محاولاتي للتوقف عن هذا التفكير إلا أن الرغبة في مشاهدة المقاطع الجنسية كنت تزداد، كما أنني كنت أقضي ساعات متواصلة خلال اليوم على المواقع الإباحية، وتطور الأمر إلى حد التفكير في أمور جنسية متطرفة عند رؤية أي فتاة، وآثر ذلك بشكل كبير على حياتي العملية حيث توقفت عن الذهاب إلى العمل لمشاهدة الأفلام الإباحية، وكذلك خوفًا من التصرف بطريقة متطرفة تجاه زميلات العمل .
الجدير بالذكر أن والدتي كانت تعاني من وسواس النظافة القهري، حيث كانت حريصة بشكل مبالغ في تنظيف المنزل، وغسل اليدين أكثر من مرة خلال اليوم، ولكن أنا كنت أعاني الوسواس الجنسي القهري، وبعد محاولات متعددة للتخلص من هذا الاضطراب قررت الذهاب إلى مركز اختيار للطب النفسي، والذي أخبرني عنه أحد أصدقائي، وبمجرد ذهابي إلى المركز وجدت الدعم والرعاية المطلوبة، كما أن البيئة العامة للمكان ساعدتني كثيرًا على الإحساس بالارتياح والتخلص من التوتر، وأطباء المركز يعتبرون من أمهر الأطباء في مجال الأمراض النفسية، حيث ساعدوني الطبيب في التخلص من الأفكار الجنسية بطريقة تدريجية، وتجربتي مع الوسواس القهري انتهت عند الخروج من المركز والتخلص من الأفكار القهرية .
ما هو الوسواس القهري ؟
من خلال تجربتي مع الوسواس القهري تعرفت على هذا الاضطراب بشكل مفصل، حيث أن الوسواس القهري (Obsessive compulsive disorder)نوع من الاضطرابات النفسية التي ترتبط بشعور التوتر، كما يدفع الشخص إلى التفكير في أشياء غير منطقية بطريقة قهرية، وبالإضافة إلى ذلك دائمًا ما يشعر المريض بالخوف والقلق، والجدير بالذكر أن المريض غالبًا ما يكون على علم بأن الأفكار التي تراوده ليست منطقية، ولكن يقدم على تنفيذها للتخفيف من شعور الخوف والقلق الذي يعاني منه، والتفكير القهري يكون متمحور حول نقطة معينة مثل التفكير في الأمور الجنسية كما حدث في تجربتي مع الوسواس القهري، أو التفكير في النظافة والهوس بغسل اليدين خوفًا من العدوى، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالجروح والندوب الجلدية لكثرة استخدام الماء والصابون .
كما توجد أشكال أخرى ومتعددة من الوسواس القهري الذي يصيب بعض الأشخاص، وعلى الرغم من أن اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية النادرة إلا أنه أصبح أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة، ولابد من التنويه إلى أنه يبدأ في سن مبكر من مرحلة الطفولة أو المراهقة، حيث أن بعض الاحصائيات أشارت إلى أن الاضطراب يظهر في سن الـ 10 سنوات بالنسبة للأطفال، وفي سن الـ 21 عامًا بالنسبة للأشخاص البالغين .
أسباب الوسواس القهري
الإصابة باضطراب الوسواس القهري تحدث نتيجة أسباب متعددة كالتالي :
1_ أسباب بيولوجية
هناك أسباب بيولوجية تؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري مثل التغير الكيميائي الذي يؤثر على وظائف الدماغ، وأشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أن هناك أسباب وراثية جينية تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري، ولكن إلى الآن لم يستطيع العلماء تحديد أي الجينات المسؤولة عن الإصابة .
2_ أسباب بيئية
خلال تجربتي مع الوسواس القهري أخبرني الطبيب أن هذه الأفكار قد تكون مكتسبة من البيئة المحيطة، خاصة وأن كانت صادرة عن الأشخاص المقربين مثل الأهل أو الأصدقاء .
3_ الإصابة بالجراثيم العقدية
مجموعة من الأطباء يعتقدون أن الأطفال الذين يصابون بالتهاب الحنجرة، وتحديدًا الناتج عن الجراثيم العقدية (Streptococcus) يعد سبب في الإصابة بالوسواس القهري، ولكن إلى الآن لم يتم تأكيد أو نفي هذا الاحتمال .
4_ مستوى السيروتونين
السيروتونين هو أحد المواد الكيميائية الهامة التي تفرز من خلايا الدماغ لتنظيم بعض العمليات الحيوية، وبالتالي النقص في إفراز هذه المادة قد يؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري، كما أن بعض الأطباء النفسيين لاحظوا انخفاض، وتقلص كبير في الأعراض الجانبية للوسواس القهري لدى المريض عند تناول الأدوية التي تحتوي على مادة السيروتونين .
والجدير بالذكر أن بعض الدراسات العلمية أثبتت وجود بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري مثل :
- التاريخ العائلي مع المرض .
- الحمل .
- التعرض المفرط للتوتر والضغط .
أعراض الوسواس القهري
اضطراب الوسواس القهري يصيب المريض بمجموعة من الأعراض الجانبية، والتي تنقسم كما يلي :
1_ أعراض وسواسية
هي مجموعة من الأفكار والتخيلات التي تتسم بعدم المنطقية، وتشمل التالي :
- الرغبة في الصراخ بصوت مرتفع بدون سبب .
- الأفكار حول إلحاق الضرر أو الأذى بالأشخاص المقربين مثل الأطفال .
- تخيل المناظر الإباحية باستمرار كما حدث في تجربتي مع الوسواس القهري .
- الشك حول قفل وفتح الباب .
- التفكير في ارتكاب حوادث على الطريق .
- التوقف عن مصافحة الآخرين أو ملامسة الأسطح خوفًا من انتقال العدوى .
- شد ونتف الشعر باستمرار، مما يؤدي إلى تساقط الشعر أو الإصابة بالصلع .
- غسل اليدين باستمرار مما يصيب الجلد بالالتهابات أو الجروح .
- الإحساس بالتوتر والقلق عند رؤية أشياء غير مرتبة .
- الشعور بالخوف عند الخروج إلى الشارع خوفًا من الناس .
- الإصابة بتقرحات جلدية نتيجة المبالغة في علاج الأمراض الجلدية .
2_ أعراض قهرية
المقصود بالأعراض القهرية هو تكرار تصرف معين لتلبية رغبات ودوافع جامحة لا يمكن السيطرة عليها، ويقدم المريض على تكرر الفعل للتخفيف من الشعور بالتوتر والقلق، ومن أمثلة هذه التصرفات التالي :
- غسل اليدين حتى تتقشر الطبقة الخارجية من الجلد .
- القيام بعدد الأغراض أكثر من مرة بطريقة معينة .
علاج الوسواس القهري
نهاية تجربتي مع الوسواس القهري بدأت عندما قررت تلقي العلاج داخل مركز اختيار للطب النفسي، وذلك لأن نهاية هذا الاضطراب لا تبدأ إلا بالعلاج النفسي، حيث ساعدني الطبيب على وضع نهاية للوسواس الجنسي القهري الذي كنت أعاني منه، ومن ضمن خطوات العلاج التالي :
- التشخيص الطبي .
- العلاج المعرفي السلوكي .
- تناول الأدوية للسيطرة على الأعراض الجانبية، وفي الغالب يبدأ الطبيب بوصف مضادات الاكتئاب .
- جلسات التأهيل النفسي الجماعية لزيادة الدافعية والتشجيع على العلاج .
- المتابعة بعد التعافي والخروج من المركز .
ولابد من التنويه إلى أن آلية العلاج المتبعة تختلف تبعًا لنوع الأفكار القهرية التي يعاني منها المريض .
علامات التعافي من الوسواس القهري
التعافي من الوسواس القهري يظهر من خلال بعض العلامات كالتالي :
- تقلص الأعراض الجانبية التي يعاني منها المريض .
- التفكير بطريقة سوية وطبيعية .
- القدرة على التحكم في الأفكار القهرية .
- عودة المريض إلى ممارسة حياته بصورة طبيعية .
- التخلص من الممارسات المتطرفة .
وفي نهاية الحديث عن تجربتي مع الوسواس القهري أنصح بعدم تجاهل هذه الأفكار القهرية، أو التعامل معها على أنها أمر عرضي سوف يختفي من الوقت، وذلك لأن الإسراع في علاج اضطراب الوسواس القهري يزيد من نسبة الشفاء .
موضوعات ذات صلة :