تجربتي مع البروزاك…..وكيف خرجت من بؤرة إدمانه؟

يحتوي البروزاك على مادة الفلوكستين المضادة للاكتئاب التي تنتمي لمجموعة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، ويعمل عن طريق زيادة معدل السيروتونين في الدم التي تساعد في التواصل بين خلايا الدماغ وبعضها البعض ومنع عودتها إلى النهاية العصبية، وتساعد في علاج الاكتئاب، والقلق، والوسواس القهري، فكيف كانت تجربتي مع البروزاك ، وهل يسبب الإدمان فعلاً؟

تجربتي مع البروزاك

“البروزاك دمرني”، هكذا بدأت حديثي عن البروزاك في علاج الوسواس القهري الذي عانيت منه، وأثر في روتين حياتي اليومية، فكنت أسمع أصواتاً باستمرار تجبرني على غسل الأيدي مرة أخرى بسبب اتساخها.

تشمل أعراض البروزاك أول أسبوعين انخفاض الشعور بالقلق والتعب وعدم الراحة، وتحسين النوم، وازدياد الطاقة، والشهية للطعام، وهذا ما شعرت به فعلاً، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

عانيت من الأعراض الانسحابية عندما توقفت عن استخدام الدواء دون استشارة الطبيب، ولكن عندما ذهبت إلى مركز اختيار لعلاج الإدمان، استطاع الطاقم الطبي المشرف على علاجي التحكم بها.

دواعي استعمال البروزاك

يُستخدم البروزاك في علاج الاكتئاب، والوسواس القهري، ونوبات الهلع، الشره المرضي العصبي، واضطراب ما الطمث الاكتئابي (premenstrual dysphoric disorder).

يساعد البروزاك في تحسين الحالة المزاجية للمريض، والحصول على قسط كافي من النوم، وفتح الشهية، وزيادة النشاط والطاقة، ويقلل الشعور بالخوف، والقلق، والأفكار المكروهة غير المرغوب فيها.

كما يقلل حدوث نوبات الهلع، والرغبة الملحة في تكرار المهمات اليومية مثل غسل الأيدي، ويخفف أعراض الدورة الشهرية مثل العصبية، وزيادة الانفعالات، والشهية، والاكتئاب.

كما يُستخدم البروزاك مع الأولانزابين في علاج الهوس الاكتئابي الذي يحدث بسبب اضطراب ثنائي القطب خاصةً بعد تجربة أكثر من دواءين مختلفين في العلاج.

تجربتي مع البروزاك | متى يبدأ مفعول بروزاك

تتحسن الأعراض في خلال أسبوع أو أسبوعين بنسبة 55% خاصةً إذا كنت تشكو من الاكتئاب، وقد تحتاج إلى أكثر من 4-5 أسابيع للحصول على أقصى استفادة من الدواء، ويحتاج إلى أسبوع حتى يصل إلى نصف معدل البروزاك في الدم.

لذلك يحتاج البروزاك إلى وقتٍ طويل حتى يتخلص الجسم منه بالكامل، مما يسبب استمرار الأعراض الجانبية فترة أطول.

هل للبروزاك اعراض جانبية

تختلف الاستجابة للعلاج من مريض لآخر، لذلك فقد يشكو البعض من حدوث آثاراً جانبية مثل:

• الدوار، والغثيان.
• القلق، واضطرابات النوم.
• التعرق، وفقدان الشهية.
• وقد يسبب أعراضاً جانبية خطيرة مثل:
• تغيرات مزاجية ومتقلبة.
• أفكار انتحارية.
• نزيف، وظهور كدمات.
• تشنج العضلات.
• الرعشة.
• فقدان الوزن المفاجئ خاصةً للأطفال.
• تغيير القدرة الجنسية.
• قئ، وبراز أسود يشبه حبوب القهوة.
• نوبات صرع.
• مشاكل كلوية.
• تورم العين واحمرارها.
• اتساع حدقة العين.
• تشوش الرؤية.
• فقدان القدرة على التوازن للبالغين.

وقد يبدأ الطبيب بجرعة صغيرة ثم تزداد تدريجياً؛ لتقليل خطر الأعراض الجانبية، لذلك لا بد من اتباع تعليمات الطبيب بحذر.

تختفي الأعراض الجانبية مثل اضطرابات النوم، وزيادة الانفعالات، وتقلصات المعدة في أول شهر من استخدام العلاج.

الجرعات المناسبة للبروزاك

وفي الحديث عن الجرعات في تجربتي مع البروزاك، فتعتمد الجرعة المناسبة على الحالة المرضية والاستجابة للعلاج، لذلك لا بد من الالتزام بالجرعة المناسبة التي يحددها الطبيب المعالج، وجرعته قرص واحد يومياً صباحاً، وقد يوصي الطبيب بقرصين يومياً صباحاً وبعد الظهر.

في حين استخدامه لتخفيف أعراض ما قبل الدورة، فقد يوصي الطبيب بأخذ قرصاً واحداً طوال أيام الدورة، أو لمدة أسبوعين قبل بدايتها.

ولا بد من أخذ الجرعة الصحيحة إذا كنت تستخدم بروزاك شراب دون استخدام الملعقة المنزلية لتجنب الحصول على جرعة خاطئة من الدواء، وإليك أهم جرعات البروزاك ما يلي:

جرعة بروزاك للأطفال	جرعة بروزاك للبالغين
يبدأ الطبيب المعالج بوصف جرعة من دواء بروزاك لعلاج الاكتئاب للبالغين بما يعادل 50 مللي جرام في اليوم، وبمن ثم يبدأ بزيادة الجرعة  إلى 60 مللي جرام في اليوم بشكل تدريجي.	غالبًا ما يبدأ الطبيب بجرعات مخفضة من الدواء تقدر بحوالي 20 مللي جرام؟، ونادرًا ما يزيد الطبيب الجرعة إلى 20 مللي جرام وفقًا للحالة الصحية للمريض.

التحذيرات اللازمة لمنع استخدام بروزاك

لا بد من إخبار الطبيب إذا كنت تشكو من الأمراض الآتية مثل:

• تاريخ مرضي من اضطراب ثنائي القطب، وأفكار انتحارية، أو نوبات صرع.
• تاريخ مرضي من وجود مياه زرقاء على العين (glaucoma)، ومرضى السكري.
• وجود مشاكل في الكبد أو انخفاض معدل الصوديوم في الدم خاصةً مع استخدام الأدوية المدرة للبول.
• المعاناة من جفاف شديد، أو قرحة المعدة.

وقد يسبب الفلوكستين انخفاض معدل السكر في الدم لمرضى السكري، لذلك لا بد من متابعة معدل السكر في الدم، وتعديل جرعات الدواء، والنظام الغذائي بجانب ممارسة الرياضة في بداية العلاج أو عند توقفه.

بالإضافة إلى زيادة معدل السيروتونين في الدم مسبباً الأعراض التالية:

• سرعة ضربات القلب.
• الهلاوس السمعية والبصرية.
• حمى دون سبب.
• فقدان القدرة على التوازن.
• دوار، وغثيان شديد.

وقد يسبب تأخر القذف أكثر من 4 ساعات، أو ضعف الانتصاب، وصعوبة الوصول إلى الأورجازم، بالإضافة إلى تفاعل تحسسي من الفلوكستين مسبباً أعراضاً خطيرة مثل:

• طفح جلدي، وتورم الوجه، واللسان، والحلق.
• دوار شديد، وصعوبة التنفس.
• بروزاك والحمل

وفي سياق متصل للحديث عن تجربتي مع البروزاك، فإنه لا يُستخدم إلا عند الضرورة، إذ قد يسبب أعراضاً انسحابية للجنين عند استخدامه في آخر 3 شهور الحمل، بالإضافة إلى مرور الدواء في لبن الأم، ويسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها، لذلك لا بد من استشارة الطبيب اولاً قبل استخدامه.

التفاعلات الدوائية للبروزاك

كما سألنى الطبيب في تجربتي مع البروزاك إذا كنت استخدم أدوية قد تتفاعل مع البروزاك ، فقد يبقى البروزاك في الجسم عدة أسابيع بعد آخر جرعة، ويتداخل مع أدوية أخرى خاصةً عند استخدامه في 5 أسابيع الماضية.

فقد يسبب استخدام الفلوكستين مع الكلوبيدوجريل، والوارفارين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية نزيفاً أو ظهور كدمات، كما يزداد معدل بعض الأدوية في الدم عند استخدامها مع الفلوكستين مثل بروبافينون، فينبلاستين.

بالإضافة إلى التفاعل الدوائي الذي يحدث نتيجة استخدام مثبطات الأوكسيداز الأحادي الأمين (MOA inhibitors) مع الفلوكستين مثل لينزوليد، ورازاجلين، لذلك يجب ألا تستخدم المثبطات لأسبوعين أو 5 أسابيع بعد الفلوكستين.

بروزاك سعر

يوجد علبة بروزاك أقراص 20 مجم التي تحتوي على 14 قرصاً، ويصل سعرها إلى 89 جنيهاً.

هل بروزاك يسبب الإدمان

لم يُصنف بروزاك ضمن الأدوية التي تسبب الإدمان مثل الأفيونات، والبنزوديازيبين، ولكن قد يسبب التعوُّد النفسي على الدواء، والخوف من عودة أعراض المرض من جديد بعد التوقف عن استخدام العلاج، أو الخوف من الأعراض الانسحابية، وهذا ما سبب لي الإدمان في تجربتي مع البروزاك، لذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل استخدامه، كما يحتاج إلى وصفة طبية لصرفه من الصيدلية.

الأعراض الانسحابية

قد يسبب بروزاك بعض الأعراض الانسحابية إذا توقفت عن استخدامه فجأة دون استشارة الطبيب، وهذا ما واجهته في تجربتي مع البروزاك، ومن أهمها:

• القلق، وزيادة الانفعالات العصبية.
• التغيرات المزاجية.
• صداع، واضطرابات النوم.
• زيادة العرق.
• التشتت الذهني.

تقل الأعراض الانسحابية وشدتها عند استخدام جرعات صغيرة من البروزاك، ويجب ألا تتوقف عن استخدام بروزاك دون استشارة الطبيب حتى لا تعود أعراض الاكتئاب مرة أخرى، وتزداد سوءاً، لذلك يقلل الطبيب الجرعة تدريجياً.

علاج إدمان بروزاك

استكمالاً للحديث عن تجربتي مع البروزاك بدأت علاج الإدمان عن طريق طرد السموم من الجسم في سرية تامة دون ألم، وقد يحتاج بعض المرضى إلى الإقامة في المركز للحصول على المساعدة اللازمة بعيداً عن البيئة المحيطة التي أوقعته في بؤرة الإدمان، وقد يجد الطبيب الأعراض خفيفة فيسمح للمريض استكمال علاجه بالمنزل.

يلتزم المريض بحضور الجلسات النفسية التي تعالج المدمن عن طريق تحفيز المدمن نحو التعافي، وزيادة قوة الإرادة، واتباع العلاج المعرفي السلوكي الذي يغيّر طريقة تفكير المريض نحو الإيجابية.

كما يساعد العلاج المعرفي السلوكي المدمن في تأقلم حياة المريض بعد التعافي، والحصول على الدعم الأسري لعلاج الاكتئاب والابتعاد عن طريق الإدمان، ومساعدة المريض بعد التعافي لحمايته من الانتكاس.

ختاماً، قد تكون تجربتي مع البروزاك ورحلتي في البحث عن علاج مخيفة لك، ولكن ليس هناك شيئاً مخيفاً أكثر من الأعراض الانسحابية وشدتها، وليس هناك أجمل من العودة إلى حياتك الطبيعية من جديد، فماذا تنتظر؟ 

المصادر

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث