انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان ففي حقيقة الأمر العلاقة بين الاضطرابات النفسية وبين الإدمان علاقة خطر تبادلية وكلاهما طريق إلى الآخر، فيمكن أن يعاني بعض الأشخاص المدمنين من الاضطرابات النفسية منها تعدد الشخصية أو الانفصام في الشخصية كما أن بعض الأشخاص المصابين بالانفصام في الشخصية قد يقعون في فخ الإدمان علي المخدرات من أجل الهروب من الواقع المرضي.
وهذا الأمر في الاكتئاب والقلق والوسواس القهري وغيرها من الاضطرابات النفسية التي يصاب بها مرضى الإدمان بسبب ما تحدثه سموم المخدرات في الدماغ وإحداث الخلل في الخلايا الدماغية وخلل في النواقل العصبية ولذا يتسائل العديد عن انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان .
وفي حقيقة الأمر في حال المعاناة من مرض الإدمان مع مرض نفسي مصاحب أو ما يعرف بالاعتلال المشترك أو التشخيص المزدوج فإن العلاج لن يكون هيناً ويجب أن يتم العلاج في مراكز الصحة النفسية ومصحات علاج الإدمان المختصة، وسوف نتعرف من خلال طيات الموضوع عن انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان وتعاطي المواد والعقاقير المخدرة.
تعريف انفصام الشخصية
قبل الحديث عن انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان لنوضح أولاًً هو انفصام الشخصية, أما عن معنى انفصام الشخصية أو اضطراب التعدد في الشخصية فإنه يشير إلى أحد الاضطرابات العقلية المزمنة والشديدة والتي تتسبب في سلوكيات وتفكير الشخص المصاب والإدراك لما يدور ويجري حوله في الحياة.
بالإضافة إلى هذا فإن الشخص المصاب بانفصام الشخصية أو تعدد الشخصية يعاني من الأعراض الذهانية من الهلاوس السمعية والبصرية الكاذبة والاعتقاد بسماع أو رؤية أصوات في الواقع إلا أنه في حقيقة الأمر ليس ثمة شيء لتلك التخيلات، كما يعاني المرضي مصابي انفصام الشخصية من الضلالات والأوهام بحدوث أشياء غير واقعية.
أصبح مرض انفصام الشخصية من الأمراض العقلية الموجودة والمنتشرة نسبياً حيث تقدر الإحصائيات بان هناك ما يقارب 20 مليون شخص في العالم يعانون من هذا المرض العقلي، وقبل أن نخوض في تفاصيل الموضوع فإن علينا أن نعي أن هناك فارق بين مرض تعدد الشخصيات وبين مرض الفصام العقلي الذهاني الذي من أبرز سماته الهلاوس والضلالات والذي يصيب قرابة 1 % من أبناء المجتمع.
ما هي العلاقة بين انفصام الشخصية وبين الإدمان على المخدرات,انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان
في حقيقة الأمر وفي إطار انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان سوف نتطرق إلى معرفة الأسباب المقنعة من أجل إدمان بعض الأشخاص المصابين باضطراب انفصام الشخصية وبين إصابة نسبة كبيرة أيضا من مدمني المخدرات بانفصام الشخصية.
في حقيقة الأمر مرض الانفصام في الشخصية مثله مثل أي من الاضطرابات الأخرى كالاضطراب الوجداني ثنائي القطب أو اضطراب نقص الانتباه وغيرها من الأمراض النفسية والتي تعمل على تدهور الحالة النفسية للأشخاص المرضى وتجعلها غير سوية، ومن هنا فإن الاضطرابات النفسية تعد من أكبر الممرات إلى الوقوع في فخ الإدمان.
والسبب في أن انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان راجعا إلى أن أعراض الانفصام تجعل الأشخاص المرضى يعيشون حياة غير طبيعية أي أنهم يعيشون في حالة من الاضطراب والقلق بشكل دائم، وقد تظهر عليهم بعض التصرفات والسلوكيات الغريبة والشاذة بل قد تمتد
أعراض انفصام الشخصية علي المرضى حتى تبدو مرعبة للعديد من الأشخاص ممن يحيطون بالمريض مما يجعل الشخص المريض يشعر بأنه شخص غريب في المجتمع الذي يعيش فيه، ومن هنا والإحساس والشعور بالغربة فإنه يحاول الهروب من الواقع الذي يعيشه إلى البحث عن بديل من أجل إشغال وقت الفراغ ومساعدته علي الهروب من هذا الواقع وبالطبع يكون البديل في أغلب الحالات هو الطريق إلى تعاطي المخدرات ومن ثم الوصول إلى مرحلة الإدمان علي تلك السموم من المواد والعقاقير المخدرة.
موضوعات ذات صلة
الاضطرابات النفسية المرتبطة بالإدمان
هل يصاب الشخص المدمن بالانفصام؟
كما أن الأشخاص المصابين بمرض الانفصام في الشخصية يقبلون علي تعاطي المخدرات ويقعون في فخ الإدمان علي المخدرات هروباً من واقعهم الذي يعيشون فيه، فإن مدمني المخدرات يواجهون خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية والذهانية بسبب الاستمرار في طريق الإدمان.
ومن بين الاضطرابات النفسية الشهيرة التي تصيب الأشخاص مدمني المخدرات في طريق إدمانهم هو مرض انفصام الشخصية، ويحدث هذا في الحالات الإدمانية الشديدة حتى يكون الشخص المدمن ناكراً للواقع والمجتمع والشخصية أيضا، بل إن مدمن المخدرات في تلك الحالة لا يعترف بأي شيء من حوله فيهرب من كل شيء حتى أنه ربما يحاول الهروب من ذاكرته والتنكر لها.
وهذا يفسر إصابة بعض مدمني المواد المخدرة بمرض الانفصام في الشخصية، ومن هنا نؤكد أن انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان علاقة القوية وان كلاهما طريق إلى الآخر.
ما هي المشاكل التي يوجهها مريض انفصام الشخصية
في حقيقة الأمر فإن مرض انفصام الشخصية من الأمراض المزمنة والمعقدة وان يجمع مرض الإدمان مع الانفصام في الشخصية فإن الحالة ستسوء بشكل كبير، وربما يظل الشخص طيلة حياته إن لم يسرع في علاج الإدمان وعلاج المرض النفسي المصاحب من خلال المراكز العلاجية فقد يظل طيلة حياته مريض انفصام الشخصية!
ويواجه مريض الانفصام أو تعدد الشخصيات العديد من الأعراض التي يتم وصفها من قبل الخبراء والمختصين بأنها معقدة، فمنها ما يحدث تغير في شخصية الأشخاص المرضى والقدرات، بالإضافة إلى إمكانية إظهار الأشخاص المرضى بعض التصرفات الغريبة التي لا تتناسب مع الواقع.
ومن أكبر المشاكل التي يواجها مريض الانفصام في الشخصية والتي لا تتناسب مع شخصية المرضى ما يلي:-
1- مشاكل في الذاكرة، وقد يواجه الأشخاص المرضى الذين يعانون من مرض الانفصام في الشخصية فجوات كبيرة ومتكررة في الذاكرة أي أنه من الممكن أن يشاور بوجود فراغ في حياته سواء من جهة الماضي أو من جهة الحاضر، بل قد لا يستطيع الشخص الذي يعاني من انفصام الشخصية تذكر يوما كاملا علي الإطلاق، فمشاكل الذاكرة لدى مرضى انفصام الشخصية من الأمور المميزة.
2- يواجه الأشخاص المرضى المصابين بانفصام الشخصية بالعديد من الصعوبات والمخاطر في الحياة اليومية والعملية كذا، ومن بين تلك الصعوبات المعاناة من حالة من العزلة الاجتماعية التي قد ترجع إلى الوصمة الاجتماعية، حيث يتوجب الشرح والدفاع عن الأنفس أمام هذا المجتمع التي تنتشر به الخرافات والخزعبلات حول المرض النفسي وهو انفصام الشخصية.
3- من المشاكل التي تواجه مرضي انفصام الشخصية حدوث خلل في التفكير حيث يحدث للمصاب بانفصام الشخصية بسبب حدوث تهيأ وشكوك في دخول مكان ما غير أمن ، أو الشكوك حول ترك العمل، أم أن هناك شخصا ما سوف يؤذيني، كما أن الشخص الذي يعاني من انفصام الشخصية تزيد عليه علامات الشك في كل شيء لدرجة أنه يصل إلى مرحلة الشك في كل من حوله مع ما ينتابه من شعور بأنه غير مرغوب فيه في المجتمع الذي يعيش فيه.
علينا أن نعلم بان أفضل مكان من أجل علاج انفصام الشخصية من خلال مؤسسات الصحة المتخصصة في العلاجات النفسية من خلال العديد من الوسائل مثل الأدوية والعلاجات النفسية وبرامج إعادة التأهيل.
مدى صعوبة علاج الإدمان مع وجود انفصام الشخصية
في حقيقة الأمر ليس هناك شك في أن علاج الإدمان ليس بالأمر الهين كما أن علاج انفصام الشخصية كأحد الاضطرابات المعقدة والمعاناة الكبيرة في التخلص من المرض، فكيف الحال في حال انفصام الشخصية وعلاقته بالإدمان و ما إذا اجتمع مرض الإدمان مع المرض العقلي أو النفسي فحينها ستكون المشكلة مشكلة عويصة بل في الواقع هما مشكلتان أحدهما مرض الإدمان والآخر المرض النفسي المتمثل في انفصام الشخصي.
يحتاج علاج الإدمان مع علاج انفصام الشخصية إلى الاهتمام الأكبر لحل تلك المشكلة والتغلب عليها، وهذا الأمر صعب إلا أنه ليس بمستحيل لأنه بوجود المشورة والخبرة ومستشفيات ومراكز التأهيل فلن يكون هناك شيء مستحيل بإذن الله، إلا أن العلاج لن يقتصر فقط على مراكز التأهيل بل يجب أن يتم تقديم يد العون من قبل الأسرة والمجتمع حتى يستقر على أفضل الطرق التي من خلالها يتم التخلص من الألم الذي يشعر به الشخص المريض ويتم التخلص من الانفصام وعلاج الإدمان.