موضة قاتلة تم الترويج لها إعلاميًا على أنها مظهر من مظاهر الرقي والفخامة بين المراهقين والشباب، نرى الآن الآلاف من صغار السن يدخنون الشيشة الإلكترونية أو كما تعرف بالفيب، ويعتقدون أنها مظهر من مظاهر الرجولة التي أصبحت هوس لدى البعض، ونجد في الجهة المقابلة الآباء غير مدركين لخطورة الشيشة الإلكترونية على الصحة النفسية والعقلية للشباب، فالشيشة الإلكترونية ليست بديل آمن عن الشيشة العادية، بل هي لذة مدمرة تقودك إلى مصيدة الإدمان، ومن منطلق وعينا بخطورة الموقف سنتناقش اليوم عن ظاهرة انتشار الشيشة الإلكترونية بين صغار السن.
ظاهرة تدخين الشيشة الإلكترونية
اليوم نحن في عالم يدس السم في العسل حيث تروج بعض الشركات إلى فكرة جديدة، وموضة تغزو عقول المراهقين والشباب وهي الشيشة أو السجائر الإلكترونية، أو المعروفة باسم الفيب Vape، والحملات الإعلانية تعتمد على الترويج لفكرة أنها أمنة تمامًا، ولا تشكل خطر على صحة الإنسان ولا تحتوي على النيكوتين المدمر للصحة وهكذا.
ولكنها ليست إلا معلومات مزيفة يتم زرعها في عقول المراهقين والشباب، كما أن الفيب أو الشيشة الإلكترونية يروج لها في الأفلام والمسلسلات على أنها مظهر من مظاهر الرقي والغني، ومن هنا أصبح شبابنا يتهافتون لتجربة هذا المنتج ودخول عالم الأثرياء.
وللأسف في ظل الانفتاح ومواقع التواصل الاجتماعي صغار أصبحوا هم الفئة الأكثر استخدامًا للشيشة والسجائر الإلكترونية، والتقليد الأعمى تسبب في مضاعفة عدد مستخدمي الشيشة الإلكترونية بين طلاب الثانوية العامة ما بين عامي 2013 و2014 ميلاديًا، وتسببت هذه الظاهرة في ارتفاع عدد الوفيات بسبب تسمم النيكوتين.
أسباب انتشار السجائر الإلكترونية بين المراهقين
مع الكم الهائل من مستخدمي الشيشة الإلكترونية تحديدًا بين صغار السن أجريت دراسات، وأسباب لمعرفة العوامل التي ساهمت في تفاقم هذه المشكلة، وكشفت النتائج عن التالي:
- توافر الشيشة الإلكترونية في العديد من المتاجر.
- سهولة الحصول على السجائر والشيشة الإلكترونية.
- تحتوي الشيشة الإلكترونية على مادة عطرية تقلل من ظهور رائحة النيكوتين.
- حجمها الصغير الذي يجعل من السهل حملها والانتقال بها من مكان إلى آخر.
- تتواجد بنكهات مختلفة مثل الشوكولاتة والفانيليا والفواكه مثل الموز والتفاح والبطيخ وغيرها.
- تواكب عصر التكنولوجيا والتطور الذي أصبح هوس جميع الشباب والمراهقين.
- يروج لها في الحملات التسويقية على أنها مظهر للرقي والفخامة.
- كما تباع بأشكال عصرية وألوان وتصاميم مغرية لجذب الانتباه.
تعرف على/ أسباب إدمان المراهقين
انتشار الشيشة الإلكترونية بين صغار السن
لذة بلا رماد! هذا هو الوصف الدقيق الذي يمكن أن يصف ظاهرة انتشار الشيشة الإلكترونية بين صغار السن، أبنائنا من طلاب المدارس والجامعات الآن يواجهون خطر التدخين الإلكتروني، والغريب أن بعض الأهالي يظنون أنه لا ضرر من تدخين الشيشة أو السجائر الإلكترونية، والحقيقة أن التدخين الإلكتروني لا يقل خطرًا عن التدخين العادي بل يزيد خطورة.
يستغل تجار السموم المخدرة السجائر الإلكترونية لخداع المراهقين والشباب، فالكثير من هذه المنتجات المخصصة لتدخين الفيب تكون معبأة بمواد مخدرة مثل الحشيش أو الماريجوانا، وبشكل تدريجي يقع المدخن في فخ الإدمان دون القدرة على الخروج أو طلب المساعدة.
وصغار السن من مدخني الشيشة الإلكترونية يتعرضون إلى التسمم بمادة النيكوتين، والغالبية العظمى منهم يتعرضون إلى مضاعفات صحية وخيمة يكون من الصعب النجاة منها، مثل تدمير خلايا العقل أو توقف القلب أو التشنجات أو الدخول في غيبوبة أو توقف التنفس وغيرها، فنحن نتحدث عن ظاهرة مدمرة تتخفى تحت ستار الموضة ومفهوم الرجولة الخاطئ لدى الشباب.
وللأسف هناك إحصائيات تشير إلى أن انتشار الشيشة الإلكترونية بين صغار السن من الإناث يفوق الذكور، ويرجع ذلك إلى الفضول والبحث عن المتعة والمغامرة دون إدراك خطورة الأمر، إذا كنت تبحث عن طريقة لإنفاذ طفلك من تدخين الفيب أو الشيشة الإلكترونية يمكنك التواصل معنا، الفريق الطبي بمركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يوفر لك برامج، وخطط علاجية للإقلاع عن التدخين الإلكتروني بدون أي أعراض انسحابية مؤلمة.
تدخين السجائر الإلكترونية يدمر ذاكرة المراهقين
هناك دراسة بريطانية نشرت حول أضرار التدخين الإلكتروني على عقول المراهقين والشباب وصغار السن، ذلك بعد توصل مجموعة من العلماء الأمريكيين إلى نتائج خطيرة حول تأثير تدخين الشيشة الإلكترونية على خلايا المخ وبنية وتركيب العقل، وأكدوا على أن مدخني الفيب أكثر عرضة لمشاكل صعوبة اتخاذ القرارات والتركيز والانتباه والتذكر وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك مدخني الشيشة الإلكترونية تحت سن الـ 14 عامًا لديهم مستويات عالية من الإصابة بالتشويش الذهني، لذا أكد الباحثين على أن السجائر أو الشيشة الإلكترونية ليست بديل عن السجائر العادية أو تدخين التبغ.
أيضًا هناك دراسة حديثة تشير إلى أن تدخين الشيشة الإلكترونية سبب رئيسي في ضبابية العقل، ومشاكل الخلل الإدراكي لدى الشباب والمراهقين مما ينعكس على حياتهم الدراسية والمهنية والاجتماعية، فلا ننصحك بتجاهل أن أحد أبنائك يدخن الشيشة الإلكترونية لإنقاذه من الهلاك في المستقبل.
موضوعات ذات صلة: كيفية حماية الطفل من السلوك الإدماني
هل دخان الفيب مضر؟
زرع في عقول البشر أن تدخين الشيشة والسجائر الإلكترونية وسيلة أمنة وفعالة للإقلاع عن التدخين، وهم وضلال حيث أن بعض الدراسات أشارت إلى أن السجائر الإلكترونية تنقل النيكوتين بقدر، أو أعلى من السجائر العادية عكس ما هو شائع، وعلاوة على ذلك، تحتوي على مواد ومركبات خطيرة للغاية يتم إخفاء هويتها من خلال إضافة النكهات كالفراولة والبطيخ والشوكولاتة والفانيليا وغيرها.
تدخين السجائر الإلكترونية يغير من نشاط الخلايا العصبية تحديدًا في المادة الرمادية، والتي تستمر في النضج بشكل طبيعي حتى منتصف العشرينات، ولكن مع تدخين الفيب قد يتوقف هذا النضج مما يحدث العديد من المضاعفات الدماغية التي تؤثر على توازن الصحة العقلية للمدخن.
وقام أحد الباحثين بإجراء مسح على أكثر من 18000 شاب يدخنون الشيشة الإلكترونية، وبالاطلاع على نتائج هذا البحث توصل إلى العلاقة ما بين تدخين الشيشة والسجائر الإلكترونية وأداء الوظائف العقلية كالتالي:
- تدخين الشيشة الإلكترونية لصغار السن قد يؤدي إلى مضاعفات وتغييرات عقلية تستمر إلى الأبد.
- تدمير توازن الأداء الطبيعي للوظائف العقلية للمراهق.
- كما أن التدخين يكون سبب في تدمير القلب والأوعية الدموية والرئتين.
- كذلك الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة.
- انخفاض مستويات تغذية ومد المخ بالأكسجين والطاقة.
- زيادة خطر الإدمان وصعوبة الإقلاع بدون مساعدة طبية.
- مخاطر سلوكية بسبب الخلل العقلي.
- المعاناة من خلل في المهارات الوظيفية والدراسية.
- عدم القدرة على التفكير أو اتخاذ قرارات صحيحة لحل المشكلات.
والأضرار السابقة تفاقم مع مرور الوقت إلى أن تصبح دائمة لا يمكن الشفاء منها أبدًا، لذا اتخاذ قرار الإقلاع عن الشيشة أو السجائر الإلكترونية يساعدك على التعافي والشفاء سريعًا، بالإضافة إلى سرعة التعامل مع الأضرار الصحية والنفسية للتدخين، فلا تردد في سرعة التواصل معنا.
الخاتمة:
عندما تكتشف أن أحد أطفالك يستخدم الشيشة أو السجائر الإلكترونية فإن طريقة تعاملك مع الأمر تؤثر على سلوك الطفل فيما بعد، فلا تتجاهل المشكلة على أمل أن يتوقف عن التدخين من تلقاء نفسه، أو تتساهل معه لاعتقادك أنها أقل ضررًا من تدخين التبغ العادي، حيث أن مقالنا اليوم حول ظاهرة انتشار الشيشة الإلكترونية أوضح حقيقة هذه المعلومات الخاطئة، لذلك نحن في مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي نقدم أيدي المساعدة لكل الآباء لإنقاذ مستقبل المراهقين، والشباب والأطفال صغار السن من خطر تدخين الشيشة الإلكترونية.