تتنوع الأسباب والأعراض وطرق العلاج في المرض النفسي، فهو موضوع يستحق الاهتمام والتفكير العميق حيث يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من تحديات صحية نفسية تؤثر على جودة حياتهم وعلاقاتهم.
سنقوم في هذا المقال بفحص أسباب هذه الظاهرة المعقدة، ونلقي الضوء على أبرز الأعراض التي قد تظهر، بالإضافة إلى استعراض بعض الطرق الفعّالة للتعامل مع المرض النفسي ومعالجتها.
المرض النفسي
بعد التطور الرهيب الحادث في علاج الأمراض النفسية وكيف انتقل الطب النفسي من مجرد وصف لدقيق للأعراض وتقسيم للاضطرابات النفسية إلي البحث عن الأسباب الحقيقة للأمراض النفسية وعلاج الأمراض النفسية من خلال علاج تلك الأسباب التي أدت إلي حدوث هذا المرض النفسي .
علينا أن نعلم كيفية التعامل مع المريض النفسي , ولندرك أن ما يقوم به من أفعال وتصرفات بسبب المرض , ولذا فعلينا ألا ننهره أو نتعامل معه بأي أنواع القسوة , بل علينا أن نسعي في علاجه بأسرع وقت قبل أن يتفاقم المرض.
من خلال البحث في وظائف المخ البشري والخلايا التي لها علاقة بالأفكار والسلوك والوجدان حيث ان تصور وظائف المخ يكشف عن الكثير من الأسر التي كانت مخفية إلي عهد قريب أوضحت وكشفت الكثير من المعاملات بين مراكز المخ المختلفة وسيطرتها علي السلوك والأفكار وبهذا نجد أن المخ البشري هو المسؤل عن الأفكار الإنسانية والسلوكيات والوجدان بكافة الصور والأشكال وبحدوث أية اضطرابات فيه يحدث الخلل والاضطراب بهذا التنظيم مما ينتج عنه الأعراض النفسية والتي يتبعه الأمراض النفسية التي تكون بحاجة الي دخول الشخص المريض الي مستشفي اختيار للطب النفسي لتلقي العلاج .
ما هي أسباب المرض النفسي ؟
أما عن أبرز الأسباب التي تؤدي إلي احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية فهي :-
- الاضطرابات الناتجة نتيجة للخلل الوظيفي بخلايا المخ المسؤلة عن الأفكار او الوجدان او السلوكيات فنتيجة للتغير بالنقص او بالزيادة في بعض المواد الكيميائية بالمخ تسبب الاضطرابات النفسية كزيادة نسبة الدوبامين او السيروتونين اللذين لها علاقة وطيدة بالإصابة بمرض الفصام كما أن النقص في نسبة الدوبامين أو النورادينالين له علاقة باضطراب الاكتئاب الجسيم .
- الاضطرابات التي ننتج من الخلل الحاصل بين التوصيلات العصبية بالمخ والمسؤلة عن الأفكار الإنسانية والسلوكيات ويكون واضح في اضطراب التوحد واضطراب نقص الانتباه لدي الأطفال .
- الخلل الحادث في بعض أجزاء الجسم والتي يحدث بدوره خلل في وظائف خلايا المخ , فإصابة الشخص بمشاكل في القلب أو الدورة الدموية فيكون لهم جلطات قد تصيب القلب أو المخ فيحدث اضطراب وظيفي علي حسب مكان الجلطة ومدي تأثيرها علي خلايا المخ .
- تأثير المواقف الاجتماعية الضاغطة والتي تتسبب في حدوث المرض النفسي فلا شك أن الضغوط النفسية والمشاكل التي يمر بها الأشخاص سواء كانت اقتصادية في المقام الأول او مشاكل أسرية كانفصال وحدوث حالات طلاق أو فقد شخص عزيز او غير ذلك من الأحداث العصيبة والضاغطة التي يمر بها الشخص خلال حياته اليومية.
- قد تحدث الأمراض النفسية نتيجة الجينات الموروثة من الآباء والأجداد .
- نتيجة للاعتداءات الجنسية خاصة في مرحلة الطفولة .
- نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث للأشخاص في فترة المراهقة فإن ذلك قد يؤدي للإصابة بالاضطرابات النفسية .
- الألأم الماضي القاسي الذي تعايش معه الشخص وتربي عليه كأن يتم إجباره علي الصمت ومعاقبته حين مخالفة للأوامر مما جعل الطفل يكبت في نفسه ويتحامل عليها ولا يعبر عما يدور في خاطره مع الإهمال الحاصل في فترة الطفولة كل ذلك سبب كبير في الاصابة بالاضطرابات النفسية .
دعنا نتعرف عن أبرز علامات وأعراض المريض النفسي ؟
لا شك أن أعراض المرض النفسي متعددة وتنقسم إلي عدة أقسام :-
أولاً الأعراض الجسدية :- تتمثل الأعراض الجسدية في الأمور التي لم تكن موجودة من قبل كالشعور بالصداع لفترات طويلة ومستمر ة والإصابة بالأرق المزمن والنوم بصورة مضطربة ومتقطعة مع فقدان للشهية مما يسبب خسارة ملحوظة في الوزن مع شحوب في البشرة والشعور بالألم في مناطق متعددة بالجسم دون سبب عضوي يذكر .
ثانياً الأعراض الانفعالية : – أبرز أعراض المريض النفسي من الناحية الانفعالية هي الشعور الدائم بالحزن والخوف مما هو قادم والحذر الشديد في التعامل مع الأشخاص بالإضافة الي التوتر بصورة كبيرة في التعامل مع الأمور مع الصمت والميل للعزلة مع الرغبة في البكاء دون سبب وظهور مشاعر الكراهية والحقد للآخرين مع الرغبة في الحاق الأذى بهم وقد يكون لدي البعض من المرضي النفسين الرغبة في إيذاء أنفسهم .
ثالثاً الأعراض الاستعلامية والمعرفية :- فيكون الشخص فاقداً للقدرة علي التركيز والتفكير بصورة منطقية مع النسيان للأشياء بشكل متكرر ووجود اضطرابات في الذاكرة مع تذكر لأشياء غريبة يصاحبها العديد من الأفكار الشاذة والتحليل الغير منطقي للأمور وعادة ما تكون الأفكار عدوانية بشكل كبير .
الأعراض الإدراكية :- تعد الأعراض الادراكية أخطر أعراض المرض النفس علي الاطلاق حيث يصاب الشخص بالهلاوس السمعية والبصرية حيث يتخيل الشخص وقوع أشياء لم تحدث ويسمع أشياء ليس لها وجود في الواقع مع اتهام الأشخاص الآخرين بأنهم قاموا بردود أفعال لم يقوموا بها في حقيقة الأمر .
يتساءل الكثير عما نعنيه بالعلاج النفسي ؟
- يطلق علي علاج المرض النفسي المعالجة النفسية أو العلاج بالتحليل النفس وكلها تشير لنفس المعني .
- العلاج النفسي أو ما يسمي علمياً ” السيكوتيرابي ” يتكون من عدة تقنيات متداخلة ومندمجه مع بعضها البعض لعلاج الاضطرابات النفسية والاضطرابات العقلية .
- يتم استخدام مجموعة التقنيات والأساليب النفسية في شكل تفاعل شخصي وبصورة منتظمة بهدف مساعدة الشخص المريض نفسياً علي كيفية التغلب علي مشكلاته , كما يهدف إلي تحسين العلاقات والمهارات المجتمعية , بالإضافة إلي القضاء علي السلوكيات والمعتقدات والأفكار المزعجة .
كيف يتم علاج الشخص المريض نفسياً ؟
والآن مع اهم محاور الموضوع وهي الحديث عن كيفية علاج شخص مريض نفسي وكيف يتخلص الشخص من معاناة الاضطرابات النفسية .
قبل الشروع في ذكر أنواع وطرق العلاجات المستخدمة في علاج المرض النفسي فإن هناك مجموعة من الأمور والنصائح والإرشادات التي يجب أن يضعها الشخص المريض نصب عينيه أثناء العلاج وبعد التعافي :-
- حسن الصلة بالله جل وعلا لأن في ذلك الراحة وانشراح الصدر والفرج من كل ضيق.
- محاولة نسيان كل ما هو مؤلم وكل ما يثير الحزن والكآبة ويتسبب في تعذيب النفس .
- لا تقارن نفسك بمن هو أعلي منك بل قارن نفسك بمن هو دونك .
- تبديل طريقة التفكير وإبدال النظرة السوداء للحياة والتشاؤمية بالتفاؤل والأمل .
- تذكر نعم الله دوماً فما تملكه وغن كنت تراه قليل فهناك الكثير من الناس لا يمتلك معشار ما لديك فاحمد الله .
هناك العديد من برامج وأنواع علاج المرض النفسي يتم استخدامها في علاج الأمراض النفسية بعضها قريب من بعضه في الطريقة والأسلوب وبعض هذه الطرق يختلف عن البعض الأخر اختلافاً جذرياً وكل من هذه الطرق تعتمد علي مفاهيم وتقنيات مختلفة من علم النفس .
العلاج المعرفي السلوكي وهو أهم ما يستخدمه الأطباء في علاج المرض النفسي بالإضافة الي العلاج الاجتماعي وتكون فاعلية العلاج قوية إذا تم الاستعانة بالعلاج الدوائي وسنذكر ذكر بالتفصيل .
أولاً العلاج المعرفي السلوكي :-
- وهو أكثر أنواع العلاجات المستخدمة في علاج المرض النفسي حيث ان العديد من الأمراض تنتج من سوء التفكير بالإضافة الي التفكير السلبي لدي الشخص المريض عن الحياة وعن صورته في نفسه والعالم المحيط ,
- كما يخالط تفكيره العديد من التقدير الخاطئ للأمور ,
- لذا فإن العلاج المعرفي يتولى تعديل تلك الأفكار وتحسين صورة الشخص تجاه نفسه وعدم احتقار الذات او الآخرين.
- كما يقوم تفكيره ويحسن صورة المجتمع بحيث يتم ذلك من خلال الأطباء النفسيين المختصين مما يقومون به من جلسات للعلاج مع الشخص المريض حتى يتماثل للشفاء .
ثانياً العلاج المجتمعي :-
- حيث يتم من خلال هذا النوع تنظيم علاقات الشخص الاجتماعية فالعديد من الأمراض النفسية قد ينتج نتيجة لضغوط ومشاكل الحياة واضطرابات في العمل.
- او مشاكل في الأسرة والعلاقات الاجتماعية للفرد فالهدف من هذا النوع من العلاج توجيه الشخص المريض لمعرفة كيف ان تلك العوامل تؤثر فيه.
- وكيف هي سبب ما يعانيه من اضطرابات نفسية وكيف يتمكن من تجنب تلك المواقف السلبية التي تؤثر بالسلب في صحة الفرد النفسية .
ثالثاً العلاج الدوائي :-
فهناك العديد من الأدوية المستخدمة في علاج المرض النفسي مثل :-
- الأدوية المضادة للاكتئاب .
- استخدام مضادات الذهان .
- استخدام أدوية مثبتات المزاج .
- المنبهات العصبية .
- مضادات القلق .
ولا شك أن الجمع بين أنواع العلاجات المختلفة بحسب ما يقرره الطبيب النفسي ووفق ما يتلاءم مع كل حالة يكون أفضل وأسرع للشفاء والتعافي من الاضطرابات النفسية .
رابعاً طريقة الشحنات الكهربائية :-
- العلاج عن طريق الصدمات الكهربائية هو احد طرق علاج بعض الأمراض النفسية المتطورة ,
- ويتم اللجوء لاستخدام هذه الاسلوب من العلاج في حالات نادرة يقررها الطبيب النفسي المعالج.
- وعادة يكون في حالات الاكتئاب الجسيم أو في حالات الفصام والاضطراب الوجداني والفصام إذا كانوا في صورة متأخرة.
خاتمة:
في نهاية المطاف، يجب أن ندرك أن المرض النفسي ليس مجرد قضية شخصية، بل هو قضية اجتماعية تحتاج إلى توجيه الاهتمام والدعم. من خلال فهم أسبابه وتعريف أعراضه والبحث عن طرق العلاج المناسبة، يمكننا جميعًا أن نقدم الدعم والمساعدة لأولئك الذين يعانون من هذه الظروف الصعبة، ونعمل معًا نحو مجتمع أكثر صحة وسعادة
Arabic 
English