كيفية التعامل مع المدمن وكيفية التعرف علي متعاطي المخدرات في البيت كان أو في العمل، فإذا اكتشفت أن أحد أفراد أسرتك قد وقع في فخ الإدمان، فكيف تتصرف وماذا تفعل؟ في هذا المقال نقدم لك عدة خطوات وإجراءات يجب عليك اتباعها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المدمن، حيث يكون الفهم والدعم النفسي والعاطفي أمورًا ضرورية عندما يعاني المدمن من اضطراب في سلوكه يؤثر سلبًا على حياته الشخصية والاجتماعية وعلاقاته بالآخرين.
لذا، فإن تقديم المساعدة والتعامل المناسب معه يمكن أن يكون له تأثير كبير في مسار استعداده للعلاجK وفيما يلي بعض النصائح الهامة حول كيفية التعامل مع المدمن داخل الأسرةK فإياك والعنف أو اتخاذ خطوات قد نندم عليها كثيرًا إن لم نتعامل مع المشكلة بشكلٍ صحيحٍ، فتعالوا بنا في جولة هامة حول التعرف على كيفية التعامل مع المدمن.
تعامل الأسرة مع مدمن المخدرات
الخطوة الأولى التي ينبغي للأسرة اتخاذها هي التأكد من أن هذا الشخص مدمن والتعرف على نوع الإدمان أو المخدر الذي يتعاطاه، وعندما تتأكد الأسرة من ذلك تبدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة وهي كالتالي:
أولًا: المواجهة
وهي الخطوة الأولى التي تتخذها الأسرة بعد اكتشاف إدمان أحد الأفراد داخلها، فلا يجوز أن تتعامل مع الشخص المدمن بدبلوماسية ووداعة فحتى يتم علاج المشكلة لابد من المواجهة، والتحذير وإظهار أضرار الإدمان وكيفية تأثير الإدمان عليه.
ثانيًا: فهم المدمن وطبيعة المدمن الشخصية
قبل أي شيء، يجب أن نفهم أن المدمن ليس مجرد شخص يرفض التوقف عن تعاطي المخدرات أو السلوك الضار، إنه يعاني من مشاكل سلوكية ونفسية تدفعه إلى اللجوء إلى تلك التصرفات، لذا يجب أن نكون متعاطفين ومتفهمين تجاه حالته.
ثالثًا: عدم إعطائه أموال
من الخطوات المهمة في كيفية التعامل مع المدمن عدم اعطائه المال أو نقود، فكلما اعطيته أموال قام بشراء المخدرات وتعاطى أكثر فأكثر.
رابعًا: عدم التهديد
من الإجراءات المهمة التي يجب على الأسرة اتباعها تجاه الشخص المدمن ألا تقوم بتهديده، لأن التهديد والوعيد يجعله أكثر عناد وتجاهل لنصائح الأسرة وتوصياتها.
رابعًا: لا توجه له اللوم
يحاول الشخص الذي يعاني من الإدمان إخفاء مشاعره المؤلمة من القلق والتوتر والوحدة والفراغ والندم، كما أنه يعاني من حالة نفسية سيئة، فلا توجه له اللوم والعتاب وتشعره بالذنب؛ لأن ذلك يمكن أن ينعكس سلبًا على حالته وسلوكه.
خامسًا: كن داعمًا
إذا كنت تتعامل مع مدمن، فعليك أن تكون داعمًا ومهتمًا للغاية تجاهه، فالتعامل مع الشخص المدمن ليس بالمهمة السهلة على الإطلاق؛ حيث يعتبر الإدمان مرحلة صعبة تبدأ بالتعاطي وتزداد تدريجيًا حتى يخرج المدمن عن السيطرة ويصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها السيطرة على أفعاله.
سادسًا: التشجيع على العلاج
من الإجراءات المهمة في كيفية التعامل مع المدمن إظهار المزيد من الحب والاهتمام تجاه الشخص المدمن وتشجيعه على العلاج، وتصحيح أخطائه والإقلاع عن الإدمان نهائياً.
سابعًا: التدخل الطبي والاتصال بالمحترفين
تأتي هذه الخطوة بعد إقناع المدمن بتلقي العلاج وتشجيعه على ذلك، حيث تقوم الأسرة بالبحث عن طبيب مختص لعلاج هذه الحالة؛ لأن التدخل الطبي والحصول على المساعدة في مجال الإدمان أمرًا ضروريًا، وهناك الكثير من المرشدين النفسيين وأخصائيي علم النفس والأطباء المختصين الذين يمتلكون المعرفة والخبرة لتقديم الدعم اللازم ووضع خطة علاجية مناسبة.
كيف يفكر مدمن المخدرات؟
مما لا شك فيه أن هناك ارتباط وثيق بين التفكير والانفعال والسلوك، فالإنسان الطبيعي يفكر ثم ينفعل ثم يتبع سلوك ما، ومدمن المخدرات على سبيل المثال عندما يفكر فإن تفكيره يقوده إلى أنه طريق واحد وهو أنه لا يستطيع الاستغناء عن المخدرات.
هو بالطبع تفكير سلبي وهذا التفكير هو الذي مهد له طريق الإدمان، فقد يكون الشخص المدمن قبل الوقوع في فخ الإدمان قد مر ببعض الظروف الصعبة مثل شعوره بأنه شخص لا قيمة له في الحياة، وأن وضعه لن يتحسن أبداً ومستقبله سيكون مظلماً وأن المشكلات شيء لا يطاق.
من هنا يتعرف على صديق يتعاطى المخدرات فيشجعه على تجربتها بل ويقدمها له فيهتدي به، ويفكر مدمن المخدرات أيضًا بأن المخدرات تحسن مزاجه وأنها ستريح أعصابه وسيستمتع بوقت سعيد عند تعاطي المخدرات مع أصدقائه.
من الغريب أن مدمن المخدرات يكون مقتنعًا بأضرار المخدرات وأنها سبب في تدمير العقل والصحة وضياع المال وتشتت الأسرة، لكن تفكيره يجعله يستمر في هذا الطريق؛ لأنه يشكل حاجزًا ذهنيًا بينه وبين الإقلاع الفوري عن المخدرات.
بذلك يمكنك أن تدرك لماذا يرفض أغلب مدمني المخدرات دخول مصحات العلاج النفسي وتلقي العلاج والتوقف عن إدمان المخدرات.
كيفية التعامل مع الزوج المدمن؟
يحتاج المدمن إلى رعاية خاصة وحب ودعم من كل أفراد الأسرة خاصة الزوجة أو شريكة الحياة، فالتعامل مع الزوج المدمن يحتاج كل جهودك لمساعدته على الخروج من إدمانه، إنها مهمة صعبة للغاية لكن إذا كنتِ تحبين زوجك حقًا عليكِ التحلي بالصبر والإيمان، إذ سيتعين عليك تحمل المسؤولية الكاملة في إقناعه بالتوقف عن الإدمان وتلقي العلاج وإعادة التأهيل.
وهناك أشياء كثيرة يمكنك القيام بها للمساعدة مثل:
التحدث بجدية واهتمام
قومي باختيار الوقت المناسب للحديث، بحيث لا يكون فيه زوجك تحت تأثير المخدر ودعي زوجك يعرف مدى اهتمامك به،
ثم أخبريه بما تشعرين به حيال كونه مدمن على المخدرات أو الكحول.
فهم كيفية التعامل مع المدمن ونوع الإدمان
يجب التعرف على المزيد عن نوع الإدمان الذي يعاني منه زوجك، فهذا يمكن أن يساعدك في فهم سلوكه وتأثيره عليه.
وضع بعض الحدود
قومي بوضع حدود واضحة للسلوكيات غير المقبولة، والتي لا يمكنك التسامح بها على الرغم من أنكِ قد تكوني مستعدة لمساعدة زوجك، فلا تسمحي بأن تتعرضي للإساءة أو الأذى.
التواصل المفتوح
السماح لزوجك بمعرفة المشكلة وكيف يؤثر إدمانه للمخدرات على الأشخاص الذين يهتمون لأمره، إذ يمكن أن يكون هذا التواصل مصدرًا قويًا للتحفيز على التغيير.
التشجيع على العلاج
حاولي البقاء على تواصل مفتوح وصادق مع زوجك المدمن وأعربي له عن مشاعرك واحتياجاتك بصراحة، واستمعي إلى ما لديه ليقوله وشجعيه على العلاج، حيث يساعد الحوار الصريح والمفتوح في بناء فهم أعمق وتعزيز الثقة بينكما.
البحث عن دعم خارجي
لا تترددي في طلب المساعدة من أهل الزوج، اجمعي بعض الأشخاص الذين تشعرين أن لهم مكانة بارزة لدى زوجك مثل الأبناء، الأشقاء، الآباء والأصدقاء المقربين؛ لجعل زوجك يشعر بالراحة والتضامن والتعاطف.
تدخل المتخصصين في علاج الإدمان
ويقصد بهذا الإجراء طلب التدخل الطبي من المتخصصين الذين لديهم الخبرة والأدوات اللازمة لمساعدتك في هذا الوضع الصعب.
تلقي العلاج
وهو أكثر الطرق فعالية وأهمية لبدء الطريق نحو التعافي.
كيف أتعامل مع ابني المدمن
تعامل الأبوين مع ابنهم المدمن يتطلب صبرًا وتفهمًا، إليكم بعض النصائح والإرشادات التي قد تفيد بإذن الله في كيفية التعامل مع المدمن خاصة إذا كان ابن من أبنائك:
- التعرف على الإدمان: يجب على كل أب وأم أن يتعرف أكثر ويقرأ أكثر عن الإدمان، حتى يسهل عليه تفسير سلوكيات ابنه المدمن ونفسيته.
- المواجهة: واجه ابنك بحقيقة ما يفعله ولكن دون ضرب أو سب أو عنف أو انفعال، لأن ذلك السلوك سوف يعزز ويزيد من خطر المشكلة ولن يحلها، بل بالعكس سيشعر الابن بأنه مهان ومضطهد وسوف يقبل أكثر على الإدمان وتعاطي المخدر.
- البقاء هادئًا ومتوازنًا: حافظ على هدوئك وتوازنك العاطفي أثناء التعامل مع ابنك فقد يكون الوضع صعبًا ومحبطًا، ولكن الهدوء والتوازن سيساعدانك على اتخاذ القرارات الصحيحة والتفكير الواقعي.
- الحوار الصريح والمفتوح: قم بإجراء حوار صريح مع ابنك لفهم أسباب الإدمان والتحديات التي يواجهها واستمع بعناية إلى مشاعره وتجاربه، وحاول أن تكون محايدًا وغير محكم له.
- الدعم العاطفي والمعنوي: أظهر لابنك أنك مستعد لدعمه وتقديم العون، عبر عن محبتك وقدرتك على فهم تحدياته ثم قدم الدعم العاطفي والمعنوي له، وحافظ على وجودك كمصدر للقوة والأمان.
- التوجيه والتشجيع: قدم لابنك التوجيه والتشجيع للبحث عن مساعدة وعلاج مناسبين، فقد يحتاج إلى دعم مهني من خبراء في مجال الإدمان والأخصائيين النفسيين المتخصصين.
- الاهتمام بالصحة النفسية والبدنية: تأكد من أن ابنك يتلقى الرعاية الصحية اللازمة للتعامل مع الإدمان، فقد تكون الاستشارة النفسية والمشورة الطبية ضرورية لمساعدته في التغلب على الإدمان والحفاظ على صحته العامة.
كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج
حتى نفهم كيفية التعامل مع المدمن خلال فترة العلاج ينبغي طلب الاستشارة الطبية من المتخصصين في العلاج النفسي وعلاج الإدمان، فقد نحتاج إلى روشتة خاصة في التعامل مع المدمن والتعرف على السلوكيات التي يمكن الموافقة عليها والسلوكيات المرفوضة تمامًا.
ويعد توفير بيئة صحية للمدمن من أهم خطوات الدعم خلال فترة العلاج، وقد يكون من الأفضل تجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالمخدرات، وتشجيعه على اتباع نمط حياة صحي ونشاطات إيجابية.
دور العلاج النفسي والطبي في إنقاذ المدمن
يلعب العلاج النفسي والطبي دور مهم جدًا في إنقاذ الشخص المدمن وتحويل مسار حياته الى الطريق الصحيح، وهناك دراسة علمية تؤكد على دور العلاج وذلك من خلال تقديم علاج فعال على يد نخبة من الاستشاريين والاخصائيين النفسيين في توفير الدعم والعلاج السريع، فلا تتردد في طلب المساعدة والمشورة والدعم من كبرى مستشفيات العلاج النفسي وعلاج الإدمان.
4 خطوات هامة في كيفية التعامل مع المدمن شديد العناد
لا شك أن إقناع الشخص المدمن بالعلاج والتوقف عن تعاطي المخدرات هو أصعب مرحلة قد تواجهك، خاصة عندما يكون المدمن شخصًا عنيدًا، ولكن هناك خطوات يمكنها المساعدة في كيفية التعامل مع المدمن العنيد مثل:
أولًا: فهم شخصية المدمن
يجب فهم شخصية المدمن ودراستها بشكل جيد حتى تنجح في اختيار الأسلوب الأمثل للتعامل معه وإقناعه للبدء في رحلة العلاج.
ثانيًا: التحلي بالحكمة والصبر
التعامل مع المدمن العنيد يتطلب التحلي بالصبر والهدوء والحكمة وعدم اللجوء إلى العنف أو السب؛ لأن هذا الأسلوب يزيد من تفاقم المشكلة.
ثالثًا: المواجهة والتعريف بمخاطر الإدمان
إن الإدمان ليس مجرد مرض يصيب الإنسان بل هو أيضًا خلل وظيفي وسلوكي في الأسرة، وعندما يكون لدى الأسرة فرد واحد مدمن ينتهي به الأمر بإشراك كل من حوله، لذا يجب التوعية بمخاطر الإدمان.
رابعًا: الدعم والتشجيع
يجب أن نكون داعمين ومشجعين للمدمن في رحلته نحو التعافي فهو يحتاج إلى الثقة والتشجيع المستمر للتغلب على الصعاب والمحافظة على رغبته في التغيير.
نهاية حديثنا عن كيفية التعامل مع المدمن
سواء كان هذا المدمن ابن أو زوج أو أي شخص من أفراد الأسرة، يجب عدم التعامل معه بعنف واجباره على ترك الإدمان، لكن الامر يكون بالحب واللين والتفهم الجيد لحالته، فهو يكون مسلوب الإرادة ويحتاج الدعم ممن هم حوله من أفراد أسرته، والعلاج النفسي أمرًا ضروريًا في هذه المرحلة إلى جانب العلاج الدوائي من قبل المختصين مع الدعم الأسري بتوجيه من الكبيب النفسي، وعدم تجربة أى طرق أخرى فما هي إلا مضيعة للوقت وأخرها يكون الفشل.
مصادر الموضوع
Arabic 
English