اضطراب الشخصية الحدية والحب من العلاقات المضطربة التي يسلط عليها الضوء في الوقت الحالي، عصرنا أصبح عصر الأمراض النفسية التي تصيب فئات عمرية مختلفة من الأفراد، وتتنوع ما بين الأمراض البسيطة والحادة من حيث الأعراض الجانبية، اضطراب الشخصية الحدية من أمثلة الاضطرابات النفسية الحادة المصاحبة لأعراض حادة وخطيرة، مريض الشخصية الحدية يعاني من تشوهات فكرية تجاه نفسه والآخرين، ويعاني من مشاكل نفسية تقف عائق كبير أمام قدرته على التحكم في العواطف والانفعالات العصبية لذلك يتحول إلى شخص عدائي.
ويكون من الصعب التعامل معه عن قرب مما يؤثر على علاقاته الشخصية والاجتماعية، لذلك يهتم البعض بمعرفة طبيعة العلاقة بين اضطراب الشخصية الحدية والحب، الاضطرابات النفسية ليست عارض للتقلبات المزاجية كما يظن الكثير من البشر أو أنها دليل على الجنون، بل تعد من المشاكل النفسية التي يصاب بها الإنسان نتيجة خلل في الوظائف الحيوية أو بسبب عوامل بيئية أو نفسية يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة.
أشارت الدراسات والأبحاث إلى أن الغالبية العظمى من المرضى النفسيين يعانون من مشاكل في الطفولة، واضطراب الشخصية الحدية يحتاج إلى معالجة سريعة وفورية، لأن حدة الأعراض المصاحبة تتفاقم مع مرور الوقت إلى أن تدفع المريض إلى إيذاء الآخرين أو التفكير في الانتحار، للتعرف على العلاقة بين اضطراب الشخصية الحدية والحب وهل يمكن علاج الشخصية الحدية أم لا تابع معنا.
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
اضطراب الشخصية الحدية والحب علاقة مضطربة تحدها الكثير من المصاعب كما سنتعرف بعد قليل، ولكن ما هو اضطراب الشخصية الحدية (Borderline personality disorder – BPD)، يعرف هذا الاضطراب بأنه مرض عقلي ونفسي ذو المحورين، وهما تفكير المريض تجاه نفسه وشعوره تجاه الآخري، حيث يعاني من كثرة الانفعالات والغضب الشديد، وفي أغلب المواقف يعجز عن التحكم في انفعالاته العصبية مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية والشخصية، السلوك الاندفاعي من أهم ما يميز الشخصية الحدية خاصة عند التعامل مع الأشخاص من حوله، وللأسف يعاني أيضًا من مشاكل متعلقة بذاته ونظرته لنفسه.
مريض اضطراب الشخصية الحدية يعاني من نوبات حادة قد تستمر إلى أسابيع طويلة، وخلالها يفقد اتصاله بالواقع ويعيش داخل قوقعة من الأوهام والتخيلات التي تشجعه على الانتحار، الشعور بالذنب وفقدان القيمة واليأس من الصفات التي ينظر بها مريض الشخصية الحدية إلى نفسه، وعلى الجانب الآخر ينخرط في سلوكيات ضارة مثل إدمان المخدرات أو القيادة المتهورة أو إدمان الجنس وغيرها، ويحدث ذلك بسبب تتطور الأعراض المرافقة للاضطراب وتصبح أكثر حدة بمرور الوقت، ننصح بالتساؤل عن كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية داخل مركز اختيار للطب النفسي، تواصل معنا في الحال لبدء أحد البرامج العلاجية المتخصصة، والمناسبة للوضع الصحي بعد إجراء التحاليل والتقييمات النفسية للتشخيص الدقيق.
أعراض الشخصية الحدية
تتساءل عن اضطراب الشخصية الحدية والحب دعنا في البداية نحدثك عن أعراض اضطراب الشخصية الحدية، الشائع عن الاضطرابات والأمراض النفسية أنها تتسبب في ظهور أعراض جانبية مختلفة، والتي تختلف من اضطراب إلى آخر وبناء على نوع وحدة الأعراض يحدد الطبيب المعالج نوع الاضطراب النفسي، وبالنسبة لاضطراب الشخصية الحدية تتميز بالأعراض التالية:
- فقدان السيطرة على الأعصاب وردود الأفعال في حالات الغضب الشديد.
- الإحساس الدائم بالخواء.
- تزعزع علاقة الإنسان بنفسه.
- العجز عن تحديد الأهداف والرغبات.
- الإحساس بانعدام القيمة والشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
- تذبذب العلاقات العاطفية في حياة المريض لذا يتساءل البعض عن اضطراب الشخصية الحدية والحب.
- تقلبات مزاجية حادة تتأرجح ما بين الغضب والانفعال والسعادة العارمة، وتستمر هذه الحالة لعدة ساعات وقد تمتد إلى أيام.
- الخوف والرعب الشديد من هجران الحبيب بسبب الأفكار المضطربة مما يؤثر على طبيعة العلاقة بين اضطراب الشخصية الحدية والحب.
- نوبات حادة تفصل المريض عن الواقع وتستمر لعدة أيام.
- القيام بتصرفات حادة ومتهورة مثل القيادة السريعة أو إدمان الكحوليات أو المخدرات.
نقاط ضعف الشخصية الحدية
في إطار حديثنا عن علاقة اضطراب الشخصية الحدية والحب سنتطرق إلى توضيح نقاط ضعف الشخصية الحدية، تعد الشخصية الحدية من الشخصيات العدائية، وتتسبب في إيذاء الآخرين خلال نوبات الغضب الحاد، إلا أنها تعاني من نقاط ضعف كالتالي:
- الخوف من الإحساس بالملل الشديد.
- صعوبة تحمل الفراغ والوحدة لفترات طويلة.
- الخوف المفرط من الهجران حيث يشعر مريض الشخصية الحدية بالقلق، والتوتر الشديد من هجر الأصدقاء أو الحبيب.
- من نقاط ضعف الشخصية الحدية الأكثر شيوعًا هو تقلب المزاج المفاجئ، والرغبة في تغيير الأهداف والرغبات.
- الشعور بضعف الثقة بالنفس أو تقدير الذات لذلك يعاني من الخوف، والقلق من سوء فهم الآخرين له أو تعرضه إلى المعاملة السيئة.
- اضطراب الأفكار والشعور بالعار والضيق بدون سبب واضح مما يدفعه إلى التفكير في الانتحار وإيذاء النفس.
- العصبية المفرطة والغضب الغير مبرر مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية والشخصية.
تنويه هام/ نقاط ضعف الشخصية الحدية تتفاقم مع مرور الوقت حيث يعاني من الصدمات، والتفكير في إيذاء النفس بالحروق وتشوهات العظام والجروح وإصابات العين، لذلك يحتاج إلى التدخل الفوري واستشارة الطبيب النفسي المتخصص في حالات الشخصية الحدية.
الشخصية الحدية والدين
اضطراب الشخصية الحدية عبارة عن ثقب أسود في الروح يتسبب في معاناة المريض من مشاكل نفسية وجسدية، وبانتشار الحديث عن اضطراب الشخصية الحدية يتساءل البعض عن رأي الدين في الشخصية الحدية، والحقيقة أن الدين الإسلامي لا ينكر وجود الأمراض النفسية، بل يشجع على ضرورة العلاج لدى أحد المتخصصين، وخطورة الشخصية الحدية المتمثلة في الانتحار وإيذاء النفس أو التعدي على الآخرين دافع قوي للإسراع في العلاج.
ونوصي بالذهاب إلى مركز اختيار للطب النفسي حيث تعرف الكوادر الطبية بالخبرة والكفاءة التي تصل إلى أكثر من 20 عامًا في شفاء حالات عديدة من المرضى النفسيين، وبالتالي يمكنهم التعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية بكل سهولة وفق خطة علاجية.
الشخصية الحدية والانتقام
ارتباطا بالحديث عن اضطراب الشخصية الحدية والحب سنوضح نقطة هامة وهي العلاقة بين الشخصية الحدية والانتقام، والمقصود هل تسعى الشخصية الحدية إلى الانتقام من الآخرين أم لا، مريض الشخصية الحدية يعاني من خلل عقلي ونفسي ويعاني من أفكار متذبذبة حول الآخرين، وفي بعض الأحيان يظن أن أحد الأشخاص يفكر في إيذائه أو أنه يحيك له المكائد للإيقاع به، وما أن تسيطر تلك الأفكار عليه يسعى إلى الانتقام والتفكير في حماية نفسه من إيذاء الآخرين، بالإضافة إلى ذلك مريض الحدية يعاني من الحساسية المفرطة من الرفض، ومن المحتمل أن يتعامل مع الأمر بطريقة سيئة لذلك يتوجب الحذر.
اضطراب الشخصية الحدية والحب قد تدفعه إلى التفكير في الانتقام من شريك الحياة عند هجره لأنه يشعر بالخوف والقلق من هجر الحبيب، وأحيانا يقدم على التفكير في إيذائه لمنعه من الانفصال عنه، ولكن لا يمكننا القول بأن الانتقام من الصفات الأساسية والشائعة لدى مريض الشخصية الحدية، بل أنها تكون ردة فعل لدى بعض المرضى لمجابهة المخاوف.
اضطراب الشخصية الحدية والحب
اضطراب الشخصية الحدية والحب علاقة مضطربة لأن مريض الحدية يعاني من عدم الاتزان العاطفي والنفسي، الغالبية العظمى من المرضى النفسيين يعانون من مشكلة في تقبل الذات حيث يعتقدون أنهم لا يستحقون الحب أو الاحترام من الجنس الآخر، ويعجزون عن تقدير أنفسهم بطريقة صحيحة تمكنهم من تكوين علاقات اجتماعية مستقرة ومتوازنة، كما أن مريض الشخصية الحدية يرى نفسه بطريقة متدنية ويشعر بالعار والخزي، وبالتالي يؤخر فكرة وجود شخص من الجنس الآخر في حياته، ويرفض المشاركة في التفاعلات الاجتماعية أو التعرف على أشخاص جدد لتكوين روابط وعلاقات عاطفية، لذا علاقة اضطراب الشخصية الحدية والحب من العلاقات المضطربة والمتذبذبة.
وعلى الجانب الآخر يشعر مريض الشخصية الحدية بالرغبة في الانعزال والانفصال عن الواقع، ويفضل العيش في عزلة لاعتقاده بأنه شخص منبوذ من الآخرين، والأعراض الجانبية التي سبق توضيحها عن مريض الشخصية الحدية تمنعه من التفكير في الحب والزواج، ولمساعدة المريض على الاندماج في المجتمع لتكوين روابط عاطفية يتوجب الذهاب مباشرة إلى طبيب نفسي أو أخصائي لمعالجة اضطراب الشخصية الحدية، والتحرر من الأعراض الجانبية التي تؤثر طبيعة العلاقات الاجتماعية والشخصية في حياة المريض، وكن حريص على اختيار طبيب يتمتع بالمهنية والخبرة الطويلة لملاحظة تطور واستجابة جيدة من المريض خلال فترة قصيرة من العلاج.
الشخصية الحدية والزواج
أوضحنا في طبيعة العلاقة بين اضطراب الشخصية الحدية والحب أن المريض يعجز عن تكوين علاقات عاطفية، كذلك في حالة الزواج من مريض الشخصية الحدية تتصف العلاقة الزوجية بالتذبذب والتوتر طوال الوقت، وذلك لأنه من الصعب تحمل طباع وصفات الشخصية الحدية، ومن المتوقع أن تنتهي العلاقة الانفصال نتيجة التالي:
- الحساسية المفرطة طوال الوقت افتعال المشاكل على أتفه الأمور.
- الخوف من هجر الحبيب مما يدفع مريض الشخصية الحدية إلى التصرف بطريقة اندفاعية ومتهورة.
- الانفعال الحاد والغضب والعجز عن التحكم في المشاعر وردود الأفعال.
- التقلب المزاجي ما بين الحب والعشق تارة والكره والنفور تارة أخرى.
- التصرفات المتهورة التي تؤثر على الأسرة مثل القيادة السريعة أو تعاطي المخدرات والكحوليات وغيرها.
- إيذاء المرأة لفظيًا وجسديًا ومعنويًا.
- العجز عن التواصل الجنسي بطريقة صحيحة.
- التهرب من المسؤوليات بسبب نقص الثقة بالنفس والإحساس الدائم بالخوف والتوتر والقلق.
- التعامل بطريقة مضطربة مع الأطفال بسبب التقلبات المزاجية الحادة.
- الإحساس بالخداع والخيانة من الزوجة.
لذا يمكننا القول بأن علاقة اضطراب الشخصية الحدية والحب والزواج من العلاقات الحادة والمضطربة، وبحاجة إلى التدخل السريع للعلاج لدى أحد المتخصصين، وينصح بعدم التفكير في الزواج من مريض الشخصية الحدية قبل خضوعه إلى العلاج.
هل يمكن علاج الشخصية الحدية؟
كما يتساءل البعض عن اضطراب الشخصية الحدية والحب هناك من يتساءل هل يمكن علاج الشخصية الحدية، وبالطبع علاج الشخصية الحدية ليس أمرًا مستحيلًا ولكن يحتاج إلى خطة علاجية مدروسة بشكل جيد لاختيار ما يناسب كل مريض، لأن الأعراض الجانبية للشخصية الحدية يتوجب الحذر والحيطة عند التعامل معها، علاج الشخصية الحدية يحتاج إلى طبيب متخصص وذو خبرة للتعامل مع مريض الشخصية الحدية باحترافية، وامتلاك الكفاءة المطلوبة للسيطرة على نوبات المريض التي تدفعه إلى الانتحار وإيذاء النفس.
والجدير بالذكر علاج الشخصية الحدية يتم داخل مصحة للأمراض النفسية لمراقبة المريض على مدار الـ24 ساعة، ومن هنا ننصح باختيار مصحة موثوقة توفر جميع الخدمات الآدمية لمساعدة المرضى على التعافي والشفاء بعيدًا عن الضوضاء والازدحام، ومن برامج علاج الشخصية الحدية ما يلي:
- العلاج النفسي الذي يدور حول الحديث مع المريض لفهم مشاعره وتقلباته المزاجية، وشرح الأفكار التي تدور في ذهنه تجاه نفسه والآخرين.
- العلاج السلوكي الجدلي والمعروف باسم العلاج الذهبي للمرضى النفسيين، حيث يهدف إلى تعليم المريض كيفية التعامل مع المرض وما هي طرق العلاج، والتدريب المكثف على تنمية مهارات التواصل والتحكم في الانفعالات والمشاعر.
- العلاج القائم على التعقل الذي يهدف إلى إدراك المريض للواقع والتفكير في ردود أفعاله قبل التصرف.
- العلاج بالأدوية للتحكم في الأعراض الجانبية وتقليل حدة النوبات، وعلى الرغم من عدم وجود أدوية مخصصة لعلاج الشخصية الحدية إلا أن الأطباء يستخدمون أدوية، وعقاقير مختلفة مثل مضادات القلق والاكتئاب ومثبتات المزاج وغيرها.
خلاصة الحديث عن اضطراب الشخصية الحدية والحب:
اضطراب الشخصية الحدية والحب علاقة مضطربة ومتذبذبة بسبب التفكير السلبي تجاه النفس، وصعوبة التحكم في الانفعالات والمشاعر تجاه الآخرين وغيرها من الصفات التي تميز مريض الشخصية الحدية، كما أن الرغبة في العزلة والانفصال عن الواقع والامتناع عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية يقف عائق أمام تكوين مريض الشخصية الحدية علاقات أو روابط عاطفية مع الجنس الآخر.
Arabic 
English