تخطى إلى المحتوى

إليك حلول مشكلة الإدمان في 3 مناهج

إليك حلول مشكلة الإدمان في 3 مناهج

مع وجود حلول مشكلة الإدمان المتعددة، كيف يختار المدمنين وذويهم أو الجهات المعنية المختصة بالتصدي للإدمان الحلول الأفضل التي ستعطي الفرصة للنجاح على المدى البعيد؟ فنحن نعلم جيدًا أن ليس هناك ما هو أكثر تدميرًا من عندما تجد عائلة أحد أفراد أسرتهم يتعاطون المواد المخدرة.

على الرغم من الشعور بالصدمة، وخيبة الأمل، والحسرة، والعجز ،وصعوبة القدرة على التفكير ومواجهة هذا الموقف، إلا أن تتدافع أسر المدمنين وتبذل قصارى جهودها للبحث عن حلول مشكلة الإدمان لمساعدة ذويهم في أسرع وقت.

وبناء على الآثار السلبية والمُشكلات المتعددة التي تتعرض لها المجتمعات والبلدان تقع على كاهل الإدمان أهمها، تدهور الأحوال الاقتصادية، وانعدام الأمن والأمان لتفشي جميع أنواع جرائم السرقة والقتل والاغتصاب وكثرة حوادث الطُرق، كان لا بد من حل مشكلة الادمان بجميع جوانبها، سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي.

لذا، سيحمل هذا الموضوع في طياته أبرز ما يدور حول حلول مشكلة الادمان بما في ذلك، حل مشكلة الإدمان على المخدرات، مع توضيح دور كل من الفرد والمجتمع في تطبيق ونجاح جميع الحلول المقدمة، بجانب معرفة ما هي طرق الوقاية من المخدرات؟ فتابعونا…

في البداية لكي نصل إلى أبرز حلول مشكلة الإدمان لا بد أولًا من الكشف عن براثن الإدمان وأبرز الأسباب التي على إثرها يقع الشخص أسيرا لها ويتحول من شخص طبيعي إلى شخص مُصاب بمرض مزمن يؤثر على سلوكياته ودوافعه وصحته ويدمر حياته شكلًا وموضوعًا، لذا من خلال أولى فقرات المقال سنتعرف سويًا على أسباب تعاطي المخدرات.

ما هي أهم أسباب تعاطي المخدرات؟

أسباب إدمان المخدرات الرئيسية ترتبط بالعديد من العوامل التي تساهم في تطور سوء الاستخدام منها، ما يرتبط بعوامل بيئية والتي يكون السبب الكامن وراءها هو الأسرة والاختلاط بأفراد المجتمع، أو عوامل وراثية (جينية) أبرزها الاضطرابات العقلية.

وفيما يلي قائمة بأبرز العوامل أو الأسباب التي تؤثر في زيادة فرصة بدايات التعاطي وسرع الوصول لمرحلة الإدمان:

  • الضغوطات النفسية: العديد من الأشخاص قد يجدون في تعاطي المواد المخدرة علاجًا أو طريقًا للهروب السريع من الشعور بالاكتئاب والحزن أو الخروج من الصدمات والتأقلم مع الشعور المؤلم، كما أن الإصابة بأحد اضطرابات الصحة العقلية مثل اضطراب تشتت الانتباه، وفرط الحركة من العوامل التي تزيد من احتمال تعاطي المخدرات.

 

  • ضغط الأقران: الاختلاط بأصدقاء السوء خاصة في فترة المراهقة من الركائز الأساسية لتعاطي الشباب المخدرات بهدف حب الاستطلاع.

 

  • التفكك الأسري: كثرة المشكلات التي تنشب ما بين أفراد الأسرة تولد ضعفًا شديدًا في روابط الألفة والحب مع الوالدين والأشقاء، كما ينجم عنها أيضًا انشغال الوالدين عن متابعة أبنائهم وإهمالهم، وتلك الظروف الأسرية القاسية تكون بمثابة دافع قوي للبحث عن متطلباتهم العاطفية بالخارج، ولا ينجم عن ذلك سوى الانخراط في السلوكيات السيئة والاختلاط بـ أقران السوء، لذا تعد حل جميع المشكلات الأسرية ونشر الثقافة بينهم من أهم حلول مشكلة الإدمان.

 

  • وجود تاريخ عائلي للإدمان: نشأة الأبناء بين أسرة أحد أفرادها مدمنًا على تعاطي أي مواد مخدرة، عامل قوي يزيد من فرصة تعرضهم لإدمان المخدرات، فضلًا عن ذلك توارث الجينات المسؤولة عن تعاطي المخدرات بين الأبناء.

 

  • إساءة استخدام عقار يسبب الإدمان: إن الجهل وعدم اتباع تعليمات وإرشادات الطبيب حول الاستخدام الصحيح للأدوية ، قد يكون سببًا أساسيًا في الخروج عن السيطرة في استخدامه ومن ثم الوقوع في فخ وجحيم الإدمان.

 

لذا اعتمادًا على العوامل أو الأسباب سالفة الذكر أعلاه، يمكن وضع حلول مشكلة الإدمان والتخلص من  أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، والتي سنتطرق إليها بالتفصيل خلال الفقرات القادمة، تابع القراءة…

حلول مشكلة الإدمان والتصدي له بالوقاية والعلاج

على الرغم من التعافي من الإدمان والتصدي له في المجتمع من التحديات الصعبة، إلا أن لا يزال الإدمان قابلًا للعلاج، ولا يتم ذلك إلا من خلال كافة الموارد الداعمة واتباع نهج العلاج الصحيح،  

والجدير بالذكر أيضًا أن حلول مشكلة الإدمان تتطلب جهود منظمة وتعاون من جميع أفراد المجتمع مع المنظمات المختلفة بالدولة لـ التصدي ومواجهة الإدمان من خلال:

  1. مكافحة الدولة للإدمان.
  2. الوقاية. 
  3. العلاج وإعادة التأهيل.

 أولًا طرق مكافحة المخدرات 

النهج الفعال ضمن حلول مشكلة الإدمان هو زيادة القوة البشرية والصلاحيات الشرطية لمحاربة تجارة المخدرات وتنفيذ القانون عليهم، ويتم ذلك عن طريق التالي:

  • المكافحة الأمنية: ودورها هو تأمين حدود البلاد ووضع العديد من الوسائل الرقابية الأمنية مثل الجمارك، وقوات حرس الحدود، وقوات الشرطة وغيرها من الجهات المختلفة، وذلك لضبط أي مواد مخدرة تتوغل داخل البلاد أو تحاول الدخول بطرق غير مباشرة.
  • قوانين المخدرات: تطبيق القوانين الخاصة بعقوبة تعاطي المخدرات والترويج لها أو الاتجار بها يساهم من حشد عدد كبير من مرتكبي تلك الجرائم لتلقي جزائهم لعدم تكرار هذا السلوك الإجرامي مرة أخرى.
  • تحليل المخدرات: وضع تحليل المخدرات ضمن شروط التقدم لأي وظيفة حكومية أو خاصة، وإنشاء حملات دورية للكشف عن المواطنين المدمنين من حلول مشكلة الإدمان التي تساهم في تنظيف المجتمع من أفراده المدمنين وعلاجهم من هذا المرض اللعين المزمن.

وهنا يمكن القول بأن النجاح في تأمين البلاد، ومراقبة وضبط من وراء ترويج تجارة المخدرات بداخلها وعلاج  المدمنين من حلول مشكلة الإدمان الأساسية.

إليك حلول مشكلة الإدمان في 3 مناهج
إليك حلول مشكلة الإدمان في 3 مناهج

ثانيًا ما هي طرق الوقاية من المخدرات؟ 

تعتمد كافة طرق الوقاية من المخدرات أو حلول مشكلة الإدمان على علاج جميع الأسباب التي ترغم الشخص على تعاطي المخدرات، والوقاية من الإدمان ليست أمرًا صعبًا، بل إذا تعاون أفراد المجتمع بأكمله لحل الأسباب المذكورة أعلاه، سوف نتمكن من التغلب على ظاهرة الإدمان.

كن على علم بأن الوقاية من الإدمان تتطلب التحلي بالقوة والمقدرة على مواجهة الصعاب والأزمات، ولا تتطلب الاستسلام والضعف، وفيما يلي قائمة بأبرز طرق الوقاية من الإدمان التي تستهدف منع الوقوع في فخ الإدمان أو التدخل العلاجي بشكل مُبكر:

التوعية المدرسية ودورها في حلول مشكلة الإدمان

  • برامج التوعية المدرسية لجميع طلاب المدارس والجامعات، حيث التعليم هو المعركة الأولى للوقاية والحرب على المخدرات.
  • إخبار الأطفال في المنزل والمدرسة عن المخدرات حتى يتمكنوا من تجنبها، واتخاذ خيارات صحية لهم في المستقبل.
  •  تُقام برامج التوعية من خلال الندوات والمحاضرات التي يرأسها المتخصصين والاستشاريين النفسيين لتمكنهم من توضيح خطورة الإدمان للطُلاب على أكمل وجه.
  • إشراك القادة الدينيين في ندوات التوعية لتقوية الوازع الديني.
  • تثقيف أولياء الأمور وجميع أفراد الأسرة بـ علامات الإدمان وأبرز أعراض إساءة استخدام المواد المخدرة من خلال الندوات والبرامج التليفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مع توضيح دليل واضح يشرح كيفية التعامل مع مدمن المخدرات.
  • تضمين قضايا الإدمان في المواد الدراسية للصفوف المختلفة وتكليفهم بإعداد موضوع عن المخدرات وأضرارها.
  • وضع لوائح وقواعد صارمة توضح عقوبة من يتم ضبطه يتعاطى أي مادة مخدرة أو يروج لها داخل المدرسة.
  • إعطاء الصلاحية للإخصائي الاجتماعي لحل مُشكلات الطلاب بالمدرسة، وتفعيل دوره لرصد كافة السلوكيات غير السوية بين الطلاب.
  • الحرص على تنمية مهاراتهم الجسدية والعقلية من خلال إشراك جميع الطُلاب في الأنشطة المختلفة وممارسة التمارين الرياضية.

 الاستقرار الأسري ودور الوالدين في حلول مشكلة الإدمان

  • متابعة جميع تصرفات الأبناء داخل المنزل وخارجه، يساعد في تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها بشكل مُبكر
  • امتناع الآباء عن التدخين أو شرب الكحول أو أي مادة مخدرة تمامًا مع المتابعة المستمرة للطفل من ركائز حلول مشكلة الإدمان في المجتمع، لأن الآباء هم القدوة للأبناء في مراحل حياتهم.
  • غياب العنف الأسري وتجنب نشوب المشكلات وأسلوب التعصب والترهيب، يولد جيلًا سويًا نفسيًا وجسديًا وعقليًا.
  •  رعاية الأبناء والاهتمام بمُشكلاتهم سواء داخل المنزل أو خارجه ومساعدتهم في حلها.

ثالثًا العلاج من المخدرات: أهم حلول مشكلة الإدمان

إن أفضل علاج للإدمان على المخدرات هو اتباع نهج مهني متخصص متعدد الجوانب يتضمن التعامل مع الإدمان الجسدي، بجانب إعطاء المدمن المهارات الحياتية التي يحتاج إليها لكي يتعامل مع مشكلات الحياة بشكل فعال.

لذا يمكننا القول بأن أهم حلول مشكلة الإدمان هو الاعتماد على العلاج الذي يتألف من 3 مكونات رئيسية، العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي.

ولا بد من تطبيق جميع مراحل العلاج استنادًا إلى حالة المدمن، أي يراعي الفروق الفردية في حالات الإدمان، ولا يعتمد على تجارب الآخرين حتى ولو كانت ناجحة.

وللتعرف على مزيد من تفاصيل عن برامج علاج الإدمان الجماعي أنقر هنا… 

 

هل يمكن علاج الإدمان على المخدرات في المنزل؟

نعم، يمكن علاج إدمان المخدرات في المنزل تبعًا لعدة شروط منها:

  • أن يكون المدمن في بداية الإدمان، أو يتعاطى مواد خفيفة التركيز ومن يحدد ذلك هو تقييم الحالة بعد عملية التشخيص.
  • أن يكون العلاج تحت إشراف الطبيب.
  • الحرص على زيارة الطيب في مواعيد الزيارة التي سبق تحديدها.
  • الانتظام في تناول الأدوية طبقا لـ مواعيدها.
  • تغيير المكان والتخلص من أي أدوات أو مواد تذكرة بتعاطي المواد المخدرة.
  • اتباع حمية غذائية تساعد المدمن في مقاومة الأعراض الإنسحابية.

على الرغم من أن قد تنجح مرحلة الديتوكس في المنزل، إلا أنه لا يمكن الجزم بفعالية علاج الإدمان المنزلي ضمن حلول مشكلة الإدمان، لأنها قد تمثل خطورة فادحة على حياة المدمن لصعوبة أعراض انسحاب المخدرات من الجسم والتي قد تتطلب التدخل الطبي السريع وهو ما لا يتوفر داخل المنزل، كما أن هناك بعض حالات الإدمان يتطلب ضمن البروتوكول العلاجي لها علاج الإدمان بالتدريج ويمنع التوقف بشكل مُفاجئ عن المخدر حرصًا على حالته الصحية من المخاطر.

ناهيك عن أن حلول مشكلة الإدمان العلاجية تتضمن برامج العلاج النفسي المختلفة التي تساعد في تعديل سلوكيات المدمن عن طريق التخلص من السلوكيات والأفكار السيئة واستبدالها بالإيجابية، ليكون شخصًا سويًا قادرًا على مواجهة التحديات والابتعاد عن السلوكيات المُضرة، وبرامج العلاج السلوكي والتأهيل النفسي لا تتوفر ضمن برنامج العلاج المنزلي.

إليك حلول مشكلة الإدمان في 3 مناهج
إليك حلول مشكلة الإدمان في 3 مناهج

 

كيف تقنع شخص مدمن بالاقلاع عن المخدرات؟

لكي تنجح في إقناع شخص مدمن على تعاطي المخدرات، وتتغلب على تلك المهمة المرهقة التي تُمثل تحديًا كبيرًا يمكنك القيام بالتالي:

  • الاطلاع على تأثير المادة المخدرة التي يتعاطاها المدمن، لـ تتفهم سلوكياته جيدًا.
  • التزم بالهدوء وتجنب التعصب أو اتباع أسلوب العنف، واظهر اهتمامك بحالته دون اصدار أي أحكام ، وذلك بهدف كسب ثقة المدمن لكي يتحدث معك وهو يشعر بالأمان تجاهك.
  • اخبره بأنك تتفهم حالته جيدًا وأن الإدمان ما هو إلا مرض مزمن ولا يرتبط بسوء تربيته أو أخلاقه.
  • تحدث معه عن أضرار الإدمان الجسدية والنفسية والاجتماعية التي يتعرض لها على المدى البعيد.
  • ساعده في البحث عن مركز متخصص في علاج جميع حالات الإدمان مرخص وبه كافة الإمتيازات التي يحتاجها أي مدمن لكي يصل إلى التعافي دون ألم أو انتكاسه.

والجدير بالذكر أن نجاح الآخرين في إقناع المدمنين لتلقي العلاج من الركائز الأساسية في حلول مشكلة الإدمان.

كيف أبادر في حل مشاكل تعاطي المخدرات؟ 

يمكن لأي فرد في المجتمع أن يشارك بشكل فعال في حل مشكلة الادمان على المخدرات داخل المجتمع وذلك من خلال:

  • التثقيف جيدًا عن علامات و أعراض الإدمان.
  • إذا كنت تتوقع أن هناك شخص ما يعاني من إحدى مشكلات الإدمان، راقب سلوكه اولًا للتأكد من الأمر قبل التحدث معه.
  • تقديم النصائح للشباب بضرورة الإقلاع عن هذا السلوك السيء.
  • الاتصال بمستشفى أو مركز متخصص وطلب المساعدة.
  • الإبلاغ عن أي شخص يثبت عليه تجارة المخدرات أو حيازتها أو يروج لها مابين الشباب، ولا يتراجع عن تلك السلوكيات.

الخلاصة

حلول مشكلة الإدمان تنطوي على خطوات ملموسة يجب اتخاذها بجدية لإضعاف سيطرة المخدرات على المجتمع، وذلك لأن الخطر الناجم عن المخدرات على الفرد والمجتمع أكبر من أن نتجاهله.

كما يجب علينا التذكر جيدًا أن الإدمان ليس فقط خطأ شخصي، بل هو مرض يتطلب العلاج الفعال والدعم، فكم من مدمن تعافى واستطاع العودة إلى حياته الطبيعية بمجرد تشخيصه مبكرًا وتقديم العلاج المناسب له. 

ولا بد من تكاتف أفراد المجتمع مع الجهات والانظمة المختلفة لتنظيف البلاد من المرض اللعين الذي لا يترك صغيرًا أو كبيرًا أيًا كان نوعه، وتقديم الدعم لأولئك الذين يحاربون هذا المرض.

فقط بالجهود المشتركة، نستطيع تحقيق تغيير حقيقي في جميع حالات الإدمان وتحسين جودة حياة المُدمن.

 

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3 

المصدر4

المصدر5

اترك تعليقاً

arArabic